• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

راية ضلال :

السؤال :
كيف نفهم هذه الرواية فهماً صحيحاً : ( كلُّ راية تخرج قبل قيام الإمام المهدي ( عليه السلام ) فهي راية ضلال ) ؟ ( 1) .
الجواب :
هذه الرواية هي ضمن مجموعة روايات عديدة ، ومفادها في قراءتي الخاصَّة ، لا يعني الدعوة إلى الخمول والجمود ، أو عدم مُحاولة تغيير المُنكر الاجتماعي أو السياسي .. وغيره ، إنَّما مصبُّ هذه الرواية ومثيلها مِن الروايات ، أمران :
الأمر الأوَّل : أيُّ قيادة في الطائفة الشيعيَّة ، تُريد أنْ تقوم بهيكل سياسيٍّ أو شرعيٍّ ، لا يُمكن أنْ تتسنَّم كلَّ صلاحيَّات الإمام المعصوم ، نعم تقوم بإقامة الحكومة ، كما ذكر ذلك الفُقهاء الأقدمون ، وإدارة المُجتمع الشيعي والطائفة والدولة الشيعيَّة ، أو الدولة الإسلاميَّة ، لكنَّ صلاحيَّتها في الدولة ليست كصلاحيَّات الإمام المعصوم ، في التشريع وفي التنفيذ وفي القضاء .. وبعبارة أُخرى كالصلاحيَّات المفتوحة للمعصوم . المعصوم هو مصدر الشرعيَّة ، وليس ذلك للفُقهاء، إنَّما هم حُفَّاظ على ما هو فوقهم مِن تراث أهل البيت ، هذا أمرٌ تُريد أنْ تُثيره الروايات ؛ كي لا يُختطَّ في الحركات التغييريَّة الشيعيَّة أنْ تخرج عن نهج الأئمَّة الاثني عشر ، فتُصبح زيديَّة أو تُصبح إسماعيليَّة أو ما شابه ذلك ، هذا مطمح ترومه وتُشير إليه الروايات .  
لذلك يفهمنا أبناء المذاهب الإسلاميَّة الأُخرى بشكل خاطئ ، فيظنُّون أنَّ الفُقهاء عندما شيَّدوا نظام الجمهوريَّة الإسلاميَّة ، قد تخلُّوا عن شرطيَّة العصمة ، هذا خطأ في قراءة مسار الشيعة ، فالإمامة والعصمة لا يُمكن رفع اليد عنها ، نعم نقول : إنَّ النظام البشري لا يُمكن أنْ يقوده إلاَّ معصوم ، فالذي يُدير البشريَّة بشكل خفيٍّ الآن هو المهدي ( عجَّل الله فرجه ) مع شبكته الخفيَّة ، لا مع مجموعات الدجل والاحتيال ، التي تدَّعي السفارة ، مهزلة استعماريَّة إنكليزيَّة معروفة ، كلامنا في ما هو واقع الأبدال والأوتاد والنُّقباء وعِبْرهم هو ( سلام الله عليه ) يُدير البشريَّة والنظام البشري .
وهناك مِن الآيات القرآنيَّة الصريحة في ذلك ، أنَّ وظيفة المعصوم ، كعلي بن أبي طالب ، والذي يُقال : بقعوده خمساً وعشرين سنة في البيت ، هي مقولة خاطئة ! بلْ هو يُدير البشريَّة . إبراهيم لم يتسلَّم في العلن سلطة رسميَّة ، لكنَّه في الخفاء ، بيده أزمَّة إدارة أنظمة البشريَّة ـ بشكل سريٍّ ـ ، كما هو موجود الآن ، كما أنَّ القوى التي تُدير البشريَّة حالياً قوى خفيَّة أكثر مِن كونها قوى علنيَّة رسميَّة .  
المقصود : إنَّنا في رؤيتنا الشيعيَّة لا نتخلَّى ـ أبداً ـ عن المعصوم الذي تُحفَظ به البشريَّة ، و ما الفُقهاء إلاَّ وكلاء ونوَّاب ورؤساء مُحافظات له ، والمحور الأصلي هو المعصوم . فقراءة المذاهب الإسلاميَّة الأُخرى لمسار الشيعة ، مثلاً تجربة إيران كجمهوريَّة إسلاميَّة ، قراءتهم لها خاطئة ، فلا يعني تشييد النظام الإسلامي أنَّنا تخلَّينا عن العصمة ، بلْ على العكس ، إنَّا نحن في ظِلِّ العصمة . هذه نكتة مُهمَّة ؛ ولذلك ـ ولله الحمد ـ شيعة إيران تحت ظِلِّ الفقهاء ، لم يُصبحوا فرقة شيعيَّة جديدة ، مثل الزيديَّة أو الوافقة وغيرهم ؛ لأنَّهم يلتفتون إلى معنى قيادة الفقهاء تحت ظلِّ العصمة ، ومِن ثمَّ يستمرُّون على النهج الاثني عشري .
الأمر الثاني : نُكتة أُخرى إعجازيَّة ، تُشير لها هذه الروايات ـ وتختلف قراءتي لهذه الروايات عن قراءة جماعات عديدة مِن الفقهاء ـ ، قراءة أُخرى ألمسها في هذه الروايات تُريد أنْ تُشيد بنُكتة مُعيَّنة وهو ضمان التسديد والنجاح في الأُسلوب التوعوي و الإرشادي التثقيفي العملي والتربوي الإصلاحي ، وأنَّكم في التأثير على المَدِّ الاجتماعي والتغيير الاجتماعي ، ليس مِن الضروري أنْ تكشفوا أوراقكم على العَلن . فمِن باب المثال ـ الذي يضرب مِن جِهة ولا يُقاس به مِن كلِّ جِهة ـ الصهيونيَّة هدَّ الله أركانها ليست قوَّتها على البشريَّة الآن في إسرائيل ، مع أنَّ صندوق النقد الدولي بيدها ، والمصرف الدولي بيدها ، والشركات النفطيَّة العملاقة بيدها ، وشركات الأسلحة بيدها ، وشركات وكالات الإعلام الضخمة التي تُهيمن على كلِّ الفضائيَّات بيدها ، فأيُّ قطَّاع عامٍّ بشريٍّ رأسماليٍّ مُسيطر هو بيدها ، وهم لم يصلوا إليها أبداً عِبر دولة رسميَّة ، إنَّما عِبر العمل تحت السطح .  
هذه الروايات تُريد أنْ تُشير إلى هذا المطلب : أنَّ العمل ـ وليس الجمود و الخمول ـ إنَّما العمل تحت السطح يضمن الأمان في نجاح العمل ، نعم قد تأتي ظروف استثنائيَّة شبيهة بنهج الحسين ( عليه السلام ) ، ولابُدَّ حينها أنْ يكون العمل فوق السطح ، مِثل انتصار الثورة الإسلاميَّة في إيران ، لكنْ كبرنامج عامٍّ ، العمل تحت السطح مضمون السلامة ومضمون النجاح ؛ لأنَّ الخفاء يفقد العدو الاستهداف أو العلم بالخفايا والنوايا وأهداف البرامج . وهذه قراءة أُخرى أيضاً لهذه الروايات .  
ـــــــــــــ
1 ـ الكافي ج 8 ص 295 ، الوسائل ج 15 ص 52، غيبة النعماني ص 111، البحار ج52 ص142.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page