حقيقة الإيمان بالله تعالى([1])
إن حقيقة الإيمان إنما تتحقق بالعناصر الآتية:
1 ـ العلم: إذا لم يعلم الإنسان بوجود شيء، فلا يمكنه الإيمان به، لذا خاطب القرآن النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: (فاعلم أنه لا إله إلاّ الله). محمد / 19
2 ـ الإعتقاد القلبي: وهو حالة التصديق بما علمه، قال تعالى: (وقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم). الحجرات / 14
3 ـ الإلتزام العملي: بما علمه ومالت إليه نفسه، قال تعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فاؤلئك يدخلون الجنّة). النساء / 24
وعن الرسول (صلى الله عليه وآله): «الإيمان قول مقول، وعمل معمول، وعرفان العقول»([2]).
وبما تقدم يظهر فساد ما نُسب إلى الكرامية أنهم فسروا الإيمان بالإقرار باللسان فقط، ومن هنا يظهر بطلان عقيدة المرجئة التي كانت تزعم أن العمل لا قيمة له في الحياة الدينية، وتكتفي بالإيمان فقط، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ملعون ملعون من قال: الإيمان قول بلا عمل»([3]).
_______________________________
[1] دروس في العقيدة الإسلامية: 3 / 110، محاضرات في الإلهيات: 673، 675.
[2] أمالي المفيد: 275.
[3] البحار: 66 / 19.