• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نظرية وتطبيق.. أم أمر واقع ثم نظريّة:

كان الأستاذ يلقي درسه علينا حول مسألة الشورى في الإسلام، وسرعان ما عرّج ـ وكثيرا ما كان يعرّج ـ على مصداق من مصاديق الشورى في الإسلام، ألا وهي

قصّة استخلاف، أو بالأصحّ ترشيح عمر بن الخطّاب لستّة من أعاظم الصحابة.
كنت مشدوداً وكذلك كان البعض من زملائي التّلاميذ لكلام الأستاذ في تلك الحصّة الصباحية من مادة التربية الإسلامية. أنهى الأستاذ كلامه بأن هذه الحركة من عمر

هي إحدى وجوه الديمقراطية بمصطلح اليوم، وهي تردّ ما يتّهمه بنا الغربيّون من أنّنا ـ نحن المسلمون ـ ذوو نظام ثيوقراطي لا يعرف لحق الناس في الإختيار معنى.
بعد ذلك كنت كلّما سنحت لي الفرصة والموضوع، أقول بكل فخر واعتزاز إنّ الديمقراطية لها جذور في الإسلام والقرآن، بل ربّما استنبطها الغرب منّا وليس من

اليونان وطوّرها! وكان هذا الإستدلال في الواقع كثيرا ما يؤكّده أغلب أنصار النظريات والإيديولوجيات المختلفة، فهذا الإشتراكي يقول: إنّ الإسلام أوّل من جاء

بالإشتراكية! ولا تعدم شيوعيّا يدّعي أن محمّدا وأبا ذرّ وعليّاً كانوا من أوائل الشيوعيين في العالم! في مقابل أبي سفيان ومعاوية وعثمان الّذين كانوا يمثّلون

البرجوازية في أجلى مظاهرها، أو بالمعنى الأدق كانوا إقطاعيين حتى النخاع، بل إنّ الكثير منهم يَستشهد بكتاب الله في قوله تعالى: (مَالَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وَقَارَا * وَقَدْ

خَلَقَكُمْ أَطْوَارَا)(1) ليثبتوا أنّ أول من قال بنظرية النشوء والإرتقاء لداروين هو القرآن!!
وهكذا كنت أدافع بحماس عن القول بأنّ أوّل من جاء بنظرية الديمقراطية بالمعنى الواسع ـ على عكس ما كان يفهم منها زمن اليونانيين ـ هو الإسلام، وأنّ أوّل من

طبقها هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة من بعده.
ومع الأسف فإن هذه الظاهرة ـ تطويع كلام الله تعالى حسب الأهواء والإعتقادات ـ يمثّل ظاهرة خطيرة جدّا في كل عصر.
فمن يريد أن يقول إنّ الله جسم جالس على كرسيّه في السّماء يطوّع آيات القرآن لما يظن، ومن يريد أن يثبت أنّ الأرض مسطّحة أو مدوّرة يستشهد بالقرآن، ومن يريد

أن يعرف عمر وجود الإنسان على الأرض يطوّع آيات الذكر الحكيم لغرضه، بل أنّ " كلينتون " و" رابين " المقبور استشهدا بالقرآن في قوله تعالى:
(وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا)(2) لفرض اتفاقيات الهزيمة مع "ياسر عرفات"، هذا مع أنّ القرآن بتصرفهم هذا يأخذ شكل الإناء الذي وُضع فيه دون أن يكون لهم جميعا

مرجعا محدَّدا يرجعون إليه ليفصل بينهم فيما اختلفوا فيه.
وهكذا صار حالنا نحن المسلمون اليوم كحال بني اسرائيل في قال تعالى فيهم: (وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَات مِنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيَاً بَيْنَهُمْ، إِنَّ رَبَّكَ

يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)(3)، هذا والله يدعونا لعدم الإختلاف بقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَميعاً ولا تَفَرَّقُوا)(4)، فإن كان قصده تعالى

بالحبل هو ذاته المقدسة، فوالله لقد اختلف المسلمون فيها، غير أنهم يشتركون في قولهم إنّه واحد فهذا ينكر الرؤية وذاك يثبتها، وهذا يرى أن صفاته قديمة زائدة على

ذاته وآخر يقول إنّها هو وهو هي.
وإن كان قصده تعالى بالحبل هو سنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحكام الإسلام، فلا تسأل عمّا صار إليه حالنا نحن المسلمون من الإختلاف، فالمالكي يقول

بالسدل، والشافعي يصرّ على التكتّف، وهذا الشيعي يؤكّد على الجهر بالبسملة، والمالكي لا يعتبر ذلك.
وهذا الوهّابي يقول إنّ أغلب المسلمين مشركون لم يعرفوا كنه التوحيد وحقيقته، وبقيّة المذاهب يعتبرون الوهابيّين مارقة مرقت من الدين وخالفت إجماع المسلمين.
وكلّ يدّعي وصلاً بليلى، ولله درّ الشاعر أبي العلاء حيث يقول:
ليت شعري ما الصحيح؟
على كلّ حال كنت أعتقد اعتقادا جازماً بأنّ شورى عمر بن الخطاب كانت قمّة في التعاطي الديمقراطي مع الحكم، لكن تدور دورة الزمن دورتها فأجدني مرّة أخرى في

لقاء مفتوح مع صديقي الشيعي الّذي صار كأنّه المحكّ الذي يفصل موادّي الخام وركام أفكاري المجموع لَيميزمنها ما يشاء ويرمي بما يشاء مستعملا دائما غربال العقل

ومرجعيّة القرآن الشفافة...
وبالفعل ما إن مرّت أيام قلائل حتّى جمعتني نزهة في واحات وغابات الرمّان الكثيفة التي تمتاز بها مدينتي، مدينة "قابس" وكان يرافقني زيادة على الصديق الشيعي

اثنين من جيراني.
في أثناء الطريق الذي تتدلّى على جانبيه أغصان الرمّان المحمّلة بثمراتها والّتي تنوء بحملها، والتي كثيراً ما كنّا ونحن أطفال نقتطف منها ثم نسرع هاربين ونفاجأ

بصاحب البستان ينادينا بابتسامة عريضة، فيملأ لنا أيدينا بالرمان الذي كان يربطه لنا بخيط يعقده على رؤوس مجموعة من الرمانات، فنعود فرحين وخجلين من كرم

أولئك المزارعين الظرفاء.
في أثناء الطريق فاجأني صديقي بسؤال قائلا: إذا كنت بين أناس غير مسلمين وسألوك ما هي نظريّة الإسلام في الحكم ماذا كنت تجيب؟
أجبت صديقي ببداهة: الشورى، نعم الشورى التي طالما سمعت خطباءنا ومدرّسينا يذكرونها كلّما مرّوا بهذا الموضوع.
استدرك عليّ صاحبي: بأيّ دليل تقول هذا الكلام.
قلت بكل عفويّة: بالقرآن والسنّة.
فقال محاججاً: هات من القرآن؟
قلت: على ما أذكر هناك آيتان نزلتا في مسألة الشورى ولا ثالث لهما، وهاتان الآيتان هما قوله تعالى: (وَأَمْرُهُمْ شُورى)بَيْنَهُمْ)(5)، و(فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ

وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ)(6) ".
قال صديقي بعد ذلك: هذا من القرآن، هات حديثا من السنّة؟
تلعثمت قليلا ثم قلت: هل بعد كتاب الله تعالى دليل؟!
عارضني صديقي قائلا: أنت قلت عندي دليل من القرآن والسنّة!، ثم ما أدراك بمعنى هاتين الآيتين؟! والسنّة قد فصّلت كثيرا من المجمل الذي ورد في القرآن، ففصّلت

مثلا عدد الركعات ومستحبّات الصلاة ومكروهاتها ونواقضها وغير ذلك كثير. وأنا الآن أريد منك ولو حديثا واحداً يوصي فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

بأن خلافته (صلى الله عليه وآله وسلم) تكون بالشورى، لأنّ مراد الآيتين المذكورتين ليس خلافته (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا مسألة الحكم في الإسلام؟
قلت معلّقاً: رويدك إنني أقصد بالشورى أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يوص لأحد من بعده، وإنّما ترك لهم موضوع الشورى حلاّ لهذه المسألة، وقد قام بها

الصحابة ممن بعده على أحسن وجه، هذا كان قصدي من وجود الشورى في السنّة.
قال صديقي وابتسامة عريضة تطبع ملامح وجهه: لنفترض أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يوص لأحد، هل قال لنا حديثا يقول فيه: "إنّي لا أعيّن أحداً من

بعدي لكن الأمر بينكم شورى"؟
ثمّ لو قال كذلك ـ والواقع لم يرد لنا شيء بهذا ـ هل بيّن حدود الشورى؟! يعني هل تشمل جميع شعب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي تركه، أم تختصّ

بالمهاجرين فقط، أو بالمهاجرين والأنصار، أم هي خاصّة لأصحاب بدر؟!
ثم من الذي له صلاحيّة ترشيح الفرد الّذي سيتشاور حوله المسلمون، هل كلّ الأصناف التي ذكرناها؟ وما هي الشروط التي لابدّ أن تتوفّر في المرَشَّح، هل أنه أعلم

الصحابة، أم أشجعهم، أم أحلمهم أم...؟!
والأخطر من هذا، إذا اختلف الصحابة حول الشخص المرشَّح، فجماعة ترتضيه وأخرى لا ترتضيه فما العمل؟ فهل يحكم كلاهما، أم يُختار ثالث؟!
ثم قبل هذا وذاك، هل اختيار الحاكم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)هي من صلاحية الله ورسوله، أم من صلاحيّة الأمّة؟!
شعرت بحرج شديد وسرى الدم في أطراف أذنيّ وشعرت بجفاف في حلقي لِمَا فاجأني به صديقي من مطر الأسئلة هذه، لكنّي ملأت نفسي حزماً وقلت له: يا أخي، إنّ

الصحابة عملوا بما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهم أقرب إليه وأكثر فهما لخصوصيّات ذلك الزمان.
قال صديقي بسرعة وبدون أيّ تفكير: إذا كان الأمر كما تقول وأنّ الصحابة عملوا بالشورى، فلماذا حدث نزاع في سقيفة بني ساعدة؟! ولماذا لم تتم البيعة جهاراً في

مسجد الرسول؟! بل لماذا لم يحضر من المهاجرين إلى السقيفة غير ثلاثة على المشهور؟! وهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجرّاح، ولماذا حدث نزاع ولغط وسبٌّ

وشتم، حتّى قال عمر معترضا على سعد بن عبادة الأنصاري سيّد الخزرج: " أقتلوا سعداً قتله الله "(7) هل تكون الشورى بهكذا كيفية؟! ولماذا تخلّف عليّ بن أبي

طالب عن بيعة أبي بكر ولم يحضرها ولم يرتضيها، كما لم يحضرها كلّ بني هاشم والزّبير وسعد بن عبادة وغيرهم كثير(8)؟! والأعجب من هذا كلّه أنّ رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم) مسجّى في بيته ولم يدفن بعد!!
ولو كانت بيعة أبي بكر صحيحة، فلماذا يصفها عمر بأنّها " كانت فلتة ولكن وقى الله شرّها "(9)؟!
وأمّا بيعة عمر فحدّث ولا حرج فلم يُشاوَر فيها أحد من المسلمين أصلا، حيث أوصى أبو بكر لعمر بالخلافة من بعده، تماما كما كان أوّل من بايع أبا بكر هو عمر يوم

السقيفة. وإنّنا على العكس نجد المسلمين ومنهم أكابر الصحابة تشاءموا من بيعة عمر، حتّى أنهم لاموا أبابكر وقالوا له: ماذا تقول لربّك غدا حيث كرهوا من عمر

خشونته وغلظته وأنّ الخلافة لا تصلح له(10).
ونأتي الآن إلى قمّة التعاطي الديمقراطي الذي تقول به، وأقصد شورى عمر لنرى هل كانت فِعلاً شورى كما يلتزم بها أهل السنّة كنظرية في الحكم أم لا؟!
واصل صديقي كلامه: من المعلوم أنّ عمر بن الخطّاب كان قد عيّن ستّة من الصحابة ورشّحهم لتولّي مركز قيادة الأمة من بعده، وهؤلاء الستّة هم: عليّ بن أبي طالب،

عبدالرحمن بن عوف، سعد بن أبي وقّاص، عثمان بن عفّان، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوّام.
وهنا نسأل: من الذي أعطى الصلاحية في ترشيح هؤلاء؟ هل شاور بقية الصحابة، أو على الأقل أفاضل الصحابة فأشاروا عليه بهم؟ وهذا طبعا لم يثبت ولم يحدث.
ثم لماذا لم يفعل عمر وكذا أبو بكر من قبله فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ـ حسب نظرية الشورى ـ فيترك الأمر للمسلمين بعد وفاته؟! فإذا كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جاء بهذه النظرية وأنّ الخلافة تُحدَّد بالشورى بعد موته فهلاّ التزم صاحباه بذلك؟! لماذا أعرضا عن سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعيّنا قبل موتهما، مع أنه ـ حسب الافتراض ـ ليس لهم هكذا حق!!
قلت معترضا على حملة صديقي الكلاميّة: يا أخي، عمر ومن قبله أبو بكر كان خليفة وهذا من حقّ الخليفة، لأنه من أدرى الناس بالصالح والطالح.
أجابني صديقي بنبرة غاضبة: ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يدري من الأصلح فيرشّحه!!
قلت: إنّ عصر وظروف زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اختلفت عن زمن أبي بكر وعمر.
قال: والآن الظروف اختلفت، وقبلنا كذلك، وعليه يكون لكلّ عصر نظرية!!
يا أخي، رُبَّ عذر أقبح من ذنب، إنّ الإسلام والقرآن الذي يقول:
(مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيء)(11)، جاء بنظرية كاملة في الحكم وفي غير الحكم، فإذا كانت هذه النظرية هي الشورى كما تدّعي، فلا بدّ وأن تكون قائمة ثابتة مهما اختلفت الأزمان والأمكنة، فهل يمكن أن نأتي الآن ونقول ـ كما يقول البعض ـ إنّ الإفطار في شهر رمضان للمسافر حرام لأنّ وسائل السفر الآن مريحة ومكيّفة ولم يعد السفر شاقّا كما كان من قبل، وبذلك نضرب بقوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَريضَاً أَوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّام أُخَر)(12)، والآية فضلا عن هذا ليست منسوخة.
ولنعد الآن إلى مسألة شورى عمر، فإنّ عمر بن الخطّاب قال عند مرضه: "لو أدركت أبا عبيدة بن الجرّاح باقيا استخلفته وولّيته... ولو أدركت معاذ بن جبل استخلفته...
ولو أدركت خالد بن الوليد)لولّيته..."(13)، وفي قول آخر: "لو أدركت سالم مولى أبي حذيفة لولّيته"(14). فلو كان واحد هؤلاء حيّا لما فكّر في الشّورى أصلاً ولضرب بها عرض الحائط.
وقول عمر حول هؤلاء الستّة: "ولكنّي سأستخلف النفر الذين توفّي رسول الله وهو عنهم راض"(15). فهل يعني هذا أنّ البقية من الصحابة قد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو عنهم غضبان؟! وإذا لم يكن الأمر كذلك فأين أبوذرّ الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ"(16)؟! وأين عمار بن ياسر الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسمّيه بالطيّب ابن الطيّب، أو بالطيّب المطَيّب(17).
وبعد مدح أُولئك الستّة يقول: "إن استقام أمر خمسة منكم وخالف واحد فاضربوا عنقه، وإن استقام أربعة واختلف اثنان فاضربوا أعناقهما"(18)! مرحى لهذه الشورى، ومرحى لهذه الديمقراطية، عجيب أمر عمر! كيف يقتل رجلا أو رجلين لا ذنب لهما، بل أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)مات راض عن الجميع حسب قول عمر!!
وهل جُعلت الشورى إلاّ للتشاور؟! والإختلاف أمر بديهي بل لازم، وإلاّ فلماذا الشّورى لو كان كلّ النّاس متفقين على رجل واحد أو مفروض عليهم شخص معيّن؟!
بل أنّ عمر أوصى بأكثر من ذلك، حيث جعل خمسين رجلا ليضربوا أعناق الجميع إن مضت ثلاثة أيام ولم يختاروا أحدا!
ونعجب أكثر عندما يقول عمر: "وإن استقرّ ثلاثة واختلف ثلاثة" ـ وذاك مستحيل لأنّ طلحة كان في سفر خارج المدينة ـ "فكونوا مع الذين فيهم عبدالرحمن بن عوف"!! فهل نفهم من هذا أنّ عمر يريد صراحة أن يقول إنّ الخليفة هو من يرتضيه عبدالرحمن؟! وإذا كان كذلك فلماذا هذا اللّف والدوران!
وتعال معي واقرأ ما يقوله عمر في هؤلاء الستّة الذين قال فيهم بنفسه إنهم ممّن مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو عنهم راض، لترى التناقض.
قال عمر: "والله ما يمنعني أن أستخلفك يا سعد إلاّ شدّتك وغلظتك، مع أنك رجل حرب. وما يمنعني منك يا عبدالرحمن إلاّ أنّك فرعون هذه الأمّة!!! وما يمنعني منك يا زبير إلاّ أنّك مؤمن الرضا، كافر الغضب. وما يمنعني من طلحة إلاّ نخوته وكبره، ولو وَلِيَها وضع خاتمه في إصبع امرأته. وما يمنعني منك يا عثمان إلاّ عصبيّتك وحبّك قومك وأهلك"(19) ـ وهذا ما حدث فيما بعد وجرّ إلى قتل عثمان ـ "وما يمنعني منك يا عليّ إلاّ حرصك عليها وإنّك أحرى القوم إن وليتها أن تقيم على الحقّ المبين والصراط المستقيم"(20).
ونقول لعمر: إذا كان هؤلاء كما وصفت فعلا، فلماذا رشّحتهم للخلافة؟!
ولكي تعلم أنّ المسألة كلّها لا تعدو أن تكون لعبة سياسيّة لكنّها ليست ماهرة بقدر ما هي غادرة، أنظر ما صار إليه الأمر في الشورى بعد وفاة عمر، فقد بقي فقط مرشّحان اثنان بعد أن تنحّى منها عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص وزكّى الزبير عليّا، وعليه بقي عثمان وعليّ.
فاشترط عبد الرحمن في المسجد والمسلمون حضور شرطا طرحه على المرشَّحَيْن، وهو أن يعملا بكتاب الله وسنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر.
وإنّي لأعجب من هذا الشرط الأخير! فإن كانت سيرة الشيخين مطابقة لكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما معنى اشتراطها كشرط زائد؟! وإن كانت مخالفة لكتاب الله وسنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو شرط مردود مرفوض.
ثم إنّ عبدالرحمن اشترط أن لا يولّي عثمان ولا عليّ أحدا من قومهما إذا وصلا إلى الحكم، فرفض عليّ وقبل عثمان الشرط. ولكن هل وفى عثمان بذلك الشرط فعلا؟!
وبعد تعيين عثمان وتنصيبه التفت عبدالرحمن إلى عليّ وقال له: "فلا تجعل يا علي سبيلا إلى نفسك فإنه السيف لا غير "(21) دائما القمع والإجبار والتخويف، ثم يأتي من يقول بعد هذا: إنّ شورى عمر كانت أبرز مظاهر الديمقراطية!!
وهكذا ترى يا صديقي أنّ المسألة كلّها تدور حول إبعاد عليّ عن السلطة مهما كلّف الأمر ولو بالتعمية بمسألة الشورى، وإلاّ فمن له سابقة كسابقة عليّ؟ ومن له جهاد كجهاده؟ ومن له علم كعلمه؟ فكيف يُقدَّم من هو دونه عليه؟!
ولهذا يقول أميرالمؤمنين عليّ (عليه السلام) في "نهج البلاغة" حول هذه المسألة:
"أما والله لقد تقمَّصها ابن أبي قحافة وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرّحا، ينحدر عنّي السيل ولا يرقى إليّ الطير، فسدلْتُ دونها ثوباً وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهْباً، حتّى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده... فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ـ لشدّ ما تشطّرا ضرعيها ـ فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كَلْمُهَا ويخشن مسّها ويكثر العثار فيها والإعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم وإن أسلس لها تقحّم، فمُني النّاس ـ لعمر الله ـ بخبط وشماس وتلوّن واعتراض فصبرت على طول المدة وشدّة المحنة، حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم. فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتّى صرت أُقرنُ إلى هذه النظائر لكنّي أسففت إذا أسفّوا وطرت إذ طاروا، فصغا رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه [ يقصد بني أمية ] يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكَبتْ به بطنته"(22).
ولتعرف أنّ الإسلام ونظرية الحكم فيه ليست شورى، أنظر إلى حكّام بني أميّة وبني العباس وبني عثمان وإلى يومنا هذا، تجد المسألة كلّها بالتعيين والتنصيص ولا شورى ولا أثر للشورى، بل وصل الأمر بعلماء السنّة إلى أن يقولوا: نحن مع من غلب(23)! قالها ابن عمر عندما أقرّ ببيعة يزيد الفاجر الفاسق وبيعة عبد الملك بن مروان، وحتّى أجمع أغلب علماء أهل السنّة أنّ الخروج على السلطان حرام لأنه فتنة ولا بدّ من السمع والطاعة، ولو وُلّي على المسلمين عبدٌ حبشي رأسه كالزبيبة ولو ألهب الحكّام ظهور الناس بالسياط...(24) هذا مع أنّ القرآن يقول: (وَلا تَرْكَنُوا إلى الَّذينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّار)(25).
وهكذا ترى أنّ مسألة الشورى كنظام حكم لا أصل نظريّ لها ولا عمليّ، والعجيب أنّه عندما تقول الشيعة: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى لعليّ (عليه السلام)، تجد القوم يعترضون ويكثر لغطهم ويرفعون في وجه القائل مسألة الشورى، مع أنّ الواقع يؤكّد أنّ الحكم الإسلامي قام ولا يزال على التنصيص والتعيين.قلت وقد وجدت نفسي محاصرا من جميع الجهات: إذن وبناء على ما قلت فالإسلام قائم على التنصيب والتعيين؟!
أردف صديقي قائلا: من دون أي شك: بل لقد ثبت عند جميع المسلمين ورؤساء الدين أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إنّ الخلفاء من بعدي اثنا عشر"(26)، ولقد تحيّر علماء السنّة في دلالة هذا الحديث تحيّرا عجيبا فلم يتوصّلوا إلى شيء من كنهه.
وقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خمّ بعد حجّة الوداع وقبل وفاته بقليل: "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه"(27)، وهو حديث غاية في الصراحة استخلاف عليّ، وليس كما يتأول القوم من أنه يعني النّاصر والمحبّ، لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حوّل الولاية التي كانت له على المسلمين إلى عليّ، ولو كانت الولاية هنا بمعنى النّصرة والمحبّة لكانت ولاية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على المسلمين منحصرة بذلك فقط، والمعلوم أنّها كانت أوسع من ذلك بكثير.
وقال تعالى في حقّ عليّ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون)(28)، وقصة الآية مشهورة كما ترويها التفاسير، حيث أنّ سائلا دخل المسجد فلم يعطه أحد شيئا وكان عليّ (عليه السلام) راكعا فمدّ له إصبعه وأعطاه خاتمه(29).
وقد ردّ بعض المعاندين بأنّ الآية شاملة، تشمل بعد الله ورسوله كلّ من آمن وصلّى وآتى الزكاة وركع. وهذا استدلال سخيف! إذ أنّ الصلاة مشتملة على الركوع بالبداهة، لكن المعنى الصحيح أنّ الآية تريد أن تقول للمسلمين: لا يوجد أيّ وليّ لكم سوى ـ لوجود أداة الحصر إنَّمَا ـ الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم في حالة الركوع، فتصبح " وهم راكعون " حالا.
وانظر إلى الآية الأخرى حيث تقول: (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الأَمْرِ مِنْكُم)(30)، تجد أنّ كلام الله مترابط يفسّر بعضه بعضا، فنجد أنّ الأولياء محصورين في الآية السابقة بالله وبالرسول وبالمؤمنين (عليّ)، وفي هذه الآية يحثّنا الله على طاعته وطاعة الرسول وطاعة المؤمنين، وليس طاعة كلّ حاكم وكلّ من هبّ ودبّ كما يقول البعض، فإنّ الله تعالى لا يأمر بإطاعة الظالمين، وإلاّ فلماذا ينهى عن الظلم ولماذا حرّمه على نفسه؟!
قاطعت صديقي قائلا: لكن يا أخي هذه الآيات واردة بلفظ الجمع وعليّ (رضي الله عنه) فرد؟!
قال: هذا أسلوب قرآني موجود في أكثر من موضع، انظر مثلا إلى قوله تعالى في قضيّة ثعلبة بن حاطب الأنصاري الذي منع الزكاة، حيث قال تعالى فيه: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحين * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُون)(31) إلى آخر الآية، وثعلبة لم يكن جماعة، بل كان شخصا واحدا.
على كلّ، هذا أسلوب بلاغي معروف، وزيادة على ذلك فإنّ عندنا السنّة الشريفة التي بيّنت كثيراً من مجمل القرآن ولا يسعنا الآن أن نأتي على كلّ ذلك.
قلت مستدركاً: لكن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى للشيخين أبي بكر وعمر، حيث قال: "اقتدوا بالَّذَيْن من بعدي أبا بكر وعمر"(32).
ابتسم صديقي وقال: إنّي لن أناقش في سند ورجال هذا الحديث فهو أوهن من بيت العنكبوت كما حقّقه علماء أهل السنّة أنفسهم، ولكن سأناقشه دلالة.
لو كان الحديث صحيحا وقاله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فعلا، فلماذا لم يحتجّ به أبو بكر يوم السقيفة؟! بل لماذا صار لغط وصياح فيها؟! ولماذا رفض بيعة أبي بكر كثير من الصحابة؟!
ثم عندما استخلف أبو بكر عمر كما أشرنا لذلك سابقا لم يقل أبو بكر عندما عارضه المسلمون والصحابة: ألم تسمعوا قول الرسول في عمر مثلا، وقد علمت اعتراض الناس على أبي بكر لغلظة عمر ولو كانوا يعلمون بالحديث لما اعترضوا.
وعلى هذا فالصحيح أنّ الله تعالى عيّن في كتابه المرشَّح للخلافة وهو علي (عليه السلام) كما قد علمت، وكذلك فعل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير، وكان يريد أن يكتب إسمه يوم الخميس أو رزيّة الخميس(33) لكن الصحابة منعوه وقالوا: "حسبنا كتاب الله".
وكذلك أشار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أنّ خلفاء الله ورسوله على هذه الأمة هم اثنا عشر، كما نصّ على ذلك البخاري ومسلم، وهؤلاء هم أهل البيت (عليهم السلام) على عدد نقباء بني اسرائيل، ولذلك عندما ترجع إلى حديث العترة أو الثقلين تفهم هذه الحقيقة وغيرها من الحقائق، وتجد فعلاً أنّ الإسلام والقرآن متناسق يكمّل بعضه بعضا ويفسّر بعضه بعضا، وليس ركاما متناثرا لعبت به أيادي الحكّام، فصرفوا الآيات عن معانيها وألصقوا بالأحاديث الصحيحة تأويلات واهية، وزادوا أحاديث موازية باطلة في فضل فلان وفلان ليطفئوا نور الله لكنّ الله متمّ نوره ولو كره الكافرون.
وحديث الثقلين أشهر الأحاديث الإسلامية وأكثرها تواترا، حيث يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) "إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ)الحوض"(34).
نعم، حاشا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يترك أمر الأمة سُدىً والمنافقون والكفّار والروم والفرس بالمرصاد، وهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصي بمن يغسّله ويكفّنه ويعلّمنا مسائل أخرى بسيطة كأذكار النّوم وأذكار التخلّي وأدعية السّفر وآداب الأكل والشرب، فكيف يغفل ـ حاشاه ـ عن أمر عظيم الخلافة؟!
ولماذا غفل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يغفل أبو بكر ولم يغفل عمر عن خطورة المسألة فعيّنا ـ وكذلك كلّ الحكّام إلى اليوم ـ خليفة لهما قبل موتهما!!
لم أجد في ختام كلامنا هذا ما أردّ به على صديقي سوى إدامة النظر إلى حقول الرمّان الخضراء، وقد واعدتُ نفسي بأن أحلّل جميع ما قاله صديقي هذا من حجج وأدلّة في أوّل فرصة أخلو بها إلى نفسي...







____________
1 ـ سورة نوح: 13، 14.
2 ـ سورة الجاثية: 17.
3 ـ سورة الأنفال: 61.
4 ـ سورة آل عمران: 103.
5 ـ سورة الشورى: 38.
6 ـ سورة آل عمران: 159.
7 ـ أنظر: صحيح البخاري 5/8، مسند أحمد: مسند عمر بن الخطاب حديث 393.
8 ـ أنظر: العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي 4/259، الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1/27 ـ 28.
9 ـ أنظر: صحيح البخاري 4/111، الكامل في التاريخ 2/327، مسند أحمد: حديث السقيفة 1/193.
10 ـ أنظر: الصواعق المحرقة: 78، الكامل في التاريخ 2/425.
11 ـ سورة الأنعام: 38.
12 ـ سورة البقرة: 185.
13 ـ أنظر: تاريخ الطبري 4/227، الكامل في التاريخ 3/65 مع اختلاف يسير في الألفاظ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري 1/42.
14 ـ مسند أحمد بن حنبل: مسند عمر حديث رقم 130، تاريخ الطبري 4/227، والكامل في التاريخ 3/65.
15 ـ أنظر: طبقات ابن سعد 3/248 ترجمة عمر، تاريخ الطبري 4/228، الكامل في التاريخ 3/65.
16 ـ طبقات ابن سعد: ترجمة أبي ذرّ الغفاري.
17 ـ أنظر: سنن ابن ماجة 1/52 فضائل عمار بن ياسر.
18 ـ أنظر: تاريخ الطبري 4/229، طبقات ابن سعد 3/247.
19 ـ الإمامة والسياسة 1/43.
20 ـ المصدر السابق.
21 ـ الإمامة والسياسة 1/45.
22 ـ نهج البلاغة: الخطبة 3 المعروفة بالشقشقيّة.
23 ـ هو عبدالله بن عمر حيث كان يقول: لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب [ طبقات ابن سعد في ترجمة ابن عمر ].
24 ـ أنظر: صحيح البخاري 9/113، مسند احمد 2/111.
25 ـ سورة هود: 113.
26 ـ أنظر: صحيح البخاري 4/165 كتاب الأحكام، صحيح مسلم 3/1453 كتاب الإمارة، مسند أحمد 5/100،سنن أبي داود 4/86.
27 ـ أنظر: مسند أحمد 1/118 و119، سنن الترمذي 5/633.
28 ـ سورة المائدة: 55.
29 ـ أنظر: تفسير الطبري 6/186، تفسير الدر المنثور للسيوطي 3/105، تفسير الزمخشري 1/623، تفسير القرطبي 6/221.
30 ـ سورة النساء: 59.
31 ـ سورة التوبة: 75 و76، وانظر: قوله تعالى في سورة المنافقون: 8 (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ...) القائل هو رأس النفاق عبدالله بن

أبي، أنظر: تفسير الفخر الرازي، وكذلك تفسير روح المعاني للآلوسي، في تفسيرهما لهذه الآية.
32 ـ أنظر: سنن ابن ماجة 1/37 فضائل أبي بكر.
33 ـ أنظر رزيّة الخميس كما جاءت في الصحاح: البخاري 4/85، ومسلم 3/1257 كتاب الوصية.
34 ـ أنظر: صحيح الترمذي ج5 حديث رقم 3788، المستدرك للحاكم 3/148 كتاب معرفة الصحابة، وورد في صحيح مسلم بألفاظ قريبة 5/122.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page