أبو طالب كافل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وناصره
مقدّمة
تعرّض قسم من الصحابة من أتباع علي(عليه السلام) بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)الى الاضطهاد والإقصاء والتنكيل، كما تعرّض القسم الآخر فيما بعد الى القتل والحرمان والتشريد.
ولم تكتف السياسة عند هذا الحد; بل نهجت أساليب اُخرى للنيل من خصومها ومعارضيها، منها قضية تكفير الآباء والأجداد.
وترسّخ هذا الاُسلوب في العصر الاُموي، حين كان الصراع مشتعلاً على أوجه بين الخط الهاشمي والاُموي الذي خسر الجولة أيام رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وجاء العباسيون من بعدهم فوجّهوا هذا الاُسلوب نحو أغراضهم السياسية كما هو التوظيف الاُموي.
ولم تكن ظاهرة التكفير مسؤولية دينية بقدر ماهي سياسية، فليس هناك مثلاً أي نص يجزم بأهمية تكفير أبي طالب على وجه الخصوص، سوى نصوص ملفقة تفتقد القيمة العلمية، كما سنبيّنه في طيات هذا البحث، أمّا التاريخ فلا يسجل لنا ولو واقعة واحدة من حياة أبي طالب تثبت كفره.
والجدير بالذكر أن قضية إسلام أبي طالب لم تكن محل جدل طيلة حكم الخلفاء. الأمر الذي يؤكّد الاُصول الاُموية لهذه القضية في واحدة من مساعيهم للنيل من البيت الهاشمي، الذي ملأت مناقبه ومفاخره الذاكرة الإسلامية، ولا تخفى أهمية أبي طالب الذي يراه البيت الاُموي المنافس الألدّ، الذي حاز الشرف في قريش، واكتسح أبا سفيان زعيم اُميّة...
من هنا سوف نتناول في هذه الدراسة، إثبات إسلام أبي طالب ضمن عدة فصول.
في الفصل الأول: نتعرض فيه الى الخلفية التاريخية التي تولّىبسببها أبو طالب الرئاسة لقريش، كونه يمثل امتداد الخط الإبراهيمي الحنيف.
وفي الفصل الثاني: نعرّف بهوية أبي طالب الشخصية وصفاته وسيرته العامة.
وفي الفصل الثالث: نسلط الضوء على مستوى علاقة أبي طالب(عليه السلام)مع النبي(صلى الله عليه وآله).
وفي الفصل الرابع: سنتناول حوارات أبي طالب(عليه السلام) مع قريش، وتنوع أساليبه وكيفية إعلان وقوفه الى جانب النبي(صلى الله عليه وآله) .
واخترنا في الفصل الخامس: نماذج من تصاريح ومواقف النبي(صلى الله عليه وآله)والأئمة(عليهم السلام)والصحابة في أبي طالب(عليه السلام).
أمّا الفصل السادس والأخير: فتناولنا فيه شبهة كفر أبي طالب(عليه السلام)والجذور التاريخية التي أدت إليها، والأدلة الشرعية التي اعتمدتها ، مناقشةً ونقداً.