قال الصدوق(قدس سره)في الإعتقادات: «إعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء ودار السلامة لا موت فيها ولا هرم ، ولا سقم ، ولا مرض ، ولا آفة ، ولا زوال ، ولازمانة، ولا غم ، ولا هم ، ولا حاجة ، ولا فقر .وأنها دار الغنى ، والسعادة ، ودار المقامة والكرامة ، ولا يمس أهلها فيها نصب ، ولا يمسهم فيها لغوب ، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وهم فيها خالدون .
وأنها دارٌ أهلها جيران الله ، وأولياؤه ، وأحباؤه ، وأهل كرامته . وهم أنواع ومراتب: منهم المتنعمون بتقديس الله وتسبيحه وتكبيره في جملة ملائكته.
ومنهم المتنعمون بأنواع المآكل والمشارب والفواكه والأرائك والحور العين ، واستخدام الولدان المخلدين ، والجلوس على النمارق والزرابي ، ولباس السندس والحرير. كل منهم إنما يتلذذ بما يشتهي ويريد ، على حسب ما تعلقت عليه همته ، ويعطى ما عبد الله من أجله..
واعتقادنا في النار أنها دار الهوان ، ودار الإنتقام من أهل الكفر والعصيان ، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك ، وأما المذنبون من أهل التوحيد فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم ، والشفاعة التي تنالهم .
وروي أنه لا يصيب أحداً من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها ، وإنما تصيبهم الآلام عند الخروج منها ، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم ، وما الله بظلام للعبيد..
واعتقادنا في الجنة والنار أنهما مخلوقتان ، وأن النبي(ص) قد دخل الجنة ، ورأى النار حين عرج به . واعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو من النار ، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رآها ويرى، مكانه في الآخرة ، ثم يخير فيختار الآخرة ، فحينئذ تقبض روحه»
تمَّ الكتاب والحمد لله رب العالمين .
14-النعيم والخلود في الجنة ، والخلود في النار
- الزيارات: 907