• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كتاب " العلو للعلي الغفار " للذهبي

أما كتاب " العلو للعلي الغفار " للذهبي والذي ذكره النص الخاص بمصادر الحشوية في إثبات الصفات، فقد جاء كما أراد له صاحبه، أراد أن يثبت لله صفة العلو وأنه في السماء، فكان له ذلك وزيادة. وأمد عقائد التشبيه والتجسيم بحبل طويل ينتهي آخره عند مصادر أهل الكتاب. ولقد صدق فيه قول الكوثري لما اتهمه بالسقوط في التشبيه والتجسيم والتبعية لشيخ الإسلام بن تيمية (1). خصوصا في كتابه هذا الذي أثبت فيه هذه الصفة له سبحانه ومما جاء فيه:
"... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يحضره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح قالوا أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، أبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها فيقال من هذا ؟ فيقال فلان، فيقال مرحبا بالنفس الطيبة، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تنتهي بها إلى السماء التي فيها الله تعالى " (2). أنظر قوله السماء التي فيها الله ؟ !.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله (ص): " إن الله تعالى إذا جمع الأولين والآخرين يوم القيامة جاء الرب تبارك وتعالى إلى المؤمنين فوقف عليهم على كور. فقالوا لعقبة ما الكور ؟ قال المكان المرتفع. فيقول هل تعرفون ربكم ؟ قالوا إن عرفنا نفسه عرفناه، فيتجلى لهم ضاحكا في وجوههم فيخرون له سجدا. نقول هذا حديث حسن أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد عن الفلاس عن الحنفي وعنده (على كوم) " (3). ولا ندري كيف إن الله سبحانه وتعالى يقف على كور أو كوم ولماذا ؟ ! إن من يفعل ذلك من الناس إنما يطلع على القوم المخاطبين ليرونه ؟ !.
وجاء فيه كذلك "... سمعت رسول الله يقول: " إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وآتي باب الجنة فآخذ حلقته فيقول من هذا ؟ فأقول أنا محمد فيفتحون لي، فأدخل فأجد الجبار مستقبلي فاسجد له " (4). وهذا الحديث يجعل الله في الجنة يوم القيامة وليس على عرشه.
وعن ابن مسعود قال: قال رجل يا رسول الله ما المقام المحمود ؟ قال: ذلك يوم ينزل الله على عرشه (5). وفي أحاديث أخرى خاصة بمشكلة تفسير المقام المحمود، ادعى الحشوية أن ذلك يعني، أن الله يجلس نبيه (ص) معه على عرشه. وفي هذا الحديث ينزل، فلا ندري هل يجلس الرسول على العرش وينزل سبحانه عنه أم ماذا ؟. نعوذ بالله من الخرف والجهالة.
وقد وقعت بسبب تفسير قوله تعالى * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * فتنة كبيرة بين الحشوية وأهل السنة من الأشاعرة. يقول ابن الأثير عن سنة (317) " وفيها وقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي وبين غيرهم من العامة. ودخل كثير من الجند فيها، وسبب ذلك أن أصحاب المروذي قالوا في تفسير قوله تعالى * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * هو أن الله يقعد النبي صلى الله عليه وسلم معه على العرش وقالت الطائفة الأخرى: إنها الشفاعة فوقعت الفتنة، واقتتلوا فقتل بينهم قتلى كثيرة (6).
وهذا الحديث وهذه الحادثة التاريخية لا تترك مجالا للشك أو الإنكار، فالتشبيه والتجسيم يلزم الحنابلة أو الحشوية السلفية ولا يمكنهم التنصل منه.
لذلك نفر منهم العلماء من أهل السنة والجماعة وناصبوهم العداء وردوا على انحرافهم.
ومن الأحاديث العجيبة في التجسيم والتي رواها الذهبي في كتابه: العلو:
"... عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تدرون ما هذه التي فوقكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: فإنها الرفيع، سقف محفوظ وموج مكفوف، هل تدرون كم بينكم وبينها ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ؟ قال بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام. وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك.
حتى عد سبع سماوات وغلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام. ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: فإن فوق ذلك العرش، وبينه وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام. ثم قال: هل تدرون ما هذه التي تحتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال: فإنها الأرض وبينها والأرض التي تليها مسيرة خمسمائة عام، حتى عد سبع أرضين، وغلظ كل أرض خمسمائة عام، ثم قال: والذي نفسي بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله، ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): * (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) * ".
يقول الذهبي رواته ثقات وقد رواه أحمد في مسنده. ولا أعرف وجه قوله: لهبط على الله يريد معنى الباطن. ألا ترى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث كيف تلا ذلك مطابقا لقوله تعالى: * (وهو معكم أينما كنتم) *
أي بالعلم.. وهذه بلية تحير السامع كتبتها استطرادا للتعجب، وهو من قبيل اسمع واسكت (7).
لقد تعمدت إيراد تعليق الذهبي على حديثه الذي رواه ولا شك أن القارئ قد ارتسمت على محياه علامات التعجب والاستفسار من الحديث الذي يقول راويه بعدما ذكر عوالم غريبة جدا ولكنها محدودة بالكم والزمن. وكذا التصور العام لشكل العالم والكون الدائري بحيث لو دلى بعض الحشوية حبلا عبر الأراضي السبع وقطع مسافة خمسمائة عام بين الأرض، والأرض لنزل حبله على " الله " - سبحانه وتعالى عما يصفون -. وهذا الحديث جعل الله ضمن هذا العالم وعند تقاطع السماوات والأرض، أي محددا ضمن زمان ومكان معين، وهذا مبلغ علم الحشوية. ولكن العجب والاستغراب ليس فقط في الحديث ولكن في تعليق من كتبه وجاء به ليثبت صفة العلو للعلي الغفار، وأنا شخصيا لم أفهم ماذا يعني بقوله: رواه التقات وأحمد بن حنبل، فهل هي إشارة لكونه صحيحا. وما علاقة ذلك بقوله تعالى * (وهو معكم أينما كنتم) * الذي ادعى أن الرسول (ص) تلاها. إن في تعليقه خبط وخلط غير مفهوم، جعلني أشك في نصه، فلربما كان له تعليق آخر وطالته يد الحشوية فحرفته عندما نقلوه فجاء تحريفهم مضطربا، يجوز ! ؟
ولكن ما معنى قوله وهو يوجه " لهبط على الله " يريد معنى الباطن، أي باطن هذا ؟ ! إنها تساؤلات لن توجد لها أجوبة مقنعة، إلا كما قال هو بنفسه، في الأخير، اسمع واسكت ! أي لا تقول هذا افتراء على الله ورسوله والحقيقة، لا تقول ذلك ؟ وإلا اتهمك الحشوية بالتعطيل والجهمية، والحقيقة أن علينا عندما نقرأ مثلا هاته الأساطير المنسوبة لدين التوحيد، أن نقول سبحانك هذا افتراء وكذب على دينك، وإنا نعوذ بك أن نضل أو ننحرف عن جادة التوحيد الخالص والتنزيه الذي يليق بذاتك المقدسة سبحانك ؟ !.
وينقل الذهبي من حديث الأعمش: عن سالم بن أبي الجعد * (إن ربك لبالمرصاد) * قال وراء الصراط جسور. جسر عليه الأمانة، وجسر عليه الرحم، وجسر عليه الرب عز وجل " يقول الذهبي رواه العسال بإسناد صحيح (8).
وإذا كان إسناده صحيحا فمعناه أن متنه صحيح أيضا، وإذا كان كذلك فإنه التجسيم بعينه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من جسارة الحشو وأهله وافترائهم على الله جل وعلا وتنزهه عما يصفونه به.







____________
(1) ابن ناصر الدين الدمشقي، الرد الوافر، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1393 ه‍، ص 20.
(2) الذهبي، العلو للعلي الغفار، ص 22، ذكر الحديث وقال: رواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال هو على شرط البخاري ومسلم. ورواه أئمة عن أبي ذئب.
(3) المرجع السابق، ص 25.
(4) نفسه، ص 83.
(5) رواه أبو الشيخ الحافظ في كتابه " العظمة "، وعثمان ضعيف. راجع سنده، وقد حذفنا سند معظم الأحاديث اختصارا للتطويل.
(6) الكامل، ج 8 ص 73، انظر النهج الأحمد، م س، ص 38.
(7) العلو للعلي الغفار، ص 60 - 61.
(8) المرجع نفسه، ص 96.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page