الفصل الثالث
وأمّا حديث جابر بن عبد الله الأنصاريّ رضي الله عنه فقد أخرجه البزّار في (مسنده) (56) - وتفرّد به كما قال ابن كثير - قال : حدّثنا عمرو (57) - هو ابن إسماعيل ابن مُجالد - حدّثنا أبي ، عن مُجالدٍ ، عن الشَّعبيّ ، عن جابر قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله - أو قيل له - هل نفعتَ أبا طالبٍ؟ قال : أخرجته من النّار إلى ضَحْضاحٍ منها .
قلت : وهذا الإسناد أيضاً ممّا لا يحتجُّ به ، ولا يثبت به حديث ، فإنّ عمر بن إسماعيل قال فيه أبو حاتم : ضعيف الحديث ، وقال النسائيّ : ليس بثقةٍ ، متروك الحديث ، وقال الدّارقطنيّ : ضعيف ، وقال في موضعٍ آخر : متروك (58) .
وأمّا إسماعيل بن مُجالدٍ ؛ فقد قال النسائيّ والعِجْليّ : ليس بالقويّ ، وروى الحاكم عن الدارَقُطنيّ : ليس فيه شكٌّ أنّه ضعيفٌ ، وقال الأزديّ : غير حُجّة (59) .
وأمّا مُجالد بن سعيدٍ الهمدانيّ؛ فقد قال البخاريّ : كان يحيى بن سعيدٍ يضعّفه ، وكان ابن المهديّ لا يروي عنه ، وكان أحمد بن حنبلٍ لا يراه شيئاً ، وقال ابن مَعينٍ : لا يحتجّ بحديثه ، وقال أيضاً : ضعيف ، واهي الحديث ، وقال ابن سعيدٍ : كان ضعيفاً في الحديث ، وقال ابن حِبّان : لا يجوز الاحتجاج به (60) .
وأمّا الشَّعبيُّ؛ فسيأتي الكلام عليه فيما بعدُ إن شاء الله تعالى .
________________________________
56ـ كشف الأستار عن زوائد مسند البزّار للهيثميّ ح3472 - البداية والنهاية 3/171 - السيرة النبوية : 2/128 .
57ـ كذا ، والصواب : عمر ، ولعلّ هذا التصحيف هو الذي حمل الهيثميّ في مجمع الزوائد (10/395) على قوله : «وفيه مَن لم أعرفه» وإلّا فرجال هذا الإسناد ليس فيهم مَن لا يعرفه الحافظ الهيثميّ ، فتنبّه .
58ـ تهذيب التهذيب : 4/268 .
59ـ تهذيب التهذيب : 1/207 .
60ـ تهذيب التهذيب : 5/372 .