• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ابن عطاء الله الصوفي يناظر ابن تيمية

ولهؤلاء الأتباع الذين ينتصرون بابن تيمية على خصومهم الصوفية ننقل محاورة سجلتها كتب التاريخ دارت بين شيخ الإسلام وبين ابن عطاء الله الإسكندري الصوفي المعروف، وذلك لمعرفة قدرة شيخهم على المناظرة ومواجهة خصومه ومدى علمه وحجته، كي يتسنى لهؤلاء الأتباع معرفة بعضا من الحقيقة فيقل غرورهم ويأوون إلى رشدهم إن هم أرادوا ذلك.
صلى ابن تيمية المغرب في الأزهر وراء ابن عطاء الله الإسكندري ولما انقضت الصلاة دار بينهما هذا الحوار: وهذا نصه ملخصا:
ابن عطاء الله: ما ذا تعرف عني يا شيخ ابن تيمية ؟.
قال: أعرف عنك الورع، وغزارة العلم، وحدة الذهن، وصدق القول، وأشهد أني ما رأيت مثلك في مصر ولا في الشام حبا لله أو فناء فيه أو انصياعا لأوامره ونواهيه، ولكنه الخلاف في الرأي، فماذا تعرف عني أنت ؟
هل تدعي علي الضلال إذ أنكر استغاثة غير الله ؟.
قال ابن عطاء الله الإسكندري: أما آن لك يا فقيه أن تعرف إن الاستغاثة هي الوسيلة والشفاعة، وأن الرسول (ص) يستغاث ويتوسل به ويستشفع ؟ قال ابن تيمية أنا في هذه أتبع السنة الشريفة، فقد جاء في الحديث الصحيح (أعطيت الشفاعة) وقد أجمعت الآثار (1) في تفسير الآية الشريفة * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *. على أن المقام المحمود هو الشفاعة.
والرسول (ص) لما ماتت أم أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما، دعا لها الله على قبرها: " الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، إغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين " (2). فهذه هي الشفاعة، أما الاستغاثة ففيها شبهة الشرك بالله تعالى.
وقد أمر الرسول ابن عمه عبد الله بن عباس ألا يستعين بغير الله.
قال ابن عطاء الله: أصلحك الله يا فقيه، أما نصيحة الرسول (ص) لابن عباس فقد أراد منه أن يتقرب إلى الله بعلمه لا بقرابته من الرسول، وأما فهمك أن الاستغاثة استعانة بغير الله فهي شرك، فمن من المسلمين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ورسوله يحسب أن غيره تعالى يقضي، ويقدر، ويثيب ويعاقب ؟ ! فإنما هي ألفاظ لا تأخذ على ظاهرها ولا خوف من الشرك لنسد إليه الذريعة، فكل من استغاث الرسول (ص)، فهو إنما يستشفع به عند الله مثلما تقول أنت أشبعني هذا الطعام، فهل الطعام هو الذي أشبعك أم أن الله تعالى هو الذي أشبعك بالطعام ؟ وأما قولك إن الله نهانا أن ندعو غيره، فهل رأيت من المسلمين أحدا يدعو غير الله ؟.
إنما نزلت هذه الآية في المشركين الذين كانوا يدعون آلهتهم من دون، إنما يستغيث المسلمون محمدا (ص) بمعنى التوسل بحقه عند الله، والتشفع بما رزقه الله من شفاعة، أما تحريمك الاستغاثة لأنها ذريعة إلى الشرك، فإنك كمن أفتى بتحريم العنب لأنه ذريعة إلى الخمر، ونخصي الذكور غير المتزوجين سدا للذريعة إلى الزنا. وضحك الشيخان ! ! واستطرد ابن عطاء الله، وأنا أعلم ما في مذهب شيخكم الإمام أحمد من سعة، وما لنظرك الفقهي من إحاطة، وسد الذرائع يتعين على من هو في مثل حدقك، وحدة ذهنك، وعلمك باللغة أن تبحث عن المعاني المكنونة الخفية وراء ظاهر الكلمات، فالمعنى الصوفي روح، والكلمة جسد، فاستقصي ما وراء الجسد لتدرك حقيقة الروح.
ثم استطرد ابن عطاء الله يقول: ثم إنك اعتمدت في حكمك على ابن عربي، على نصوص قد دسها عليه خصومه، وأما شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام فإنه لما فهم كتابات الشيخ، وحل رموزها وأسرارها، وأدرك إيحاءاتها استغفر الله عما سلف منه، وأقر بأن محيي الدين بن عربي إمام من أئمة الإسلام. وأما كلام الشاذلي ضد ابن عربي فليس أبو الحسن الشاذلي هو الذي قاله، بل أحد تلاميذه من الشاذلية، وهو ما قاله في الشيخ ابن عربي، بل قاله في بعض المريدين الذين فهموا كلامه على غير وجهه...
قال ابن تيمية: ولكن أين تذهبون من الله وفيكم من يزعم أنه (ص) بشر الفقراء بأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء، فسقط الفقراء منجذبين ومزقوا
وملابسهم، وعندئذ نزل جبرئيل وقال للنبي (ص) إن الله تعالى يطلب حظه من هذه المزق فحمل جبريل واحدة منها، وعلقها على عرشه تعالى، ولهذا يلبس الصوفية المرقعات ويسمون أنفسهم الفقراء.
قال ابن عطاء الله: ما كان الصوفية يلبسون الخرق، وهأنذا أمامك فما تنكر من هيئتي ؟ !.
قال ابن تيمية: أنت من رجال الشريعة، وصاحب حلقة في الأزهر.
قال ابن عطاء الله: والغزالي كان إماما في الشريعة والتصوف على السواء وقد عالج الأحكام والسنن والشريعة بروح المتصوف وبهذا المنهاج استطاع إحياء علوم الدين.
نحن نعلم الصوفية أن القذارة ليست من الدين، وإن النظافة من الإيمان، وأن الصوفي الصادق يجب أن يعمر قلبه بالإيمان الذي يعرفه أهل السنة.
لقد ظهر بين الصوفية منذ قرنين من الزمان، أشياء كالتي تنكرها الآن واستخفوا بأداء العبادات، واستهانوا بالصوم والصلاة وركضوا في ميدان الغفلات... وادعوا أنهم تحرروا من رق الغفلات والأغلال، ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال، حتى أشاروا إلى أغلى الحقائق والأحوال كما وصفهم القشيري الإمام الصوفي العظيم فوجه إليهم الرسالة القشيرية، ترسم طريق الصوفي إلى الله، وهي تمسكه بالكتاب والسنة.
إن أئمة الصوفية يريدون الوصول إلى الحقيقة، ليس فقط بالأدلة العقلية التي تقبل العكس، بل بصفاء القلب ورياضة النفس، وطرح الهموم الدنيوية، فلا ينشغل العبد بحب غير الله ورسوله. وهذا الانشغال السامي، يجعله عبدا صالحا، جديرا بعمارة الأرض وإصلاح ما أفسده حب المال والحرص على الجاه والجهاد في سبيل الله.
وقال ابن عطاء الله: إن الأخذ بظاهر المعنى يوقع في الغلط أحيانا يا فقيه، ومن هذا رأيك في ابن عربي، وهو إمام ورع من أئمة الدين، فقد فهمت ماكتبه على ظاهره، والصوفية أصحاب إشارات وشطحات روحية ولكلماتهم أسرار.
قال ابن تيمية: هذا الكلام عليك لا لك. فالقشيري لما رأى أتباعه يضلون الطريق قام عليهم ليصلحهم، فماذا فعل شيوخ الصوفية في زماننا ؟ ! إنما أريد من الصوفية أن يسيروا على سنة هذا السلف العظيم من زهاد الصحابة، والتابعين وتابعيهم بإحسان، إني أقدر من يفعل منهم ذلك وأراه من أئمة الدين. أما الابتداع وإدخال أفكار الوثنيين من متفلسفة اليونان، وبوذية الهند، كادعاء الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، ونحو ذلك مما يدعو إليه صاحبك فهذا هو الكفر المبين.
قال ابن عطاء الله رضي الله عنه: ابن عربي رضي الله عنه كان أكبر فقهاء الظاهر بعد ابن حزم الفقيه الأندلسي المقرب إليكم يا معشر الحنابلة. كان ابن عربي ظاهريا، ولكنه يسلك إلى الحقيقة طريق الباطن، أي تطهير الباطن ! !
وليس كل أهل الباطن سواء ! ! ولكيلا تضل أو تنسى أعد قراءة ابن عربي بفهم جديد لرموزه، وإيحاءاته تجده مثل القشيري، قد اتخذ طريقة إلى التصوف في ظل ظليل من الكتاب والسنة، إنه مثل حجة الإسلام الشيخ الغزالي يحمل على الخلافات المذهبية في العقائد والعبادات، ويعتبرها انشغالا بما لا جدوى منه، ويدعو إلى أن محبة الله هي طريقة العابد في الإيمان فماذا تنكر من هذا يا فقيه ؟ أم أنك تحب الجدل الذي يمزق أهل الفقه. لقد كان الإمام مالك رضي الله عنه يحذر من الجدل في العقائد، ويقول (كلما جاء رجل أجدل من رجل نقص الدين).
قال الغزالي: " إعلم أن الساعي إلى الله تعالى لينال قربه هو القلب دون البدن، ولست أعني بالقلب اللحم المحسوس، بل هو سر من أسرار الله عز وجل لا يدركه الحس... ".
إن أداء التكاليف الشرعية في رأي ابن عربي وابن الفارض، عبادة محرابهاالباطن، لا شعائر ظاهرية، فما جدوى قيامك وقعودك في الصلاة إذا كنت مشغول القلب بغير الله ؟ ! مدح الله تعالى أقواما بقوله تعالى * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) *، وذم أقواما بقوله: * (الذين هم عن صلاتهم ساهون) *.
وهذا هو الذي يعنيه ابن عربي بقوله إن التعبد محرابه القلب أي الباطن لا الظاهر...
لصوفي الحق ليس هو الذي يستجدي قوته ويتكفف الناس، إنما هو الصادق الذي يهب روحه وقلبه، ويغني في الله بطاعة الله، ومن هنا تنبع قوته، فلا يخاف غير الله.
ولعل ابن عربي قد أثار عليه بعض الفقهاء لأنه أزرى على اهتمامهم بالجدل في العقائد، مما يشوش على صفاء القلب، ثم في وقوع الفقه وافتراضاته فأسماهم (فقهاء الحيض) وأعيذك بالله أن تكون منهم ألم تقرأ قول ابن عربي (من يبني إيمانه بالبراهين والاستدلالات فقط لا يمكن الوثوق بإيمانه، فهو يتأثر بالاعتراضات، فاليقين لا يستنبط بأدلة العقل إنما يعترف من أعماق القلب). ألم تقرأ هذا الكلام الصافي العذب قط ؟ !.
قال ابن تيمية: أحسنت والله إن كان صاحبك كما تقول فهو أبعد الناس عن الكفر، ولكن كلامه لا يحمل على هذه المعاني فيما أرى.
قال ابن عطاء الله: إن له لغة خاصة، وهي مليئة بالإشارات والرموز والإيحاءات والأسرار والشطحات.
ولكن فلنشتغل بما هو أجدي، وبما يحقق مصلحة الأمة فلنشتغل بدفع الظلم، وحماية العدل المنتهك، أرأيت ما فعله بيبرس وسلار بالرعية منذ خلع الناصر نفسه، فانفرد بالحكم، وإن عاد السلطان الناصر وهو يؤثرك على كل الفقهاء، ويستمع لك فاسرع إليه وانصح له (3).
لقد تعمدت إيراد هذه المناظرة شبه كاملة على طولها بين ابن تيمية وخصمه الصوفي ابن عطاء الله الإسكندري وذلك لكي يتضح لأتباع الشيخ السلفي قوة حجته وشمول اطلاعه، فهو يكاد يكون تابعا مستسلما لهذا الشيخ الصوفي، متحيرا في إيراد الحجج الناقضة لأصول المتصوفة، فهو حسب الشيخ الإسكندري مجرد " فقيه " لا يعدو فهمه ظواهر كلام الصوفية.
وقد نبه القوم كل من يطلع على كلامهم أن لا يحمله على ظاهره وأن لا يأخذهم بلازمه لأنهم أهل باطن وإشارات وقد تضيق اللغة على استيعاب ما يشعرون به أو ما يشاهدونه في رحلاتهم الروحية الباطنية. فمن الحكمة إذن الاحتراز في الحكم عليهم والاستنجاد بالتأويل عند الحاجة لتحقيق حسن الظن بعقائد القوم. خصوصا وأن أغلبهم يعتمد الكتاب والسنة منطلقا، وإنما هو الاجتهاد في العبادة وتحقيق اليقين. أما من حسب نفسه على القوم وجاهر بمخالفة صريح الكتاب أو السنة وبالخصوص على مستوى التطبيق والسلوك فإن رؤساء القوم أول من يتبرأ منه ويلفظونه خارج جماعتهم. وقد أشار الشيخ ابن عطاء الله لذلك فضرب مثلا بمن ينسب إلى الإمام أحمد بن حنبل وهو منحرف عقيدة وسلوكا فهل يذم الإمام أحمد على ذلك.
وما ورد في هذه المناظرة يدعم قولنا بوجود تناقض صارخ في آراء الشيخ ابن تيمية تجاه التصوف وقضاياه بل يمكننا أن نجزم بأن التناقض والاختلاف لازم لمجمل أقواله وفتاويه (4) في القضايا التي تناولها في كتبه. لذلك نجد الدكتور البوطي يركب ظهر هذا الاختلاف والتناقض للهروب من تكفير الشيخ الحنبلي فهو - أي البوطي - يعتقد كغيره من علماء أهل السنة والجماعة بكفر من يقول بالقدم النوعي للعالم على سبيل المثال، وقد كفرالغزالي الفلاسفة في ثلاث مسائل ! إحداها القول بقدم العالم. وجل الباحثين ومنهم الدكتور نفسه يجدون إقرارا صريحا من الشيخ ودفاعا عن هذه الفكرة وعن أصحابها، لكنه ولهذا السبب كما يقول: لن نجنح إلى تكفير ابن تيمية ولا إلى تضليله. بل انطلقنا إلى النظر في ذلك من تحكيم القواعد الشرعية ذاتها. فلقد لاحظنا الأمر ذاته الذي لاحظناه في كتب الشيخ ابن عربي رحمه الله. إذ رأينا لابن تيمية كلاما آخر في أكثر من موضع يناقض كلامه الباطل الذي أيد فيه الفلاسفة في ظلالهم الذي كان من أسباب كفرهم، بحيث لو أردنا أن نرد على ابن تيمية هذا الباطل الذي تورط فيه، لما وجدنا كلاما نرد به عليه خيرا من كلام ابن تيمية ذاته الذي كرره في عدة مناسبات أخرى (5).
إن دفاع الدكتور عن الشيخ الحراني، لا يرجح كفته ولا يضعه في مرتبة ابن عربي، وذلك لعدة اعتبارات ذكرنا بعضها سابقا وهي أن أتباع ابن عربي وغيرهم يشككون في نسبة الكثير مما ورد مخالفا لعقيدة الإسلام في كتب الشيخ الصوفي، ويرجحون أنه من وضع الزنادقة بالإضافة إلى احتمائهم بالتأويل، أي صرف ظواهر كلام الشيخ الصوفي عن لازمها اللغوي القريب لجعلها تتقارب مفهوما مع ما أتفق عليه من عقائد الإسلام.
وهناك ملاحظة مهمة يمكن أن تكون فيصلا بين موقف الشيخين. وتتمثل في أن ابن عربي لم يكن داعيا لما يكتب أو يقول، كما أنه لم يقل إن ما رآه أو كشف له عنه في تجربته الروحية هو ما يجب أن يعتقده المسلمون عامة وخاصة، وأن من لم يرى ذلك فهو ضال مبتدع كافر ! بخلاف الشيخ ابن تيمية الذي جزم وفصل وادعى أن ما يراه وما يقوله هو الحق الذي لا يحيد عنه إلا منحرف، وأن على العوام معرفة ذلك واعتقاده. وقد فعل الشيخ ذلك من على منبر الجامع بدمشق كما حرر عدة مجلدات أثناء سجنه دفاعا عن
عقائده وآرائه، وتعريضا بخصومه الذين وصفهم بأنهم أنباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة (6)...
لقد كتب رجالات الصوفية ومحققوهم عدة ردود في الماضي والحاضر على ادعاءات ابن تيمية وانتصروا لعقائدهم وطرائق سلوكهم بما استنبطوه من الكتاب والسنة وسيرة السلف من الصحابة والتابعين. والرأي عندهم أن الشيخ ابن تيمية: " تكلم في علم لا يعلمه. ولا يعلم أصوله ولا فروعه مخالفا قوله تعالى * (ولا تقف ما ليس لك به علم) * واتبعه آخرون فيما أخطأ فيه ولا يقف الأمر عند هذا الحد أي جهل الشيخ بموضوع حشر نفسه فيه (7)، وأصدر فيه أحكاما جازمة أثارت الكثير من المشاكل والفتن بين فرق المسلمين وما زالت، ولكن بعض من الباحثين المعاصرين يتهم الشيخ السلفي بالكذب على الصوفية وبالخصوص على ابن عربي، حيث حرف نصوصه وكلامه عند النقل والاستشهاد وكذلك أتباعه اليوم يفعلون.




___________
(1) هذا الإجماع غير متحقق لأن أصحابه من حشوية الحنابلة يفسرون المقام المحمود بأن الله جل شأنه سيقعد نبيه يوم القيامة معه على العرش، وقد خالفهم في ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره فهجموا على منزله وحدثت فتنة. كما أن تفسير الآية من القضايا المختلف فيها بين أهل السنة (الأشاعرة) والحنابلة لأنهم يرون أن المقام المحمود هو الشفاعة.
وبذلك يعرف حقيقة قول ابن تيمية (أجمعت الآثار). أنظر " الكامل " لابن الأثير، حوادث سنة 317 ه‍ وما وقع بين أصحاب المروذي الحنابلة وغيرهم حول تفسير الآية.
(2) وهذا الحديث رواه الطبراني بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه في كلام طويل إلى أن قال عليه السلام: " الله الذي يحيي وهو حي لا يموت إغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين ". وكبر عليها أربعا وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر. كما رواه غيره كالحاكم في مستدركه والذهبي في سيرة أعلام النبلاء والمتقي الهندي في كنز العمال.
والغريب في الأمر أنه معتمد من يجيز التوسل بالنبي وغيره من الأنبياء لأن عبارة الحديث صريحة في ذلك وقد انتبه أتباع ابن تيمية لذلك فلم يجدوا طريقا للتنصل من إفادة الحديث فراموا تضعيف سنده والطعن في رواته. لكن هيهات من أن تحجب الخفافيش ضوء الشمس الساطع.
(3) الدكتور سيد الجميلي مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1985 م، ص 12 إلى 20، بتصرف. وقد ذكر هذه المناظرة عدد من المؤرخين مثل ابن كثير وأوردها الأستاذ عبد الرحمان الشرقاوي. كما نقلتها مجلة المسلم الصادرة عن العشيرة المحمدية بالقاهرة عدد 4 - 5 الصادر في 20 أغسطس 1982 م.
(4) لذلك كان " إذا حوقق وألزم يقول لم أرد هذا إنما أردت كذا فيذكر احتمالا بعيدا ". كما يقول ابن حجر في الدرر الكامنة.
(5) السلفية، أنظر الهامش ص 205.
(6) الحقائق الجلية، م س، ص 17، وهذا التطرف في نسب المخالفين إلى الكفر والضلال يعتبر سمة من سمات الحنابلة على طول التاريخ، أنظر لقول أحدهم: قال بنان بن أحمد:
كنا عند القعبني رحمه الله فسمع رجلا من الجهمية يقول * (الرحمان على العرش استوى " فقال القعبني، من لا يوقن أن الرحمان على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي " والجهمي عند القوم الكفار لا شك في كفره. أنظر مجموعة التوحيد، ص 121.
(7) محمود محمود الغراب، الرد على ابن تيمية من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، مطبعة بن ثابت، دمشق، 1981 م، ص 9.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page