• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تأوّه أمير المؤمنين لمقتل الإمام الحُسين (عليهما السّلام)

روى ابن عساكر ، وابن منظور ، وابن سعد ، وابن حجر ، والمزّي ، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو مُحمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر حيويه ، أنبأنا أحمد بن معرف ، أنبأنا الحُسين بن الفهم ، أنبأنا مُحمّد بن سعد ، أنبأنا يحيى بن حمّاد ، أنبأنا أبو عوانة ، عن سليمان ، قال : أنبأنا أبو عبيد الضبّي ، قال : دخلنا على ابن هرثم الضبّي حين أقبل مـن صفّين ، وهـو مع عليّ (عليه السّلام) ، وهو جالس على دكان له ، وله امرأة يُقالُ لها: جرداء ، وهي أشدُّ حبًّاً لعليٍّ (عليه السّلام) ، وأشدُّ لقولِه تصديقًا ، فجاءت شاة له فبعرت ، فقال لها : لقد ذكّرني بعر هذه الشاة حديثاً لعليٍّ (عليه السّلام) . قالوا : وما علم عليٍّ (عليه السّلام) بهذا ؟ قال : أقبلنا مرجعَنا من صفّين ، فنزلنا كربلاء ، فصلّى بنا عليٌّ صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثم أخذ كفّاً من بعر الغزلان فشمّه ، ثمّ قال : (( أوه أوه ، يُقتلُ بهذا الغائط(1) قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب )) .
قال أبو عبيد : قالت جرداء : وما تنكر من هذا ؟ هو أعلم بما قال منك . نادت بذلك وهي في جوف البيت(2).
وروى أيضاً ابن حجر ، والمزّي ، وابن عساكر ، وابن منظور ، وابن العديم ، واللفظ للأوّل قال : وقال إسحاق بن سليمان الرّازي ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي حيان ، عن قُدامة الضّبي ، عن جرداء بنت سمير ، عن زوجها هرثمة بن سلمى ، قال : خرجنا مع عليٍّ (عليه السّلام) ، فسار حتّى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلّى إليها ، فأخذ تربةً من الأرض ، فشمّها ، ثمّ قال : (( واهاً لكِِ يا تربة ! ليُقتلنَّ بكِ قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب )) . قال : فقفلنا من غزاتنا ، وقُتلَ عليٌّ (عليه السّلام) ، ونسيتُ الحديثَ .
قال : فكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحُسين (عليه السّلام) ، فلمَّا انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة ، فذكرتُ الحديث ، فتقدّمت على فرسٍ لي ، فقلت : أُبشّرك ابن بنت رسول الله ، وحدّثته الحديث . قال (عليه السّلام) : (( معنا أو علينا ؟ )) . قلت : لا معك ، ولا عليك ، تركت عيالاً ، وتركت […] قال : (( أمّا لا فَوَلِّ في الأرض هارباً ؛ فوالذي نفس حسين بيده ، لا يشهد قتلنا اليوم رجلٌ إلاّ دخل جهنم )) . قال : فانطلقت هارباً موليّاً في الأرض حتّى خفي عليَّ مقتله(3) .
وقال ابن أبي الحديد ، قال نصر : وحدّثنا منصور بن سلام التميمي ، قال : حدّثنا حيّان التيمي ، عن أبي عبيدة ، عن هرثمة بن سليم ، قال : غزونا مع عليِّ (عليه السّلام) صفّين ، فلمَّا نزل بكربلاء صلّى بنا ، فلمَّا سلَّم رفع إليه من تربتها فشمّها ، ثم قال : (( واهاً لك يا تربة ! ليُحشرنَّ منك قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب)) .
قال : فلمَّا رجع هرثمة من غزاته إلى امرأته جرداء بنت سمير ـ وكانت من شيعة عليٍّ (عليه السّلام) ـ حدّثها هرثمة فيما حدّث ، فقال لها : ألا اُعجبُكِ من صديقك أبي الحسن ! قال : لمَّا نزلنا كربلاء ، وقد أخذ حفنة من تربتها فشمَّها ، قال : (( واهاً لك أيتها التربة ! ليحشرنَّ منك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب)) . وما علْمُهُ بالغيب ؟! فقالت المرأة له : دعنا منك أيُّها الرجل ؛ فإنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) لمْ يقل إلاّ حقّاً .
قال : فلمَّا بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحُسين (عليه السّلام) ، كنت في الخيل التي بعث إليهم ، فلمَّا انتهيت إلى الحُسين (عليه السّلام) وأصحابه ، عرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع عليٍّ (عليه السّلام) ، والبقعة التي رفع إليه من تربتها والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتّى وقفت على الحُسين (عليه السّلام) فسلَّمت عليه ، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحُسين (عليه السّلام) : (( أمعنا أم علينا ؟ )) . فقلتُ : يابن رسول الله ، لا معك ولا عليك ، تركت ولْدي وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد . فقال الحُسين (عليه السّلام) : (( فَوَلِّ هرباً حتّى لا ترى مقتلنا ؛ فوالذي نفس حُسينٍ بيده لا يرى اليوم مقتلنا أحدٌ ، ثمّ لا يعيننا إلاّ دخل النّار)) . قال : فأقبلت في الأرض أشتدّ هرباً ، حتّى خفي عليَّ مقتلهم(4) .
بكاءُ الإمام زين العابدين على الإمام الحُسين (عليهما السّلام)
روى الخوارزمي قال : وأخبرني الشيخ الإمام سيف الدّين أبو جعفر مُحمّد بن عمر بن علي ( كتابةً ) ، أخبرني الشيخ الإمام أبو الحسن زيد بن الحسن بن علي البيهقي ، أخبرني السيّد الإمام النّقيب عليّ بن مُحمّد بن جعفر الاسترابادي ، حدّثني السيّد الإمام زيد السّلام أبو جعفر مُحمّد بن جعفر بن عليّ الحسني ، حدّثني السيّد الإمام أبو طالب يحيى بن الحُسين ، أخبرني أبو العبّاس الحسني ، أخبرني مُحمّد بن جعفر القزاداني ، حدّثني علي بن إبراهيم ابن هاشم ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن جعفر بن مُحمّد بن عليّ الباقر (عليه السّلام) قال : (( كان أبي عليّ بن الحُسين (عليه السّلام) إذا حضرت الصلاة يقشعرُّ جلْدُهُ ، ويصفرُّ لونُهُ ، وترتعدُ فرائصُهُ ، ويقفُ شعْرُهُ ، ويقول ـ ودموعه تجري على خدّيه ـ : لو علم العبد مَنْ يناجي ما انفتل )) .
وبرز يوماً إلى الصحراء ، فتبعه مولىً له ، فوجده قد سجد على حجارةٍ خشنةٍ . قال مولاه : فوقفت حيث أسمع شهيقَهُ وبكاءَهُ ، فوالله ، لقد أحصيت عليه ألفَ مرةٍ وهو يقول : (( لا إله إلاّ الله حقّا حقّاً ، لا إله إلاّ الله تعبدّاً ورِقّاً ، لا إله إلاّ الله إيماناً وصدقاً )) . ثمّ رفع رأسه من سجوده ، وإنّ لحيتَه ووجهَه قد غُمِرا بالماء من دموع عينيْهِ ، فقال مولاه : يا سيدي ، أما آنَ لحزنك أنْ ينقضي ، ولبكائِك أنْ يقلَّ ؟!
ــــــــــــــــ
(1) لسان العرب ـ ابن منظور 7 / 364 ، والغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة ، وجمعه أغواط وغوط ، وغياط وغيطات ، الصحاح ـ الجوهري 3 / 1147 ، وأصل الغائط المطمئن من الأرض الواسع .
(2) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 14 / 199 ، مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن منظور 7 / 135 ، ترجمة الحُسين لابن سعد / 49 من الطبقات ، تهذيب التهذيب لابن حجر 2 / 301 ، تهذيب الكمال للمزّي 6 / 411 .
(3) تهذيب التهذيب لابن حجر 2 / 301 ، تهذيب الكمال للمزّي 6 / 411 ، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 14 / 222 ، مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن منظور 7 / 148 ، بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم 6 / 2619.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 169 ، وهو نقلها من كتاب واقعة صفّين لنصر بن مزاحم ، ويوجد بعض الاختلاف في بعض المُفردات نضعها بين معكوفتين :
قال : حدّثني مصعب [ابن سلام] ، قال أبو حيّان التّميمي ، عن أبي عُبيدة ، عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع عليِّ بن أبي طالب غزوة صفّين ، فلمّا نزلنا بكربلاء صلّى بنا صلاة ، فلمّا سلّم رفع إليه من تربتها فشمّها ، ثمّ قال : (( [واهاً لكِِ أيّتُها التربة] ، ليُحشرنّ منك قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب )) . فلمّا رجع هرثمة [من غزوته] إلى امرأته ـ وهي جرداء بنت سمير ، وكانت شيعةً لعليٍّ (عليه السّلام) ـ فقال لها زوجها هرثمة : ألا اُعجبُك من صديقك أبي الحسن (عليه السّلام) ! لمّا نزلنا كربلاء رفع إليه من تربتها فشمّها وقال : (( واهاً لك يا تربة ، ليُحشرنَّ منك قومٌ يدخلون الجنّة بغير حساب )) . وما علْمُه بالغيب ؟! فقالت : دعنا منك أيُّها الرجل ؛ فإنّ أمير المؤمنين لم يقُلْ إلاّ حقّاً .
فلمّا بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحُسين بن عليٍّ (عليه السّلام) وأصحابه ، قال : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلمّا انتهيت إلى القوم وحُسينٍ وأصحابِه ، عرفتُ المنزلَ الذي نزل بنا عليٌّ (عليه السّلام) فيه ، والبُقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتّى وقفت على الحُسين (عليه السّلام) فسلّمت عليه ، وحدّثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحُسين (عليه السّلام) : (( معنا أنت أو علينا ؟ )) . فقلتُ : يابن رسول الله ، لا معك ولا عليك ؛ تركت أهلي [وولْدي] أخاف عليهم من ابن زياد . فقال الحُسين (عليه السّلام) : (( فَوَلِّ هرباً حتّى لا ترى لنا مقتلاً ؛ [ فوالذي نفس مُحمّد بيده ] لا يرى مقتلنا اليوم رجلٌ [ ولا يُغيثنا ] إلاّ أدخله الله النّار )) . قال : فأقبلت في الأرض هارباً حتّى خفي [ عليّ مقتله ] . وقعة صفّين ـ ابن مزاحم المنقري / 140.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page