لقد اتضحت صورة الخلاف أمام القارئ، فالسلفيون يرفضون المذاهب الفقهية الثلاثة ولا نقول الأربعة لأنهم يناصرون جل ما يذهب إليه المذهب الحنبلي في الفروع مع إضافات قليلة، زادها ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية. مع العلم أنهم لا يأخذون بما قاله ابن تيمية بخصوص فتوى الطلاق الثلاث. لأنه خالف السلف - أي عمر بن الخطاب - فيها. كما يرفضون المذهب الفقهي الإمامي جملة وتفصيلا. والسبب في هذا الرفض ليس فقط لأن هذه المذاهب قد أنشأتها السياسة، لأنه ما من مذهب من هذه المذاهب المعروفة إلا وللسياسة فيه اليد الطولى.
فمذهب " الحشوية " آباء السلفية المعاصرين لم يكن لينهض على رجليه ويقف يصارع خصومه وينتصر عليهم، لولا دعم الخليفة المتوكل لأصحابه والانتصار لهم وقتل خصومهم. وهذا مسطر في كتب التاريخ، ولا يحتاج إلى دليل. أما المذهب السلفي المعاصر فإنه نشأ وترعرع في أحضان الدولة السعودية، ولولا كونه أحد دعائم الحكم في هذه المملكة اليوم لما استطاع أن
يبني له صرحا من المؤسسات والدعاة الذين يبشرون بآرائه عبر العالم.
وإذن ففكرة رفض هذه المذاهب لكونها من صنع السياسة منتقض على نفسه لأن المذهب السلفي أشد التصاقا بالمصالح السياسية للدولة السعودية.
المذاهب الفقهية صنعتها السياسة
- الزيارات: 808