• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الخامس الصحابة في حياة النبي

الصحابة يقتلون رجلا في الحرم!

عن أبي شريح بن عمر: " إن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قتلوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية في الحرم - وهو - يؤم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليبايعه على الاسلام فقتلوه، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قتله، غضب أشد الغضب، فسعت بنو بكر إلى أبي بكر وعمر (1) وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستشفعون بهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما كان العشي قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن الله عز وجل حرم مكة ولم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من النهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة، وإن أعتى الناس على الله ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل الجاهلية، وإني والله لأدين هذا الرجل الذي أصبتم " (2).
هؤلاء بعض الصحابة، لم يصغوا لنداء السماء الذي حرم هذا النوع من القتل، بل تعدوا ذلك وقتلوا رجلا داخل الحرم، فأين عدالة هؤلاء وأمثالهم الذين كانوا يغضبون الله ورسوله؟!

سلم رجل على الصحابة فقتلوه!

عن ابن عباس  قال: " مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه غنم له فسلم عليهم، فقالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فعمدوا اليه فقتلوه واخذوا غنمه... " .
هؤلاء الصحابة سلم عليهم رجل فقتلوه، فهل هذا من أخلاق رد التحية في الإسلام، والتي نزل بها القرآن وعلمهم إياها النبي؟

صحابي يحب وفاة النبي

عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: " قال رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم): لو قد مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتزوجت عائشة أو أم سلمة فأنزل الله عز وجل (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما)!! (3) ".
نفهم من كلام الصحابي هذا أنه كان يتمنى أو ينتظر وفاة النبي كي يتزوج من نسائه، ولكن الله أحبط أمانيه حين حرم الزواج من نساء النبي، فكيف تم تعميم العدالة على جميع الصحابة مع وجود هذا وأمثاله؟

صحابة ينتحرون!

جاء في سنن البيهقي من حديث أحمد بن يونس قال: مرض رجل فصيح عليه، فجاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنه مات، قال:
(وما يدريك؟) قال: إنه صيح عليه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنه لم يمت) ثم انطلق الرجل فرآه قد نحر نفسه بمشاقص!
فانطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاخبره انه مات، فقال: (ما يدريك؟) قال: رأيته نحر نفسه بمشاقص، قال: (اذن لا اصلي عليه) (4).
وعن سعيد بن المسيب: " إن أبا هريرة قال: شهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيبر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل ممن يدعي الإسلام: " هذا من أهل النار "، فلما حضرالقتال، قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراح فاثبته، فجاء رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أرأيت الرجل الذي ذكرت انه من أهل النار قد والله قاتل في سبيل الله أشد القتال وكثرت به الجراح، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أما إنه من أهل النار "، وكاد بعض الناس يرتاب، فبينا هو على ذلك وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها سهما فانتحر به!... " (5).
وهكذا يلقي العدول بأنفسهم الى التهلكة!!

رزية الخميس

أخرج البخاري بالأسناد إلى ابن عباس، قال: " يوم الخميس، وما يوم الخميس، اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه. فقال: ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه فذهبوا يردون عليه، فقال: " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه " (6).
وفي رواية أخرى للبخاري، إن الذي رد على رسول الله طلبه، عمر بن الخطاب، حيث قال: " إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله " (7).
وفي صحيح مسلم كان ردهم: إن رسول الله يهجر (8).
إن أول من رد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفض طلبه عمر بن الخطاب كما في رواية البخاري وغيرها مما لم نذكر، ولم يكتف برفض طلبه بل اتهمه بالهجران، وقد اختلفت الكلمة التي قيلت في الروايات: غلبه الوجع، أهجر، يهجر... ولا يهم اختلافها فكلها ذات معنى واحد وهو الهذيان - والعياذ بالله منها.
تأمل أيها الغيور على الإسلام ونبيه هذه الرزية وأمعن فكرك فيها. ألا تجد أن هذه الحادثة هي التي رسمت مستقبل الإسلام والمسلمين؟! فالنبي نبي الرحمة، بعدما أخرج الناس من ضلال الجاهلية أراد أن يطمس هذا الضلال إلى الأبد، (لن تضلوا أبدا). والصحابة " العدول! " بقيادة عمر رفضوا هذه النعمة وحكموا على هذه الأمة بالضلال، حين منعوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من طلبه، إذن فهم المسؤولون عما جرى لهذه الأمة منذ تلك الرزية وحتى قيام الساعة. وهذا كلام يقبله كل من كشف الله عن عينيه العمى، فكيف ستضل الامة الاسلامية وتتفرق بعد قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (لن تضلوا أبدا)؟!
إن الله قبل أن يقبض روح نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث جبرائيل (عليه السلام) يخيره بين الموت والخلود ويستأذنه في ذلك، لكن الصحابة يواجهون النبي - وهو يودعهم - بكلمة موجعة حتى طردهم، فأين فعلهم هذا من الأدب الرباني؟
وما لنا نرى الوجوه تنقبض أمام هذا الكلام؟ أليس هو الحق الذي يجب أن نعترف به؟!
وبإمكاننا أن نسأل الآن: أين حرص الصحابة على تنفيذ أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ذلك الحرص الذي يطبل له أهل السنة ليل نهار ويزرعونه في نفوس الكبار والصغار؟!
أما قال الله (ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) (9) (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (10)
(يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) (11)؟ وهناك المزيد من الآيات التي تندد بمن يعترض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجعل لنفسه الخيرة من أمره من دون أمر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهنا ينبري علماء أهل السنة للدفاع، ولكن ليس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! فنراهم يقولون إن الصحابة فعلوا ذلك إشفاقا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!! ولسان حالهم يقول كما قال الصحابة: إنه يهجر!!
وهذه الحجة تضحك الثكلى. فلم نر شخصا يشفق على آخر بكلمة مؤذية كهذه.
وكيف علم أهل السنة قصد الصحابة في موقفهم هذا، ولم يعلمه النبي؟! فلو كان قولهم شفقة، لعلم ذلك رسول الله، ولشكرهم بدلا من أن يطردهم؟
وأهل السنة بتبريرهم هذا جعلوا الصحابة أشفق على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من ربه (12) الذي أمره بكتابة الكتاب. فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يأتي بشئ من عنده (إن اتبع إلا ما يوحى إلي) (13).
إن الذي يرضى بفعل الصحابة هذا، ويهب للدفاع عنهم، فهو شريكهم في مقولتهم: " إنه يهجر " لأن من رضي بفعل قوم فقد شاركهم. فهل نرضى أن نشارك هؤلاء الصحابة مقولتهم... أم إن الحق يدفعنا الى أن نقف مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونغضب لغضبه؟
فليختبر كل واحد منا محبته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، في موقفه من هذه الحادثة!

سرية أسامة

نوجز هذه الحادثة بأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جهز جيشا لغزو الروم وأمر عليه أسامة بن زيد، وعمره آنذاك لم يتجاوز السبعة عشر عاما، والتحق بالجيش كل وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر. قال الشيخ محمد أبو زهرة: " وقد أجمع الرواة على أنه عليه الصلاة والسلام جعل في إمرته، الشيخين أبا بكر وعمر " .
 وفي الملل والنحل، إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه " (14)، وشدد النبي على الجيش بالذهاب، لكن الصحابة العدول تثاقلوا عن المسير وطعنوا في تأمير أسامه، فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام في الصحابة خطيبا وقال: " إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه!! وايم الله إن كان لخليقا للإمرة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده "، فذهبوا إلى المعسكر، ثم رجعوا والنبي يجود بنفسه، فتوفي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجع الجيش إلى المدينة (15).
في هذه الرزية رفض الصحابة أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) رغم تشديده عليهم بالذهاب. ولم يكتفوا بذلك، بل طعنوا في تأمير أسامة الذي هو طعن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أمره!
وعلماء أهل السنة وقفوا موقف المدافع عن الصحابة وبدلا من مواساتهم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشاركوا الصحابة مقالتهم ضد أسامة، فشاركوهم في عصيان الرسول!
قالوا: إن الصحابة خافوا على الرسول المرض... والحق، إن أي تبرير لموقف الصحابة هذا لا يصح، لأن النص صريح في وجوب الذهاب عليهم، والقرآن يناديهم ليلا ونهارا: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (16)، (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول...) (17) وهناك غيرها الكثير من الآيات المماثلة. فطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبة عليهم مهما كانت الظروف.
 وراحة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في ذهابهم مع سرية اسامة. وهل كان رجوعهم سيدفع المرض عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أم يزيده ألما؟!
لقد عقد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اللواء لأسامة بيده وخرج وهو مريض فخاطب الصحابة وعاتبهم وأمرهم بالمسير، لكنهم عصوه وأغضبوه..
لقد غضب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لفعل الصحابة هذا، وإذا غضب غضب الله لغضبه.
والمسلم الرسالي يغضب لغضب الله ورسوله ولا يدافع عن الصحابة في عصيانهم لله ولرسوله. فالصحابة ليسوا سوى أتباع، وهم مأمورون وليسوا آمرين، ولا خيرة لهم من أمرهم مع اختيار الله ورسوله.

صلح الحديبية

خرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للعمرة مع أصحابه فأحرموا بذي الحليفة، لكن قريشا بعثت سهيل بن عمرو وطلبوا من الرسول أن يرجع هذه المرة، على أن يتركوا له مكة في العام القادم ثلاثة أيام، واشترطوا عليه شروطا قاسية، قبلها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه يعلم بأن نتائجها لصالح المسلمين.
قال عمر: " فأتيت نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: " ألست نبي الله حقا؟!! قال: (بلى)، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: (بلى)، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟ قال: " إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري "، قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به (18)؟ قال: " بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ " قلت: لا، قال:
" فإنك آتيه ومطوف به " ثم سأل عمر أبا بكر نفس الأسئلة، وأجابه نفس أجوبة الرسول.
ولما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كتابة الصلح، قال لأصحابه: " قوموا فانحروا ثم احلقوا "، فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل خباه ثم خرج فلم يكلم أحدا منهم بشئ حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا " (19).
قال ابن حزم في معرض كلامه عن آراء الصحابة الخاطئة: " وأعظم من هذا كله، تأخر أهل الحديبية عن الحلق والنحر والإحلال، إذ أمرهم بذلك (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى غضب وشكاهم إلى أم سلمة أم المؤمنين " (20).
في هذه الحادثة لم يلتزم الصحابة بأوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على الرغم من تأكيده عليها ثلاث مرات، وعمر يعترض على أوامر النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) هذه ويخاطبه بأسلوب ما سبقه إليه أحد من المسلمين!
وهنا يأتي تبرير علماء أهل السنة لموقف عمر في قولهم: إن عمر فعل هذا من باب غيرته وحرصه على الإسلام!! ومعنى هذا إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن غيورا على الإسلام ولا حريصا عليه، أو أن عمر كان أكثر حرصا منه على الإسلام!!
وليت أهل السنة يقولون لنا: لماذا لم يغر عمر على الإسلام حين هرب في أحد وحنين وفي خيبر، رجع يجبن أصحابه ويجبنونه (21)؟! ولماذا لم يغر على الإسلام عندما أمره النبي بالمسير تحت لواء أسامة فعصاه وعاد الى المدينة؟! ولماذا لم يغر على الإسلام يوم الخميس فيلبي طلب النبي؟!...
 وإني لأعجب من هؤلاء العلماء الذين يدافعون عن عمر والصحابة دون رسول الله. وهم بدفاعهم هذا يجعلون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مخطئا وإن لم يصرحوا بهذا.
فإما أن يكون النبي محقا وعمر مبطلا، وهو الصحيح - أو أن يكون عمر محقا والنبي مبطلا - والعياذ بالله.. إذن فليعترفوا بأن عمر والصحابة أخطأوا وعصوا الرسول وليس في هذا ضير. بل هو الحق الذي يجب أن نذعن له ونعترف به، والاعتراف بالحق فضيلة.

التفتازاني يعترف!

لقد اعترف التفتازاني - وهو من علماء أهل السنة - بأن بعض الصحابة قد حاد عن طريق الحق. قال: " ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق!، وبلغ حد الظلم والفسق وكان الباعث له الحقد والعناد والحسد واللداد وطلب الملك والرئاسة والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوما ولا كل من لقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخير موسوما إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق...
وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء وتنهد منه الجبال وتنشق الصخور، ويبقى سوء عمله على كر الشهور، ومر الدهور، فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعى، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى... " (22).

 الخلاصة

إن الصحابة لم يكونوا رهن إشارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد طعنوا في تأميره لاسامة على الجيش الذي هيأه لمقاتلة الروم، وعادوا إلى المدينة متخلفين عنه، وفعلوا ما فعلوه بما آذاه حين أعلنوا عصيانهم له وهو يودعهم - في يوم الخميس - وما أدراك ما يوم الخميس!!
وتطاول عليه بعضهم بالكلام، مثل عمر عندما قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أراد (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلاة على ابن أبي، أليس نهاك ربك أن تصلي على المنافقين؟ وكأنه أعلم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن الذي نزل عليه، بالرغم من أنه لايعرف حكم الجنب فاقد الماء، ومعنى كلمة أب، والكلالة...!!
واعتراضاتهم ومخالفاتهم له (صلى الله عليه وآله وسلم)، تربو على المائة مخالفة تجدها في كتاب النص والاجتهاد لشرف الدين، والغدير، وغيرهما (23).
فبعد هذا، كيف يصح القول: إن الصحابة (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)؟!
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (24).







_______________
1 - سنن البيهقي: 8 / 71 و 9 / 123.
2 - مستدرك الحاكم: 3 / 235، قال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، سنن الترمذي: 4 / 307.
سنن البيهقي: 9 / 115.
3 - سنن البيهقي: 7 / 69، والآية في سورة الأحزاب: 53.
4 - 4 / 19، وقال: رواه مسلم في الصحيح عن عون بن سلام مختصرا، وقريب من هذا النص في سنن ابن ماجة: 1 / 488.
5 - السنن الكبرى، البيهقي: 8 / 197، صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الانسان نفسه...
6 - كتاب المغازي - باب مرض النبي ووفاته.
7 - كتاب المرض - باب قول المريض قوموا عني. طبقات ابن سعد: 2 / 37.
8 - كتاب الوصية - باب ترك الوصية.
9 - النجم: 2 - 4.
10 - الحشر: 7.
11 - الحجرات: 7.
12 - الأحقاف: 9.
13 - سيرة خاتم النبيين: 2 / 1215.
14 - المقدمة الثالثة: 1 / 29.
15 - راجع سرية أسامة وهذه التفصيلات في صحيح البخاري: 5 / 96. السيرة الحلبية: 3 / 207. طبقات ابن سعد: 3 / 19. تاريخ الطبري: 3 / 226. الكامل في التاريخ: 2 / 317. تهذيب تاريخ دمشق: 1 / 22.
المغازي للواقدي: 2 / 1119. تاريخ ابن خلدون: 2 / 484. فتح الباري: 8 / 152. حياة محمد: حسنين هيكل. رجال حول الرسول خالد محمد خالد، وكل كتب السير.
16 - الأحزاب: 36.
17 - النساء: 59.
18 - انظر أخي المسلم، كيف جعل عمر من نفسه محققا والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مستجوبا وكأنه شريكه في رسالته!
19 - راجع هذه الحادثة في صحيح البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط: في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، بتصرف منا واختصار.
20 - الإحكام: 6 / 246.
21 - انظر النص في المستدرك: 3 / 37، وصححه وكذا الذهبي.
22 - شرح المقاصد: 2 / 306 - 307.
23 - وسنتطرق لموضوع اجتهاد الصحابة أمام المحكمات قريبا.
24 - النساء: 65.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page