• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

[ أهل البيت في المدينة ]

ولمّا أتى أهل المدينة مقتل الحسين (ع) ، خرجت [ اُمّ لقمان ](1) بنت عقيل بن أبي طالب (ع) ومعها نساؤها ، وهي حاسرة تلوي بثوبها ، وهي نقول :
ماذا تقولون إن قال النّبيّ لكم               ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأهل بعد مفتقدي           منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم (2)
[ و] لمّا بلغ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب(3) مقتل ابنيه [ : محمّد وعون ] مع
الحسين (عليه السّلام) دخل عليه النّاس يعزّونه [ فـ ] أقبل على جلسائه ، فقال :
الحمد لله عزّ وجلّ على مصرع الحسين (عليه السّلام) إنْ لا تكن آستْ حسيناً (ع) يديّ ، فقد آساه ولديّ والله ، لوشهدته لا حببت أنْ لا أفارقه حتّى أُقتل معه ، والله ، أنّه لممّا يسخّي بنفسي عنهما ، ويهوّن عليّ المصاب بهما ؛ أنّهما أُصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له ، صابرين معه(4) و(5) .
ـــــــــــــــ
(1) قال الشيخ المفيد : فخرجت اُمّ لقمان بنت عقيل بن أبي طالب (رحمة الله عليهم) ، حين سمعت نعي الحسين (عليه السّلام) حاسرة ، ومعها أخواتها : اُمّ هانئ وأسماء ، ورملة وزينب بنات عقيل بن أبي طالب (رحمة الله عليهم) ، تبكي قتلاها بالطفّ ، وهي تقول الإرشاد / 248 .
ورواها السّبط في تذكرته ، عن الواقدي ، عن زينب بنت عقيل / 267 .
(2) وروى الطبري : الأبيات عن عمّار الدّهني عن الإمام الباقر (عليه السّلام) ، قال : (( فجهّزهم وحملهم إلى المدينة ، فلمّا دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرةً شعرها ، واضعةً كمّها على رأسها تتلقّاهم وهي تبكي ، وتقول : ))
ماذا تقولون ان قال النّبيّ لكم              ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم !
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي                 منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم            أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
(3) هو الذي روى خبر حليمة السّعديّة 2 / 158 . وفي سنة ( 8 هـ ) ، حيث رجع الباقون من غزوة مؤتة ، طلبه رسول الله (ص) فأخذه وحمله على يديه 3 / 42 . وهوالذي أشار على علي (عليه السّلام) بعزل قيس بن سعد عن مصر ، وتولية أخيه من اُمّه محمّد بن أبي بكر عليه ، ففعل (عليه السّلام) 4 / 36 . وكان مع علي (عليه السّلام) بصفّين 5 / 61 . وتولّى تجهيز علي (عليه السّلام) ودفنه مع الحسن والحسين (عليهما السّلام) ، ثمّ عاد معهم إلى المدينة 5 / 165 .
وقد مضت ترجمته في كتابه ، مع ولديه : محمّد وعون من مكّة إلى الحسين (عليه السّلام) .
(4) عن سليمان بن أبي راشد ، عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود ، قال 5 / 466 .
(5) قال هشام : حدّثني عوانة بن الحكم ، قال : لمّا قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علي (ع) ، دعا عبد الملك بن أبي الحارث السّلمي ، فقال : انطلق حتّى تقدم المدينة على عمروبن سعيد بن العاص ـ وكان يومئذٍ أمير المدينة ـ فبشّره بقتل الحسين (عليه السّلام) ولا يسبقك الخبر ولا تعتلّ ، وإنْ قامت بك راحتلك فاشتر راحلة ، وأعطاه دنانير .
قال عبد الملك : فقدمت المدينة فدخلت على عمروبن سعيد ، فقال : ما وراك ؟
فقلت : ما سرّ الأمير ، قُتل الحسين بن علي (ع)
فقال : نادِ بقتله . فناديت بقتله .
فلمْ اسمع واعية قطّ مثل واعية نساء بني هاشم في دورهنّ على الحسين [ (عليه السّلام) ، فـ ] ـضحك عمروبن سعيد [ ، و] قال :
عجّت نساء بني زياد عجّة                             كعجيج نسوتنا غداة الارنب *
ثمّ قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان بن عفّان .
ثمّ صعد المنبر فأعلم النّاس قتله . ورواه المفيد في الإرشاد / 247 ، ط النّجف .
( * ) البيت لعمر بن معد يكرب الزبيدي . وكانت لهم وقعة على بنى زياد انتقاماً منهم لوقعة لهم على بني زبيد . ورواها السّبط مختصراً / 266 . وذُكر عن الشعبي : أنّ مروان بن الحكم كان بالمدينة فأخذ الرأس ، وتركه بين يديه وتناول أرنبة أنفه ، وقال :
يا حبذا بردك في اليدين                ولونك الاحمر في الخدّين
ثمّ قال : والله ، لكأنّي أنظر إلى أيّام عثمان .
وقال ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة 4 / 72 : والصحيح ، أنّ عبيد الله بن زياد كتب إلى عمروبن سعيد بن العاص يبشّره بقتل الحسين (عليه السّلام) ، فقرأ كتابه على المنبر وأنشد الرجز المذكور وأومى إلى القبر ، وقال : يوم بيوم بدر . فأنكر عليه قوم من الأنصار . ذكر ذلك أبوعبيدة في كتاب المثالب .
قال هشام : عن عوانة قال ، قال عبيد الله بن زياد لعمر بن سعد : يا عمر ، أين الكتاب الذي كتبتُ به إليك في قتل الحسين (ع) ؟
قال : مضيتُ لأمرك وضاع الكتاب . قال : لتجيئنّ به . قال : ضاع . قال : والله ، لتجيئني به . قال : تُرك والله ، يُقرأ على عجائز قريش اعتذاراً إليهن بالمدينة . أمّا والله ، لقد نصحتك في حسين نصيحة ( * ) لو نصحتها أبي سعد بن أبي وقاص ، كنت قد أدّيت حقّه .
قال عثمان بن زياد ـ أخوعبيد الله ـ : صدق والله ، لوددت أنّه ليس من بني زياد رجل إلاّ وفي أنفه خزامة إلى يوم القيامة ، وأنّ حسيناً لمْ يُقتل .
قال هشام : حدّثني عمروبن حيزوم الكلبي ، عن أبيه أنّه سمع منادياً ينادي ، يقول :
أيّها القاتلون جهلاً حسين                  اأبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السّماء يدعوا عليكم              من نبيّ وملاك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داو             دوموسى وحامل الانجيل
وروى الخبر المفيد في الإرشاد / 248 ، والسّبط في تذكرته / 270 ، ط النّجف .
( * ) المقصود بالنّصيحة هنا ، هو: النّصح بمعنى الإخلاص ، لا الإرشاد .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page