السؤال :
ما هي الملفَّات التي تُدلِّل على أنَّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو المُخطِّط للفتوحات الإسلاميَّة لتوسعة الرقعة الجغرافيَّة في عهد مَن سبقه مِن خُلفاء ثلاثة ؟ مع العلم أنَّ الكثير مِن الباحثين كانوا يَعيبون عليهم الاهتمام بالفتوحات الخارجيَّة دون الاعتناء بالداخل ، وحتَّى سماحتكم بيَّنتم في طيِّ كلامكم أفضليَّة الاهتمام بالداخل أكثر مِن التوسعة الجغرافيَّة للإسلام ، أرجو التوضيح .
الجواب :
طبعاً ملفُّ الفتوحات ملفٌّ قديم شائك وَعْرٌ ، خطر في الثقافة الإسلاميَّة ، وفي الرؤية الإسلاميَّة ، وفي العلوم الإسلاميَّة ، وفي النظرة الإسلاميَّة .
ما جذبني إلى الخوض في هذا الملفِّ ، كانت ندوة في الحوزة العلميَّة ، بيني وبين أحد نجوم الثقافة في إيران ، مِن مجلَّة واسعة الانتشار في إيران وخارج إيران ، حول بحث مواقف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والرؤية المُعاصرة لها ، ثمَّ أُقيمت ندوة بيني وبينه في الحوزة العلميَّة في قُمْ المُقدَّسة ، برعاية الحوزة العلميَّة وجامعة المُدرِّسين وغيرهما ، وكان الحضور مِن تيَّارات مُختلفة .
فصار تجاذب الحديث لساعتين ، رجعت بعدها إلى البحث ، وحاولت أنْ أخوض في هذا الملفِّ أكثر ، مع أنَّه كانت لي إجابات كثيرة ومُداولات فيه ، وأصبح لدينا نوع مِن الموسم أو الانعكاس الثقافي الشديد المُتجاذب ، الذي أثرى الساحة الفكريَّة .
حينها ـ سبحان الله ـ وقعت عيني على رواية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة ، أنَّ أمير المؤمنين يتعجَّب مِن قريش ؛ لأنَّها تنسب الفتوحات لأُمرائها ، مع أنَّ الفتوحات مِن تخطيطه ( عليه السلام ) ، لكنَّ الجيل الذي كان يَعرف أنَّ هذه مِن تخطيطه ذهب ، وجاء جيل جديد لا يدري .
والعبارة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( .. ثمَّ فتح الله عليها الفتوح ، فأثرت بعد الفاقة ، وتموَّلت بعد الجُهد والمَخمصة ، فحسن في عيونها مِن الإسلام ما كان سَمجاً ، وثبت في قلوب كثير منها مِن الدين ما كان مُضطرباً ، وقالت : لولا أنَّه حَقٌّ لما كان كذا ، ثمَّ نَسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحُسْن تدبير الأُمراء القائمين بها ، فتأكَّد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين ، فكنَّا نحن مِمَّن خمل ذكره ، وخَبت ناره ، وانقطع صوته وصيته ، حتَّى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير مِمَّن يَعرف ، ونشأ كثير مِمَّن لا يعرف . وما عسى أنْ يكون الولد لو كان ! ... ) ( 1)
هذه العبارة استوقفتني ، فأمير المؤمنين يُصرِّح هذا الشيء ، وهو عين اليقين وحقُّ اليقين ؛ لذا يجب أنْ نبحث في الملفِّ . فعدتُّ لكتاب الطبري في التاريخ ، وكتاب الفتوحات لابن أعثم ، ومصادر تاريخيَّة عديدة ، فوجدت هذه الحقيقة بشكل عجيب ، لكنَّها مُقصَّصة مُبعثرة ، مثل اللوحة الكبيرة التي تُمثِّل الحقيقة ، يأتي الذين يُعتِّمون على الحقيقة ، يَقصُّون الحقيقة قَصاصات ، ويُبعثرونها في الكُتب ، وعندما تجمعها ، ترى الحقيقة جليَّة .
وأقمت بحثاً مُفصَّلاً ووجدت ملفَّاً كاملاً ( 2 ) حتَّى إنَّ الكثير مِن المُحقِّقين قالوا لي : ( الطريق وعر وخطر ، لا تدخل فيه ، وكثير مِن علمائنا الكبار ، الفقهاء والمؤرِّخين والمُفسِّرين لم يخوضوا فيه ) ، فقلت لهم : إنِّي أخوضه ـ إنْ شاء الله ـ بكلِّ عزيمة ، ببركات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
فعزلت بين حيثيَّات ثلاث أذكرها لاحقاً بالترتيب ، إحدى هذه الحيثيَّات أصل التخطيط ، فأصعب الدول في الإدارة دولة الحرب ؛ لأنَّه لابُدَّ للدولة أنْ تُدير الوضع الداخلي وتُدير الفعاليَّة الحربيَّة في الخارج ، فالوضع صعب جِدَّاً ومُتكهرب ، مَن يقوم بهذا العبء ؟
فوجدت أنَّ تخطيط دولة الحرب في نصوص الكتب التاريخيَّة للمذاهب الإسلاميَّة ، هو بشكل مُبعثر ، مُعتَّم عليه ، لكنَّ يأبى الله إلاَّ أنْ يُظهر هذه الصفحة الذهبيَّة مِن كتاب أمير المؤمنين ( سلام الله عليه ) . وجدت أنَّ التخطيط لدولة الحرب لم يكن لولا أمير المؤمنين ، حتَّى ما يُسمونه بحروب الرِّدَّة هناك نصوص تاريخيَّة عثرت عليها ، وأبلغت الكثير مِن المُحقِّقين في الحوزة العلميَّة في قُمْ المُقدَّسة ، وألقيتها في ندوات أُخرى وفي أندية علميَّة أُخرى بشكل مُسلسل ، وفي قُمْ المُقدَّسة بشكل حلقات ، وجدت أنَّ التخطيط لدولة الحرب كلِّه لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ووجدت عظمة علي بن أبي طالب في هذه الصفحة مِن حياته ، التي استهوتني أكثر مِن صفحات أُخرى لعلي بن أبي طالب ؛ لأنَّه قام بعمل جبَّار عَلِم أنَّه لن يُنسَب له ، ما هذا الإخلاص ! أنْ تعلم بأنَّ هذا العمل الجبَّار العظيم سوف لن ينسبه لك التاريخ المُظلم وهذه الأقلام المُظلمة المُكمَّكمة ، ومع ذلك تعمله بينك وبين الله ؛ لأجل تشييد صَرْح الدين والإسلام ! ووجدت أنَّ هذا ليس عند علي بن أبي طالب فقط ، إنَّما عند الحسن والحسين وبقيَّة الأئمَّة ، والمهدي صاحب العصر والزمان ، كلُّهم لهم أدوار خفيَّة عظيمة ، غير معلومة ـ في العلن ـ أنَّها لهم .
في المعركة التي مع الأكاسرة الفرس ، معركتان مُهمَّتان مصيريَّتان ( القادسيَّة ونهاوند ) نصوص تاريخيَّة عجيبة ، تُدلِّل على أنَّه عندما عبَّأت القوميَّات المُختلفة ـ مِن ملوك الفرس والترك وغيرهم مِن الأكاسرة ، سِيَّما في نهاوند ـ خُطَّةً لطرد المسلمين ، واسترجاع العراق كلِّه ( البصرة والكوفة ) والانقضاض حتَّى على المدينة المنوَّرة . ونصُّ العبارة التاريخيَّة يقول : إنَّه لمَّا جاء البريد إلى الخليفة الثاني بأنَّ كسرى عنده هذا التخطيط ، وقد استعان بملوك مِن دول الجوار الكثيرة ، ولهم ضربة قاضية ، أخذت أسنان الخليفة الثاني تصطكُّ وسُمع أطيط أسنانه مِن في المسجد مِن الخوف ، وقال أشيروا عليٍّ .. فقام فلان وفلان وفلان مِن الأسماء المُطنطِنة ، كلٌّ يُبدي برنامجاً هزيلاً ، إلى أنْ خاطب هو عليَّاً ـ في مصادرهم هم وليس في مصادرنا ( 3 ) ـ : ( يا أبا الحسن ، لم لا تُشير بشيء كما أشار غيرك ؟ ) فقام أمير المؤمنين بتبيين برنامجه الداخلي لدولة الحرب وبرنامج النصر . عجيبٌ تعتيمهم ! لكنَّ القَصاصات كلَّها موجودة . قال له بعدها : ( مَن أُعيِّن قائداً ؟ ) حتَّى الخطوات التفصيليَّة ، لم يكتفِ بالخطوط العامَّة مِن عليِّ بن أبي طالب ، وطالبه بخطوط وصفحات تفصيليَّة في البرنامج ، وأخذ أمير المؤمنين يُتابع المعركة ، وهو في المدينة المنوَّرة في أثناء خوضها .
وأنتم تسمعون في كتب السُّنَّة أنَّ جيش المسلمين في نهاوند سمعوا صوت عمر : ( يا سارية الجبل ! ) هذه القِصَّة لها حقيقة ، وحقيقتها يذكرها السيِّد هاشم التوبلاني البحراني ، هذا السيِّد العظيم والعالم الجهبذ ، يذكر هذه الرواية في كتابه مدينة المعاجز ، ويذكر قصاصاتها التاريخيَّة مِن كُتب القوم ، أنَّه في أثناء المعركة حدث خطأ عسكريٌّ مُعيَّن كاد يستأصل جيش المسلمين ؛ لأنَّ لديهم جيوشاً عظيمة ، 150 ألفاً بجميع الوسائل الحربيَّة القويَّة ، بينما جيوش المسلمين كانت 30 ألفاً تقريباً ، أين 30 ألفاً مِن 150 ألف !!! وأين العُدَّة هنا مِن العُدَّة هناك !!!
عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنَّا بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في مسجد رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) إذ دخل عمر بن الخطَّاب ، فلمَّا جلس قال للجماعة : إنَّ لنا سِرَّاً فخفِّفوا رحمكم الله . فتهيَّزت وجوهنا وقلنا له : ما هكذا كان يفعل بنا رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) ! ولقد كان يأتمننا على سِرِّه ، فما بالك أنت لمَّا وليت أُمور المسلمين تستَّرت بنقاب رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) ؟! فقال : للناس أسرار لا يُمكن إعلانها بين الناس ، فقمنا مُغضبين وخلا بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) مليَّاً ، ثمَّ قاما مِن مجلسهما حتَّى رقيا منبر رسول الله جميعاً .
فقلنا : الله أكبر ، أترى ابن حَنتمة رجع عن طغيانه وغيِّه ورقى المنبر مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ليخلع نفسه ويُثبته له ؟!
فرأينا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقد مسح بيده على وجهه ، ورأينا عمر يرتعد ويقول : لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العليِّ العظيم ، ثمَّ صاح ملء صوته : يا سارية الجبل الجبل ، ثمَّ لم يلبث إلى أنْ قَبَّل صدر أمير المؤمنين ونزلا وهو ضاحك ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول له : ( يا عمر ، افعل ما زعمت أنَّك فاعله وإنْ كان لا عهد لك ولا وفاء ) ، فقال له : أمهلني يا أبا الحسن حتَّى أنظر ما يردُّ مِن خبر سارية وهل ما رأيته صحيح أم لا ؟
فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( ويحك ! إذا صحَّ ووردت أخباره عليك بتصديق ما عاينت ورأيت ، وأنَّهم قد سمعوا صوتك ولجأوا إلى الجبل كما رأيت ، هل أنت مُسلِّم ما ضَمنت ؟ ) ، قال : لا يا أبا الحسن ، ولكنِّي أُضيف هذا إلى ما رأيت منك ومِن رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) والله يفعل ما يشاء ويختار.
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( يا عمر ، إنَّ الذي تقول أنت وحزبك الظالمون إنَّه سحر وكهانة ، إنَّه ليس منهما ! ) ، فقال له عمر : يا أبا الحسن ، ذلك قول مَن مضى والأمر فينا في هذا الوقت ، ونحن أولى بتصديقكم في أعمالكم وما نراه إلاَّ مِن عجائبكم إلاَّ أنَّ المُلك عَقيم .
فخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلقيناه ، فقلنا له : يا أمير المؤمنين ما هذه الآية العظيمة وهذا الخطاب الذي قد سمعناه ؟
فقال أمير المؤمنين : ( هل علمتم أوَّله ؟ ) .
فقلنا : ما علمناه يا أمير المؤمنين ، ولا نعلمه إلا منك .
فقال : ( إنَّ هذا ابن الخطاب قال لي : إنَّه حزين القلب ، باكي العين على جيوشه التي في فتح الجبل في نواحي نهاوند ، فإنَّه يُحبُّ أنْ يعلم صحَّة أخبارهم وكيف هم مع ما دُفِعوا إليه مِن كثرة جيوش الجبل ، وأنَّ عمرو بن معد يكرب قُتل ودُفِن بنهاوند ، وقد ضعف جيشه وانحلَّ بقتل عمرو ، فقلت له : ويحك يا عمر ! تزعم أنَّك الخليفة في الأرض والقائم مقام رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) وأنت لا تعلم ما وراء أذنك ، وتحت قدمك ، والإمام يرى الأرض ومَن فيها ولا يخفى عليه مِن أعمالهم شيء ، فقال : يا أبا الحسن ، فأنت بهذه الصورة ، فأيُّ شيء خبر سارية الساعة ؟ وأين هو ومَن معه وكيف صورتهم ؟
فقلت له : يا بن الخطَّاب ، إنْ قلت لك لم تصدقني ، ولكنِّي أُريك جيشك وأصحابك وسارية ، وقد كمُن لهم جيوش الجبل في واد قفر، بعيد الأقطار ، كثير الأشجار ، فإنْ سار جيشك إليهم يسيراً أحاطوا به فقُتل أوَّل جيشك وآخره ، فقال لي : يا أبا الحسن ، فما لهم مِن ملجأ منهم ولا مخرج مِن ذلك الوادي ، فقلت : بلى ، لو لحقوا إلى الجبل الذي إلى الوادي ؛ لسلموا وملكوا جيش الجبل ، فقلق وأخذ بيدي وقال : الله الله يا أبا الحسن في جيوش المسلمين ، إمَّا أنْ ترينَّهم كما ذكرت ، أو تُحذِّرهم إنْ قدرت ، ولك ما تشاء ، ولو خلع نفسي مِن الخلافة هذا الأمر وأردُّه إليك.
فأخذت عليه عهد الله وميثاقه ـ إنْ رقيت به المنبر ، وكشفت له عن بصره ، وأريته جيشه في الوادي ، وإنَّه يصيح عليهم فيسمعون منه ويلجأون إلى الجبل فيَسلمون ويظفرون فيه ـ أنْ يخلع نفسه مِن الخلافة ويُسلِّم حَقِّي إليَّ ، فقلت له : قُمْ يا شقيُّ ، فوالله لا وفيت بهذا العهد والميثاق ، كما لم تفِ لله ولرسوله ولي بما أخذناه عليك مِن العهد والميثاق والبيعة في جميع المواطن .
فقال لي : بلى والله ، فقلت له : ستعلم أنَّك مِن الكاذبين ، ورقوت المنبر ودعوت بدعوات وسألت الله أنْ يُريه ما قلت له ، ومسحت بيدي على عينيه ، وقلت له وكُشف عنه غطاؤه ونظر إلى سارية وسائر الجيش وجيش الجبل ، وما بقي إلاَّ الهزيمة لجيشه وقلت : صِحْ يا عمر إنْ شئت ، قال : وأُسمِع ؟ قلت له : وتُسمع ، وتُنادي بصوتك إليهم ، فصاح الصيحة التي سمعتموها ( يا سارية الجبل الجبل ) ، فسمعوا صوته ولجأوا إلى الجبل ، فسلَّموا وظفروا ونزل ضاحكاً كما رأيتموه ، وخاطبته وخاطبني بما قد سمعتم ) .
قال جابر : فآمنَّا وصدَّقنا وشكَّ آخرون ، إلى أنْ ورد البريد بحكاية ما حكاه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ورآه عمر ونادى بأعلى صوته ، فكان أكثر العوامِّ المُتمرِّدين وابن الخطَّاب جعلوا هذا الحديث له مَنقبة ، والله ما كان إلا مَثلبة .. ) ( 4) .
كان ليحتاج إلى رادارات و فضائيَّات ، ويحتاج إلى فاكس سريع ، بلْ يحتاج إلى أقمار صناعيَّة تُغطِّي أرض المعركة ! وهذا كلُّه قام به علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالعلم اللدُني ، وقصاصات حقائق الفتوحات موجودة في كُتب التاريخ التي كتبوها هم ! لكنَّها مُبعثرة ، وجمعناها بحمد الله كنُبذه وكعيِّنة لمشروع علمي يستقصي البحث عسى الله تعالى يُقيِّض له ذوي الهِمَم لإنجازه .
في معركة اليرموك ، في مُحاربة المسلمين الإمبراطوريَّة الروميَّة ، كان عِدَّة الجيش الرومي ( القياصرة ) 400 ألف جنديٍّ ، وكان المسلمون 40 ألفاً ، أيْ عشرة أضعاف عددهم ! عُدَّة أولئك كيف مِن عُدَّة هؤلاء .
كيف صنع خالد بن الوليد سيف الله ـ كما يدَّعون ـ وكيف صنع أبو عُبيدة بن الجرَّاح ، ومِن وراء الجُند : هند وأبو سفيان !
تُنادي هند بنفس أشعارها في أُحِد :
نحن بنات طارق نمشي على النمارق
إنْ تُقبلوا نُعانق أو تُدبروا نُفـــــارق
هذا الشعر مُتضمِّن لمعاني الخنا ! ولا أُريد أنْ أُترجم في هذا المحفل الشريف هذه الكلمات !
فكانت هند تُنشد نفس الأشعار ، وبيت أبي سفيان كان على صلة بالروم ، فهي تُخاطب ذاك الطرف : ( نحن طابور خامس ) ، وهم يذكرون ذلك في مثل تاريخ الطبري وغيره ، إنْ كان حامي جيش المسلمين هكذا فكيف ينتصر ؟!
وقد حار خالد بن الوليد – كما في نصوصهم التاريخيَّة – وأبو عبيدة ، في أمر الخُطَّة الحربيَّة والعمل فيها . فجاء بطل عليٍّ ، مالك الأشتر ، تلميذ عليِّ الذي يُعبِّئ عليَّ بن أبي طالب بالبرنامج ، فقال : اتركوا قيادة الجيش لي ، وهنا بدأ نجم مالك الأشتر يسطع في العالم الإسلامي ، وهو جندي مِن جنود علي . وقائد جيش الروم هو رئيس الوزراء الرومي واسمه هامان ، الذي كان قائداً حربيَّاً باسلاً وداهيةً سياسيَّةً عجيبة ، فاجتمعت فيه الخصلتين .
ففوَّض أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد في اليرموك قيادة الجيش لمالك الأشتر ، فقام مالك بالخطوة مُقابل هذا الجيش الجبَّار ، الخُطوة التي أحجم عنها خالد بن الوليد الذي يسمُّونه سيف الله المسلول ! وانكفأ أبو عبيدة أيضاً ، فخرج مالك الأشتر : ادعوا قيادة الجيش للمُبارزة .
لاحظ البرنامج الذي أودعه له أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ، صارع هذا الرئيس فلم يقتله ، ولو قتله لرُبَّما لم تنجح الخُطَّة ، ضربه ضربة على عاتقه ، فلا هو ميِّت ولا هو حي ! فأخذ يفرُّ فراراً مِن المعركة ، وسبَّب هزيمة نفسيَّة للجيش الرومي كلِّه ، وهنا يكمن عنصر الذكاء . وبفضل الله ، كُتب النصر للمسلمين في أكبر معركة خاضوها ، وهي اليرموك ، بتدبير علي بن أبي طالب ( سلام الله عليه ) وبتنفيذ مالك الأشتر ( 5) .
نذكر لكم هذه النُّكتة بعد جمع القصاصات ، حتَّى إنَّني دعوت الكثير مِن المُحقِّقين لكتابة موسوعة ؛ لأنَّ هذه الصفحة مطمورة في كتاب علي ( عليه السلام ) ، صفحة ذهبيَّة مُشرقة ، وكتاب عليٍّ كلُّه صفحات مُشرقة ذهبيَّة ، ذكرت أنَّه يجب أنْ نُميِّز بين ثلاث حيثيَّات :
1- الحيثيَّة الأُولى : أصل تخطيط الفتوحات ، هذه مسؤوليَّة رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) ، التي مهَّد لها قبل عليٍّ ، وأعطاهم البرنامج في كيفيَّة توسعة رقعة الإسلام ، في حياته مُنذ حرب الخندق ، عندما كانوا يضربون الخندق ، فأعطاهم الخُطَّة لكنَّهم لم يعوها ، ثمَّ ساءلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في كيفيَّة تنفيذها وتفاصيلها ، وكلُّها موجودة في كتب التاريخ . فأصل التخطيط مسؤوليَّة رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) مِن بعده .
الصفحة اللاحقة
2- الحيثيَّة الثانية : أمَّا التنفيذ اللاَّ أخلاقي ، الهوجائي الذي استُبيحت فيه الدماء والفروج والأموال ، الكثير مِن المُستشرقين يُندِّدون بالفتوحات مِن هذه النقطة ، فهناك ستار مُظلم – والعياذ بالله – بسبب الفتوحات ، وبسبب ما مُورِس مِن لا أخلاقيَّات مذكورة في مصادر القوم ( 6 ) ، والمُستشرقون لم يأتوا بها مِن أنفسهم ، بلْ أتو بها مِن كُتب القوم .
لا نؤيِّد المُستشرقين فهم يكيدون للإسلام ، لكنْ مِن الذي مهَّد ووطَّأ لهم هذه المَكيدة للإسلام ، لتشويه الإسلام والقول : بأنَّ الإسلام دين سيف انتشر على الدماء ؟ ليست سياسة أهل البيت ( عليهم السلام ) هذه السياسة ، حتَّى في توسعة الرقعة ، فحروب رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) كلُّها دفاعيَّة ، ليست دفاعيَّة بالمُصطلح الفقهي ، إنَّما بالمُصطلح القانوني البشري . كما في معركة بدر ، لم يكن رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) هو الذي بدأ الحرب ، هم أغاروا على أموال المسلمين في مَكَّة ، بلْ أغاروا حتَّى على المدينة ، مِن ثمَّ ذهب رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) كي يقتصَّ ويسترجع أمواله ، إلى قافلة أبي سفيان ، فأتوا لحرب رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) . وكذا في أُحد والخندق والأحزاب وحنين ، مِن الواضح أنَّهم أتوا فيها للحرب ، وكلُّ حروب رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله ) كانت دفاعيَّة .
أمير المؤمنين في الجمل لم يبدأ بالحرب ، وفي صِفِّين لم يبدأ بالحرب ، وفي النهروان لم يبدأ بالحرب ، بلْ وضع دائماً جِسر الحوار ، ودعوة أهل البيت دائماً ، دعوة الفكر والمنطق والحوار . سيِّد الشهداء في كربلاء – كما مَرَّ بنا – لم يبدأ هو بالحرب ، فقد كان يُشدِّد ويؤكِّد على لُغة الحوار وقام بعدد مِن الخُطب .
كان الطرف الآخر في عنجهيَّة عمياويَّة ، وكان سيِّد الشهداء فاتحاً لباب الخطاب والحوار ، فلغة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ليست لغة العُنف ، بلْ هي لغة النموذج الأمثل ، جذب النور الأمثل لبقيَّة الأُمم لدين الإسلام . لكنَّ هذه الفتوحات وما مُورِس مِن لا أخلاقيَّات بهدف التمتُّع بالجنس الآخر والأموال والليالي الحمراء ، هي أمر آخر ، وهذه هي الحيثيَّة الثانية .
يذكر المرحوم الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه ( فدك ) ، نقلاً عن العلاَّمة الأميني في الغدير ( 7 ) ، قائمة أموال وثروات الصحابة التسعة المُبشَّرين وغيرهم مِن الصحابة ، ومقادر اكتنازهم الثروة مِن الفُتوحات ، هل هذه العدالة التي يُطالب بها الإسلام ؟!
3- الحيثيَّة الثالثة : هي التي أشرنا إليها النظام البديل ، ( والبديل ما هو ؟ ) هل البديل فقط أذان يحمل شعائر الإسلام ؟ أم طقوس الجماعة ؟ هل هذا هو البديل ؟ أم أنَّ البديل عدالة حقيقيَّة ؟
إذاً ؛ ففي الفتوحات ثلاث فصول لا نخلط بينها ، ورُبَّما أكون أوَّل مَن فرز هذه الفصول ، وقد يكون هناك مِن قوافل فقهاء وعلماء الشيعة مَن قام بذلك ، ونحن نتعلَّم على فِتات جهودهم ، لكنَّنا لم نقف ـ إلى الآن ـ على مَن فصَّل في الفتوحات هذه الفصول الثلاثة ، أصل تدبير و تخطيط الفتوحات أمر ، وتنفيذها اللاَّ أخلاقي أمر آخر ، والبديل الذي استُبدل كبديل خاوٍ عَفن ، ولو تحت لباس الإسلام ، أمر آخر .
و صلى الله على محمد وآله الطيبيِّن الطاهرين ..
ــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح نهج البلاغة ج 20 ص 298.
2 ـ راجع حلقات سلسلة عدالة الصحابة التي في مجلة تراثنا ، وموجودة في الانترنت في موقع رافد التابع لمرجعيَّة آية الله العظمى السيِّد علي السيستاني دام ظلُّه ، وقد طُبعت مُؤخَّراً هذه الحلقات في كتاب باسم ( عدالة الصحابة ) لسماحة الأُستاذ آية الله الشيخ محمد سند دام ظِلُّه .
3 ـ ابن أعثم ج 2 ص 295.
4 ـ مدينة المعاجز ج 2 ص 14-18.
5 ـ راجع كتب الفتوح لابن أعثم و تاريخ اليعقوبي و البلاذري في معركة اليرموك .
6 ـ نذكر مثالين عن ذلك ، ومَن شاء التوسُّع عليه بكتب الفتوحات :
7. لما فَّتح بعض المسلمين بعض مُدن فارس كسوس ( يقصد مدينة شوشتر الآن ) اختصم أهل الكوفة وأهل البصرة ، حتَّى كاد أنْ يقع بينهم شيء مِن المكروه . الفتوح ج1 ص 286 .
8. ثمَّ نازع رجل مِن عنز ـ اسمه ضبة بن محزن العنزي ـ أبا موسى الأشعري في الغنائم ، فأرسله إلى عمر بن الخطاب ، لكنَّ عمر عنَّف العنزي ، مِن دون أنْ يسأله سبب المُنازعة ، التي بينه وبين الأشعري ، فغضب العنزي وأراد الإنصاف ، فسأل عمر العنزي عن السبب ، فقال العنزي : إنَّ أبا موسى اختار ستِّين غُلاماً مِن أبناء الدهاقين، فاتَّخذهم لنفسه غُلماناً وخدماً ، وله جارية يُقال لها : عقيلة ، وهي بالغة الجمال ، يُغدِّيها بجَفنة ملآنة عراقاً – يعني غنماً ـ و يُعشِّيها بمثل ذلك ، وليس منَّا يقدر على ذلك ، وله خاتمان يختم بهما ، فميزان يَكتال به لنفسه ويكيل بالآخر لغيره – يعني ينصف الغنائم نصفاً له ونصفاً لغيره – وأنَّه يمنع مِن غنيمة هرمز بدعوى إعطائهم الأمان ضِدَّ اللصوص ، وقد تكرَّرت هذه الدعوة مِن أبي موسى الأشعري في عِدَّة مُدن ، فاخبر عمر أبا موسى وسائله عن ذلك ، ومع ذلك أبقاه عمر على عمله .
وأخذ عمر عقيلة منه بثمنها ، وكانت عند عمر في بيته إلى أنْ قُتل عنها .
الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 288ـ289 .
9 ـ قال الأستاذ آية الله الشيخ محمد سند ( دام ظِلُّه ) في كتابه ( عدالة الصحابة ) ص132 : ( قال العلاَّمة الأميني (الغدير 8 / 282 ـ 288 ) في جَرْدِه لثروات عِدَّة مِن الأسماء :
منهم : سـعد بن أبي وقَّاص ; قال ابن سعد : ترك سعد يوم مات مئتي ألف وخمسين ألف درهم، ومات في قصره بالعقيق.
وقال المسعودي : بنى داره بالعقيق ، فرفع سَمكها ووسَّـع فضائها ، وجعل أعلاها شرفات . ( الطَّبقات الكُبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 105، مروج الذهب 1 / 434 ) .
ومنهم : زيد بن ثابت ; قال المسعودي : خلَّف مِن الذهب والفضَّة ما كان يُكسر بالفؤوس ، غير ما خلَّف مِن الأموال والضياع بقيمة مئة ألف دينار ( مروج الذهب 1 / 434 ) .
ومنهم : عبـد الرحمان بن عـوف الزهـري ; قال ابن سـعد : تـرك عبـد الرحمان ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومئة فرس ترعى بالبقيع ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً، وقال : وكان في ما خلَّفه ذهب قُطِّع بالفؤوس حتَّى مَجلت أيدي الرجال منه ، وترك أربع نسوة فأصاب كلُّ امرأة ثمانون ألفاً .
وقال المسعودي : ابتنى داره ووسَّعها ، وكان على مربطه مئة فرس ، وله ألف بعير، وعشرة آلاف مِن الغنم ، وبلغ بعد وفاته ثُمن ماله أربعة وثمانين ألفاً ( الطبقات الكُبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 96، مروج الذهب 1 / 434 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 146 ، صفة الصفوة ـ لابن الجوزي ـ 1 / 138 ، الرياض النضرة ـ لمُحبِّ الدين الطبري ـ 2 / 291 ) .
ومنهم : يعلى بن أُميَّة ، خلَّف خمسمئة ألف دينار ، وديوناً على الناس ، وعقارات وغير ذلك مِن التركة ما قيمته مئة ألف دينار ( مروج الذهب 1 / 434 ) .
ومنهم : طلحة بن عبيـد الله التيمي ، ابتنى داراً بالكوفة تُعرف بالكناس بدار الطلحتين، وكانت غلَّته مِن العراق كلَّ يوم ألف دينار ، وقيل : أكثر مِن ذلك ، وله بناحية سراة أكثر مِمَّا ذُكِر ، وشيَّد داراً بالمدينة وبناها بالآجر والجِصِّ والساج ..
وعن محمَّـد بن إبراهيم ، قال : كان طلحة يغلُّ بالعراق ما بين أربعمئة ألف إلى خمسمئة ألف ، ويغلُّ بالسراة عشرة آلاف دينار أو أكثر أو أقلّ .
وقال سفيان بن عيينة : كان غلَّته كلَّ يوم ألف وافياً . والوافي وزنه وزن الدينار .
وعن موسى بن طلحة : إنَّه ترك ألفي ألف درهم ومئتي ألف درهم ومئتي ألف دينار ، وكان ماله قد اغتيل.
وعن إبراهيم بن محمّـد بن طلحة : كان قيمة ما ترك طلحة مِن العقار والأموال ، وما ترك مِن الناض ثلاثين ألف ألف درهم ، ترك مِن العين ألفي ألف ومئتي ألف درهم ومئتي ألف دينار والباقي عروض .
وعن عمرو بن العاص : إنَّ طلحة ترك مئة بهار في كلِّ بهار ثلاثة قناطير ذهب ، وسمعت أنَّ البهار : جلد ثور ، وفي لفظ ابن عبـد ربَّه مِن حديث الخشني : وجدوا في تركته ثلاثمئة بهار مِن ذهب وفضَّة.
وقال ابن الجوزي : خلَّف طلحة ثلاثمئة جمل ذهباً .
وأخرج البلاذري مِن طريق موسى بن طلحة ، قال : أعطى عثمان طلحة في خلافته مئتي ألف دينار ، وقال عثمان : ويلي على ابن الحضرميَّة ( يعني طلحة ) أعطيته كذا وكذا بهاراً ذهباً وهو يروم دمي يُحرِّض على نفسي ( الطبقات الكُبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 158، أنساب الأشراف 5 / 7، مروج الذهب 1 / 434 ، العقد الفريد 2 / 279 ، الرياض النضرة 2 / 358 ، دول الإسلام ـ للذهبي ـ 1 / 18 ، الخلاصة ـ للخررجي ـ : 152 ) .
ومنهم : الزبير بن العوَّام ، خلَّف ـ كما في صحيح البخاري ـ إحدى عشرة داراً بالمدينة ، ودارين بالبصرة ، وداراً بالكوفة ، وداراً بمصر ، وكان له أربع نسوة فأصاب كلُّ امرأة بعد رفع الثلث ألف ألف ومئتي ألف .
قال البخاري : فجميع ماله خمسون ألف ألف ومئتا ألف .
وقال ابن الهائم : بلْ الصواب أنَّ جميع ماله حسبما فُرِض : تسعة وخمسون ألف ألف وثمانمئة ألـف ( صحيح البخاري ـ كتاب الجهاد / باب بركة الغازي في ماله 5 / 21، ذكره شرُّاح الصـحيح : فتح الباري ، إرشاد الساري ، عمدة القاري ، شذرات الذهب 1 / 43 ، وفي تاريخ ابن كثير 7 / 249 قيَّدها بالدرهم .
ولاحظ : الطبقات الكُبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 77 ، ومروج الذهب 1 / 434 ) .
ومنهم : عثمان بن عفَّان ، قال محمّـد بن ربيعة : رأيت على عثمان مطرف خزٍّ ثمنه مئة دينار ، فقال : هذا لنائلة كسوتها إيَّاه ، فأنا ألبسه أسرُّها بـه ..
وقال أبو عامر سليم : رأيت على عثمان بُرداً ثمنه مئة دينار .
قال البلاذري : كان في بيت المال بالمدينة سـفط فيه حليٌّ وجواهر ، فأخذ منه عثمان ما حلَّى به بعض أهله ، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلَّموه فيه بكلام شديد .. وجاء إليه أبو موسى بكيلة ذهب وفضَّة فقسَّمها بين نسائه وبناته ، وأنفق أكثر بيت المال في عمارة ضياعه ودوره .
وقال ابن سعد : كان لعثمان عند خازنه يوم قُتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمئة ألف درهم ، وخمسون ومئة ألف دينار ، فانتُهبت وذهبت .. وترك ألف بعير بالربذة وصدقات ببراديس وخيبر ووادي القرى قيمة مئتي ألف دينار .
وقال المسعودي : بنى في المدينة داراً وشيَّدها بالجَعر والكِلس ، وجعل أبوابها مِن الساج والعرعر ، واقتنى أموالاً وجناناً وعيوناً بالمدينة .
وذكر عبـد الله بن عتبة : إنَّ عثمان يوم قُتل كان عند خازنه مِن المال خمسون ومئة ألف دينار وألف ألف درهم ، وقيمة ضياعه بوادي القُرى وحُنين وغيرهما مئة ألف دينار ، وخلَّف خيلاً كثيراً وإبلاً .
وقال الذهبي : كان قد صار له أموال عظيمة ( رضي الله عنه ) ، وله ألف مملوك ( الطبقات الكُبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 40 و ص 53، أنساب الأشراف 3 / 4 ، الاستيعاب ـ في ترجمة عثمان ـ 2 / 476 ، الصواعق المُحرقة : 68 ، السيرة الحلبيَّة 2 / 87 ، مروج الذهب 1 / 433 ، دول الإسلام 1 / 12 ) .. ) .
دور أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الفُتوحات :
- الزيارات: 2184