طباعة

42 ـ الندم والإعتراف:

وقد ذكرت الروايات: أن صفيراء قد ندمت على خروجها على يوشع «عليه السلام» وقالت: «وا ويلاه والله لو أبيحت لي الجنة لاستحييت أن أرى فيها رسول الله وقد هتكت حجابه، وخرجت على وصيه بعده». وقد تقدم ذلك في الحديث رقم (18).
ومثلها كان حال حميراء، فقد ندمت على مسيرها إلى البصرة([1]) حيث لم تحقق في مسيرها ذاك ما كانت تصبو إليه، بل رجعت مهزومة شر هزيمة فقد رووا: أن ابن الزبير دخل على عائشة في مرضها، فقالت له: إني قاتلت فلاناً ـ وسمت المقاتل برجل قاتلته عليه ـ وقالت: لوددت أني كنت نسياً منسياً([2]).
وقد اعترفت عائشة: أنها أحدثت بعد النبي «صلى الله عليه وآله»، ولذلك لم ترض بأن تدفن عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»([3]).
وفي نص آخر: قالت لمن ذكر الموضع الذي ستدفن فيه: «لا، أتعلمون حيث سرت؟ أدفنوني مع صواحبي، فلست خيرهن»([4]).
وعن عروة: «ما ذكرت عائشة مسيرها في وقعة الجمل قط إلا بكت حتى تبل خمارها، وتقول: يا ليتني كنت نسياً منسياً»([5]).
وبعد حرب الجمل بكت عائشة أشد من بكائها الأول، ثم قالت: «والله، لئن لم يغفر الله لنا لنهلكن»([6]).

*********
([1]) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) 5/1 و 8/56 و 50 والأخبار الطوال (ط ليدن) ص156 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص541.
([2]) دلائل الصدق ج3 قسم 2 ص156 عن الجمع بين الصحيحين.
([3]) البحار ج32 ص272 و 327 وكشف الغمة ج1 ص244 وعن الكافية في إبطال توبة الخاطئة، وترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ مدينة دمشق ج2 ص167 وقاموس الرجال ج10 ص468 عن المعارف لابن قتيبة، والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص50.
([4]) البحار ج32 ص327 عن الكافية في إبطال توبة الخاطئة.
([5]) تاريخ بغداد للخطيب ج9 ص185 والنهاية في اللغة ج5 ص51 ولسان العرب ج14 ص133 وتاج العروس ج10 ص367.
([6]) البحار ج32 ص339 و 340 عن الكشي.