• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تأمّل في مجرى الحديث

 بسم الله الرحمن الرحيم

(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اللّه شيئاوسيجزي اللّه الشاكرين)(1).
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(2).
(وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى)(3).
توفي رسول اللّه (ص) وقد ترك في امته واصحابه ثقلين كبيرين(4)، وهما: القرآن والعترة، وامرهم بالتمسك بهما ولا يتركوهما ابدا.
فقد كان الرسول (ص) قبل وفاته هو المتكفل لبيان الحقائق القرآنية، ونشرالتعاليم الاسلامية بين امته من العقائد والاحكام على نحو الحديث، وقال (ص) عن اهمية رواية الحديث ونقله: «نظر اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها، فكم من حامل فقه الى من هو افقه منه»(5).
5- سنن الترمذي 5: 33 كتاب العلم باب «7» باب ما جا في الحث على تبليغ السماع ح 2657 و2658، بحار الانوار 2: 148 كتاب العلم باب «19» باب فضل كتابة الحديث وروايته ح 23 وباب «21» باب آداب الرواية ح 20 و24، وج21: 138 كتاب تاريخ ‌نبينا (ص) باب «26»، باب فتح مكة ح33، وج27: 67 كتاب الامامة باب «3» باب ما امر به النبى (ص) 3 6.
وهنا يجدر بنا ان ننظر الى المجتمع الديني كيف واجه القرآن وعترة رسول اللّه بعد وفاة النبي (ص)؟ وماذا كان دور المجتمع في قبال احاديث رسول اللّه (ص)؟
تراهـم انهـم قد عزلوا اهل البيت (ع) عن المجتمع، وفرضوا عليهم الاقامة الجبرية في الدار، وعاملوهم معاملة بحيث لا يمكن ان يحدها قلم وبيان(6)، وعندما فلحواونجحوا في مؤامراتهم من اقصا حماة الدين الواقعيين عن المجتمع استطاعوا بعدها ان يفرقوا بين القرآن والاحاديث التي هي بمثابة تفسير للمفاهيم القرآنية ومن ثم فسروا القرآن واولوه حسب ما اقتضته اهواؤهم وسياساتهم.
ولما كانت اقوال رسول اللّه وسيرته التي تسمى بالسنة، سدا منيعا امام سياسة الخلفا، وسلاحا قويا بايدي مخالفي الخلفا، ولهذا فلم يكن للخلفاء واعوانهم سبيل سوى تجريد مخالفيهم من هذا السلاح.
فاول عمل بدا به الخليفة ابو بكر حاول ان يحتكر هذا السلاح في حيازته، فجمع خمسمائة حديث من احاديث رسول اللّه (ص) ودونها ولكن بعد برهة من الزمان علم ان هذا العمل لم يكن في صالحه لان حصر هذا الامر من المستحيلات، ولذلك صمم ان يحرق الاحاديث التي جمعها(7).
ولا شك ان من المستحيلات في ذاك العصر ان يتمكن الخليفة ابو بكر من ان يمنع المسلمين من رواية الحديث وتدوينه، ويلزمهم رواية الاحاديث التي جمعهاودونها هو بنفسه فقط، ولهذا السبب اتخذ سياسة حظر نشر الاحاديث مطلقا لكي يخلي سواعد المسلمين من حملهم لهذا السلاح القوي الحديث فاعلن للمسلمين قائلا: فلا تحدثوا عن رسول اللّه شيئا، فمن سالكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب اللّه(8).
لان القرآن على عكس احاديث رسول اللّه (ص)، يمكن تاويل آياته وتفسيرهاحسب ما تقتضيه المصالح والاهوا(9).
عندما ادركت المنية ابابكر ادلى بالخلافة الى عمر(10)، ولا يخفى ان اكثرالمسلمين لما ابتعدوا عن التعايش مع اقوال النبي (ص)، فقدوا وعيهم الديني، فانقادواطائعين لاوامر الخليفة.
وخطا عمر في خلافته نفس السياسة التي ساسها ابوبكر فمنع نقل الحديث بكل جهد، واعلن متظاهرا باعطا الناس حر يتهم وشاورهم في رواية حديث رسول اللّه (ص) وتدوينه فاشاروا عليه بضرورة هذا الامر، فاحتال بعد شهر واحد قضاه في التفكير في هذه المهمة، فظهر انه قد حصل على النتيجة المطلوبة بزعمه، فجا الى الناس واعلن قائلا: اني كنت اردت ان اكتب السنن واني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبواكتبا فاكبوا عليها فتركوا كتاب اللّه تعالى، واني واللّه لا البس كتاب اللّه بشي ابدا(11).
وتراه انه عندما كان يبعث احدا لمهمة ما، يامره بان لا يحدث الناس باحاديث رسول اللّه (ص) حتى لا يصدهم بذلك عن القرآن، واذا علم بان احدا منهم لم يتجاوب معه في هذا الامر، يامره بالشخوص الى المدينة ويفرض عليه الرقابة الشديدة(12) هذابالاضافة الى انه اباد حرقا بالنار جميع الاحاديث التي دونها هو والناس.
وعندما توفي عمر والوضع ما زال على ما كان عليه من التحريم نقلا وتدوينا، وتولى الخلافة بعده عثمان بن عفان وذلك ضمن خطة مدروسة(13).
وفي عهـد الخليفة عثمان اشتد الوطيس على الحديث، فلو كان الخليفة عمريؤذي رواة حديث النبي (ص) ويصيرهم تحت الرقابة الشديدة، ويحرق ما كتبوه من الاحاديث، ولكن عثمان اتخذ اسلوبا آخر للمنع من رواية احاديث الرسول وتدوين سيرة النبي (ص)، فانه كان يعذب الرواة، ويقصيهم عن المدينة، كما حصل ذلك لابي ذرالغفاري، حيث انه اقصي من المدينة الى الشام، ثم الى المدينة ثانيا، وثم الى صحرا ربذة، فمات هذا الصحابي الجليل في تلك البقعة الحارقة غريبا وهكذا عاش وحيدا وكذلك ضرب عثمان عمار بن ياسر صحابي رسول اللّه حتى وقع على الارض مغشيا عليه(14).
وهـكذا عاش اصحاب رسول اللّه والتابعين المخلصين خمسة وعشرين سنة تحت وطاة ضغوطات الخلفاء حتى ثارت ثائرتهم ونهضوا جميعهم واطاحوا بعثمان وقتلوه، وبعد ذلك اجبروا الامام علي (ع) على القيام بالامر واصروا عليه بقبول الخلافة فلما نهض الامام علي (ع) بالامر كان المسلمون قد انسوا سيرة الخلفاء وذابوافيها مدة ربع قرن.
ويصف الامام علي (ع) الظروف التي عاشها فيقول:(15).
«قد عملت الولاة قبلي اعمالا خالفوا فيها رسول اللّه (ص) متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيرين لسنته، ولو حملت الناس على تركها وحولتها الى مواضعها والى ما كانت في عهد رسول اللّه (ص) لتفرق عني جندي حتى ابقى وحدي او قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض امامتي من كتاب اللّه عز وجل وسنة رسول اللّه (ص).
ارايتم لو امرت بمقام ابراهيم (ع) فرددته الى الموضع الذي وضعه فيه رسول اللّه (ص)(16)، ورددت فدك الى ورثة فاطمة (س)، ورددت صاع رسول اللّه (ص) كما كان، وامضيت قطائع اقطعها رسول اللّه (ص) لاقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفرالى ورثته وهدمتها من المسجد، ورددت قضايا من الجور قضي بها، ونزعت نساء تحت رجال بغير حق فرددتهن الى ازواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والاحكام، وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من ارض خيبر، ومحوت دواوين العطايا، واعطيت كما كان رسول اللّه (ص) يعطي بالسوية ولم اجعلها دولة بين الاغنيا(17) والقيت المساحة(18)، وسويت بين المناكح(19)، وانفذت خمس الرسول كما أنزل اللّه عز وجل وفرضه(20)، ورددت مسجد رسول اللّه (ص) الى ما كان عليه(21)، وسددت ما فتح فيه من الابواب وفتحت ما سد منه، وحرمت المسح على الخفين(22)، وحددت على النبيذ(23)، وامرت باحلال المتعتين(24)، وامرت بالتكبير على الجنائزخمس تكبيرات(25)، والزمت الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم(26)، واخرجت من ادخل مع رسول اللّه (ص) في مسجده ممن كان رسول اللّه (ص) اخرجه، وادخلت من اخرج بعدرسول اللّه ممن كان رسول اللّه (ص) ادخله، وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة(27)، واخذت الصدقات على اصنافها وحدودها، ورددت الوضؤوالغسل والصلاة الى مواقيتهـا وشرائعها ومواضعها، ورددت اهل نجران الى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائرالامم الى كتاب اللّه وسنة نبيه (ص)(28)، اذا لتفرقوا عني، واللّه لقد امرت الناس ان لا يجتمعوا في شهر رمضان الا في فريضة، واعلمتهم ان اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض اهل عسكري ممن يقاتل معي: يا اهل الاسلام غيرت سنة عمر، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا لقيت من هذه الامة من الفرقة وطاعة ائمة الضلال والدعاة الى النار(29).
فقد وصف الامام برامجه العملية بانه يسير بسيرة النبي (ص) ولا يعمل بما اتاه الخلفا، خاصة بالنسبة الى مسالة رواية الحديث، وعمل جاهدا ومتواصلا لمحو ما ابتدعه الخلفا(30).
ولما رات قريش نهج الامام علي (ع) في العمل بانه مضاد لمصالحها الدنيوية اعلنوا مخالفتهم له (ع)، واشعلوا ضده حرب الجمل وصفين اللتين راحت ضحيتهمادما كثيرة حتى وقع هو ايضا شهيدا وهو في المحراب يصلي، وكان ذلك بعد اربع سنوات واشهر من خلافته (ع).
وبعد ذلك استولى معاوية الذي عرف بعدائه للّه ورسوله (ص) بشتى انواع الحيل والخداع على اريكة الحكم، وتراه يكشف في حواره مع المغيرة بن شعبة ويبين عن سياسته الاصلية «فقال له المغيرة: انك قد بلغت سنا يا امير المؤمنين! فلو أظهرت عدلا وبسطت خيراً فإنّك قد كبرت، ولو نظرت الى اخوتك من بني هاشم فوصلت ارحامهم فواللّه ما عندهم اليوم شي تخافه فقال لي: هيهات هيهات ثم ملك اخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين فواللّه ما عدا ان هلك فهلك ذكره الا ان يقول قائل:
عمر، ثم ملك اخونا عثمان فملك رجل لم يكن احد في مثل نسبه فعمل ما عمل وعمل به، فواللّه ما عدا ان هلك فهلك ذكره وذكر ما فعل به وان اخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس مرات اشهد ان محمدا رسول اللّه فاي عمل يبقى مع هذا؟ لا ام لك واللّه الا دفنا دفنا»(31).
وهكذا جمع معاوية جميع قواه لابادة شخصية النبي وآله (ع) ومحو سيرته، فاسس جهازا اعلاميا لوضع الحديث، واستعمل لهذا الهدف بعض الصحابة نحو: اباهريرة الذي روى اكثر من خمسة الاف وثلاثمائة حديث ملفق على النبي (ص)، وعبداللّه بن عمر الراوي لما يزيد على الفي رواية، وهـكذا ام المؤمنين عائشة بنت ابي بكروانس بن مالك اللذين حدث كل منهما باكثر من الفي وثلاثمائة حديث مفتر على رسول اللّه (ص)(32).
فقد كان هؤلاء واعوانهم يتسابقون فيما بينهم في وضع الحديث طمعا في رضا الحكام، فوضعوا احاديث لا يعلم عددها الا اللّه ونسبوها الى الرسول (ص) حتى ان اقول: ورواه ابن ابي الحديد في شرح النهج وفيه: «ان ابن ابي كبشة» بدلا عن «اخاهاشم»، حيث كان المشركون ينسبون النبي (ص) الى ابي كبشة، وهو رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاوثان، فلما خالفهم النبي (ص) في عبادة الاوثان ايضا شبهوه به، وقيل: انه كان جد النبي (ص) من قبل امه فارادوا انه نزع في الشبه اليه.
وقال ابن ابي الحديد المعتزلي بعد نقله قصة معاوية وحواره مع المغيرة: وقد طعن كثيرمن اصحابنا في دين معاوية، ولم يقتصروا على تفسيقه، وقالوا عنه انه كان ملحدا لايعتقدالنبوة، ونقلوا عنه في فلتات كلامه وسقطات الفاظه ما يدل على ذلك راجع النهاية لابن الاثير 4: 144 وشرح نهج البلاغة 5: 129 المعرب.
 مسخ كل ما يتعلق بالاسلام الحقيقي، ولبس الدين لبس الفرو مقلوبا، ومن ثم احتل الاسلام المزيف والممسوخ الملبي لهوى الخلفاء سدة الحكم بدلا عن الاسلام المحمدي الحقيقي.
ولم يقبل الخلفاء بعد ذلك دينا سوى هذا الاسلام المقلوب والمزيف الذي بني صرحه في عهد معاوية وعرف فيما بعد والى عصرنا هذا بالاسلام الحقيقي، بحيث لو ان احدا اراد اليوم ان يقوم بتبيين الاسلام الحقيقي الذي جاء به النبي (ص) لم يتقبلوه، وذلك لانهم اعتادوا الدين الخليفي الذي ابتدعه معاوية، وفهموا الدين من خلال كتب تتضمن احاديث دست على الرسول فالتوحيد الاسلامي عندهم مثلا هو ما عرفوه من خلال هذا الحديث الذي وضعه ابو هريرة:
«ان اناسا قالوا: يا رسول اللّه هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تمارون في القمرليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول اللّه.
قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا.
قال: فانكم ترونه، كذلك يحشر الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئافليتبع، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الامة فيها منافقوها فياتيهم اللّه في غير الصورة التي يعرفون فيقول: انا ربكم، فيقولون: نعوذ باللّه منك، هذا مكاننا حتى ياتينا ربنا، فاذا اتانا ربنا عرفناه فياتيهم اللّه في الصورة التي يعرفون فيقول: انا ربكم، فيقولون: انت ربنا فيتبعونه»(33).
وكما تلاحظ ـ ايها القارئ ـ ان في هذا الحديث ما يقوض اساس التوحيدوالمعاد الصحيح النابع من منظار الاسلام الحقيقي، وتراهم يروون احاديث اخرى
 يخدشون بها شخصية النبي الكريم ويشوهونها، كما رووا عنه انه قال(34): «اللهم اني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فايما مؤمن سببته او جلدته فاجعل ذلك كفارة له».
وفي رواية اخرى: آذيته فاجعلها كفارة وقربة تقربه بها اليك، وفي اخرى: سببته او شتمته ان يكون ذلك له زكاة واجرا.
ورووا ايضا انه (ص) قال لاناس يلقحون النخل: لو لم تفعلوا كان خيرا، فتركوه فنفضت او فنقصت وخرج شيصا، فذكروا ذلك له فقال: ان كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فاني انما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني، او قال: انتم اعلم بامر دنياكم(35).
ورووا ايضا: قرا رسول اللّه (ص) بمكة النجم، فلما بلغ هذا الموضع: (افرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الا خرى)(36) القى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى قالوا: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا ثم جاه جبرئيل بعد ذلك قال: اعرض علي ما جئتك به، فلما بلغ تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى قال له جبرئيل: لم آتك بهذا، هذا من الشيطان، فانزل اللّه: (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي)(37)(38).
وردت هذه الاحاديث في كتب التفاسير المعروفة والمعتبرة عند اهل السنة، مثل: الطبري وابن كثير والسيوطي وسيد قطب، حيث رووا احاديث موضوعة ومدسوسة على النبي (ص) بشكل مكثف حتى غابت الصورة الواقعية لرسول اللّه (ص) ورا الحجب المكذوبة والمزورة(39).
وعلى العكس من هذا، تراهم قد زينوا صور امرا قريش وقادتهم وخلفائهم فوضعوا لهم فضائل مزيفة، واتهموا مخالفي هؤلاء بتهم مفتراة فوصفوا رجالا مثل: ابي ذر ومالك الاشتر وعمار بن ياسر وغيرهم بانهم اناس لا علم لهم بالدين وانهم مخدعون(40).
ولم يكتفوا بهذه فحسب، بل مدوا يد الزور والزيف الى التوحيد وصفات الباري، كيفية الحشر والقيامة، الثواب والعقاب، الجنة والنار، تاريخ الانبيا، بدالخلق، الاحكام والعقائد الاسلامية، فاختلقوا لكل منها احاديث مختلفة ومقتبسة من عقائد اهل الكتاب الخرافية وما صنعته ثقافتهم الجاهلية وعقولهم البالية وما هي من الدين بشي.
وقد كثرت هذه الاحاديث المزورة وتوسعت دائرة تناقلها حتى غطت الحقائق الدينية ومسختها وكانت نتيجتها ان ابتدع اسلام آخر صار المذهب القانوني لحكام بني امية وبني العباس حتى نهاية الخلافة العثمانية.
وفي مقابل هؤلاء المزورين والمختلقين للاحاديث على مر التاريخ الاسلامي صمد رجال مخلصون، جاهـدوا لنشر السنة الحقيقية التي تبين اقوال النبي
(ص) وسيرة الرسول مع المسلمين حتى ان ضحوا بانفسهم في هذا السبيل.
ومن زعما هذه الفئة الصحابي الجليل ابوذر الغفاري فانه كان جالسا ذات يوم عند الجمرة الوسطى في منى فاجتمع حوله اناس مسلمون كثيرون يسالونه عن دينهم، واذا باحد مرتزقة بني امية يشهد المنظر فتخلل الناس حتى وقف على ابي ذر فقال: الم ينهك امير المؤمنين عن الفتيا؟ فقال ابوذر: أأنت رقيب علي ثم اشار الى حلقه وقال: واللّه لو وضعتم الصمصامة على هذه على ان اترك كلمة سمعتها من رسول اللّه (ص)، لانفذتها قبل ان يكون ذلك(41).
ومن هذه الفئة ايضا رشيد الهجري، فانه لما تولى ابن زياد الكوفة قطع يده ورجله، فلما حمل الى اهله عاده الناس وهم باكون، فقال لهم: ايها الناس، ائتوني بصحيفة ودواة اكتب لكم ما يكون الى يوم القيامة، فاخبر ابن زياد فامر بقلع لسانه(42).
وعلى هذا النهج خطا ميثم التمار، فانه لما تولى ابن زياد الكوفة القى القبض عليه فصلبه وقطع يده ورجله، فكان ينادي باعلى صوته وهو مصلوب: ايها الناس من اراد ان يسمع الحديث المكنون عن علي بن ابي طالب؟ قال: فاجتمع الناس واقبل يحدثهم بالعجائب، فاخبر ابن زياد بذلك، فامر بقطع لسانه، وتشحط ميثم (ره) ساعة في دمه ثم مات(43).
وهـكذا آل الامر في ذلك العصر الى ان الخليفة اصبح ذا هيمنة كبيرة بحيث كان بامكانه ان يحرم ما احله اللّه ورسوله، ويحلل ما حرمه اللّه ورسوله، ويبتدع قوانينا
هذه الرواية ومثيلاتها هي مما تطاولت اليها الايادي الاثمة بالتقطيع والاسقاط.
موازية للقوانين الالهية، من حيث التطبيق.
وليعلم ان هذا الوضع لم يدم اكثر من عهد عثمان حيث قامت الثورة الشعبية ونهض المسلمون ومحوا الكثير من هذه البدع الى ان آلت الخلافة الى معاوية، فقام بتقويم ما محاه المسلمون وذلك بتكوين الاجهزة الاعلامية التي كان قوامها وضاع الاحاديث(44).
ولكن شهادة الامام الحسين (ع) حطمت هذه الخطط وهدمت ما بنوه حتى فقدنظام الخلافة مكانته التي كان يمتاز بها الخلفا، فالبدع والتعاليم المزورة التي اوجدت الانفصال بين الاسلام المتداول عندهم والاسلام الحقيقي قد توقفت، ولم يتمكن الخلفاء بعد شهادة الامام الحسين (ع) ان يختلقوا بدعا جديدة كما كان في السابق(45).
واثمرت شهـادة الامام الحسين (ع) اثرا اخرا وهو ان السجن والتعذيب والفتك بمبلغي الاسلام الواقعي ورواة الاحاديث قد تضالت، لان الحكام آنذاك لم يتمكنوامن التنكيل والزجر كما كان داب اسلافهم السابقين، وهكذا استطاع الرواة بعد جهادطويل ان ينشروا بين المسلمين احاديث صحيحة وموثقة غير تلك الاحاديث الموضوعة التي اختلقها اعوان الخلفا.
وفي مطلع القرن الثاني من الهجرة انتهت فترة الحظر عن رواية الحديث التي دامت مائة عام، وذلك عندما تولى عمر بن عبدالعزيز، فامر اتباع الاسلام الخليفي ان يدونوا احاديث رسول اللّه فدونت عشرات الكتب في سيرة الرسول والصحابة ومن بين الاف
الاحاديث المروية والمدونة في هذه الكتب رويت ايضا احاديث صحيحة ولكنها قليلة جدا رواها المخلصون عن رسول اللّه (ص)، وحتى هذه الاحاديث اليسيرة الصحيحة كانت تزعج اولئك العلما التابعين للخلفا، ولكي يخرجوا انفسهم من هذه الورطة ويحيلوا عن نشرها اتخذوا قرارين من جهتين:
اولا: من جهة علم الرجال والدراية فانهم جرحوا كل شيعي ومحب لعلى (ع) بالضعف.
ثانيا: من جهة علم الرواية والحديث فدونوا كتبا واسقطوا منها هذا النوع من الاحاديث وكذا الاحاديث التي تمس بشخصية الحكام والخلفاء بعد الرسول.
فسموا هذه الكتب المدونة على هذا الشكل والاسلوب بالصحيح، حتى بلغ ‌عددها ستة، وكان حظ صحيح البخاري من حيث الاعتبار والوثوق اكثر من سائرالصحاح، لان البخاري كان اكثر اعتقادا وتمسكا بالاصلين المذكورين، ولذا تراه يروي عن الخوارج، مثل: عمران بن حطان، ويدع رواية الامام جعفر بن محمدالصادق (ع)، وكذلك تراه يقتطع وينقص الاحاديث التي تمس بكرامة الخلفا، وعلى هذا الاساس نرى اتباع اسلام الخلفاء يعتقدون بان صحيح البخاري اصح كتاب بعدالقرآن.
ومن بين كتب التاريخ والسير فهم يعتبرون تاريخ الطبري هو اثبت واصح ماكتب في التاريخ، لان الطبري انتهج في اسلوبه ما انتهجه البخارى من حيث التزامه بالاصلين المذكورين، فهو يترقب بان لا يروي حديثا فيه ما يخدش هوية هذه الفئة من الصحابة الموثوقين عندهم، ويروي كل حديث مزور ليبرر المواقف الظالمة لبعض الصحابة والخلفا.
ومن هذا المنطلق ترى الطبري يروي مئات الاحاديث التي دستها ايادي الزنادقة بحيث انه اثبت القضايا والحوادث الواقعة في عهد النبي (ص) والخلفاء الاوائل مقلوبة ومعكوسة ولما كان الطبري ملتزما ومقيدا للحفاظ على مصالح الخلفاوالصحابة الموثوقين عندهم حاز من العظمة والاحترام حتى سموه امام المؤرخين، وان الذين جاؤا من بعده كابن اثير وابن كثير وابن خلدون اقتبسوا ما كتبوه في كتبهم من كتاب الطبري(46).
واتخذ شيعة اسلام الخلفاء منذ القرن الرابع من الهجرة اقتداء بعلمائهم هذه الكتب الحديثية الستة مصدرا ومرجعا ونشروها، ومن كتب التاريخ اعتمدوا فقط على تاريخ الطبري ومن سلك دربه، وكانت نتيجة هذا الاعتماد على هذه الكتب ان نسيت مئات الكتب التي دونت في الحديث والتفسير والتاريخ غير التي ذكرناها(47)، ومن هذا المنطلق ايضا تلاحظ انهم اغلقوا على انفسهم على الاخرين باب البحث والتحقيق في معرفة الاسلام الحقيقي الذي جاء به النبي (ص) الى البشرية كافة.
واما الاجيال التي تلت القرن الرابع الهجري والى عصرنا هذا سوى شيعة اهل البيت (ع) فقد اكتفوا بالتقليد الاعمى لاولئك حتى ان اعتبر الدين الذي اختلقته الايادي الاجيرة والوضاعة للحديث هو الاسلام الواقعي، الحق ان هذه الاحاديث المختلقة حول العقائد والاحكام وغيرها هي السد المنيع لمعرفة الاسلام المحمدي وهداية الضالين والمنحرفين.
ولهذا ينبغي لعلما الدين ان يبادروا في البحث والتحقيق عن الاسلام الواقعي الذي تمسك به اتباع مذهـب اهل البيت (ع)، وقد حاورت الكثير من العلما في العراق ومصر وسوريا ولبنان وايران في بيان هذه الحقيقة، وارجو من الذين هم حفظة الدين اي الحوزات العلمية ان يلتفتوا الى هذا الامر بالجد والمثابرة.
وفي هذا المجال فاول ما اسعدني هو هذا الكتاب الذي كتبه العلامة الفاضل الشيخ محمد صادق النجمي ـ احد علماء الحوزة العلمية في قم المقدسة ـ ولاسباب عديدة ارى من اللازم ان اقدر جهد مؤلفه الكريم من حيث:
1 ـ ان المؤلف في دراسته هذه قد ادى الدور اللازم في البحث والتحقيق في كتب الحديث.
2 ـ اختار المؤلف لدراسته من بين كتب الحديث كتابي صحيح البخاري وصحيح مسلم، اللذان هما اصح الكتب واوثقها عند الاخوة اهل السنة.
3 ـ ان المؤلف قد راعى في بحثه ودراسته آداب البحث العلمي رعاية تامة وهذاما وجدته اثنا تتبعي في مضامين الكتاب.
4 ـ انه كتب كتابه بالفارسية وبعبارات رشيقة سلسة يفهمها عامة الناس.
5 ـ ان المؤلف وان كان يقطن قم المقدسة وهو احد فضلا حوزتها، وكان بعيداعن معاشرة اهل السنة ومحادثتهم لكنه تصدى في دراسته لهذا الموضوع على الوجه السليم والاسلوب الصحيح ورجانا من اهل العلم والفهم ان يقراوا الكتاب بدقة حتى تتجلى لهم الحقائق اكثر فاكثر.
ارجو من اللّه القدير ان يحفظ قوام الحوزة العلمية في قم المقدسة حتى ظهورصاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن العسكري عجل اللّه تعالى فرجه الشريف وان يوفق جميع العلما والمحققين في شتى ابواب العلوم الاسلامية.

وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين.


مرتضى العسكري           
مساء الخميس 11/2/1392 هـ. ق.







____________
1- آل عمران: 144.
2- الحشر: 7.
3- النجم: 3.
4- مسند احمد 3: 14 و17 و26، وج 5: 182، سنن الترمذي 5: 621 كتاب المناقب باب «32» باب مناقب اهل البيت (ع) ح 3786 و3788.
5- ولقد اجاد سلمان الفارسي وابوذر الغفاري في توصيفهما لاوضاع ذلك العصر، قال سلمان: اصبتم ذا السن منكم واخطاتم اهل بيت نبيكم، لو جعلتموها فيهم ما اختلف عليكم اثنان ولاكلتموها رغدا، شرح النهج 2: 49.
وقال ابو ذر: فلو قدمتم من قدمه اللّه واخرتم من اخره اللّه وجعلتم الامامة في آل بيت نبيكم لانزل اللّه عليكم نعمه، والان حيث عملتم هذا فذوقوا وباله (وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون) تاريخ اليعقوبي 1: 120 عند ذكره ما نقم على ابي ذر.
6- تذكرة الحفاظ 1: 5.
7- تذكرة الحفاظ 1: 7.
8- حيث ان للقرآن بطون ومعان متعددة، ولذلك يمكن لكل احد ان يفسر الايات حسب رايه الذي يراه صوابا وقال اميرالمؤمنين علي (ع) لابن عباس لما بعثه لاحتجاج على الخوارج على احقية اميرالمؤمنين (ع) ويتم عليهم الحجة لئلا يكون لهم حجة على اللّه: لا تخاصمهم بالقرآن فان القرآن حمال ذو وجوه تقول ويقولون ولكن حاججهم بالسنة فانهم لن يجدواعنها محيصا وصية 77 من نهج البلاغة المعرب.
9- قال علي (ع): حتى مضى الاول لسبيله فادلى بها الى فلان بعده، نهج البلاغة: 3.
10- الطبقات الكبرى 3: 286، جامع بيان العلم وفضله 1: 64 65.
11- راجع كتابنا من تاريخ الحديث، تجد ما فيه الكفاية.
12- قال علي (ع) فصيرها في حوزة خشنا، نهج البلاغة: 3 الخطبة الشقشقية، وراجع كتاب عبداللّه بن سبا 1: 142 ـ 151 تجد فيه الكفاية.
13- انساب الاشراف 5: 49.
14- راجع كتابنا احاديث ام المؤمنين باب على عهد الصهرين: 115.
15- اخرج ابن سعد في طبقاته 3: 204 ترجمة عمر، والسيوطي في تاريخ الخلفاء: 53، وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة 12: 75 في احوال عمر، والدميري في حياة الحيوان: مادة الديك وقالوا: ان عمر اخر مقام ابراهيم (ع) عما كان عليه في عهد النبي (ص) لان المقام في عهد ابراهيم واسماعيل (ع) كان ملصقا بالبيت فاخره العرب في الجاهلية فلما بعث النبي (ص) الصقه مرة اخرى، وهكذا كان في عهد ابي بكر ولما ولي عمر اخره ووضعه حيث اخره العرب وهو باق الى هذا اليوم المعرب.
16- ابتدع عمر بن الخطاب النظام الطبقي في تقسيم الاموال، حيث دون الدواوين وسجل اسما المسلمين فيها فاعطى بعضهم خمسة آلاف درهم سنويا، واعطى آخرين اربعة آلاف، وفئة ثالثة ثلاثة آلاف، وخمسمائة لفئة رابعة، ومائتين درهم لاخرين، وهكذا اوجد الفئة الارستقراطية والراسمالية.
17- جعل عمر بن الخطاب خراج العراق حسب قوانين الامبراطورية الفارسية، وخراج مصرحسب قوانين الامبراطورية الرومية.
18- منع عمر نكاح غير العرب بالعربيات.
19- اسقط الخلفاء بعد وفاة الرسول (ص) سهم ذوي القربى من الخمس.
20- قال ابن ابي الحديد: ان عمر اول وهو الذي هدم مسجد رسول اللّه (ص) وزاد فيه وادخل دارالعباس فيما زاد شرح النهج 12: 75.
21- الخف: حذا يصنع من جلد الحيوان، واهل السنة باتباعهم لاسلافهم يغسلون ارجلهم حين الوضؤ ان كان حافيا وان كان الخف في ارجلهم فيجوزون المسح عليه.
22- النبيذ: مسكر، ويؤخذ في الاغلب من التمر.
23- حرم الخليفة عمر المتعتين: متعة الحج، ومتعة النسا.
فاما متعة الحج فكان الحجاج يؤدونها بعد ادائهم العمرة والحل من الاحرام، ومن ثم يحرمون ثانية للحج، وقد فرض الاسلام هذا النوع من النسك، ولكن الخليفة امر بان لايحلوا الاحرام بعد العمرة حتى ينهوا مناسكهم.
واما متعة النسا فهي النكاح المنقطع، وقد اباح الاسلام هذا النكاح، وهو من المسلمات الاسلامية بنص من القرآن والاحاديث المروية عند اهل السنة.
وسوف ياتي تفصيل هذه المسالة في ضمن الكتاب ص 435 ـ 468.
24- تكبيرات صلاة الميت عند اهل السنة اربع تكبيرات استنادا الى رواية ابي هريرة، بداية المجتهد 1: 240.
25- بعض الفرق من اهل السنة اسقطت البسملة من الحمد والسورة في الصلاة والظاهر انهم في هذه المسالة اتبعوا معاوية واهل الشام راجع تفسير الكشاف 1: 1 تفسير سورة الحمد.
26- اباح اهل السنة التطليقات الثلاث في مجلس واحد من دون حضور شاهد عادل عندالطلاق راجع بداية المجتهد 2: 66.
27- امر الخليفة عمر ان يطلقوا سراح جميع الاسرى العرب، واما اسرى الفرس فمنعهم حتى من دخول المدينة، ومن بدعه ومخالفته لحكم رسول اللّه (ص) ان منع الارث لمن يولد من غير العربية او ولد في بلد غير عربي راجع الموطا لمالك بن انس 2: 520 باب «13» ميراث اهل الملل ح14.
28- روضة الكافي 8: 61 63 لقد قرات ـ ايها القارئ ـ خطبة الامام علي (ع) وشاهدت فيهاكيف كان الامام علي (ع) يتاسف على ما احدثوه وابتدعوه، فتامل فيها جيدا.
29- وكان من اعماله (ع) ان نحى القصاصين الذين فتح لهم عمر وعثمان المجال لان يقصواخزعبلاتهم على الناس في ايام الجمعة وفي مساجد المسلمين، وكذا اباح للناس ان يحدثواعن رسول اللّه (ص) بعد ان منعهم الخلفاء من ذلك، وهكذا سعى جاهدا في دفن البدع التي اوجدها الخلفاء راجع كتابنا من تاريخ الحديث ترى فيه الخير الكافي.
30- مروج الذهب 4: 41 حوادث سنة 212 نقلناه باختصار.
31- راجع كتابنا احاديث ام المؤمنين عائشة: 289.
32- صحيح البخاري 1: 204 كتاب الصلاة باب فضل السجود، وج8: 146 كتاب الرقاق باب الصراط جسر جهنم، وج 9: 156 كتاب التوحيد باب وكان عرشه على الما، صحيح مسلم1: 163 كتاب الايمان باب «81» باب معرفة طريقة الرؤية ح299.
33- اخرجه مسلم في صحيحه 4: 2007 كتاب البر والصلة والاداب باب «25» باب من لعنه النبي (ص) او سبه جعله اللّه له زكاة او طهورا.
وروى مسلم في هذا الباب عدة احاديث عن عائشة، وابي هريرة وسائر الاصحاب وقال بعد ذلك: ان دعا النبي (ص) على معاوية بن ابي سفيان: «لا اشبع اللّه بطنه» فعلى هذافان جميع لعائن رسول اللّه (ص) على بني امية وغيرهم تكون زكاة وطهورا وبركة لهم.
34- اخرجه مسلم في صحيحه 4: 1835 كتاب الفضائل باب «38» باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره (ص) من معايش الناس على سبيل الراي ح139.
وقد روي هذا الحديث ايضا في العديد من كتب احاديثهم عن عائشة وانس وغيرهمامن الاصحاب، واستدل اهل السنة بذلك على جواز مخالفة الرسول (ص) في الامورالدنيوية، وبناا على هذا لا بد ان نعلم ما هي الامور الدنيوية ـ عند هؤلاء القوم ـ التي تجوزمخالفته (ص) فيها، فهل مسالة الامامة والخلافة منها؟.
35- النجم: 19 20.
36- عبداللّه بن سبا للعلامة العسكري 1: 24.
37- مثل انساب الاشراف للبلاذري، وكتاب اخبار الزمان والاوسط للمسعودي.
38- سنن الدارمي 1: 146 باب «46» باب البلاغ عن رسول اللّه (ص) وتعليم السنن ح4، طبقات ابن سعد ج2: 354.
39- اختيار معرفة الرجال «رجال الكشي» للشيخ الطوسي 1: 290، 131 ترجمة رشيدالهجري، بحار الانوار 42: 122 كتاب تاريخ اميرالمؤمنين (ع) باب «122» باب احوال رشيد الهجري ح1، وج 75: 433 كتاب العشرة باب «87» باب التقية والمداراة ح95.
40- اختيار معرفة الرجال 1: 298 ح139 ترجمة ميثم التمار.
41- نحو: ام المؤمنين عائشة، ابي هريرة، انس بن مالك، عبداللّه بن عمر، عبداللّه بن عمرو بن العاص، مغيرة بن شعبة، عمرو بن العاص، سمرة بن جندب، واقرا الشرح الكافي في هذاالموضوع في كتاب احاديث ام المؤمنين وكتاب من تاريخ الحديث للعلامة السيد مرتضى العسكري، كتاب ابو هريرة للعلامة شرف الدين، وكتاب ابو هريرة شيخ المضيرة وكتاب اضوا على السنة المحمدية للعلامة ابو رية.
42- منها ما امر به عبدالملك بن مروان الناس ان يحجوا الى بيت المقدس بدلا عن الكعبة ويطوفوا حوله ولكن هذه البدعة ما دامت ان دفنت تاريخ اليعقوبي 43: 261.
44- الحج: 52.
45- اخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 366 368 ذيل الاية 52 من سورة الحج حيث انه اخرجه عن اربع عشر طريقا عن الصحابة.
46- لا ريب انه عندما تشيع مثل هذه الاحاديث في المجتمعات الاسلامية ينسد باب النقدوالمؤاخذة، ولا يمكن لاحد ان ينتقد الخلفاء وحكام بني امية وبني العباس وغيرهم لانهم كما يستفاد من هذه الاخبار اعلى رتبة واجل منزلة من رسول اللّه (ص).
47- راجع كتاب عبداللّه بن سبا، فصل منشا القصة: 45.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page