عندما يدرس الواحد منا التاريخ دراسة متقنة ودقيقة، يعرف ان الحكومات التي تسلطت على رقاب المسلمين وخاصة منذ خلافة عثمان كانت تعيش فسادا اخلاقيا وانهيارا دينيا كبيرا، وان الزمرة التي تشكل منهم بلاط الحكم وتقلدوا اكثر المناصب وامارة الولايات هم في الغالب من المنتسبين لعثمان الخليفة، الذين لم يتورعوا من الولوج في اي عمل فاسد ومخالف لاصول الدين والاخلاق وما كانوا يمتنعون من ذلك حتى طغت عليهم الملاهي بشكل ملحوظ، من معاقرة الخمور وتعاطيها وسهـرات الطرب والغناء بحيث شاع الالتها بالطرب والغناء في اكثر البلاد الاسلامية خاصة مكة والمدينة اللتان تعتبران اهم مدن الاسلام، ومنهما انتقلت الى سائر المدن الاخرى.
ولما كانت الطغمة الحاكمة وبلاط الخلافة تحكم باسم الدين والشريعة، وترى
نفسها ممثلا ونائبا عن المتقلد خلافة رسول اللّه (ص)، وحيث كانت تتظاهر بتلك الاموروهم خلف الستار ملتهون بالعيش المرفه ويستمتعون بالبذخ ومجالس الانس والطرب وحفلات معاقرة الخمور والتشدق بها، فلذلك رات ان تتذرع بخلق اخبار مفتراة واحاديث مختلقة وينسبونها الى رسول اللّه (ص) تحجيما لمقامه وتصغيرا لشانه حتى تبرر اعمالها وجرائمها التي كانت تمارسها.
وهـكذا خدشوا شخصية النبي (ص) وطعنوا فيها وانزلوها الى ادنى مرتبة لكي تسنح لهم الامور، ويتقبلهم المسلمون من دون خلاف.
فعلى هذا فاذا كان النبي (ص) يشترك في الحفلات النسائية ويسمع الغنا، بل ويشجع الجواري على ذلك، او انه يدعو زوجته الشابة لمشاهدة حفلات رقص الرجال، او يحضر هو واصحابه الاعراس وتقوم العروس بنفسها بخدمته واستقباله وفما المانع من ان يشترك خلفاؤه وممثلوا الخليفة في مجالس الانس والطرب الليلية وينصتوا الى اصوات المغنيات؟
وهذه الامور التي نسبوها الى النبي (ص) تفتح باب الفساد الخلقي والتكييف بالاهوا لهؤلاء الهواة على مصراعيه، وذلك مع حرصهم على التصدي للزعامة وزمام المسلمين.
فهذه المفتريات على النبي تسد افواه الرجال الذين يشجبون هذه المناكيرويحتجون على فاعلها لان بزعمهم الرسول كان كذلك ـ حاشاه (ص).
1 ـ تبرير الفساد الخلقي في البلاط الخليفي:
- الزيارات: 1018