• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الخامس شبهات ليست بشبهات

 «يخطئ كثيرا من يدعي انه يستطيع ان يقف على عقائد الشيعة الامامية وعلومهم وآدابهم مما كتبه عنهم الخصوم، مهما بلغ هؤلاء الخصوم من العلم والاحاطة، ومهما احرزوا من الامانة العلمية في نقل النصوص والتعليق عليها باسلوب نزيه بعيد عن التعصب الاعمى. اقول ذلك جازما بصحة ما ادعي...»

حامد داود حنفي

من علماء مصر

من تقديمه لكتاب عقائد الامامية

«ومن هنا كان الطعن على مذهب الامامية الاثني عشرية بما وجد محشوا في بعض الكتب، والاراء، لا تمثل الا قائلها وهو طعن لا يستحق الرد عليه من فقيه متدين.ويكفي للرد على امثال هذا الطعن ان نحيل الطاعن الى اصول الاسلام عند اهل هذاالمذهب والتي لا يكون المسلم مسلما الا بها، وان نرجع الى اهل التحقيق منهم في كشف الحقيقة عن هذه الادعاءات المزعومة».

الاستاذ احمد الحصري

من علماء الازهر

من كتابه: من الفقه الاسلامي ص 110

لماذا هذه الصورة المشوهة عن الشيعة ؟

اكثر الباحثين بعد ثبوت احقية مدرسة آل البيت يتساءلون: كيف يكون اتباع آل البيت هم الناجون مع انهم يقولون بتحريف القرآن، والتقية، والبداء، والرجعة...
ان اغلب الناس يحملون هذه الصورة المشوهة عن الشيعة، وهذه نتيجة حتمية، فمن اراد ان يقوم جماعة من خلال اقوال خصومهم فانه حتما سيخفق في نتائجه وهذا هو الحال لاكثر من درسوا التشيع.
هذا الدكتور حامد داود حفني درس التشيع من كتب اهل السنة فاخفق في نتائجه، يقول في ذلك: «فما خرجت من هذه الدراسة الطويلة التي قضيتهامتصفحا في كتب المؤرخين والنقاد من اهل السنة بشيء ذي بال. وما زادني اشتياقي الى هذه الدراسة وميلي الشديد في الوقوف على دقائقها الا بعدا عنها وخروجا عمااردت من الوصول الى حقائقها...
ذلك لانها كانت دراسة بتراء!! احلت نفسي فيها على كتب الخصوم لهذاالمذهب، وهو المذهب الذي يمثل شطر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها» ((1642)).
ان من يريد الحكم على جماعة فعليه بدراسة فكرها من خلال كتبها المعتمده دون بتر وتحريف للنصوص! وبهذه الخطوة نكون قد وضعنا ارجلنا على الطريق الصحيح للبحث. «ومن البديهي ان رجال المذهب اشد معرفة لمذهبهم من معرفة الخصوم به، مهما بلغ اولئك الخصوم من الفصاحة والبلاغة ومهما اوتوا حظا من اللسن والابانة عما في النفس...
وان الباحث الذي يريد ان يدرس مجموعة ما من الحقائق في غير مصادرها الاولى ومظانها الاصيلة انما يسلك شططا ويفعل عبثا،ليس هو من العلم في شيء» ((1643)).
ومن العوامل التي ساعدت على تكوين هذه الصورة المشوهة عن الشيعة،هو خلط كثير من المؤرخين والكتاب، بين الجعفرية وغيرها من الفرق. فلا ادري كيف يتربع على كرسي البحث من لا يستطيع الالمام بالامور الاولية لبحثه؟! يقول علي عبدالواحد وافي من علماء اهل السنة: «ان كثيرا من مؤلفينا، بل من كبارهم، انفسهم قد خلط بين الشيعة الجعفرية وغيرها من فرق الشيعة، فنسب الى الجعفرية عقائد وآراء ليست من عقائدهم ولا من آرائهم في شيء، وانما ذهبت اليها فرق اخرى من فرق الشيعة».
وقال في الحاشية: «تبدو هذه الظاهرة حتى في مؤلفات العلا مة ابن تيمية!» ((1644)).
اضف لما سبق عاملا آخر مهما وهو: ان الكتابات التي صدرت حديثا كلهاتهاجم الشيعة، وهي تربو على مائتي كتاب. وهؤلاء الكتاب قد شرقوا وغربوافجاءوا بكل ما كتب عن التشيع قديما ولم يقصروا هم في الدجل والكذب، قاتلهم اللّه انى يؤفكون.
وتناقل الناس هذه التهم واصبحت مع تردادها كانها حقائق ثابتة. ومن اغرب ما سمعت ان احد علماء السنة سال عالما شيعيا عما اذا كان للشيعة ذيل!! وحدثني احد الاصدقاء من عمان قال: كنت في مطعم فاتاني شاب وقدعرف انني شيعي فنظر الي متعجبا وانا آكل فقال: انتم تاكلون مثلنا ؟!! اذا فهمنا العوامل السابقة، استطيع ان اقول لاخي الباحث: تعال لنرى هذه الشبهات، هل هي شبهات حقا ؟ ام انها وجدت لصد الناس عن الحق ؟!

عبداللّه بن سبا وبدء التشيع

اخطا كثير من الكتاب قديما وحديثا حين قالوا: ان عبداللّه بن سبا مؤسس التشيع. فلقد ذهب بعض المحققين الى ان عبداللّه بن سبا شخصية لا وجود لها في التاريخ، وانما هي من المختلقات التي انطلت على المحدثين.
اول من ذكر قصة عبداللّه بن سبا، ابن جرير الطبري في تاريخه، حيث ذكرها في حوادث سنة 30 هـ. وجاء المؤرخون والكتاب بعده ونقلوا عنه ونقلوا فيمانقلوا قصة ابن سبا بدون فحص ولا تمحيص. ولاكتها الالسن وجرت بين الخاص والعام.
وقصة ابن سبا التي ذكرها الطبري تنحصر روايتها بطريق سيف بن عمرالتميمي. وسيف هذا متهم بالوضع والزندقة فلا يؤخذ برواياته.
قال فيه يحيى بن معين: «ضعيف الحديث، فلس خير منه».
وقال ابو داود: «ليس بشيء، كذاب»، وقال النسائي: «ضعيف متروك الحديث، ليس بثقة ولا مامون»، وقال ابن ابي حاتم: «متروك الحديث»، وقال ابن السكن «ضعيف»، وقال ابن حبان: «يروي الموضوعات عن الاثبات اتهم بالزندقة»، وقال: «كان يضع الحديث».
وقال ابن عدي: «ضعيف، بعض احاديثه مشهورة وعامتها منكرة، لم يتابع عليها»، وقال الحاكم: «متروك اتهم بالزندقة» ووهاه الخطيب البغدادي((1645)).
وممن شك في وجود شخصية ابن سبا الدكتور طه حسين في (الفتنة الكبرى)والدكتور علي سامي النشار. قال الاخير: «من المحتمل ان تكون شخصية عبداللّهبن سبا شخصية موضوعة، او انها رمزت الى شخصية ابن ياسر كما فعل الامويون بكلمة ابي تراب والترابيين، ومن المحتمل ان يكون عبداللّه بن سبا هو مجرد تغليف لاسم عمار بن ياسر» ((1646)).
وشك في شخصية ابن سبا، الدكتور محمد عمارة ((1647))، والدكتور احمد محمودصبحي في (نظرية الامامة)، والدكتور حامد داود حفني، والدكتور علي الوردي، والدكتور كامل الشبيبي، وعلي عباس صالح، والدكتور برناد لويس، وفلهوزن،وفريد ليندر، وكايتاني ((1648)).
ونفى محمد كرد علي ان يكون التشيع من بدعة عبداللّه بن سبا، يقول في هذا:«واما ما ذهب اليه بعض الكتاب من ان مذهب التشيع من بدعة عبداللّه بن سباالمعروف بابن السوداء، فهو وهم وقلة علم بتحقيق مذهبهم، ومن علم منزلة هذاالرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن اقواله واعماله، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك، علم مبلغ هذا القول من الصواب»((1649)).
بعد سقوط النظرية القائلة بان مؤسس التشيع عبداللّه بن سبا بقي ان نعرف مؤسس التشيع الحقيقي.
ان التشيع معناه: المشايعة والمتابعة لال البيت((1650)).
ومن المعلوم قطعا ان الرسول (ص) دعا لحب آل بيته (ع) ومتابعتهم في احاديث كثيرة مرت فنقول: التشيع يعني حب ومتابعة آل البيت (ع). والنبي (ص) في دعوته الى حب ومتابعة آل البيت (ع) يعني ان النبي (ص) دعا للتشيع!! ويبدو لي ان الغرابة في قبول هذا الراي عند بعضهم هو كلمة (التشيع) مع ان الاسماء لا قيمة لها ما دام المضمون نفسه لم يتغير، فالفكر الشيعي هو الفكر الذي طرحه الرسول (ص)، وان غلب على اتباع آل البيت اسم الشيعة، فهذا لا يغير من المضمون شيئا، تماما كما لو كتبنا على زجاجة فيها عسل: (زيت)، فيبقى العسل عسلا.
وقد نطق الرسول نفسه بهذه اللفظة، فقد قال حين نزل قول اللّه (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اءولئك هم خير البرية)((1651)): «يا علي هم اءنت وشيعتك».
وهو الذي بذر بذرة التشيع حيث كان يدعو الصحابة الى موالاة آله وحبهم حتى اثمرت جهوده عن التفاف ثلة من الصحابة حول علي (ع).
قال ابو حاتم الرازي: «ان اول اسم ظهر في الاسلام على عهدرسول اللّه (ص)، هو الشيعة، وكان هذا لقب اربعة من الصحابة هم: ابو ذر،وسلمان، والمقداد، وعمار» ((1652)).
ذكر الخطيب البغدادي في الكفاية عن ابي عبد اللّه بن الاخرم الحافظ «انه سئل: لم ترك البخاري الرواية عن الصحابي ابي الطفيل؟ قال:لانه كان متشيعالعلي بن ابي طالب».
قال ابن حزم: «وروينا عن نحو عشرين من الصحابة ان اكرم الناس على رسول اللّه (ص) علي بن ابي طالب!» ((1653)).
قال ابن خلدون: «كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعلي، ويرون استحقاقه على غيره، ولما عدل به الى سواه تاففوا من ذلك واسفوا له، الا ان القوم لرسوخ قدمهم في الدين، وحرصهم على الالفة لم يزيدوا في ذلك على النجوى بالتافف والاسف» ((1654)).
وقال الاستاذ محمد كرد علي: «عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول اللّه (ص)، مثل سلمان الفارسي القائل: بايعنا رسول اللّه على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن ابي طالب والموالاة له، ومثل ابي سعيد الخدري الذي يقول: اءمر الناس بخمس فعملوا باربع وتركوا واحدة. ولما سئل عن الاربع قال:الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج وقيل: فما الواحدة التي تركوها ؟ قال:ولاية علي بن ابي طالب!! قيل له: وانها لمفروضة معهن ؟ قال: نعم!! ومثل ابي ذرالغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت،وابي ايوب الانصاري، وخالد بن سعيد بن العاص، وقيس بن سعد بن عبادة»((1655)).
قال الدكتور صبحي الصالح: «كان بين الصحابة حتى في عهد النبي (ص)شيعة لربيبه علي، منهم: ابو ذر الغفاري، والمقداد بن الاسود، وجابر بن عبداللّه، واءبي بن كعب،وابو الطفيل عمر بن وائلة، والعباس بن عبدالمطلب وجميع بنيه، وعمار بن ياسر،وابو ايوب الانصاري» ((1656)).
وقال عبداللّه الامين عن الشيعة: «وترجع الى صحابة رسول اللّه (ص) الذين شايعوا وناصروا سيدنا عليا (ع) في خلافة المسلمين لقناعتهم باحقيته لهذا المنصب الخطير» ((1657)).
وقال الاستاذ محمد عبداللّه عنان: «من الخطا ان يقال: ان الشيعة ظهرت ولاول مرة عند انشقاق الخوارج. بل كان بدء الشيعة وظهورهم في عصرالرسول (ص) حين امره اللّه بانذار عشيرته في الاية 214 من الشعراء: (واءنذرعشيرتك الاقربين) ولبى النبي فجمع عشيرته في بيته وقال لهم مشيرا الى علي:هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا». ((1658))

الشيعة والصحابة

فصلنا القول فيما مضى في عدالة الصحابة وراينا ان فيهم المؤمن والمنافق...والشيعة ينظرون للصحابة نظرة القرآن لهم، يقول السيد مرتضى العسكري: «فان مدرسة اهل البيت ترى، تبعا للقرآن الكريم، ان في الصحابة منافقين مردواعلى النفاق، ورموا فراش النبي (ص) بالافك. وحاولوا اغتيال رسول اللّه (ص)،واخبر عنهم الرسول انهم يوم القيامة يختلجون دون رسول اللّه (ص) فينادي:اصيحابي فيقال له: انك لا تدري ما احدثوا بعدك، لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم. وان منهم مؤمنين اثنى اللّه عليهم والرسول (ص) في احاديثه، وانهم المقصودون في ما ورد من الثناء في القرآن والحديث، وقد عين النبي (ص) العلامة الفارقة بين المؤمن والمنافق: حب الامام علي، وبغضه، ومن ثم فانهم ينظرون في حال الراوي فان كان ممن قاتل عليا او الائمة من اهل البيت (ع)وعاداهم فانهم لا يلتزمون باخذ ما يروي امثال هؤلاء، صحابيا كان او غيرصحابي ((1659))».
ويجلي السيد شرف الدين راي الامامية بالصحابة فيقول: «ان من وقف على راينا في الصحابة علم انه اوسط الاراء، اذ لم نفرط تفريط الغلاة الذين كفروهم جميعا، ولا افرطنا افراط الجمهور الذين وثقوهم اجمعين، فان الكاملية ومن كان في الغلو على شاكلتهم، قالوا: بكفر الصحابة كافة، وقال اهل السنة: بعدالة كل فردممن سمع النبي (ص) او رآه من المسلمين مطلقا...
اما نحن فان الصحبة بمجردها وان كانت عندنا فضيلة جليلة، لكنها، بماهي ومن حيث هي غير عاصمة. فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وهم عظماؤهم وعلماؤهم، واولياء هؤلاء، وفيهم البغاة، وفيهم اهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والاخرة،اما البغاة على الوصي، واخي النبي، وسائر اهل الجرائم والعظائم كابن هند، وابن النابغة،وابن الزرقاء، وابن عقبة، وابن ارطاة، وامثالهم فلا كرامة لهم، ولا وزن لحديثهم،ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين امره.
هذا راينا في حملة الحديث من الصحابة وغيرهم، والكتاب والسنة بينناعلى هذا الراي، كما هو مفصل في مظانه من اصول الفقه، لكن الجمهور بالغوا في تقديس كل من يسمونه صحابيا...
وما اشد انكارهم علينا حين يروننا نرد حديث كثير من الصحابة، مصرحين بجرحهم او بكونهم مجهولي الحال، عملا بالواجب الشرعي في تمحيص الحقائق الدينية، والبحث عن الصحيح من الاثار النبوية، وبهذا ظنوا بنا الظنونا،فاتهمونا بما اتهمونا، رجما بالغيب، وتهافتا على الجهل، ولو ثابت اليهم احلامهم،ورجعوا الى قواعد العلم، لعلموا ان اصالة العدالة في الصحابة مما لا دليل عليه، ولوتدبروا القرآن الحكيم لوجدوه مشحونا بذكر المنافقين منهم...» ((1660)).
هذا هو راي الشيعة في الصحابة، يقول الدكتور المصري حفنى داود: «ان طريقة الشيعة في نقد الصحابة وتقسيمهم الى عادل وجائر منهج علمي...» ((1661)).
اما ما ينسب للشيعة من القول بارتداد الصحابة الا اربعة فان كان هذا الارتداد بمعنى الرجوع عن الاسلام فهذا لا تقول به الشيعة، واغلب هذه الروايات غير صحيحة.
ومسالة سب الصحابة ينهى عنها علماء الامامية باستمرار. يقول الدكتورعلي عبدالواحد وافي مدافعا عن الامامية: «ونستبعد كذلك ما يصدر من عوامهم من اقوال واعمال لا يقرها فقهاؤهم، ويعتبرونها مخالفة لاصول مذهبهم، فمن ذلك ان عوامهم يسبون الشيخين.
لكن امثال هذه الاقوال والافعال لا يرضى عنها شيوخهم ويحكمون بحرمتها... واذا كنا سنحاسب الطوائف بما يفعله عوامهم وسفهاؤهم، فان حسابناسيكون عسيرا لكثير من جماعات اهل السنة انفسهم فلا تكاد توجد جماعة من جماعاتنا لا يصدر من عوامها وسفهائها اعمال واقوال لا يقرها الاسلام». ((1662)) وقد قيل: ان الاسلام شيء والمسلمين شيء آخر. والاسلام عند الشيعة ينهى عن السب، فلا يحمل اخطاء المسلمين الشيعة.
ثم لماذا هذه الضجة على الشيعة ؟ هذه عائشة خرجت مع طلحة والزبيرعلى الامام الشرعي وتسببوا بقتل ثلاثين الفا، وقال اهل السنة انهم مجتهدون ولهم اجر! وحارب معاوية عليا (ع) وتسبب بقتل مائة الف، وقال اهل السنة: هو مجتهدله اجر! فلماذا لا يقال: ان عوام الشيعة مجتهدون ولهم اجر ؟! مع العلم ان السب دون القتل، هذا معاوية تسبب بقتل مائة الف انسان ويعط ى اجرا ولا يعط ى المتكلم بضع كلمات اجرا!! فاين هذا من هذا ؟! فليقال اذن: ان عوام الشيعة مجتهدون ولهم اجر، وتنتهي المسالة على ان العوام حين يتكلمون على الصحابة فان عندهم ادلة على صحة كلامهم خلافالمعاوية واصحاب الجمل الذين اجتهدوا امام النصوص فالشيعة اولى منهم بالاجر! وقد سب الصحابة انفسهم، ومعاوية امر بلعن علي وبقي اهل القرن الاول يلعنون عليا على المنابر ستين عاما! فكل حكم يصدر على الشيعة فانه موجه لاهل القرن الاول فالحذر الحذر من اصدار اي حكم جزافي!! وحتى يتاكد اخواننا الباحثون من ان الشيعة يقدسون صحابة النبي (ص)المؤمنين فاننا نورد نبذة من هذا الدعاء الذي يردده الشيعة في ادعيتهم.
يقول الامام زين العابدين (ع): «... اللهم واصحاب محمد (ص) خاصة الذين احسنوا الصحبة، والذين ابلوا البلاء الحسن في نصره، وكاتفوه واسرعوا الى وفادته، وسابقوا الى دعوته، واستجابوا له حيث اسمعهم حجة رسالاته. وفارقوا الازواج والاولاد في اظهار كلمته، وقاتلوا الاباء والابناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، وما كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر اذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات اذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وارضهم من رضوانك...»((1663)).

القرآن الكريم

كثيرا ما قرات لكتاب من اهل السنة يدعون بان الامامية يقولون بتحريف القرآن. وقام علماءالامامية برد هذه الافتراءات، ولا يوجد كتاب شيعي في العقائد الا ويتناول هذاالموضوع ويبرئ ساحة الامامية من القول بالتحريف. ولكن الشيء العجيب: ان هذا الاتهام ما زال يكرر: (فما لهؤلا ء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) ؟ ((1664)).
ان اللّه اوكل حفظ الكتب السماوية كالتوراة والانجيل الى الناس، قال تعالى عن علماء اليهود والنصارى: (بما استحفضوا من كتاب اللّه وكانوا عليه شهداء) ((1665)) لهذا وقع التحريف فيها، اما القران فقد تكفل اللّه بحفظه، قال تعالى:(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) ((1666)) لهذا فهو مصون من التحريف،والامامية يقولون: ان القران الذي بين ايدينا هو نفسه القرآن الذي نزل على محمد(ص)، لا نقص به ولا زيادة ولا تحريف. وقد قام علماء اهل السنة المنصفون بالرد على اولئك الكتاب المشعوذين من امثال ظهير والخطيب ومال اللّه.
يقول الشيخ محمد ابو زهرة: «القرآن باجماع المسلمين هو حجة الاسلام الاولى وهو مصدر المصادر له، وهو سجل شريعته، وهو الذي يشتمل على كلهاوقد حفظه اللّه تعالى الى يوم الدين كما وعد سبحانه اذ قال: (انا نحن نزلنا الذكروانا له لحافظون). ((1667)) وان اخواننا الامامية على اختلاف منازعهم يرونه كما يراه كل المؤمنين» ((1668)).
وقال: «ان الشريف المرتضى واهل النظر الصادق من اخواننا الاثني عشرية قد اعتبروا القول بنقص القرآن او تغييره او تحريفه تشكيكا في معجزة النبي(ص)، واعتبروه انكارا لامر علم من الدين بالضرورة ((1669))».
وقال الدكتور محمد عبداللّه دراز: «ومهما يكن من امر فان هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم الاسلامي، بما فيه فرق الشيعة، ومنذ ثلاثة عشر قرنامن الزمان. ونذكر هنا راي الشيعة الامامية اهم فرق الشيعة» ((1670)).
وقال الشيخ رحمة اللّه الهندي: «القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية محفوظ من التغيير والتبديل، ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه، فقوله مردود غير مقبول عندهم» ((1671)).
وقال الشيخ محمد الغزالي: «سمعت من هؤلاء يقول في مجلس علم: ان للشيعة قرآنا آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف فقلت له: اين هذا القرآن؟ ولماذا لم يطلع الانس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل؟ لماذا يساق هذا الافتراء؟... ولماذا هذا الكذب على الناس وعلى الوحي» ((1672)).
وقال الاستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الازهرية: «واما ان الامامية يعتقدون نقص القرآن، فمعاذ اللّه.
انما هي روايات رويت في كتبهم، كما روي مثلها في كتبنا.
واهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها، وبينوابطلانها وليس في الشيعة الامامية او الزيدية من يعتقد ذلك كما انه ليس في السنة من يعتقده ((1673))».
وقال البهنساوي من مفكري الاخوان المسلمين: «ان الشيعة الجعفرية الاثني عشرية يرون كفر من حرف القرآن الذي اجمعت عليه الامة منذ صدرالاسلام... وان المصحف الموجود بين اهل السنة هو نفسه الموجود في مساجدوبيوت الشيعة». ((1674)) وقال مصطفى الرافعي: «والقرآن الكريم هو الموجود الان بايدي الناس من غير زيادة ولا نقصان. وما ورد من ان الشيعة الامامية يقولون بان القرآن قداعتراه النقص... هذا الادعاء انكره مجموع علماء الشيعة الاعلام...
فالقرآن الكريم اذن هو عصب الدولة الاسلامية، تتفق مذاهب اهل السنة مع مذهب الشيعة الامامية على قداسته ووجوب الاخذ به. وهو نسخة موحدة لا تختلف في حرف ولا رسم لدى السنة والشيعة الامامية في مختلف ديارهم وامصارهم» ((1675)).
وقال الدكتور علي عبدالواحد وافي: «يعتقد الشيعة الجعفرية كما يعتقداهل السنة، ان القرآن الكريم هو كلام اللّه عزوجل المنزل على رسوله المنقول بالتواتر والمدون بين دفتي المصحف بسوره وآياته المرتبة بتوقيف من الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه، وانه الجامع لاصول الاسلام عقائده وشرائعه واخلاقه،والخلاف بيننا وبينهم في هذا الصدد يتمثل في امور شكلية وجانبية لا تمس النص القرآني بزيادة ولا نقص ولا تحريف ولا تبديل، ولا تثريب عليهم في اعتقادها»((1676)).
وقال: «اما ما ورد في بعض مؤلفاتهم من آراء تثير شكوكا في النص القرآني وتنسب الى بعض ائمتهم، فانهم لا يقرونها ويعتقدون بطلان ما تذهب اليه،وبطلان نسبتها الى ائمتهم.
ولا يصح كما قلنا فيما سبق ان نحاسبهم على آراء حكمواهم ببطلانها وبطلان نسبتها الى ائمتهم ولا ان نعدها من مذهبهم، مهما كانت مكانة رواتها عندهم ومكانة الكتب التي وردت فيها...
وقد تصدى كثير من ائمة الشيعة الجعفرية انفسهم لرد هذه الاخبار الكاذبة وبيان بطلانها وبطلان نسبتها الى ائمتهم وانها ليست من مذهبهم في شيء» ((1677)).
هذه ثماني شهادات لعلماء من اهل السنة تدفع عن الامامية تهمة القول بتحريف القرآن. اما كلمات اعلام الشيعة في نفي التحريف عن القرآن فلا يسعهامجلد، ونضع بين يدي القراء بعضها.
قال الشيخ الصدوق (ت/381 هـ) الذي يعد شيخ المحدثين: «اعتقادنا في القرآن الذي انزله اللّه تعالى على نبيه محمد (ص) هو ما بين الدفتين، وهو مافي ايدي الناس ليس باكثر من ذلك، ومن نسب الينا انا نقول انه اكثر من ذلك فهو كاذب»((1678)).
قال الشيخ المفيد (ت/413 هـ) احد عظماء الامامية: «واما النقصان وقد قال جماعة من اهل الامامة انه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة...واما الزيادة فيه فمقطوع بفسادها». ((1679)) وقال الشيخ الطوسي تلميذ المفيد (ت/460 هـ): «اما الكلام في زيادة القرآن ونقصه فمما لا يليق به، لان الزيادة فيه مجمع على بطلانها، واما النقصان فالظاهر من مذهب المسلمين خلافه، وهو الاليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى، وهو الظاهر في الروايات» ((1680)).
وقال الطبرسي الملقب بامين الاسلام «اما الزيادة في القرآن فمجمع على بطلانها، واما النقيصة فروى جماعة من اصحابنا، وقوم من حشوية العامة ان في القرآن نقصا. والصحيح من مذهبنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى» ((1681)).
وقال الشيخ بهاء الدين العاملي: «اختلفوا في وقوع الزيادة والنقصان فيه والصحيح ان القرآن العظيم محفوظ عن ذلك زيادة ونقصا، ويدل عليه قوله تعالى:(وانا له لحافظون)». ((1682)) وقال المرجع الكبير محمد حسين آل كاشف الغطاء: «ان الكتاب الموجودبين المسلمين هو الكتاب الذي انزله اللّه اليه للاعجاز والتحدي، وانه لا نقص ولا تحريف ولا زيادة فيه، وعلى هذا اجماعهم» ((1683)).
وقال السيد محسن الامين صاحب اعيان الشيعة: «لا يقول احد من الامامية لا قديما ولا حديثا، ان القرآن مزيد فيه قليل او كثير فضلا عن كلهم، بل كلهم متفقون على عدم الزيادة، ومن يعتد بقوله من محققيهم متفقون على انه لم ينقص منه». ((1684)) وقال المرجع السيد ابو القاسم الخوئي: «وقد تبين للقارئ مما ذكرناه، ان حديث تحريف القرآن حديث خيالي لا يقول به الا من ضعف عقله، او من لم يتامل في اطرافه حق التامل، او من الجاه اليه حب القول به، والحب يعمي ويصم.اما العاقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه» ((1685)).
هذه ثمانية اقوال لكبار علماء المدرسة الامامية وهناك الكثير غيرهم ينفون التحريف. حتى لقد صنف الكركي المعروف بالمحقق الثاني رسالة في نفي النقيصة بعدالاجماع على عدم الزيادة. وصنف محمد حسين الشهرستاني: (رسالة في حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف) ورد فيه على فصل الخطاب. وصنف آغا بزرك: (النقد اللطيف في نفي التحريف عن القرآن الشريف).
ومن علماء الامامية الذين ينفون التحريف، الشيخ جعفر كاشف الغطاء في (كشف الغطاء)، والعلا مة محمد ابراهيم الكرباسي في «الاشارات»، والمفسرالمتكلم محمد جواد البلاغي في تفسيره (آلاء الرحمن)، ومحمد النهاوندي في تفسيره (نفحات الرحمن)، والمرجع محمد رضا الكلبايكاني، ومجدد العلم البروجردي، والمحقق البغدادي، والحر العاملي صاحب الوسائل، والتستري صاحب الصوارم، والعلا مة المظفر في (عقائد الامامية)، والعلا مة الطباطبائي في(تفسير الميزان)، والعلا مة ابن المطهر الحلي، والاميني، وشرف الدين... هذا هوقول الامامية المعتد به ومن قال غير ذلك فقوله مردود.

فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب

الف احد الامامية كتاب:«فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب» حاول فيه مؤلفه اثبات تحريف القرآن، ولكن النوري مؤلف الكتاب تراجع عن اقرار صحة ما فيه وكان يقول: «اخطات في تسمية الكتاب، وكان الاجدر ان يسمى بفصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب» ((1686)).
واعتمادا على كتاب فصل الخطاب حاول بعض الكتاب نسبة القول بتحريف القرآن الى الامامية، مع ان هذا الراي الذي تراجع عنه النوري لا يمثل الا رايه فلايصح نسبته للامامية.
وقد قام علماء الامامية وفي وقته بالرد عليه منهم: المحقق محمود الطهراني في كتابه كشف الارتياب ((1687)).
وقد وجد من اهل السنة من يؤلف في تحريف القرآن ولم يشن عليه حملة كهذه الحملة المسعورة التي تشن على الشيعة.
يقول الاستاذ محمد محمد المديني:«وقد الف احد المصريين في سنة 1948 م كتابا اسمه (الفرقان) حشاه بكثير من امثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة، ناقلا لها عن الكتب والمصادرعند اهل السنة، وقد طلب الازهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد ان بين بالدليل والبحث العلمي اوجه البطلان والفساد فيه. فاستجابت الحكومة لهذاالطلب وصادرت الكتاب، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضا، فحكم القضاء الاداري في مجلس الدولة برفضها.
افيقال ان اهل السنة ينكرون قداسة القرآن ؟ او يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها فلان ؟ او لكتاب الفه فلان ؟ فكذلك الشيعة الامامية، انما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا» ((1688)).
وقال الدكتور علي عبدالواحد وافي بعد ان ذكر رواية من الكافي في تحريف القرآن: «ولدينا نحن معشر اهل السنة في بعض كتبنا التي نعتز بها آراء من هذاالقبيل تصل بصاحبها والعياذ باللّه الى شفا حفرة من النار ومن الكفر، فمن ذلك مثلا ما يذكره السيوط ي في كتابه (الاتقان في علوم القرآن) من قول بان القرآن الكريم هو معاني الايات فحسب، واما الفاظها فمن الرسول عليه الصلاة والسلام...
فكما لا يصح ان يحاسبنا احد على مثل هذه الاقوال التي نحكم ببطلانها، لايصح ان نحاسب الجعفرية على ما ذكره الكليني...
ويقاس على ذلك جميع الاراءالتي وردت في مؤلفاتهم او عن شيوخهم ويحكمون بعدم صحتها ولا يعدونهامن مذهبهم». ((1689)) ونحن نقول لاولئك المعاندين الذين يتهمون الامامية بتحريف القرآن: مارايكم بالروايات التي جاءت في صحيحي البخاري ومسلم وبقية كتب السنن والتي تنص على تحريف القرآن ؟ ان الروايات التي عند الامامية روايات ساقطة وهم غير ملزمين بها فليس عندهم كتاب صحيح باجمعه الا كتاب اللّه. ولكن المشكلة عند الذين الزموا انفسهم باعتماد الصحيحين مطلقا فكيف سيعالجون امر الروايات فيهما ؟ ونضع بين يدي الباحثين بعضها.
عن الخليفة عمر (ع) انه قال وهو على المنبر: «... ان اللّه بعث محمدا (ص) بالحق، وانزل عليه الكتاب، فكان مما انزل اللّه (آية الرجم) فقراناهاوعقلناها ووعيناها، ورجم رسول اللّه (ص) ورجمنا بعده، فاخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل: واللّه ما نجد آية الرجم في كتاب اللّه، فيضلوا بترك فريضة انزلها اللّه. والرجم في كتاب اللّه حق على من زنى اذا احصن من الرجال والنساء،اذا قامت البينة او كان الحبل او الاعتراف. ثم انا كنا نقرا في ما نقرا من كتاب اللّه ان لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم او ان كفرا بكم ان ترغبواعن آبائكم...» ((1690)).
فاين (آية الرجم) وآية (ان لا ترغبوا عن آبائكم) من القرآن الان ؟! وقال ابو موسى الاشعري كما في صحيح مسلم: «... وانا كنا نقرا سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فانسيتها!! غير اني قد حفظت منها (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملا جوف ابن آدم الا التراب)!! وكنا نقرا سورة كنا نشبهها باحدى المسبحات فانسيتها!! غير اني حفظت منها (يا ايها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في اعناقكم فتسالون عنها يوم القيامة)!! ((1691)) وعن عائشة انها قالت: «كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول اللّه وهن فيما يقرا من القرآن» ((1692)).
وروى احمد في مسنده عن اءبي بن كعب آية: (... وما تفرق الذين اءوتواالكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة، ان الدين عند اللّه الحنيفية غير المشركة ولااليهودية ولا النصرانية، ومن يفعل خيرا فلن يكفره) ((1693)).
وفي مسند احمد عن اءبي بن كعب قال: «كم تقراءون سورة الاحزاب ؟قال: بضعا وسبعين آية، قال: لقد قراتها مع رسول اللّه (ص) مثل البقرة!! او اكثر!وان فيها آية الرجم» ((1694)).
هذه الروايات غيض من فيض في مصادر اهل السنة وكلها صريحة في نقصان القرآن. ولو تتبعنا امثال هذه الروايات في كتب السنن لجئنا ب (الفرقان) من جديد. ولابد من ان المنصفين من اهل السنة يرفضون هذه الروايات. ولكننا لم نات بها الا لتلك الفئة التي لا تفتا توجه التهم للامامية.
والحق: اني في شوق لارى ماذا يقولون عنها بعد ان اخرجها مسلم والبخاري ؟ فان اجابوا بانها نسخت تلاوة وبقي حكمها، قلنا ان الروايات نفسهاترد هذا الجواب، ففي صحيح مسلم عن عائشة انها قالت: «كان فيما انزل من القرآن (عشر رضعات معلومات) فتوفي رسول اللّه وهن فيما يقرا من القرآن».
نعم، اذا كانت هذه الاية نسخت تلاوة فكيف يتوفى النبي (ص) وهي في القرآن ؟ فان كانت قد نسخت تلاوة وجب على النبي (ص) ان يمحوها من القرآن.ومن المعلوم انه لا نسخ بعد النبي. فمن الذي تجرا وازال هذه الاية من القرآن، وقدمات النبي (ص) ولم يمحها ؟!! بقيت شبهة اخرى وهي ظن البعض في ان لدى الامامية مصحفا آخر غيرالقرآن، يسمى مصحف فاطمة. والحق ان «مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن، وانما فيه ما سمعته من اخبار من يحكم الامة الاسلامية ((1695))».
وهذه الاخبار اخذتها عن النبي (ص) بما كان يخبره به جبرائيل (ع). هذه هي حقيقة مصحف فاطمة فلم هذه الفرية ؟ وفي نهاية هذا الموضوع نود القول «ان القرآن الكريم لا تحريف فيه سواءعند السنة او عند الشيعة وهو النسخة نفسها التي كانت عند النبي (ص).
يقول الاستاذ احمد الحصري الازهري: «يعيب بعض الناس على الامامية مذهبهم، لحجة ان هناك اشياء وجدت مكتوبة في بعض كتبهم لا تتفق والمتواتر في الدين. ويجب ان يكون مفهوما في الذهن ان هذا الذي يؤخذ على الامامية هم منه براء، وان الاساس الذي بني عليه هذا الاتهام فيه كثير من الخلط، فمجيء شيءعلى لسان شيعي، او في كتاب لشيعي لا يقتضي ان هذا الامر هو مذهب الشيعة. بل قد يكون مذهبا لصاحبه ولا بد من الرجوع الى اهل التحقيق في هذا المذهب لمعرفة الحقيقة وتحري الصواب حتى لا تكال التهم جزافا لمذاهب هي منها براء، وحتى لانتسبب في زيادة الفرقة بين المسلمين اكثر مما هم عليه الان...
ولو اننا امعنا النظر بالعين المجردة عن الهوى، وتركنا للفكر الفقهي السليم حرية البحث في بعض كتب اهل السنة لوجدنا ان في بعضها ما لا يتلاءم مع آراءاهل السنة انفسهم، ومع ذلك لا ننسبها الى اهل السنة جميعا، بل الى القائل بها فقط، وننقده بها.
ومن هذه القضايا ما ينسب الى الشيعة من انهم ينكرون شيئا من القرآن اويعتقدون نقصه الى آخر ما حشيت به بعض الكتب، مع انها ليست آراء للمذهب ولا يقول بها علماؤهم. فالتحقيق ان هذه اقوال منثورة في بعض كتبهم كما يوجد في بعض كتب اهل السنة نظيرها، مع ان علماءها ومحققيها مجمعون على بطلانه. امالماذا وجدت هذه الاراء في بعض كتبهم ؟ فللحق والعدالة يجب ان نرجع الى الماضي لنستخلص منه الحاضر.
فمع الاسف كان التاليف القديم يحرص على ذكر كل الاراء وتسجيلها ولوتبين بطلانها، حرصا على الامانة العلمية فيما يظنون، وذكرت هذه الاراء في بعض الكتب وهي لا تمثل المذهب، وينكرها جميع العاملين. ويبراون منها، ويطعنون عليها بالبطلان» ((1696)).

التقية

التقية تعني: اظهار خلاف الواقع في الامور الدينية بالقول او الفعل لحفظ النفس او المال او العرض،وقد عرفها الشيخ الانصاري في كتابه (المكاسب) بانها «التحفظ عن ضرر الغيربموافقته في قول او فعل مخالف للحق» ((1697)).
قال الرافعي: «والتقية عمل مشروع في الاسلام كما كان مشروعا من قديم الزمان لدى جميع الشعوب والامم والاديان، ودليل مشروعيتها: الكتاب والسنة والعقل.
فدليلها في القرآن قول اللّه تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء الا ان تتقوا منهم قاة)
((1698)).
وهذا يعني انه تجوز مداراتهم من قبيل التقية دفعا لاذاهم ومن غير ان يؤمن المرء بجواز ذلك» ((1699)).
قال الرازي في تفسير آية: (الا ان تتقوا منهم تقاة): «روي عن الحسن  اي البصري انه قال: التقية جائزة للمؤمنين الى يوم القيامة، وهذا القول اولى، لان دفع الضرر عن النفس واجب بقدر الامكان».
اجل ينعى البعض على الشيعة استخدامهم التقية، مع ان التقية مشروعة في الاسلام كما مر عليك. حتى لقد مارسها الصحابة.
لقد اظهر عمار بن ياسر (ع) بلسانه الكفر وقلبه مطمئن بالايمان فنزل قول اللّه (الا من اءكره وقلبه مطمئن بالايمان) ((1700)) وقال له رسول اللّه (ص):«ان عادوا فعد، فقد انزل اللّه فيك قرآنا، وامرك ان تعود ان عادوا اليك».
فالشيعة يستخدمون التقية تماما كما استخدمها عمار (ع)، وهذا التشريع الذي نزل من اجل عمار هو تشريع لجميع المسلمين، اذ العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب. فهذا الذي يزري على الشيعة استخدامهم التقية في حالات خاصة، يزري على هذا التشريع الاسلامي.
وماذا يقول اولئك الذين يعدون التقية نفاقا، ماذا يقولون في تقية عمار ؟هل هي نفاق والعياذ باللّه ؟ وماذا يقال عن مؤمن آل فرعون الذي مدحه اللّهبقوله (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه ((1701))) ؟ فهؤلاء اما ان يقولوا ان اللّه اخطا نستغفر اللّه اذ مدح هذا الرجل، او يعذرون الشيعة في استخدامهم التقية! وقد طبق الصحابة التقية عمليا في مواقف كثيرة منها: ان مسلمي المدينة واعدوارسول اللّه (ص) المجيء الى العقبة في منى خارج مكة. يقول كعب بن مالك «وكنانكتم من معنا من قومنا المشركين امرنا!! ثم قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى اذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول اللّه (ص) نتسلل تسلل القطا مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن ثلاثة وسبعون رجلا ومعنا امراتان...» ((1702)).
والذي يدرس تاريخ الشيعة يعذرهم لاستخدامهم التقية، فقد لاقوا من الحكام ظلما عجيبا، بل من المجتمع المسلم، لذلك اشتهروا دون غيرهم باستخدام هذا المبدا، وعلى هذا فهم كمؤمن آل فرعون ممدوحون عند اللّه! قال الرافعي مدافعا عن الامامية: «على ان الذين ياخذون على الشيعة الامامية لجوءهم الى التقية من اجل حفظ حياتهم وحقن دمائهم ويتناولونهم بالنقد اللاذع الحاد لانصرافهم الى التقية عوضا عن المقاومة والجهاد، الم يلق هؤلاء الناقدون نظرة الى الوراء ليروا بيقين ان التقية عند البشر مشروعة ومستمرة من لدن نبي اللّهنوح (ع) الى مؤمن آل فرعون الى كليم اللّه موسى (ع) الذي خرج من مصر خائفايترقب حيث قال: (ففررت منكم لما خفتكم) ((1703)) الى اخيه هارون (ع)الذي قال: (ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) ((1704)) الى لوط(ع) حين قال:(لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد) ((1705)) الى خاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبداللّه (ص)...
فهل يجسر احد على اتهام هؤلاء الانبياء وجلهم من اولي العزم بركونهم الى الخداع ونكولهم عن الجهاد مثلما يتهم المغرضون الشيعة الامامية ؟...
ولا اتصور انسانا عاقلا منصفا لا يعذرهم في استعمال التقية، بل ويوجبهاعليهم بدل ان ينسبهم بسببها الى الغش والحيلة والنفاق و...» ((1706)).
وقال: «وليست التقية واجبة عندهم كما يتوهم البعض في جميع الحالات، فما اكثر المواقع التي يحرم الشيعة الامامية استعمال التقية فيها. وذلك كما لوافضت التقية الى اهدار دم او اوجبت فسادا في الدين او تعمدت انزال الضرربالمسلمين فانه في مثل هذه الحالات ونحوها تصبح التقية غير جائزة ويحرم استعمالها.
يؤيد هذا ما روي عن الامام محمد الباقر والد الامام جعفر الصادق انه قال: «انما جعلت التقية ليحقن بها الدم فاذا بلغت التقية الدم فلا تقية» على ان الشيعة الامامية اذا كانوا قد استعملوا التقية فيما مضى من العصور فانهم استعملوها كما بينا اكثر من مرة حقنا لدمائهم وحفاظا على كرامتهم وصونالاعراضهم واموالهم.
ومعاذ اللّه ان يكون استعمالهم للتقية نفاقا او رياء او قعودا عن الامربالمعروف والنهي عن المنكر او فرارا من النضال والكفاح والجهاد في سبيل اللّه عندالنفير العام او عندما يكون القتال افضل من التقية.
ويبدو لي هنا ان الجماعات الانسانية كلها لو تفاخرت فيما بينها ايها كان ولم يزل اصلب عودا في الكفاح، وايها كان اقدر على البذل والفداء، لكان لجماعة الشيعة من هذه المفاخرة ارفع المكانة واوفى نصيب!! والتاريخ ابلغ شاهد واعظم رواية...». ((1707)) ان التقية ليست حالة طبيعية يطبقها الشيعة في سلوكهم واقوالهم اينما حلوا،بل هي كما عبر عنها احد العلماء «استثناء» وما ابلغها من عبارة! ((1708)) قال الدكتور علي عبدالواحد وافي: «فاننا نتفق معهم الامامية في جوازالتقية في المواطن التي يشيرون اليها والتي اجازها القرآن الكريم واجازتها السنة النبوية الشريفة! ونستبعد كذلك ما يزعم بعضهم من ان الشيعة الجعفرية يخفون كثيرا من الاراء ولا يجهرون بها تقية وخوفا. فلا يصح ان نحاسبهم الا على ما يبدونه من آراء. واما ما يتهمون بكتمانه فعلمه عند اللّه، ولسنا مكلفين ان نشق عن صدورهم». ((1709)) ومهما يكن من امر هذا الاختلاف بشان التقية بين المذاهب الاسلامية، فانه لا يعدو عن كونه اختلافا في الفروع، التي لا يكون فيها تكفير لمذهب من المذاهب الاسلامية المعتمدة ولا تضليل، وما كان ليسوغ عبر العصور بعد الذي ذكرناه عن التقية من الادلة النقلية والعقلية ان يتهم اتباع المذهب الامامي بالغش في الدين والكيد للمسلمين وانهم يبطنون خلاف ما يظهرون، اذ معاذ اللّه ان يكونوا كذلك، فهم ان لم يكونوا اكثر المسلمين ايمانا!! فليسوا اقلهم على كل حال.
وحسبهم انهم اتخذوا خط اهل بيت رسول اللّه سبيلا يسلكونه في اصولهم وفروعهم، وهم بلاريب صادقون فيما يقولون وفيما يفعلون. واذا كان المرء لا يكذب على اهله فان فقه هؤلاء يكون ماخوذا حقا عن رسول اللّه (ص) والقرآن الكريم صريح في امره ايانا(وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). ((1710)) بقي ان نقول: ان الادلة على مشروعية التقية كثيرة جدا في الكتاب والسنة،لا يسعنا استقصاؤها الان. وقد ا لفت بها عدة رسائل. واخال انني بما قدمت قداوضحت الصورة في اذهان القراء الكرام.

البداء

«والبداء شبهة من الشبهات التي يثيرها خصوم الامامية ضدهم بدافع التقليد لمذاهبهم من غير ان يتعمقوا في درس الادلة التي فهم منها الشيعة الامامية ما ذهبوا اليه ولا المفهوم الذي قصدوه منه. بل بالغ خصوم الشيعة في توجيه النقد اليهم والتشنيع عليهم بسببه،حتى غدا البداء واحدا من الفوارق المذهبية التي باعدت بين الامامية وبين سواهم» ((1712)).
«والبداء في الانسان: يبدو له راي في الشيء لم يكن له ذلك الراي سابقا،بان يتبدل عزمه في العمل الذي كان يريد ان يصيغه، اذ يحدث عنده ما يغير رايه وعلمه به، فيبدو له تركه بعد ان كان يريد فعله، وذلك عن جهل بالمصالح وندامة على سبق منه.
والبداء بهذا المعنى يستحيل على اللّه تعالى، لانه من الجهل والنقص، وذلك محال عليه تعالى، ولا تقول به الامامية. قال الصادق (ع): «من زعم ان اللّه تعالى بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر باللّه العظيم»، وقال ايضا: «من زعم ان اللّه بدا له في شيء ولم يعلمه امس فابرا منه»..» ((1713)).
«والبداء عند الامامية هو الزيادة في الاجال والارزاق، والنقصان منهابالاعمال» ((1714)).
لقد زعم بعض الكتاب ان البداء الذي تقول به الامامية، هو الظهور للّه ماكان خافيا عنه! قالوا هذا اما جهلا او عمدا، وهذا قول باطل لا تقول به الامامية وحاشا للّه من هذا الشطط «ولكن البداء (وفق مفهوم الشيعة) يعني (الاظهار بعدالاخفاء) وليس (الظهور بعد الخفاء) ((1715)).
وعبارة (الاظهار بعد الاخفاء) كافية لتعطينا حقيقة البداء. ان البداء نسخ في التكوين لمصلحة معينة كما هو النسخ في التشريع. وهذه عقيدة اسلامية لا غبارعليها ولكن ما نقول لمن يصرون على وضع الغبار عليها ؟ قال الامام الصادق (ع): «ما بدا للّه في شيء الا كان في علمه قبل ان يبدوله». وقال (ع): «ان اللّه لم يبد له من جهل». ((1716))
وهؤلاء الذين يشنعون على الامامية القول بالبداء كانهم قد خفي عليهم ان اهل السنة يقولون بالبداء. روى البخاري عن ابي هريرة انه سمع رسول اللّه (ص) يقول: «ان ثلاثة في بني اسرائيل ابرص واقرع واعمى بدا للّه ان يبتليهم...»((1717)) والقصة طويلة في الصحيح ولكن موضع الشاهد قول الرسول: «بداللّه...» فالرسول نسب البداء الذي تقول به الامامية الى اللّه، فماذا سيقول اولئك المغرورون؟ هل سيردون على رسول اللّه؟! واليس في انتقادهم لعقيدة الشيعة في البداء هو انتقاد لعقيدة اسلامية؟ واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي (ع) انه سال رسول اللّه (ص) عن هذه الاية (يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده اءم الكتاب) ((1718)) فقال له:«لاقرن عينيك بتفسيرها، ولاقرن عين امتي بعدي بتفسيرها، الصدقة على وجههاوبر الوالدين، واصطناع المعروف، يحول الشقاء سعادة، ويزيد في العمر، ويقي مصارع السوء» ((1719)).
وقول الرسول (ص) هذا هو نفس عقيدة البداء عند الامامية، والاية المذكورة خيردليل على البداء.
واخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عمر بن الخطاب (ع) انه قال وهو يطوف بالبيت: «اللهم ان كنت كتبت علي شقاوة او ذنبا فامحه، فانك تمحو ماتشاء وتثبت، وعندك ام الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة» ((1720)). هذا عمر بن الخطاب يقول بالبداء الذي تقول به الامامية فكل من ينقد عقيدة البداء عندالامامية فهو ينقد عمر!! وعن ابن عباس قال: «لا ينفع الحذر من القدر، ولكن اللّه يمحو بالدعاء ما يشاءمن القدر» ((1721)).
فهذا حبر الامة يقول بالبداء الذي تقول به الامامية! وفي صحيح مسلم عن انس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه (ص) يقول: «من سره ان يبسط عليه رزقه او ينسا في اثره فليصل رحمه».
قال النووي في شرح الحديث: «واما التاخير في الاجل ففيه سؤال مشهور وهوان الاجال والارزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون واجاب العلماء باجوبة، الصحيح منها....
والثاني اي الجواب انه بالنسبة الى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك فيظهر لهم في اللوح ان عمره ستون سنة الا ان يصل رحمه، فان وصلهازيد له اربعون، وقد علم اللّه سبحانه وتعالى ماسيقع له من ذلك وهو من معنى قوله تعالى (يمحو اللّه ما يشاء) ويثبت فيه النسبة الى علم اللّه تعالى وما سبق به قدره ولا زيادة بل هي مستحيلة، وبالنسبة الى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة وهومراد الحديث». ((1722)) وهذا الذي ذكره النووي هو البداء بعينه الذي تقول به الامامية.
والاية التي استدل بها لتاييد هذه العقيدة هي نفسها التي يستدل بها الامامية.
فالامامية مع اخوانهم من اهل السنة شركاء في هذه العقيدة الاسلامية. فالعجب من هذا الذي ينعى على الامامية قولهم بالبداء وينسى اهل ملته الذين يقولون به وحاله كحال ذلك الرجل الذي قيل له: لماذا تلفظون القاف غينا والذال زايا؟ فقال:نحن لانغول زلك!! قال الدكتور حامد داود حفني: «ولما كان البداء من صفات المخلوقين، لان فعل الشي ثم محوه يدل على التفكير الطارئ وعلى التصويب بعد الخطا وعلى العلم بعدالجهل فان كثيرا من المفكرين سفهوا عقول الشيعة في نسبة البداء الى اللّه سبحانه، والشيعة الامامية براء مما فهمه الناس عن البداء، اذ المتفق عليه عندهم وعند علماء السنة ان علم اللّه قديم منزه عن التغيير والتبديل والتفكير الذي هو من صفات المخلوقات، اما الذي يطرا عليه التغيير والمحو بعد الاثبات فهو في اللوح المحفوظ بدليل قوله تعالى (يمحو اللّه ما يشاء ويثبت).
ولنضرب مثالا لذلك يبين معنى البداء عند الامامية: فلان من الناس كتب عليه الشقاء في مستهل حياته، وفي سن الاربعين تاب الى اللّه فكتب في اللوح المحفوظ من السعداء. فالبداء هنا، محو: اسمه من باب الاشقياء في اللوح، وكتابته في باب السعداء. اما ما في علم اللّه فيشمل جميع تاريخ هذه المسالة من اثبات ومحو بعدالتوبة. اي انه سبق في علم اللّه ان هذا الشخص سيكون شقيا ثم يصير سعيدا في وقت كذا حين التوبة.
ان البداء الذي تقول به الامامية هو قضية الحكم على ظاهر الفعل الالهي في مخلوقاته بما تتطلبه حكمته. فهو قول بالظاهر المتراءى لنا. واذن فوجه الاشكال في الذين خطؤوا الشيعة في قولهم بالبداء انما جاء من زعمهم ان الشيعة ينسبون البداءالى علم اللّه القديم لا الى ما في اللوح المحفوظ.
ولعلك فيما قدمته لك من بيان ضاف تكون وقفت معي على ما في عقائد الامامية من وجاهة في قولهم بالبداء!! وما في تفكيرهم من عمق في الحكم به لان معناه  في نظري ان اللّه سبحانه يطور خلقه وفق مقتضيات البيئة والزمان اللذين خلقهما واودع فيهما سر التاثير على خلقه، ولو ظاهرا.
ان القول بالبداء هو المقالة الوحيدة التي نستطيع بهديها ان نفسر لك سر الناسخ والمنسوخ في القرآن...»((1723)).

الرجعة

تعني الرجعة عند الشيعة: ان اللّه يعيد في آخر الزمان قوما من الاموات وهم الذين محضوا الايمان محضاوالذين محضوا الكفر محضا فيقتص لهؤلاء من هؤلاء.
قد يكون هذا الاعتقاد صعب القبول عند من لا يعيش في ظلال المدرسة الامامية ولكن الامر يسهل بعد ثبوت احقية مدرسة آل البيت (ع). والاخبار تواترت عن ائمة الهدى بوقوع الرجعة. ومع هذا فالرجعة محل خلاف بين علماء الامامية فمنهم من اثبتها ومنهم من انكرها.
وهي ليست مستحيلة بعد ان حدثت في الاقوام السابقة. فهذا عزير، مات مائة سنة، ثم رجع الى الدنيا. قال اللّه تعالى: (اءو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه اللّه بعد موتها فاءماته اللّه مائة عام ثم بعثهـ)((1724)).
فلا غرابة اذن في ارجاع الاموات الى الحياة الدنيا، واذا جاز حدوثها في الازمنة الغابرة فلم لا يجوز حدوثها مستقبلا؟ على ان القول بحدوثها لم يكن اعتباطا وانما استنادا لروايات وردت عن ائمة الهدى. فهذا عزير عندما تبين له انه مات مائة عام ثم احياه اللّه قال: (اءعلم اءن اللّه على كل شيء قدير) فاللّه قادر على احياء الاموات في آخر الزمان. ((1725)) وهؤلاء اصحاب موسى (ع) طلبوا رؤية اللّه فاخذتهم الصاعقة وبعد ان اماتهم اللّهاحياهم من جديد (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون((1726))) فهذه رجعة اخرى! وقصة اصحاب الكهف معروفة، فقد ردهم اللّه بعد ثلاثمائة وتسع سنين.والرسول (ص) اخبر انه سيحدث في هذه الامة ما حدث في الامم السابقة حذوالنعل بالنعل، فلماذا نستغرب الرجعة بعد هذا؟! قال تعالى: (اءلم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم اءلوف حذرالموت فقال لهم اللّه موتوا ثم اءحياهم) ((1727)). فهذه رجعة اءخرى! ويستدل الامامية على الرجعة بقول اللّه تعالى: (قالوا ربنا اءمتنا اثنتين واءحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل) ((1728)).
فالمقصود بالميتتين ميتة عند انتهاء آجالهم والميتة الثانية بعد رجوعهم. اماتفسير الموت الثاني بانه قبل خلقهم حين كانوا عدما كما ذهب اليه منكري الرجعة  فهذا لا يستقيم، لان الموت لا يكون الا للحي، فيلزم هذا وجودهم احياء وهم في العدم!! فلا يبقى الا تفسيرنا للخروج من هذا التناقض.
سئل الامام ابو عبداللّه (ع) عن قول اللّه تعالى: (ويوم نحشر من كل اءمة فوجا ممن يكذب بياتنا فهم يوزعون) ((1729)).
قال (ع): ما يقول الناس فيها؟ قلت: يقولون انها في القيامة.
فقال ابو عبداللّه (ع): ليس كما يقولون، ايحشر اللّه في القيامة من كل امة فوجا ويترك الباقين؟ انما ذلك في الرجعة.
فاما آية القيامة فهذه: (ويوم نسير الجبال وترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا((1730)).
في الاية الاولى اخبر اللّه انه يحشر من كل امة فوجا، وفي الاية الثانية يحشرالناس جميعا (وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا) فدل هذا على ان هناك حشرين، حشر يحشر اللّه فيه من كل امة فوجا وهو الرجعة، وحشر للناس جميعاوهو يوم القيامة، ولا يمكن تفسير الحشر الاول بيوم القيامة لاننا سنوقع التناقض في حق اللّه، فكيف يقول عز وجل: سنحشر من كل امة فوجا يوم القيامة،وسنحشر الناس جميعا يوم القيامة؟! وقد قال الحافظ جلال الدين السيوط ي بالرجعة لكن بمعنى مختلف عن الذي تقول به الامامية. فقد ادعى امكانية رؤية النبي (ص) في اليقظة وا لف رسالة في ذلك هي: (امكان رؤية النبي والملك في اليقظة) وادعى السيوط ي رؤيته للنبي (ص)بضعا وسبعين مرة كلها في اليقظة! واعتقاد السيوط ي هذا شبيه باعتقاد الشيعة بالرجعة وقوله برجوع النبي(ص) في اليقظة لا يختلف عن قول الشيعة برجوع بعض الاموات الى الحياة. فلماذايشنع على الشيعة لاعتقادهم بالرجعة ولا يشنع على السيوط ي؟! بل انه ما زال محل احترام وتقدير من جميع المذاهب.
فكل من يطعن بعقيدة الشيعة في الرجعة فهو طاعن بالسيوط ي الملقب بشيخ الاسلام! وحين تكلم محمد بن علي الصبان وهو من اهل السنة عن طرق معرفة عيسى (ع) الاحكام الاسلامية بعد ظهوره قال: «... ومنها اي الطرق ان عيسى اذا نزل يجتمع به (ص) فلا مانع من ان ياخذ عنه ما يحتاج اليه من احكام شريعته ((1731))».
وقول الصبان هذا يعني رجعة النبي (ص)، فماذا يفرق عن قول الشيعة برجوع المؤمنين والكافرين ممن محضوا الايمان والكفر محضا؟ ومسالة الرجعة ليست بذاك الحجم، فهي ليست من اصول الدين كما يزعم بعضهم، فمن اعتقدها فله ذلك، ومن لم يفعل فلا تثريب عليه.
يقول كاشف الغطاء: «ليس التدين بالرجعة في مذهب الشيعة بلازم، ولاانكارها بضار، ولا يناط التشيع بها وجودا وعدما، وليست هي الا كبعض انباءالغيب، وحوادث المستقبل، واشراط الساعة، مثل نزول عيسى من السماء،وظهور الدجال، وخروج السفياني وامثالها من القضايا الشائعة عند المسلمين، وماهي من الاسلام في شيء، ليس انكارها خروجا منه، ولا الاعتراف بها بذاته دخولا فيه، وكذا حال الرجعة عند الشيعة» ((1732)).
نعم، هذه هي الرجعة، امر غيبي، لا يقدم ولا يؤخر، تماما كمسالة الدجال... فهل الايمان بظهور الدجال او عدمه ذو اثر على ايمان الانسان. وهل يخدش في اسلامه؟ وكذا الرجعة، فلماذا هذا التفخيم للمسالة؟! قال الدكتور علي عبدالواحد وافي: «ومهما يكن من امر فان الاعتقادباحدى الرجعتين او بكلتيهما لا يخرج صاحبه عن الاسلام» ((1733)).
لقد قلنا ان الامامية انفسهم مختلفون في الرجعة فهناك من انكرها.
يقول ابو زهرة: «ويظهر ان فكرة الرجعة على هذا الوضع ليست امرامتفقا عليه عند الاثني عشرية، بل فريق لم يعتقده». ((1734)) وكلمة اخيرة نقولها لاولئك المتعصبين الذي يحملون بخيلهم ورجلهم على مدرسة الاسلام الاصيل: ان عمر بن الخطاب قد قال بالرجعة قبل الشيعة!! فحين مات النبي قال فيما قال «واللّه ليرجعن رسول اللّه ((1735))»!! فعمر كان يعتقد ان النبي سيرجع فلم نر احدا يقول شيئا فيه؟ لكن لما قالت الامامية بالرجعة قامت الزوابع. فنقول لهؤلاء المتشدقين بالتهم الباطلة: احذروا ان تطعنوا بعمر!

التربة الحسينية

القاعدة في مدرسة آل البيت (ع) تقول: انه لا يجوز السجود الا على الارض او ما انبتت، ما عدا الماكول والملبوس. وبعد استشهاد الحسين (ع) داب الشيعة  وبتوجيه من ائمتهم بالسجود على تربة كربلاء. وفي هذه الايام تعمل التربة على شكل قرص ويسجد عليها، هذا كل ما في الامر.
لكن خصوم الشيعة لم يتركوا شيئا اختلف فيه الشيعة مع اهل السنة الا كبروه وطرزوه ببهتانهم، فقالوا: ان الشيعة يعبدون التراب.
وهذا افتراء على الامامية. فان كلمتهم مجتمعة على ان السجود للّه فقط ومن سجد لغير اللّه فقد كفر. فهم يسجدون على التراب لا له، واهل السنة حين يسجدون على السجاد يسجدون عليه لا له!! وماذا يقول هؤلاء عن الصحابة الذين كانوا يسجدون على الحصى؟! اخرج النسائي عن جابر بن عبداللّه قال: «كنا نصلي مع رسول اللّه (ص) الظهرفخذ قبضة من حصى في كفي ابرده ثم احوله في كفي الاخر فاذا سجدت وضعته لجبهتي» ((1736)).
هذا جابر سجد على الحصى كما تسجد الشيعة على التربة فهل سجوده هذا على الحصى ام له؟! ام كان جابر عابدا للحصى بسجوده عليه؟ وهؤلاء الذين يتهمون الامامية بالشرك لسجودهم على التربة يتهمون جابر الانصاري بهذه التهمة من حيث لا يشعرون، بل توجه التهمة للرسول والصحابة اذ انهم يعلمون ما فعل ولم ينكروا عليه! فالعجب كان هؤلاء اعلم من جابر ونبي اللّه بالاسلام! وقد كان الرسول (ص) يسجد على التراب حتى الطين كما في صحيح البخاري((1737)) وقال (ص): «جعلت لي الارض مسجدا وطهورا ((1738))» فالسجودعلى التراب جائز ولا فرق بين ان يسجد الانسان على التراب او يعمل قرصا منه يسجد عليه. فهذا تراب وهذا تراب ولا عبرة بالشكل! اذكر انني كنت يوما مع استاذ الطهارة والصلاة، فقلت له: على ماذا كان يسجدالرسول؟ فقال: كان يسجد على الحصير والتراب فقلت: بما ان الرسول كان يسجدعلى التراب والحصير فالسجود عليهما مستحب ويلزمنا السجود عليهما اقتداءابالرسول (ص)! فتلعثم الاستاذ وقال: لا لا لا يجوز ذلك، الا تعلم ان الشيعة يسجدون على التراب؟!!! وتبقى مسالة السجود على التربة مسالة فقهية انفرد بها الامامية عن المذاهب الاربعة، وهذا لا يؤثر عليهم كما لم يؤثر تجويز ابي حنيفة السجود على العذرة((1739))! على المذهب الحنفي. فاختلاف الامامية عن المذاهب الاربعة في هذه المسالة هو كاختلاف المذاهب الاربعة بعضها عن بعض فالمسالة لا تحتمل كل هذه الضجة. واني لاعجب من هذا الذي ينكر على الشيعة سجودهم على التراب ويرضى لنفسه ان يسجد على السجاد مما لم يكن على عهد النبي (ص)! هذه اهم الشبهات المثارة على الشيعة الامامية وهي كما راينا ليست بشبهات وانما وجدت لتصد الناس عن الحق. ومن كان في نفسه شيء فليراجع كتب الامامية فانها لم تترك شبهة الا وردتها بالحجج الدامغة ولم تترك اي اشكال الا واجابت عنه.

حصحص الحق

بعد كل هذا، نجد الحق واضحا لطلابه. فقد راينا المذاهب الاربعة بلا دليل لها عليه، وراينا وجوب اضافة آل البيت (ع) للكتاب والسنة، لان الرسول قرنهمامعا، وامر بالتمسك بهما، وراينا ادلة الامامية ومدى قوتها، اصلها ثابت وفرعهافي السماء.
اذا انت تبغي لنفسك مذهبا ينجيك يوم الحشر من لهب النار فدع عنك قول الشافعي ومالك واحمد والمروي عن كعب احبار ووال اناسا نقلهم وحديثهم روى جدنا عن جبرئيل عن الباري وقال احدهم: كثر الشك والخلاف وكل يدعي الفوز بالصراط السوي فاعتصامي بلا اله سواه ثم حبي لاحمد وعلي فاز كلب بحب اصحاب كهف كيف اشقى بحب آل النبي وقد اتهم الشافعي بالتشيع ((1740)) لقوله: يا راكبا قف بالمحصب من منى واهتف بساكن خيفها والناهض سحرا اذا فاض الحجيج الى منى فيضا كما نظم الفرات الفائض ان كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافضي ((1741)) وفي علي بن ابي طالب (ع) يقول ابن ابي الحديد: ولقد رايت دين الاعتزال وانني لاجلك اهوى كل من يتشيع وقال الشاعر النصراني لا تقل شيعة هواة علي ان في كل منصف شيعيا خ وختاما نضع بين ايدي الباحثين مجموعة من الكتب لمن اراد المزيد من البحث في هذا الموضوع:
1- الغدير: للاميني ورد في كتابه على ابن حزم وابن تيمية وابن كثير وابن عبدربه والالوسي وجار اللّه والقصيمي...
2- الامام الصادق والمذاهب الاربعة: اسد حيدر.
3- احقاق الحق: للتستري.
4- الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة: للتستري.
5- عبقات الانوار: اللكهنوي.
6- منهاج الشريعة في الرد على منهاج السنة: للسيد مهدي بن صالح القزويني.
7- هوية التشيع: الدكتور احمد الوائلي.
8- معالم المدرستين: مرتضى العسكري.
9- بحوث في الملل والنحل: جعفر السبحاني.
10- شبهات حول الشيعة: عباس الموسوي.
11- المراجعات: عبدالحسين شرف الدين.
12- كتب معتنقي مذهب اهل البيت (ع) المذكورة.
وبهذا نكون قد اتينا على نهاية ما اردنا ثبته بحمد اللّه وتوفيقه.
اللهم اجعله عملا خالصا لوجهك الكريم وتقبله منا واعف عنا واغفر لنا بجاه محمد وآله الطاهرين، وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.






____________
1642- تقديم عقائد الامامية : ص‏13 .
1643- تقديم عقائد الامامية : ص‏14 15 .
1644- بين الشيعة واهل السنة : ص‏11 .
1645- راجع هذه الاقوال في كتاب : عبداللّه بن سبا ، مرتضى
العسكري : 1/74 75 .
1646- نشاة الفكر الفلسفي في الاسلام : 2/28 .
1647- راجع كتابه : تيارات الفكر الاسلامي : ص‏203 .
1648- راجع هوية التشيع / الوائلي : ص‏137 140 .
1649- خطط الشام 1/251 .
1650- راجع لسان العرب ، ابن منظور 8/189 مادة « شيع » .
1651- البينة : 7 .
1652- روضات الجنات : ص‏88 .
1653- الفصل في الملل والاهواء والنحل : 3/32 .
1654- تاريخ ابن خلدون : 3/364 .
1655- خطط الشام : 5/251 .
1656- النظم الاسلامية : ص‏96 .
1657- روح التشيع ، عبداللّه نعمة، عن دراسات في الفرق
والمذاهب القديمة .
1658- روح التشيع : ص‏20 عن الجمعيات السرية .
1659- معالم المدرستين : 1/140 141 .
1660- اجوبة موسى جار اللّه : ص‏14 15 .
1661- نظرات في الكتب الخالدة : ص‏111 .
1662- بين الشيعة واهل السنة : 32 34 باختصار .
1663- الصحيفة السجادية : الدعاء الرابع .
1664- النساء : 78 .
1665- مائدة : 44 .
1666- الحجر : 9 .
1667- الحجر : 9 .
1668- الامام الصادق : ص‏296 .
1669- المصدر السابق : ص‏329 .
1670- مدخل الى القرآن الكريم : 39 40 .
1671- اظهار الحق ، تعليق الدكتور احمد حجازي : ص‏431 .
1672- دفاع عن العقيدة والشريعة .
1673- مع الصادقين ، الدكتور التيجاني : ص‏201 عن مقال
الاستاذ محمد المديني مجلة رسالة‏الاسلام العدد الرابع في
السنة الحادية عشرة ص‏382 و38 .
1674- السنة المفترى عليها : ص‏60 .
1675- اسلامنا : ص‏75 .
1676- بين الشيعة واهل السنة : ص‏35 .
1677- بين الشيعة واهل السنة : ص‏37 38 .
1678- رسالة الاعتقادات .
1679- اوائل المقالات : ص‏55 .
1680- مقدمة تفسير البيان : ص‏3 .
1681- مقدمة تفسير مجمع البيان .
1682- راجع آلاء الرحمن ، البلاغي : 1/25 26 .
1683- اصل الشيعة واصولها .
1684- اعيان الشيعة : 1/108 .
1685- تفسير البيان وراجع من : ص‏195 236 حيث ناقش
روايات التحريف وكل‏الشبهات .
1686- - ذكر ذلك عنه تلميذه الثقة آغا بزرك راجع : مع
الخطيب ، لطف اللّه الصافي :ص‏59 .
1687- - راجع مع الخطيب .
1688- مجلة رسالة الاسلام : العدد الرابع ص‏382 و383 .
1689- - بين الشيعة واهل السنة : ص‏30 31 .
1690- - صحيح البخاري : كتاب المحاربين ، باب رجم الحبلى
من الزنا .
1691- صحيح مسلم : كتاب الزكاة ، باب لو ان لابن آدم واديين
لابتغى ثالثا .
1692- صحيح مسلم : كتاب الرضاع ، باب التحريم بخمس
رضعات .
1693- مسند احمد : 5/132 ، سنن الترمذي : 5/665 666 .
1694- المصدر السابق .
1695- معالم المدرستين : 2/34 .
1696- من الفقه الاسلامي : ص‏109 110 .
1697- اسلامنا : ص‏132 .
1698- آل عمران : 28 .
1699- اسلامنا : ص‏135 .
1700- النحل : 106 .
1701- غافر : 28 .
1702- سيرة ابن هشام : 2/49 .
1703- الشعراء : 21 .
1704- الاعراف : 150 .
1705- هود : 80 .
1706- اسلامنا : ص‏133 134 .
1707- اسلامنا : ص‏139 140 .
1708- راجع : الاسلام ومنطق القوة ، العلا مة محمد حسين
فضل اللّه .
1709- بين الشيعة واهل السنة : ص‏63 .
1710- الحشر : 7 .
1711- اسلامنا : ص‏141 .
1712- اسلامنا : ص‏210 .
1713- عقائد الامامية : ص‏45 .
1714- اوائل المقالات ، المفيد .
1715- اسلامنا : ص‏210 .
1716- اصول الكافي : 1/148 .
1717- صحيح البخاري : كتاب الانبياء ، حديث ابرص واعمى
واقرع في بني اسرائيل .
1718- الرعد : 39 .
1719- انظر كنز العمال : 1/443 ، الدر المنثور : 4/661 .
1720- الدر المنثور ، السيوط‏ي : 4/661 ، وهذا الذي يقوله عمر
مذهب ابن مسعود وابي وائل وقتادة‏راجع نقض الوشيعة :
ص‏82 .
1721- مستدرك الحاكم : 2/350 وصححه ، وكذا الذهبي .
1722- صحيح مسلم بشرح النووي : 16/114 .
1723- تقديمه لعقائد الامامية : ص‏25 26 .
1724- البقرة : 259 .
1725- البقرة : 259 .
1726- البقرة : 56 .
1727- البقرة : 243 .
1728- غافر : 11 .
1729- النمل : 83 .
1730- الكهف : 47 .
1731- اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار : ص‏161 .
1732- اصل الشيعة واصولها: ص‏68 .
1733- بين الشيعة واهل السنة : ص‏57 .
1734- الامام الصادق : ص‏240 .
1735- تاريخ الطبري : 2/442 ، سيرة ابن هشام : 4/305 .
1736- سنن النسائي : الجزء الثاني باب تبريد الحصى .
1737- كتاب الصيام ، باب الاعتكاف في العشر الاواخر .
1738- صحيح البخاري : كتاب التيمم ، حديث رقم 2 .
1739- راجع بداية المجتهد ، ابن رشد : ج‏1 .
1740- حيث اتهمه كل من ابن النديم وابي عبيدة ويحيى بن
معين وابن ابي حاتم الرازي .
1741- تفسير الرازي : 9/595 ، تاريخ مدينة دمشق : 5/317 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page