السلفية والنهي عن تقليد المذاهب الفقهية:
ليست اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية كما يقول الدكتور البوطي فحسب، ولكنها تهدد وحدة المجتمعات الإسلامية وتماسك الفئات الفكرية والدينية فيها، وترسم للصحوة الإسلامية صورة مظلمة مخيبة للآمال وباعثة على اليأس لأي تغيير مهم يمكن أن يعرفه الوطن الإسلامي. كيف ذلك ؟ !.
لا بد وقبل الدخول في مناقشة هذه القضية، أو عرض آراء علماء أهل السنة والإمامية فيها. من تحرير محل النزاع كما يقول الفقهاء. ومحل النزاع هذا يبدأ بالفتوى أو التقرير الذي يروج له دعاة السلفية بين أبناء الصحوة ومضمون ذلك.
قولهم " لا يجوز للمسلم التزام مذهب معين من المذاهب الأربعة من فعل هذا فقد كفر، وضل عن صراط الإسلام. وإن عليه يأخذ من الكتاب والسنة مباشرة " (1).
ويضيفون: " إن المذاهب أمور مبتدعة حدثت بعد القرون الثلاثة، فهي ضلالة بدون شك " (2). كما أن اتباع الكتاب والسنة هو اتباع لمعصوم. أما تقليد المذاهب واتباعها فهو اتباع غير المعصوم.
وبناء على ذلك فقد ذهب محمد سلطان الخجندي المدرس السلفي بالمسجد الحرام وهو صاحب الأقوال السابقة إلى نعت المقلدين للأئمة المجتهدين بالحمق والجهل والضلال. وبأنهم فرقوا دينهم وكانوا شيعا وبأنهم ممن قال الله عنهم " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * وبأنهم الأخسرون أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) * (3). بل أنه تمادى كغيره من السلفيين في السب والقدح الجريح. وراح يشبه المقلدين لمذاهب الأئمة بالحمر المستنفرة، ويصفهم بالدجل والمعاندة والوصول ولكن إلى الشيطان (4).
____________
(1) اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية، الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، ص 26.
(2) المرجع السابق، ص 32.
(3) المرجع السابق، ص 28.
(4) المرجع السابق، ص 33 نقلا عن كراس وزعه السلفيون، كتبه السلفي المذكور قبل قليل.
اللامذهبية
- الزيارات: 1158