مما تقدم تبين لنا أن النجاة تتمثل في الاعتدال بحبهم عليهم السلام ، فهو الحدّ الوسط الذي يقع بين الافراط والتفريط ، وهو الحبّ الذي أُمرنا به ، وعلينا أن ندين به ونلقى الله عليه ، وهو حبّ لله وفي الله سبحانه .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي ، ان فيك مثلاً من عيسى بن مريم ، أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا» (1).
وقال الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام : « أحبونا بحبّ الاِسلام ، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لاتعرّفوني فوق حقي ، فإنّ الله تعالى اتخذني عبداً قبل ان يتخذني رسولاً »(2).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « سيهلك فيَّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق ، وخير الناس فيَّ حالاً النمط الاَوسط فالزموه » (3).
وقال عليه السلام : « يهلك فينا أهل البيت فريقان : محبّ مطري ، وباهت مفتري »(4).
وقال الاِمام الرضا عليه السلام : « نحن آل محمد النمط الاَوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي » (5).
اللهمَّ اجعلنا أنصار صدق لهم، وأمتنا على محبّتهم، واحشرنا على موالاتهم ، إنّك نعم المولى ونعم النصير .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة وأتم التسليم
على محمد المصطفى
وآله الهداة الميامين
__________
1) أمالي الطوسي: 345. وكشف الغمة 1: 321 . وتقدم في أول الفصل قريب منه ومن مصادر أُخرى.
2) المعجم الكبير | الطبراني 3 : 138 | 2889 .
3) نهج البلاغة : الخطبة (127) .
4) السنة | ابن أبي عاصم : 470 | 1005 .
5) اُصول الكافي 1 : 101 | 3 باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى .
الاعتدال في محبّة أهل البيت عليهم السلام
- الزيارات: 876