• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

(رثاءُ الجنِّ للإمام الحُسين (عليه السّلام

الرثاءُ الأوّل بخبر اُمِّ سلمة (رضوان الله عليها) بروايتين :
الاُولى : روى ابن عساكر ، وابن كثير ، وابن العديم ، والكنجي الشافعي ، وابن منظور ، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا عبد المحسن بن مُحمّد ( لفظاً ) أنا أبو أحمد عبد الله بن مُحمّد بن مُحمّد الدهان ، أنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي ، أنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي العصام العدوي ، أنا إبراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو الطّاهر البزّار ، أنا ابن لقمان ، أنا الحُسين بن إدريس ، أنا هاشم بن هاشم ، عن اُمِّه ، عن اُمِّ سلمة قالت : سمعت الجنّ تنوح على الحُسين (عليه السّلام) يوم قُتِلَ ، وهنَّ يقلنَ :
أيُّـها الـقاتلون ظُـلماً حُسيناً      أبـشروا بـالعذابِ والـتنكيلِ
كـلُّ أهـلِ السّماءِ يدعو عليكُم       مـن نـبيٍّ ومُـرسلٍ وقـبيلِ
قـد لُـعِنْتُم على لسانِ ابنِ داو     دَ وموسى وصاحبِ الإنجيلِ(1)
الثانية : روى الخوارزميّ ، والزّرندي الحنفي ، وابن كثير ، واللفظ للأوّل قال : وأخبرني أبو العلاء هذا ( إجازة ) أخبرني أبو علي الحدّاد ، أخبرني مُحمّد بن أحمد الكاتب ، أخبرني عبد الله بن مُحمّد ، حدّثني أحمد بن عمر ، حدّثني إبراهيم بن سعيد ، حدّثني مُحمّد بن جعفر بن مُحمّد قال : سمعت عبد الرحمن بن مُحمّد بن أبي سلمة يذكر ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن اُمِّ سلمة قالت : جاء جبرائيل (عليه السّلام) إلى النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقال : إنّ أمتك تقتله ـ يعني الحُسين (عليه السّلام) ـ بعدك . ثمّ قال له : ألا اُريك من تربةِ مقتله ؟ قال : (( نعم )) . فجاء بحصيّات ، فجعلهنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في قارورة ، فلمَّا كانت ليلة قتل الحُسين (عليه السّلام) قالت اُمُّ سلمة : سمعت قائلاً يقول :
أيُّـها الـقاتلون جهلاً حسيناً     أبـشروا بـالعذابِ والتّنكيلِ
قـد لُعِنْتُم على لسانِ ابنِ داو     دَ وموسى وصاحبِ والإنجيلِ
قالت : فبكيت ، وفتحت القارورة فإذا قد حدث فيها دمٌ(2) .
خبرُ اُمّ أبي حيزوم الكلبي في رثاء الجنِّ
روى أبو بكر بن أبي الدّنيا قال : حدّثني مُحمّد بن عباد بن موسى ، ثنا هشام بن مُحمّد ، ثنا أبو حيزوم الكلبي ، عن اُمِّه قالت : لمَّا قُتل الحُسين (عليه السّلام) سمعت منادياً ينادي في الجبال ، وهو يقول :
أيُّـهـا الـقاتلون ظُلماً حُسيناً     أبـشـروا بـالعذابِ والتّنكيلِ
كـلُّ أهـلِ السّماءِ يدعو عليكُمْ      مـن نـبـيٍّ ومُـرسَلٍ وقبيلِ
قـد لُـعِنْتُمْ على لسانِ ابنِ داو      دَ وموسى وحاملِ الإنجيلِ(3)
خبرُ مولىً لبني عكرمة في رثاء الجنِّ
روى الطبري ، وابن كثير ، واللفظ للأوّل قال : قال هشام : حدّثني بعض أصحابنا ، عن عمرو بن أبي المقدام ، قال : حدّثني عمرو بن عكرمة قال : أصبحنا صبيحة قُتلَ الحُسين (عليه السّلام) بالمدينة ، فإذا مولى لنا يُحدّثنا قال : سمعت البارحة منادياً ينادي وهو يقول :
أيُّـهـا الـقاتلون جهلاً حُسيناً     أبـشـروا بـالعذابِ والتّنكيلِ
كـلُّ أهـلِ السّماءِ يدعو عليكُم        مـن نـبـيٍّ ومالكٍ وقبيلِ
 قـد لُـعِنْتُم على لسانِ ابنِ داو     دَ وموسى وحاملِ الإنجيلِ(4)
وروى الطبري أيضاً قال : (قال هشام) : حدّثني عمر بن حُيزوم الكلبي ، عن أبيه قال : سمعت هذا الصوت (5) .
خبرُ أهل المدينة في رثاء الجنِّ
قال ابن الدمشقي : وسمع أهل المدينة ليلة قُتِلَ الحُسين (عليه السّلام) منادياً ينادي :
أيُّـهـا الـقاتلون جهلاً حسيناً    أبـشـروا بـالعذابِ والتّنكيلِ
كـلُّ أهـلِ السّماءِ يدعو عليكُمْ     مـن نـبـيٍّ ومُـرسَلٍ وقبيلِ
 قـد لُـعِنْتُم على لسانِ ابنِ داو    دَ وموسى وصاحبِ الإنجيلِ(6)
خبرُ قَتَلَة الإمام الحُسين (عليه السّلام) بأنّهم سمعوا قائلاً من السّماء يرثيه . . . بروايتين
الاُولى : قال ابن الجوزي : وذكر هشام بن مُحمّد قال : لمَّا قُتِلَ الحُسين (عليه السّلام) سمع قاتلوه قائلاً يقول من السّماء :
أيُّـهـا الـقاتلون جهلاً حسيناً      أبـشـروا بـالعذابِ والتّنكيلِ
كـلُّ أهـلِ السّماءِ يدعو عليكُمْ    مـن نـبـيٍّ ومُـرسَلٍ وقبيلِ
 قـد لُـعِنْتُم على لسانِ ابنِ داو      دَ وموسى وحاملِ الإنجيلِ(7)
الثانية : وفي نور العين للأسفراييني قال : . . . ثم إنّهم باتوا تلك الليلة وأصبحوا ، فساروا وجدُّوا في المسير إلى أنْ وصلوا ثاني منزلة يُقال لها : جرابا ، فنزلوا ووضعوا الرؤوس والسّبايا بينهم ، ثمّ جلسوا يشربون الخمر ، فبينما هم كذلك إذ سمعوا هاتفاً يقول :
أيُّـها القاطعون رأسَ حُسينٍ      أبـشروا بـالعذابِ والتّنكيلِ
كلُّ مَنْ في السّماءِ يبكي عليهِ     مـن نـبيٍّ ومقرَّبٍ ورسولِ(8)
قـد لُـعِنْتُم على لسانِ مُحمّدْ      في الكتابِ المجيدِ والإنجيلِ
ففزعوا من ذلك فزعاً عظيماً وتركوا الخمر ، وباتوا تلك الليلة ، فلمَّا أصبحوا حملوا وساروا ، فبينما هم سائرون إذ سمعوا هاتفاً يقول :
ألا أيُّـهـا الـغـادون إنّ أمامكُم       مـقـامَ سـؤالٍ والرسولُ سؤولُ
وفـيـه رسولُ اللهِ فيكُم مخاصِمٌ       وفـاطمةُ  الـزهراء وهي بتولُ
وإنّ عـلـيّـاً فـي الخصامِ مؤيَّدٌ       لـه الـحـقُّ فيما يدَّعي ويقولُ
فـمـاذا تـردُّون الجوابَ عليهِمُ       ولـيـس إلى ردِّ الجوابِ سبيلُ
ولا يُـرتجى في ذلك اليومِ شافعٌ       سوى خَصْمِكم والشرحُ فيه يطولُ
وَمَـنْ يكنِ المختارُ  واللهِ  خصمَهُ       فـإنَّ لـه نـارَ الـجحيمِ تؤولُ
فـإنّـهُـمُ سُـفْـنُ النّجاةِ لِمُغْرَقٍ       ونُـجْـحٌ وهـذا بـالنّجاحِ كفيلُ
مـنـاقـبُهُمْ بينَ الورى مستنيرةٌ       لـهـا غُـرَرٌ محجولةٌ وحجولُ
مـنـاقـبُ وحـيُ اللهِ أثبتها لهم       بـمـا قـام مـنهم شاهدٌ ودليلُ
فلمَّا سمعوا ذلك فزعوا فزعاً عظيماً(9) .
الرثاءُ الثاني للجنِّ بروايتين
الاُولى : روى ابن أبي الدنيا قال : حدّثنا منذر بن عمّار الكاهلي ، أنا عمرو بن أبي المقدام ، أنا الجصّاصون : أنّهم كانوا يسمعون نوح الجن على الحُسين (عليه السّلام) :
مـسح النّبيُّ جبيـنَه       فلـه بريقٌ في الخدودِ
وأبوه مِنْ عُليا قريـ      ـشٍ جدُّه خيرُ الجدودِ(10)
أقول : ورجاله ثقات(11) .
ورواه ـ مع زيادة جواب ـ ابن العديم ، وابن عساكر ، وابن كثير ، وابن الدمشقي ، والصالحي الشامي ، والطبراني ، واللفظ للأوّل قال : أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن مُحمّد ، عن عمِّه علي بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو بكر مُحمّد بن شجاع ، قال : أخبرنا عبد الوهاب بن مُحمّد ، قال : أخبرنا الحسن بن مُحمّد ، قال : أخبرنا أحمد بن مُحمّد ، قال : حدّثنا عبد الله بن مُحمّد ، قال : حدّثني أبو عبد الله التيمي ، قال : حدّثنا علي بن عبد الحميد السّمعاني ، عن أبي مزيد الفقيمي ، قال : كان الجصّاصون إذا خرجوا في السّحر سمعوا نوح الجنّ على الحُسين (عليه السّلام) :
مـسح النّبيُّ جبينَه     فلـهُ بـريقٌ في الخدودِ
وأبوه مِنْ عُليا قريـ      ـشٍ جـدُّه خيرُ الجدودِ
قال : فأجبتهم :
خـرجوا بـه وفداً إليـ     ـهِ فـهم لـه شَـرُّ الوفودِ
قـتلوا ابـنَ بنتِ نبيِّـهمْ     سكنـوا بـه نارَ الخلودِ(12)
الثانية : روى ابن عساكر ، والمزّي ، والذهبي ، وابن كثير ، والطبراني ، والرافعي القزويني ، والقندوزي ، وابن العديم ، والسيوطي ، واللفظ للأوّل قال : أنبأنا أبو علي بن نبهان ح ، وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، وأبو الحسن مُحمّد بن إسحاق ، وأبو علي مُحمّد بن سعيد بن نبهان ح .
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر مُحمّد بن الحسن بن مقسم ، أنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى النّحوي ثعلب ، حدّثني عمر بن شبة ، حدّثني عبيد بن عبّاد ، أنا عطاء بن مسلم ، عن أبي جناب الكلبي ، قال : أتيت كربلاء ، فقلت لرجل من أشراف العرب بها : بلغني أنّكم تسمعون نوح الجنّ . قال : ما تلقى حُرّاً ولا عبداً إلاّ أخبرك أنّه سمع ذاك . قال : قلت : وأخبرني ما سمعت أنت . قال : سمعتهم يقولون :
مـسح النّبيُّ جبينَه     فلـهُ بـريقٌ في الخدودِ
وأبوه مِنْ عُليا قريـ    ـشٍ جـدُّه خيرُ الجدودِِ(13)
الجـنُّ تنعـى كهلَـهُمُ     لابن السّعيدة والسّعيدِ(14)
الرثاءُ الثالث للجنِّ
روى الطبراني ، والهيثمي ، وابن عساكر ، وابن أبي الدنيا ، والسّيوطي ، وابن العديم ، والمزّي ، والصالحي الشامي ، والقندوزي ، وغيرهم ، واللفظ للأوّل قال : حدّثنا القاسم بن عباد الخطّابي ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا عمرو بن ثابت ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : قالت اُمِّ سلمة : ما سمعت نوح الجنّ منذ قبض النّبي (صلّى الله عليه وآله) إلاّ الليلة ، وما أرى مشهوراً إلاّ قد قُتِلَ ـ تعني الحُسين (عليه السّلام) ـ . فقالت لجاريتها : اخرجي فسلي ، فاُخبرت أنّه قد قُتِلَ ، وإذا جنيّة تنوح :
ألا يـا عـينُ فاحتفلي بجَهدِ     وَمَنْ يبكي على الشهداءِ بعدي
عـلى رَهْـطٍ تقودُهُمُ المنايا     إلـى متجبِّبٍ في مُلْكِ عبدِ(15)
أقول : ورجاله ثقات (16) .
ذكره سبط ابن الجوزي ، عن الزهري قال : حكى الزهري ، عن اُمِّ سلمة قالت : ما سمعت نوح الجنّ إلاّ في الليلة التي قُتِلَ فيها الحُسين (عليه السّلام) ، سمعت قائلاً يقول :
ألا يـا عـينُ فاحتفلي بجَهدِ     ومَنْ يبكي على الشهداءِ بعدي
عـلى رهـطٍ تقودهم المنايا      إلـى متجبِّرٍ في مُلكِ عبدِ(17)
الرثاءُ الرابع للجنِّ
ذكره سبط ابن الجوزي ، والحُسيني الشافعي ، واللفظ للأوّل قال : وقال الشعبي : سمع أهل الكوفة قائلاً يقول في جوف الليل :
أبـكـي قـتـيـلاً بكربلاءِ       مـضـرَّجَ الـجسمِ بالدماءِ
أبـكـي قـتيلَ الطغاةِ ظلم       بـغـيرِ جرمٍ سوى الوفاءِ
أبـكـي قـتـيلاً بكى عليه       من ساكني الأرضِ والسّماءِ
سـبوا أهاليه(18) واستحلّو       مـا حـرَّم اللهُ فـي الإماءِ
يـا بـأبـي جسمه المُعرَّى       إلاّ مـن الـديـنِ والحياءِ
كـلُّ الـرّزايـا لـها عزاءٌ       وما لذا الرّزءِ عن عزاءِ(19)
 الرثاءُ الخامس للجنِّ
روى ابن عساكر ، وابن العديم ، والمزّي ، وابن حجر ، واللفظ للأوّل قال : أخبرنا أبو طاهر مُحمّد بن الحُسين الحنّائي ، أنا أبو علي وأبو الحُسين ابنا أبي نصر قال : أنا يوسف بن القاسم الميانجي ، أنا أبو الوليد بشر بن مُحمّد التميمي الكوفي بالكوفة ، حدّثني أحمد بن مُحمّد المصقلي ، حدّثني أبي قال : لمَّا قُتل الحُسين بن عليّ (عليه السّلام) سمع منادياً ينادي ليلاً ـ سمع صوته ولم يُرَ شخصه ـ :
عـقرتْ ثمودٌ ناقةً فاستؤصلوا     وجـرتْ سوانِحهُمْ بغيرِ الأسعُدِ
فـبنو رسـولِ اللهِ أعظمُ حرمةً    وأجلُّ من اُمِّ الفصيلِ المقْصدِ(20)
عـجباً لهم ولِمَا أتوا لمْ يُمْسَخوا     واللهُ يـملي لـلطغاةِ الجَحَّدِ(21)
الرثاءُ السادس للجنِّ
وروى الصالحي الشامي ، والسّيوطي ، والقندوزي ، واللفظ للأوّل قال : وروى أبو نعيم ، عن بريدة بن جابر الحضري ، عن اُمِّه قالت : سمعت الجنّ تنوح على الحُسين (عليه السّلام) وهي تقول :
أنعى حسيناً هبـلا     كان حسينٌ جبلا(22)
وفي دلائل النّبوة قال : حدّثنا أبو حامد بن جبلة ، حدّثنا مُحمّد بن إسحاق ، حدّثنا أبو بكر بن أبي
خلف ، حدّثنا عبد الصمد بن النّعمان ، حدّثنا عبد الله بن ميسرة أبو ليلى ، عن مزيدة بن جابر الحضرمي ، عن اُمِّه قالت : سمعت الجنّ تنوح على الحُسين (عليه السّلام) وهي تقول :
أنعى حُسينـاً هبـلا      كان حسينٌ جبلا(23)
الرثاءُ السابع لملك الجنِّ . . . ومجيئه لنصرته (عليه السّلام)
قال القندوزي الحنفي ، في طريقهم إلى الشام بحرم الحُسين (عليه السّلام) قال : قال أبو مخنف : نصبوا الرمح الذي عليه الرأس الشريف المبارك المكرّم إلى جانب صومعة الرّاهب ، فسمعوا صوت هاتف ينشد ويقول :
واللهِ مـا جئتُكُمْ حـتّى بَـصُرْتُ بهِ       بـالـطـفِّ منعفرَ الخدَّين منحورا
وحـولـهُ فـتـيـةٌ تُدمى نحورُهُمُ       مـثلُ المصابيحِ يغشون الدُّجى نورا
كـان الـحُـسينُ سراجاً يستضاءُ بهِ       اللهُ  يـعـلـمُ أنّـي لـمْ أقل زورا
مـات الـحُسينُ غريبَ الدارِ منفرد       ظامي الحشَاشةِ صادي القلبِ مقهورا
فقالت اُمّ كلثوم (عليها السّلام) : مَنْ أنتَ يرحمك الله ؟ قال : أنا ملك الجنّ ، أتيت أنا وقومي لنصرة الحُسين (رضي الله عنه وأرضاه) فوجدناه مقتولاً . فلمَّا سمع الجيشُ من الجنِّ ، تيقّنوا بكونهم من أهل النّار(24) .
روى الأسفراييني قال : قال الحافظ المنذري : حدّثني شيخ من بني تميم كان يسكن الرابية ، قال : سمعت أبي يقول : والله ، ما شعرنا بقتل الحُسين (عليه السّلام) حتّى كان سابع يوم
عاشوراء(1) ، فبينما أنا جالس في الرابية سمعت صوتَ متكلّم ، فقلت له : مَنْ أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا وأبي نفران من جنّ نصيبين أردنا مواساة الحُسين (عليه السّلام) بأنفسنا ، فسبقنا المقدور فوجدناه قتيلاً(25) .
الرثاءُ الثامن لبعض الجنِّ الذين أرادوا نصرة الإمام الحُسين (عليه السّلام)
وروى الزّرندي الحنفي : ونقل أبو الشيخ في كتابه ، بسنده إلى مُحمّد بن عبّاد بن صُهيب ، عن أبيه قال : قدم رجل المدينة يطلب الحديث والعلم بها ، فجلس في حلقة ، فمرَّ بهم رجل فسلَّم عليهم فقال له ذلك الرجل : نحبُّ أنْ تخبرنا بما جئت له ، تريد نصرة الحُسين بن عليّ (عليه السّلام) ؟ قال : نعم ، خرجت أريد نصرة الحُسين (عليه السّلام) ، فلمَّا صرت بالرّبذة إذا برجل جالس فقال لي : يا أبا عبد الله ، أين تريد ؟ قلت : اُريد نصرة الحُسين (عليه السّلام) . قال : وأنا اُريد ذلك أيضاً ، ولنا رسول هناك يأتينا بالخبر السّاعة . قال : فتعجّبت من قوله : يأتينا بالخبر السّاعة ، فلم يلبث هو يحدّثني إذ أقبل رجل ، وقال له الذي كان معي : ما وراءك ؟ فأنشأ يقول :
واللهِ مـا جئتُكُم  حـتّى بَصُرْتُ به       لَحْبَ العجاجةِ لَحْبَ السّيفِ منحورا
وحـولـه فـتـيـةٌ تُدمى نحورُهُمُ       مثلُ المصابيحِ يغشون الدُّجى نورا
وقـد حـثثتُ قَلُوصي كي اُصادِقَهُمْ       مِنْ قَبْلِ ما أنْ يُلاقوا الخُرَّدَ الحورا
يـا لـهفَ نفسيَ لو أنّي لحقتُ بهمْ       أنّـي تحلَّيْتُ إذ حُلَّتْ أساويرا(26)
فأجابه الذي كنت معه ، واستعبر وقال :
فـي فـتيةٍ وهـبوا لـلهِ أنفسَهُمْ      قد فارقوا المالَ والأهلينَ والدورا
اذهب فلا زال قبرٌ(27) أنت تسكنُهُ     حتّى القيامةِ يُسقى الغيثَ ممطورا
ثم التفتُ فلم أرهم ، فعلمت أنّهما من الجنّ ، فرجعت إلى المدينة ، وإذا بالخبر قد لحقنا أنّ الحُسين (عليه السّلام) قد قُتِلَ ، وأنّ رأسه حمله سنان بن أنس النخعي إلى يزيد .
روى جعفر بن مُحمّد ، عن أبيه (عليه السّلام) قال : (( نيحَ الحُسينُ بن علي (عليه السّلام) ثلاث سنين ، وفي اليوم الذي قُتِلَ فيه ، فكان وائلة بن الأصمع ، ومروان بن الحكم ، ومسوّر بن محزمة ، وتلك المشيخة من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يجيئون متقنّعين ، فيستمعون نوح الجنّ ويبكون )) .
وقال أبو الأسود الدُّؤلي (رحمه الله) يرثي الحُسين بن علي (عليه السّلام) :
أقولُ وزادني جزعاً وغيضاً    أزال اللهُ مُـلْكَ بـني زيادِ
وأبعدهم كما غدروا وخانوا     كـما بَعُدَتْ ثمودُ وقومُ عادِ
ولا رجـعت ركائبُهُمْ إليهمْ      إلى يومِ القيامةِ والتنادِ(28)
وذكره أيضاً سبط ابن الجوزي قال : وذكر المدائني عن رجل من أهل المدينة قال : خرجت اُريد اللحاق بالحُسين (عليه السّلام) لمَّا توجه إلى العراق ، فلمَّا وصلت الرّبذة إذا برجل جالس ، فقال
لي : يا عبد الله ، لعلك تريد أن تمدَّ الحُسين (عليه السّلام) ؟ قلتُ : نعم . قال : وأنا كذلك ، ولكن اقعد فقد بعثت صاحباً لي والسّاعة يقدم بالخبر . قال : فما مضت إلاّ ساعة وصاحبه قد أقبل ، وهو يبكي ، فقال له الرجل : ما الخبر ؟ فقال :
واللهِ مـا جئتُكُم حتّى بَصُرْتُ بهِ    في الأرضِ منعفرَ الخدّينِ منحورا
وحـوله فـتيةٌ تُدمى نـحورُهُم    مثلُ المصابيحِ يغشون الدُّجى نورا
وقـد حثثتُ قلوصي كي اُصادفَه    مِنْ قبلِ ما ينكحون الخُرْدَ والحورا
يـا لـهفَ نـفسيَ لو أنّي لحقتُهُمُ    إذن تـقرّتْ إذا حُـلُّوا أسـاويرا
فقال الرجل الجالس :
اذهـب فـلا زال قـبرٌ أنت ساكنُهُ     حتّى القيامةِ يُسقى الغيثَ ممطورا
 فــي فـتيةٍ بـذلوا لـلهِ أنـفسَهُمْ     قد فارقوا المالَ والأهلينَ والدورا(29)
الرثاءُ التاسع لنساءٍ من الجنِّ(*)
وذكر سبط ابن الجوزي : وقال الزهري : ناحت عليه الجنُّ فقالت :
خيرُ نساءِ الجنِّ يبكين شجيَّاتِ     ويلطمنَ خدوداً كالدنانيرِ نقيَّاتِ
ويلبسن ثيابَ السّودِ بَعْدَ القَصَبِيَّاتِ(30)
اوقال أبو الفرج بن الجوزي : قال ابن بطة : وحدّثنا أبو ذر الباغندي ، حدّثنا حمّاد بن الحسن الورّاق قال : سمعت عليّ بن أخي شعيب بن حرب يقول : ناحت الجنُّ على الحُسين بن عليّ (عليه السّلام) ، فقالت جنيّة :
خيرُ نساء الحيِّ يبكين شجياتِ     ويلطمنَ خدوداً كالدنانير نقياتِ
ويلبسن ثيابَ السّودِ بعد القصبيّاتِ(31)
وذكرها الأسفراييني في طريقهم إلى الشام ، قال : . . . ساروا إلى أنْ وصلوا وادياً فنزلوا فيه ، فسمعوا الجنَّ وهم يبكون ويلطمون على الحُسين (عليه السّلام) ، وهم يقولون :
نساءُ الجنِّ ساعدن النساءَ الهاشميّاتِ     بـناتُ الـمصطفى تـبكي شـجيّاتِ
بـولولةٍ ويـندبنَ الـبدورَِ الفاطميّاتِ      ويـلـبسن الـثـياب الـمـفظّعاتِ
ويلطمنَ الوجوهَ على عظيماتِ البليّاتِ    ويـندبن الحُسينَ عـلى رزيّـاتِ(32)
ثم سمعوا هاتفاً غيرهم يقول :
ذا حُـسينٌ قـتلوه ويـلَهمْ    سوفَ يُصلونَ به نارَ الخلودِ
فـأبـوه ذا عـليٌّ فـاضلٌ     ولـه لو فهموا خَيْرُ الجدودِ
ثم باتوا وهم فزعون(33) .
ــــــــــــــــ
(1) تاريخ مدينة دمشق 14 / 240 ، البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 219 ، بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ابن العديم 6 / 2650 ، كفاية الطالب ـ الكنجي الشافعي / 295 ، نقلاً عن إحقاق الحقِّ 11 / 576 ، مختصر تاريخ مدينة دمشق ـ ابن منظور 7 / 154 ـ إحقاق الحقِّ 27 / 496 .
(2) مقتل الحُسين (عليه السّلام) ـ الخوارزمي 2 / 107 ـ 108 ، نظم درر السّمطين ـ الزّرندي الحنفي / 217 ، البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 219 ، ولم يذكر قضية القارورة ، وذكره بسند آخر قال : ورواه الحُسين بن إدريس ، عن هاشم بن هاشم ، عن اُمِّه ، عن اُمّ سلمة قالت : سمعت الجنّ ينحنََ على الحُسين وهنّ يقلنَ :
أيُّـهـا الـقاتلون جهلاً حسيناً     أبـشـروا بـالعذابِ والتّنكيلِ
كـلُّ أهـلِ السماءِ يدعو عليكم     مـن نـبـيٍّ ومـرسلٍ وقبيلِ
قـد لُـعِنْتُم على لسانِ ابنِ داو     دَ وموسـى وصـاحبِ الإنجيلِ
وقد روي من طرق اُخرى ، عن اُمّ سلمة بشعر غير هذا ، فالله أعلم . انتهى كلام ابن كثير .
(3) كتاب الهواتف ـ ابن أبي الدنيا / 87 .
(4) تاريخ الطبري ـ الطبري 3 / 342 ، البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 215 ، تاريخ الاُمم والملوك 4 / 357 من إحقاق الحقِّ 11 / 581 .
(5) تاريخ الطبري 3 / 342 .
(6) جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ (عليه السّلام) ـ ابن الدمشقي 2 / 296 ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير 3 / 441 ، جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب / 140 من إحقاق الحقِّ 27 / 501 ، كتاب الحسن والحُسين سبطا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) / 155 من إحقاق الحقِّ 27 / 479 .
(7) تذكرة الخواص ـ سبط ابن الجوزي / 242 ، ط مشورات الشريف الرضي ، التبر المذاب / 92 من إحقاق الحقِّ 27 / 502 .
(8) لا يخفى ما في المصراع الثاني من خلل عروضي واضح لا يستقيم إلاّ برفع الواو من مفردة ( ومُقرَّب ) . (موقع معهد الإمامين الحَسنَين)
(9) كتاب نور العين في مشهد الحُسين (عليه السّلام) / 60 ـ 61 ، وفي ط : ص52 .
(10) كتاب الهواتف ـ ابن أبي الدنيا / 86 .
(11) الأوّل : ابن أبي الدنيا، قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء 31 / 397 : ابن أبي الدنيا عبد الله بن مُحمّد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي ، مولاهم البغدادي ، المؤدّب ، صاحب التصانيف السّائرة ، من موالي بني اُميّة .
ولِدَ سنة ثمان ومئتين ، وأقدمُ شيخٍ له سعيد بن سُليمان سعدويه الواسطي . سمع من علي بن الجعد، وخالد بن خداش ، وعبد الله بن خيران ، صاحبَ المسعودي وطبقتهم . . . إلى أنْ قال: وقد روى عنه ابن ماجة في (تفسيره) .
وقال ابن أبي حاتم : كتبتُ عنه مع أبي ، وقال أبي : هو صدوق . وقال الخطيب : كان يؤدّب غير واحد من أولاد الخلفاء . وقال غيره : كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحداً ، إنْ شاء أضحكه وإنْ شاء أبكاه في آن واحد ؛ لتوسعه في العلم والأخبار .
قال أحمد بن كامل : كان ابن أبي الدنيا مؤدّب المعتضد . وقال فيه ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 6 / 11 : عبد الله بن مُحمّد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي الأموي ، مولاهم أبو بكر بن أبي الدنيا البغدادي الحافظ ، صاحب التصانيف المشهورة ، ومؤدّب أولاد الخلفاء .
روى عن أبيه ، وأحمد بن إبراهيم الموصلي ، وأحمد بن أبي إبراهيم الدورقي ، وعلي بن الجعد ، وإبراهيم بن المُنذر الحزامي ، وخلف بن هشام البزّار ، وزهير بن حرب ، وعبد الله بن عون الخرّاز ، وسريج بن يونس ، وسعيد بن سُليمان الواسطي ، وكامل بن طلحة الجحدري ، ومنصور بن أبي مُزاحم ، وأبي عبيد القاسم بن سلام ، وأبي الأحوص مُحمّد بن حيّان البغوي ، ومُحمّد بن سعد كاتب الواقدي ، وداود بن رشيد ، والحسن بن حمّاد سجاده ، والبخاري ، وأبي داود السّجستاني ، وخلق كثير .
روى عنه ابن ماجة في التفسير ، وإبراهيم بن الجنيد ، = وهو من أقرانه ، والحارث بن أبي اُسامة ، وهو من شيوخه ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، وأبو علي بن خزيمة ، وأبو العبّاس بن عقدة ، وعبد الله بن إسماعيل بن برية الهاشمي ، وأبو بشر الدولابي ، ومُحمّد بن خلف ، ووكيع ، وأبو جعفر بن البختري ، وأبو بكر مُحمّد بن أحمد بن أبي خلف ، وأبو سهل بن زياد القطّان ، ومُحمّد بن يحيى بن سُليمان المروزي ، وأبو بكر أحمد بن مروان الدينوري ، وأبو علي الحُسين بن صفوان البرذعي ، وأبو الحسن أحمد بن مُحمّد بن عمر النّيسابوري ، وعلي بن الفرج بن أبي روح العكبري ، وأبو بكر النّجاد ، وأبو بكر مُحمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي وجماعة .
قال ابن أبي حاتم : كتبتُ عنه مع أبي ، وسُئلَ عنه أبي فقال : صدوق . وقال صالح بن مُحمّد : صدوق ، وكان يختلف معنا ، إلاّ أنّه كان يسمع من إنسان يُقال له : مُحمّد بن إسحاق البلخي ، وكان يضع للكلام إسناداً ، وكان كذّاباً ؛ يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير .
وقال إبراهيم الحربي : رحم الله ابن أبي الدنيا ، كنّا نمضي إلى عفّان نسمع منه ، فنرى ابن أبي الدنيا جالساً مع مُحمّد بن الحُسين البرجلاني يكتب عنه ، ويدع عفّان . وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي : رحم الله أبا بكر ، مات معه علم كثير .
قال ابن المنادي وغيره : مات سنة إحدى وثمانين ومئتين في جمادى الأولى . قال الخطيب : وبلغني أنّ مولده سنة (208 هـ ) .
والثاني : المنذر بن عمّار الكاهلي (وهو حسّان بن أبي الأشرس) ، قال فيه الذهبي في كتاب الكاشف فيمن له رواية في كتب السّتة 1 / 320 : حسّان بن أبي الأشرس ، عن شريح ، وسعيد بن جبير ، وعنه منصور والأعمش : ثقة .
وقال فيه ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب 2 / 215 : حسّان بن أبي الأشرس المنذر بن عمّار الكاهلي الأسدي مولاهم ، أبو الأشرس والد حبيب . روى عن سعيد بن جبير ، وشريح القاضي ، ومغيث بن سمي ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، وعنه الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، وعبد الله بن حبيب بن أبي ثابت .
روى له النّسائي حديثاً واحداً ، فصل القرآن من الذكر ، فوضع في بيت العزّة ، وقال : ثقة .
قلت : وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال البخاري في الزكاة ، ويذكر عن ابن عبّاس : يعتق من زكاة ماله ، ويُعطي في الحج . وقد أسنده أبو عبيد في كتاب الأموال من رواية الأعمش ، عن حسّان بن هلال ، عن ابن عبّاس .
وقال ابن حجر في تقريب التهذيب 1 / 157 : 1195 حسّان بن أبي الأشرس منذر بن عمّار الكاهلي ، مولاهم أبو الأشرس ، والد حبيب ، صدوق من السّادسة .
والثالث : عمر بن أبي المقدام ، وهو عمر بن ثابت ، شعيّ ، وقد تقدّم الكلام في قبول روايته في الخبر الثاني لشقيق عن اُمّ سلمة ، من الفصل الثاني ـ الأخبار الغيبية عن الشهادة الحُسينية ـ من هذا الكتاب .
(12) بغية الطلب في تاريخ حلب 6 / 2652 ، تاريخ مدينة دمشق ـ لابن عساكر 14 / 242 ـ 242 ، ترجمة الإمام الحُسين (عليه السّلام) ـ ابن عساكر / 400 ، البداية والنهاية ـ ابن كثير 8 / 218 ، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليٍّ (عليه السّلام) ـ ابن الدمشقي 2 / 297 ، ولكنّه نسب جميع الأبيات إلى قائل واحد ، سبل الهدى والرشاد ـ الصالحي الشامي 11 / 76 ، المعجم الكبير ـ الطبراني 3 / 130 ، نظم درر السّمطين ـ الحنفي الزّرندي / 223 ، ورواه عن أبي زياد التميمي ، عن أبي جناب ، وأنّ صاحب البيتين هو أبو زياد . الإشراف في منازل الأشراف ـ ابن أبي الدنيا / 222 ، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية ، قال : حدّثني أبو عبد الله التيمي قال : حدّثنا عليّ بن عبد الحميد الشّيباني ، عمّ أبي يزيد الفقيمي ، قال : كان الجصّاصون إذا خرجوا في السّحر سمعوا نوح الجنّ على الحُسين (عليه السّلام) . . . إلخ .
(13) تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 241 ، ترجمة الإمام الحُسين (عليه السّلام) ـ ابن عساكر / 399 ، تهذيب الكمال ـ المزّي 6 / 442 ، سير أعلام النبلاء ـ الذهبي 3 / 317 ، البداية والنهاية 8 / 217 ، قال : قد حكى أبو جناب . . . ، المعجم الكبير ـ الطبراني 3 / 121 ـ 122 ، بطريقين عن أبي جناب ؛ الأوّل عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأزدي ، والثاني عن أبي زيد الفقيمي .
وفي التدوين في أخبار قزوين 1 / 260 ، عن أبي زياد الفقيمي ، وفي رواية اُخرى في تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 242 ، عن أبي مريد : كان الجصّاصون . . . ، ينابيع المودّة ـ القندوزي ، وظاهره عن اُمّ سلمة (رضوان الله عليها) ، بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ابن العديم 6 / 2651 ، ولكنّه رواه عن سفيان ، عن أبي جناب . الخصائص الكبرى ـ السّيوطي 2 / 127 ، ولكنْ من سمع الجنّ هو حبيب بن أبي ثابت ، مجالس ثعلب / 423 ، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية ، قال : ثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى النّحوي ثعلب ، قال : حدّثني عمر بن شبّة قال : حدّثني عبيد بن جناد ، ثنا عطاء بن مسلم ، عن أبي جناب الكلبي . . . إلخ .
(14) والبيت الأخير من نور القبس / 535 ، الحافظ اليغموري ـ أخبار أبي جناب الكلبي ، نسخة برنامج الموسوعة الشعرية .
(15) المعجم الكبير ـ الطبراني 3 / 122 ، مجمع الزوائد ـ الهيثمى 9 / 199 ، تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 240 ، كتاب الهواتف ـ ابن أبي الدنيا / 87 ، ورواه عن سويد بن سعيد ، عن . . . إلى اُمّ سلمة ، فسنده أخصر من الطبراني ، الخصائص الكبرى ـ السيوطي 2 / 127 ، بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ابن العديم 6 / 2651 ، تهذيب الكمال ـ المزّي 6 / 441 ، سبل الهدى والرشاد ـ الصالحي الشامي 11 / 76 ، ينابيع المودّة لذوي القربى ـ القندوزي 3 / 14 ، 89 ، ولكنّه قال بدل ( في ملكِ عبدٍ) : في ملكِ وغدِ .
(16) قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 199 ، رواه الطبراني ، وفيه عمرو بن ثابت بن هرمز ، وهو ضعيف .
أقول : قد تقدّم الكلام في قبول روايات عمر بن ثابت الشيعي في رواية شقيق عن اُمّ سلمة في الأخبار الغيبية من الفصل الثاني .
وأمّا القاسم بن عبّاد الخطّابي فهو من رجال الصحيح ، كما ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 42 تعليقاً على ما وقع في سنده : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
وأمّا سويد بن سعيد فوقع الكلام فيه ، ولكنْ يكفي فيه أنّه من رواة صحيح مسلم ، فقد أكثر مسلم من رواياته عن حفص بن مسيرة وعن غيره ؛ مثل : علي بن مسهر ، والأعمش ، كما في 1 / 416 و 2 / 878 من صحيح مسلم ، وأيضاً رواياته عن الوليد بن مسلم 3 / 1268 ، وأيضاً رواياته عن الوليد بن أبي حازم ، وأيضاً رواياته عن سليمان عن أبيه 4 / 2023 من صحيحه ، ورواياته عن مالك بن أنس 1 / 215 من صحيحه .
وبعد هذا لا كلام في روايات مسلم عن سويد بن سعيد ؛ أمّا أنّ مسلم لمْ يروِ عنه إلاّ لأجل رواية حفص بن مسيرة ، فهذا مردود بما تقدّم ، ومع ذلك فقد وُثّق .
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 11 / 411 : قال عبد الله بن أحمد : عرضت على أبي أحاديث لسويد بن سعيد ، عن ضمام بن إسماعيل ، فقال لي : اكتبها كلّها ، أو قال : تتبّعه ، فإنّه صالح ، أو قال : ثقة .
وقال فيه العجلي في معرفة الثقات 1 / 442 : سويد بن سعيد الحدثاني ثقة ، من أروى النّاس عن عليِّ بن مسهر .
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب 4 / 242 : وقال سلمة في تاريخه : سويد ثقة ، روى عنه أبو داود . وقال عنه الذهبي ـ سير أعلام النبلاء 11 / 410 ـ أيضاً قبل نقله أقوال في مدحه و ذمّه : سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار ، الإمام المحدّث الصدوق ، شيخ المحدّثين ، أبو مُحمّد الهروي ، ثمّ الحدثاني الأنباري ، نزيل حديثة النّورة ، بُليدة تحت عانة وفوق الأنبار ، رحّال جوّال ، صاحب حديث وعناية بهذا الشأن .
لقي الكبار ، وحدّث عن مالك بن أنس بـ‍ (الموطأ) ، وحمّاد بن زيد ، وعمرو بن يحيى بن سعيد الأموي ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال ، وشريك القاضي ، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي ، وسوار بن مصعب ، وأبي الأحوص ، وحفص بن ميسرة الصنعاني ، وعبد ربّه بن بارق ، ومسلم الزّنجي ، وإبراهيم بن سعد ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وفضيل بن عياض . . . إلخ .
قال الحسن الميموني : سأل رجل أبا عبد الله ، يعني أحمد ، عن سويد ، فقال : ما علمت إلاّ خيراً . فقال له إنسان جاءه بكتاب فضائل ، فجعل عليّاً (عليه السّلام) (أوّلها) وأخّر أبا بكر وعمر . فعجب أبو عبد الله من هذا ، وقال : لعله أتى من غيره ! قالوا له : وثمّ تلك الأشياء ؟ قال : فلِمَ تسمعونها أنتم ؟! لا تسمعوها ، ولمْ أره يقول فيه إلاّ خيراً . سير أعلام النبلاء ـ الذهبي 11 / 412 .
أقول : ومن ذلك ما نقله الذهبي في تذكرة الحفّاظ 2 / 455 قال : أخبرنا أحمد بن المؤيّد ، أنا الفتح بن عبد السّلام ، أنا هبة الله بن الحُسين ، أنا أبو الحُسين بن النّقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن مُحمّد البغوي ، أنا سويد بن سعيد ، أنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( علي منِّي وأنا من عليٍّ ، لا يؤدّي عنِّي إلاّ أنا أو هو )) .
وأمّا حبيب بن أبي ثابت فقد وثّقه الكثير ، فهو ثقة ثبت ، ولكن أبا حاتم قال : إنّه ثقة ، ولكنْ لم يسمع من اُمّ سلمة (رضوان الله عليها) .
أقول : ورجّح الذهبي روايته عنها ـ سير أعلام النبلاء 5 / 288 ـ فقد قال : حبيب بن أبي ثابت الإمام الحافظ ، فقيه الكوفة ، أبو يحيى القرشي الأسدي مولاهم ، واسم أبيه قيس بن دينار ، وقيل : قيس بن هند ، ويقال : هند . حدّث عن ابن عمر ، وابن عبّاس ، واُمّ سلمة ، وقيل [ أقول : والقيل مشعر بتمريض القول ، هو قول أبي زرعة ، كما في تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل 1 / 60 ] : لم يسمع منهم ، وحديثه عنهما في ابن ماجه . . . إلخ .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 5 / 288 : . . . وقال أحمد بن يونس ، عن أبي بكر بن عياش : كان بالكوفة ثلاثة ليس لهم رابع ؛ حبيب بن أبي ثابت ، والحكم ، وحمّاد ، كانوا من أصحاب الفُتيا ، ولم يكن أحد بالكوفة إلاّ يذلّ لحبيب .
وقال أحمد العجلي : كوفي تابعي ثقة ، كان مفتي الكوفة قبل حمّاد بن أبي سُليمان . وقال ابن المبارك عن سفيان : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت ، وكان دعامة ، أو كلمة نحوها . وروى أبو بكر بن عيّاش ، عن أبي يحيى القتّات ، قال : قدمت الطائف مع حبيب بن أبي ثابت ، فكأنّما قدم عليهم نبيٌّ . قال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى : ثقة حُجّة .
وقال الذهبي أيضاً في كتاب الكاشف في مَنْ له رواية في كتب الستّة 1 / 307 : حبيب بن أبي ثابت الأسدي ، عن ابن عبّاس ، وزيد بن أرقم ، وعنه شعبة ، وسفيان ، كان ثقة ، مجتهداً ، فقيهاً ، مات 119 .
 وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب 2 / 156 : قال البخاري عن علي بن المديني : له نحو مئتي حديث . وقال أبو بكر بن عيّاش : كان هؤلاء الثلاثة أصحاب الفُتيا ؛ حبيب بن أبي ثابت ، والحكم ، وحمّاد .
(17) تذكرة الخواصّ ـ سبط ابن الجوزي / 241 ، ط منشورات الشريف الرضي .
(18) هذا موافق للتبر المُذاب ، وأمّا في التذكرة : (هتك أهلوه واستحلّوا) .
(19) تذكرة الخواصّ ـ سبط ابن الجوزي / 242 ، ط منشورات الشريف الرضي ، كتاب التبر المُذاب / 92 ـ العلاّمة الشيخ أحمد بن مُحمّد بن أحمد الحافي [الخوافي] الحُسيني الشافعي . من إحقاق الحقِّ 27 / 501 .
(20) وفي تهذيب التهذيب 2 / 307 : . . . (اُمُّ الفصيلِ المُقعدِ) بدلٌ من (اُمّ الفصيلِ المقصدِ) .
(21) تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 14 / 242 ، بغية الطلب في تاريخ حلب ـ ابن العديم 6 / 2654 ، تهذيب الكمال ـ المزّي 6 / 442 ، تهذيب التهذيب ـ ابن حجر العسقلاني 2 / 307 .
(22) سبل الهدى والرشاد 11 / 76 ، الخصائص الكبرى ـ السّيوطي 2 / 127 ، ينابيع المودّة 3 / 14 .
(23) أواخر الفصل الثالث من الجزء السادس من كتاب دلائل النبوّة ، في الورق 73 / أ ، نقلاً عن هامش كتاب مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) ـ لمُحمّد بن سليمان الكوفي 2 / 227 .
(24) ينابيع المودّة لذوي القربى ـ القندوزي 3 / 90 .
(25) الظاهر سابع يوم بعد العاشر من المُحرّم .
(26) نور العين في مشهد الحُسين (عليه السّلام) ـ أبو إسحاق الأسفراييني / 76 ، وفي ط ص66 .
(27) لا يخفى ما في البيت من إقواءٍ بيّن . (موقع معهد الإمامين الحَسنَين)
(28) في الأصل وفي أكثر المصادر : فلا زال قبراً أنت تسكنه ، والصحيح ما أثبتناه ، وبه يستقيم الوزن ، وهو موافق لرواية تذكرة الخواصّ الآتية .
(29) درر السّمطين للزّرندي الحنفي / 223 ـ 225 ، تذكرة الخواصّ ـ سبط ابن الجوزي / 244 بإيجاز ، وقد روى نظم أبي الأسود الدُّؤلي المعجم الكبير ـ الطبراني 3 / 118 ، تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر 25 / 208 ، 37 ، 451 ، أنساب الأشراف ـ البلاذري / 85 بزيادة .
(30) تذكرة الخواصّ ـ سبط ابن الجوزي / 244 ، ط منشورات الشريف الرضي .
(*) ما ننقله من مصادر أهل الخلاف فيه نقص وغير مرتب ، وأمّا ما جاء في مقتل أبي مخنف / 113 ـ 114 ، طبعة مركز انتشارات الأعلمي طهران ـ فهو تامٌّ .
قال : ثمّ دخلوا (رحلوا) من تكريت ، وأخذوا على طريق البرّ ، ثمّ على الأعمي ، ثمّ دير عروة ، ثمّ على صليتا ، ثمّ على وادي النخلة فنزلوا فيها وباتوا . قال : وسمعوا نساء الجنّ يبكين على الحُسين (عليه السّلام) ويقلنَ :
نساءُ الجنِّ أسعدنَ    نـساءَ الـهاشميّاتِ
بنات المصطفى أحمدْ      يـبـكينَ شـجيّاتِ
ويلبسن ثياب السوْ    دِ لـبـساً لـلمصيباتِ
ويـلطمن خددواً كالـ    ـدنـانيرِ نـقـيّاتِ
ويـندبن حسيناً عـ     ـظمـتْ تلك الرزيّاتِ
ويـبـلين ويـندبنَ     مـصابَ الأحمديّاتِ
وفي مناقب آل أبي طالب ـ ابن شهر آشوب 3 / 219 قال :
ومن نوحهم :
نـساءُ الجنِّ يبكينَ    من الحزنِ شجيّاتِ
ويـسعدن بنوح للنـ    ـساءِ الهاشميّاتِ
ويندبن حسيناً عـ     ـظمـتْ تلك الرزيّاتِ
ويـلطمن خدوداً كالـ    ـدنـانيرِ نـقيّاتِ
ويلبسن ثياب السّو    دِ بـعد القصبيّات
(31) تذكر الخواص ـ سبط ابن الجوزي / 242 ، ط منشورات الشريف الرضي .
(32) كتاب التبصرة ـ ابن الجوزي 2 / 16 ، نقلاً عن هامش ترجمة الإمام الحُسين (عليه السّلام) من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب ، تصحيح المحقّق العامل المغفور له السيّد عبد العزيز الطباطبائي (قدس سرّه) .
(33) لا يخفى ما بعض في الأبيات من إرباك وخلل عروضي واضح . (موقع معهد الإمامين الحَسنَين)
(34) نور العين في مشهد الحُسين (عليه السّلام) ـ أبو إسحاق الأسفراييني / 61 ، وفي ط ص53 وفيه : (المقطّعات) بدل (المفظّعات) . وقد ذكرته في المسير بحرم الحُسين (عليه السّلام) إلى الشام


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page