• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

دخول مسلم بن عقيل إلى الكوفة

 قال(1) : فعندها قام الحسين (عليه السّلام) فصلّى(2) ركعتين بين الركن والمقام ، وسأل الله الخيرة في ذلك ، ثمّ دعا مسلم بن عقيل(3) وأطلعه على الحال ، وكتب معه جواب كتبهم
 يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ـ ما معناه ـ : (( قد نفذتُ إليكم ابن عمّي مسلم بن عقيل ؛ ليعرّفني ما أنتم عليه من الرأي ))(4) .
فسار مسلم بالكتاب حتّى دخل إلى الكوفة ، فلمّا وقفوا على كتابه كثر استبشارهم بإيتانه إليهم ، ثمّ أنزلوه في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي(5) ، وصارت الشيعة تختلف إليه . فلما اجتمع إليه منهم جماعة ، قرأ عليهم كتاب الحسين (عليه السّلام) وهم يبكون(6) حتّى بايعه منهم ثمانية عشر ألفاً .
وكتب عبد الله بن مسلم الباهلي(7) ، وعمارة بن الوليد(8) ، وعمر بن سعد(9) إلى يزيد يخبرونه بأمر مسلم بن عقيل ، ويشيرون عليه(10) بصرف النّعمان بن بشير وولاية غيره . فكتب يزيد إلى عبيد الله بن زياد(11) ـ وكان والياً على البصرة(12) ـ بأنه قد ولاّه الكوفة وضمّها إليه ، ويعرّفه أمر مسلم بن عقيل وأمر الحسين (عليه السّلام) ، ويشدد عليه في تحصيل مسلم وقتله ، فتأهب عبيد الله للمسير إلى الكوفة
وكان الحسين (عليه السّلام) قد كتب إلى جماعة من أشراف البصرة كتاباً مع مولى له اسمه سليمان ، ويكنّى أبا رزين(13) ، يدعوهم فيه إلى نصرته ولزوم طاعته ؛ منهم يزيد بن مسعود النهشلي(14) ، والمنذر بن الجارود العبدي(15) .
فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد(16) ، فلمّا حضروا ، قال : يا بني تميم ، كيف ترون موضعي منكم وحسبي فيكم ؟ فقالوا : بخٍ بخٍ أنت والله ، فقرة الظهر ورأس الفخر(17) ، حللت في الشرف وسطاً ، وتقدّمت فيه فرطاً . قال : فإنّي قد جمعتكم لأمرٍ اُريد أنْ اُشاوركم فيه وأستعين بكم عليه . فقالوا : والله ، إنّا نمنحك(18) النصيحة ، ونجهد(19) لك الرأي ، فقل نسمع(20) .
فقال : إنّ معاوية قد(21) مات ، فأهون به ـ والله ـ هالكاً ومفقوداً ، ألا وإنّه قد انكسر باب الجور والإثم ، وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمراً وظنّ أنّه قد أحكمه ، وهيهات والذي أراد ؛ اجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام ابنه(22) يزيد شارب الخمور ورأس الفجور ، يدّعي الخلافة على المسلمين ، ويتأمّر عليهم بغير رضىً منهم(23) ، مع قصر حلم وقلّة علم ، لا يعرف من الحقّ موطئَ قدمه ، فاُقسم بالله قسماً مبروراً ، لَجهادُه على الدّين أفضل من جهاد المشركين .
وهذا الحسين بن علي ، ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)(24) ، ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل ، له فضل لا يُوصف ، وعلم لا ينزف ، وهو(25) أولى بهذا الأمر ؛ لسابقته وسنّه وقِدمه(26) وقرابته ، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير ، فأكرم به راعي رعيّة ، وإمام قوم وجبت لله به الحُجّة(27) ، وبلغت به الموعظة ، فلا تعشوا عن نور الحقّ ، ولا تسكّعوا في وهدة الباطل(28) . فقد كان صخر ابن قيس(29) قد(30) انخذل بكم يوم الجمل ؛ فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ونصرته . والله ، لا يُقصّر أحدٌ عن نصرته إلاّ أورثه الله الذلّ في ولده والقلّة في عشيرته . وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها ، وادّرعت لها بدرعها ، مَن لم يُقتل يمُت ، ومَن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب .
 فتكلّمت بنو حنظلة فقالوا : يا أبا خالد ، نحن نبلُ كنانتك وفرسان عشيرتك ، إنْ رميت بنا أصبت ، وإنْ غزوت بنا فتحت . لا تخوض والله ، غمرة إلاّ خضناها ، ولا تلقى والله ، شدة إلاّ لقيناها ؛ ننصرك والله ، بأسيافنا ونقيك بأبداننا(31) ، فانهض لما شئتَ . وتكلّمت بنو سعد بن زيد(32) فقالوا : يا أبا خالد ، إنّ أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج عن رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال ، فحمدنا أمرنا وبقي عزّنا فينا ، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا(33) . وتكلّمت بنو عامر بن تميم فقالوا : يا أبا خالد ، نحن بنو أبيك وحلفاؤك(34) ، لا نرضى إنْ غضبت ولا نقطن إنْ ظعنت ، والأمر إليك ، فادعنا نجبك ومرنا نطعك ، والأمر إليك إذا شئتَ .
فقال : والله يا بني سعد ، لئن فعلتموها لا يرفع الله عنكم السيف أبداً ، ولا يزال سيفكم فيكم .
ثم كتب إلى الحسين (عليه السّلام) :

 بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد ، فقد وصل إليّ كتابك ، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظّي من طاعتك ، والفوز بنصيبي من نصرتك . وإن الله لم يخلُ الأرض من عامل عليها بخير ، ودليل على سبيل النجاة ، وأنتم حُجّة الله على خلقه ووديعته(35) في أرضه ، تفرّعتم من زيتونة أحمدية هو أصلها وأنتم فرعها ، فأقدم سعدتَ بأسعد طائر ، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشدّ تتابعاً لك من الإبل الظماء يوم خِمسها لورود الماء . وقد ذلّلت لك رقاب بني سعد ، وغسلت لك درن صدورها بماء سحابة مزن حتّى استهل برقها فلمع .
فلمّا قرأ الحسين (عليه السّلام) الكتاب قال : (( آمنك(36) الله يوم الخوف ، وأعزّك وأرواك يوم العطش الأكبر )) . فلمّا تجهّز المشار إليه للخروج إلى الحسين (عليه السّلام) ، بلغه قتله قبل أنْ يسير ، فجزع من انقطاعه عنه .
 وأمّا المنذر بن الجارود ، فإنّه جاء بالكتاب والرسول إلى عبيد الله بن زياد ؛ لأنّ المنذر خاف أنْ يكون الكتاب دسيساً من عبيد الله بن زياد . وكانت بحرية بنت المنذر(37) زوجة لعبيد الله(38) ، فأخذ عبيدالله بن زياد الرسول فصلبه ، ثمّ صعد المنبر فخطب وتوعّد أهل البصرة على الخلاف وإثارة الإرجاف .
ثم بات تلك الليلة ، فلمّا أصبح استناب(39) عليهم أخاه عثمان بن زياد(40) ، وأسرع هو إلى قصر الكوفة . فلمّا قاربها نزل حتّى أمسى ، ثمّ دخلها ليلاً فظنّ أهلها أنّه الحسين (عليه السّلام) ، فتباشروا بقدومه ودنوا منه . فلمّا عرفوا أنّه ابن زياد تفرقوا عنه ، فدخل قصر الإمارة وبات ليلته إلى الغداة ، ثمّ خرج وصعد المنبر وخطبهم وتوعّدهم على معصية السلطان ، ووعدهم مع الطاعة بالإحسان . فلمّا سمع مسلم بن عقيل بذلك ، خاف على نفسه من الاشتهار ، فخرج من دار المختار وقصد دار هاني بن عروة(41) ، فآواه وكثر اختلاف الشيعة إليه .
وكان عبيد الله قد وضع المراصد عليه ، فلمّا علم أنّه في دار هاني ، دعا محمَّد بن الأشعث(42) وأسماء بن خارجة(43)
وعمرو بن الحجّاج ، وقال : ما يمنع هاني بن عروة من إتياننا ؟ فقالوا : ما ندري ، وقد قيل إنّه يشتكي . فقال : قد بلغني ذلك ، وبلغني أنّه قد برئ وأنّه يجلس على باب داره ، ولو أعلم أنّه شاكٍ لعُدته ، فألقوه ومروه أنْ لا يدع ما يجب عليه من حقّنا ، فإنّي لا اُحب أنْ يفسد عندي(44) مثله ؛ لأنّه من أشراف العرب .
فأتوه ووقفوا عليه عشية على بابه ، فقالوا : ما يمنعك من لقاء الأمير ؟ فإنّه قد ذكرك وقال : لو أعلم أنّه شاك لعُدته . فقال لهم : الشكوى تمنعني . فقالوا له : إنّه قد بلغه أنّك تجلس على باب دارك كلّ عشيّة ، وقد استبطأك ، والإبطاء والجفاء لا يتحمله السلطان من مثلك ؛ لأنك سيّد في قومك ، ونحن نقسم عليك إلاّ ما ركبت معنا إليه .
فدعا بثيابه فلبسها وفرسه فركبها ، حتّى إذا دنا من القصر كأن نفسه قد أحسّت ببعض الذي كان ، فقال لحسان بن أسماء بن خارجة(45) : يابن أخي ، إنّي والله ، من هذا الرجل لخائف ، فما ترى ؟ قال : والله يا عمّ ، ما أتخوّف عليك شيئاً ، فلا تجعل على نفسك سبيلاً . ولم يكُ حسّان يعلم في أي شي‏ء بعث عبيد الله بن زياد . فجاء هاني والقوم معه حتّى دخلوا جميعاً على عبيد الله ، فلمّا رأى هانياً ، قال : أتتك بخائن(46) رجلاه . ثمّ التفت إلى شريح القاضي(47) ـ وكان جالساً عنده ـ وأشار إلى هاني ، وأنشد بيت عمرو بن معدي كرب الزبيدي(48) :

ُريدُ حياتَه ويُريد قتلي    عذيركَ منْ خليلِك من مرادِ

فقال له هاني : وما ذاك أيها الأمير ؟ فقال له : إيهاً يا هاني ، ما هذه الاُمور التي تُربص في دارك لأمير المؤمنين وعامّة المسلمين ؟ جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته في دارك ، وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك ، وظننت أنّ ذلك يخفى عليّ ؟ فقال : ما فعلت . فقال ابن زياد : بلى قد فعلت . فقال : ما فعلت أصلح الله الأمير .
فقال ابن زياد : عليّ بمَعقل(49) مولاي ـ وكان مَعقل عَيْنَه على أخبارهم ، وقد عرف كثيراً من أسرارهم ـ فجاء مَعقل حتّى وقف بين يديه ، فلمّا رآه هاني عرف أنّه كان عيناً عليه ، فقال : أصلح الله الأمير ، والله ، ما بعثت إلى مسلم ولا دعوته ، ولكن جاءني مستجيراً فاستحييت من ردّه ، ودخلني من ذلك ذمام فآويته ، فأمّا إذ قد علمت ، فخلّ سبيلي حتّى أرجع إليه وآمره بالخروج من داري إلى حيث شاء من الأرض ؛ لأخرج بذلك من ذمامه وجواره . فقال له ابن زياد : والله ، لا تفارقني أبداً حتّى تأتيني به . فقال : والله ، لا آتيك به أبداً ؛ آتيك بضيفي حتّى تقتله ! فقال : والله ، لتأتيني به . قال : والله ، لا آتيك به .
فلمّا كثر الكلام بينهما ، قام مسلم بن عمرو الباهلي(50) فقال : أصلح الله الأمير ، أخلني وإيّاه حتّى اُكلِّمه . فقام فخلى به ناحية وهما بحيث يراهما ابن زياد ويسمع كلامهما إذا رفعا أصواتهما . فقال له مسلم : يا هاني ، أنشدك الله أنْ لا تقتل نفسك ، وتدخل البلاء على عشيرتك ، فوالله ، إني لأنفس بك عن القتل . إنّ هذا الرجل ابن عمّ القوم وليسوا بقاتليه ولا ضارّيه فادفعه إليه ، فإنّه ليس عليك بذلك مخزاة ولا منقصة ، وإنّما تدفعه إلى السلطان . فقال هاني : والله ، إنّ عليّ في ذلك الخزي والعار ، أنا أدفع جاري وضيفي ورسول ابن رسول الله الى عدوّه وأنا صحيح الساعدين وكثير الأعوان ! والله , لو لم أكن إلاّ رجلاً واحداً ليس لي ناصر لم أدفعه حتّى أموت دونه . فأخذ يناشده ، وهو يقول : والله لا أدفعه . فسمع ابن زياد ذلك ، فقال : ادنوه منّي . فاُدني منه فقال : والله ، لتأتيني به أو لأضربنّ عنقك .
 فقال هاني : إذاً والله ، تكثر البارقة حول دارك . فقال ابن زياد : وا لهفاه عليك ! أبالبارقة تخوّفني ؟! ـ وهاني يظنّ أنّ عشيرته يسمعونه ـ ثمّ قال : ادنوه منّي . فاُدني منه ، فاستعرض وجهه بالقضيب ، فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخدّه حتّى كسر أنفه ، وسيل الدماء على ثيابه ، ونثر لحم خدّه وجبينه على لحيته وانكسر القضيب . فضرب هاني يده إلى قائم سيف شرطي فجذبه ذلك الرجل ، فصاح(51) ابن زياد : خذوه . فجرّوه حتّى ألقوه في بيت من بيوت القصر ، وأغلقوا(52) عليه بابه ، وقال : اجعلوا عليه حَرَساً . ففُعل ذلك به .
فقام أسماء بن خارجة إلى عبيد الله بن زياد ـ وقيل : إنّ القائم حسّان بن أسماء ـ فقال : أرُسلُ غدرٍ سائر اليوم(53) ! أيها الأمير ، أمرتنا أنْ نجيئك بالرجل حتّى إذا(54) جئناك به هشمت وجهه ، وسيّلت دماءه على لحيته ، وزعمت أنّك تقتله ! فغضب ابن زياد من كلامه وقال : وأنت هاهنا ! وأمر به فضُرب حتّى ترك وقيّد وحُبس(55) في ناحية من القصر . فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، إلى نفسي أنعاك يا هاني .
قال الراوي(56) : وبلغ عمرو(57) بن الحجّاج أنّ هانياً قد قُتل ـ وكانت رويحة ابنة عمرو(58) هذا تحت هاني بن عروة ـ فأقبل عمرو في مذحج كافّة حتّى أحاط بالقصر ، ونادى : أنا عمرو بن الحجّاج ، وهذه فرسان مذحج ووجوهها(59) لم تخلع طاعة ولم تفارق جماعة ، وقد بلغنا أنّ صاحبنا هانياً قد قُتل . فعلم عبيد الله باجتماعهم وكلامهم ، فأمر شريحاً القاضي أنْ يدخل على هاني فيشاهده ويخبر قومه بسلامته من القتل ، ففعل ذلك وأخبرهم فرضوا بقوله وانصرفوا .
قال(60) : وبلغ الخبر إلى مسلم بن عقيل ، فخرج بمن بايعه إلى حرب عبيد الله ، فتحصّن منه بقصر الإمارة ، واقتتل أصحابه وأصحاب مسلم . وجعل أصحاب عبيد الله الذين معه في القصر يتشرّفون منه(61) ويحذّرون أصحاب مسلم ويتوعدونهم بجنود الشام ، فلم يزالوا كذلك حتّى جاء الليل فجعل أصحاب مسلم يتفرّقون عنه ، ويقول بعضهم لبعض : ما نصنع بتعجيل الفتنة ؟ وينبغي أنْ نقعد في منازلنا وندع هؤلاء القوم حتّى يصلح الله ذات بينهم .
فلم يبقَ معه سوى عشرة أنفس ، ودخل مسلم المسجد ليصلّي المغرب فتفرّق العشرة عنه ، فلمّا رأى ذلك خرج وحيداً في سكك الكوفة حتّى وقف على باب امرأة يقال لها طوعة(62) ، فطلب منها ماءً فسقته ، ثمّ استجارها فأجارته ، فعلم به ولدها فوشى الخبر إلى عبيد الله بن زياد ، فأحضر محمَّد بن الأشعث وضمّ إليه جماعة وأنفذه لإحضار مسلم.
فلمّا بلغوا دار المرأة وسمع مسلم وقع حوافر الخيل ، لبس درعه وركب فرسه وجعل يحارب أصحاب عبيد الله ، ولمّا قتل مسلم منهم جماعة ، نادى إليه(63) محمَّد بن الأشعث : يا مسلم ، لك الأمان . فقال له مسلم : وأي أمان للغدرة الفجرة ؟! ثمّ أقبل يقاتلهم ويرتجز بأبيات حمران بن مالك الخثعمي(64) يوم القرن ، حيث يقول :

أقـسمتُ لا أُقتل إلاّ حـرّا      وإن رأيت الموت شيئاً نُكرا
أكـره  أنْ أُخـدعَ أو اُغرّا      أو  أخـلط الباردَ سخنا مرّا
كـلّ امرئٍ يوماً يُلاقي شرّا      أضـربكم  ولا أخاف ضرّا

 فقالوا له : إنك لا تُخدع(65) ولا تُغرّ . فلم يلتفت إلى ذلك ، وتكاثروا عليه بعد أنْ اُثخن بالجراح ، فطعنه رجلٌ من خلفه فخرّ إلى الأرض فأُخذ أسيراً .
 فلمّا اُدخل على عبيد الله بن زياد لم يسلّم عليه ، فقال له الحرسي : سلّم على الأمير .
 فقال له : اسكت با ويحك ! والله(66) ، ما هو لي بأمير . فقال ابن زياد : لا عليك ، سلّمت أم لم تُسلّم فإنّك مقتول . فقال له مسلم : إنْ قتلتني فلقد قَتل مَن هو شرٌّ منك مَن هو خير مني . وبعد ، فإنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة ، وخبث السريرة ولؤم الغلبة ، لا أحد أولى بها منك(67) . فقال له ابن زياد : يا عاقّ يا شاقّ ، خرجت على إمامك وشققت عصا المسلمين وألقحت الفتنة بينهم . فقال له مسلم : كذبت يابن زياد ، إنّما شقّ عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد ، وأمّا الفتنة فإنما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد ، عبد بني علاّج من ثقيف(68) ، وأنا أرجو أنْ يرزقني الله الشهادة على يدَي أشرّ البريّة(69) .
فقال له ابن زياد : منّتك نفسك أمراً حال الله دونه ، ولم يرك له أهلاً وجعله لأهله . فقال له مسلم : ومَن أهله يابن مرجانة ؟ فقال : أهله يزيد بن معاوية . فقال مسلم : الحمد لله ، رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم .
فقال ابن زياد : أتظنُّ أنّ لك من الأمر شيئاً ؟ فقال مسلم : والله ، ما هو الظنّ ، ولكنّه اليقين . فقال ابن زياد : أخبرني يا مسلم ، لِمَ أتيت هذا البلد وأمرهم ملتئمٌ ، فشتّت أمرهم(70) بينهم وفرّقت كلمتهم ؟ فقال له مسلم : ما لهذا أتيت ، ولكنكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف ، وتأمّرتم على النّاس بغير رضىً منهم ، وحملتموهم على غير ما أمركم به الله ، وعملتم فيهم بأعمال كسرى وقيصر ؛ فأتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر ، وندعوهم إلى حكم الكتاب والسُّنّة ، وكنّا أهل ذلك كما أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
 فجعل ابن زياد لعنه الله يشتمه ويشتم عليّاً والحسن والحسين (عليهم السّلام) ، فقال له مسلم : أنت وأبوك أحقّ بالشتم ، فاقضِ ما أنت قاضٍ يا عدوّ الله . فأمر ابن زياد بكير بن حمران(71) أنْ يصعد به إلى أعلى القصر فيقتله ، فصعد به ، وهو يُسبّح الله تعالى ويستغفره ويصلّي على النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فضرب عنقه ونزل وهو مذعوراً ، فقال له ابن زياد : ما شأنك ؟ فقال : أيها الأمير ، رأيت ساعة قتله رجلاً أسوداً شنيء(72) الوجه حِذاي ، عاضّاً على إصبعه ـ أو قالٍ شفتيه ـ ففزعت فزعاً لم أفزعه قط . فقال ابن زياد : لعلك دُهشت !
ثم أمر بهاني بن عروة فاُخرج ليُقتل ، فجعل يقول : وا مذحجاه ! وأين مني مذحج . وا عشيرتاه ! وأين مني عشيرتي .
فقالوا له : يا هاني ، مدّ عنقك . فقال : والله ، ما أنا بها سخي ، وما كنت لأعينكم على نفسي . فضربه غلامٌ لعبيد الله بن زياد ، يُقال له رشيد(73) ، فقتله .
وفي قتل مسلم وهاني يقول عبد الله بن زبير الأسدي(74) ـ ويقال : إنّه للفرزدق(75) :
فإن كنتِ لا تدرين ما الموت فانظري      إلـى هـانيٍ في السوق وابن عقيلِ
‏إلــى بـطل قد هَشّم السيف وجهَهُ        وآخـــر يـهـوى من جدار قتيلِ
‏أصـابـهما جـور الـبغى فأصبحا       أحـاديث مَـن يسعى(76) بكلّ سبيلِ
‏تــرى جـسداً قد غيّر الموت لونه      ونـضـح دمٍ قـد سـال كلّ مسيلِ‏
فـتـىً كـان أحـيـا من فتاة حييّةٍ      وأقـطـع مـن ذي شفرتين صقيلِ
‏أيــركـب أسـمـاء الهماليج آمنا      وقـد طـلـبـتـه مـذحج بذحولِ‏
تـطـوف حـوالـيـه مرادٌ وكلهمْ      عـلـى اُهـبـةٍ من سائل ومسولِ‏


ــــــــــــــــــــ
(1) قال ، ليس في ر .
(2) ر : وصلّى .
(3) ع : ثمّ طلب مسلم .
ومسلم هو ابن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم . تابعي من ذوي الرأي والعلم والشجاعة ، أمّه أم ولد اشتراها عقيل من الشام ، وجّه به الإمام الحسين إلى الكوفة ليأخذ له البيعة على أهلها ، فخرج من مكّة في منتصف شهر رمضان سنة 60هـ ، ودخل الكوفة في اليوم السادس من شهر شوّال ، وهو أوّل مَن استشهد من أصحاب الحسين (عليه السّلام) .
مقاتل الطالبيّين / 80 ، الطبقات الكبرى 4 / 29 ، تسمية مَن قتل مع الحسين / 151 ، الكامل في التاريخ 4 / 8 ـ 15 ، الأخبار الطوال / 233 ، تاريخ الكوفة / 59 ، الأعلام 7 / 222 ، أنصار الحسين / 124 ، ضياء العينين / 13 ـ 29 .
(4) ع : من رأي جميل .
(5) الثقفي ، لم يرد في ر .
والمختار هو أبن أبي عبيدة بن مسعود الثقفي ، أبو إسحاق . من زعماء الثائرين على بني اُميّة . من أهل الطائف . انتقل مع أبيه إلى المدينة ، وبقي هناك منقطعاً إلى بني هاشم . تزوج عبد الله بن عمر بن الخطاب أخت المختار صفية ، وكان المختار مع علي (عليه السّلام) بالعراق ، ثمّ سكن البصرة بعد علي (عليه السّلام) . قبض عليه عبيد الله بن زياد في البصرة وحبسه ونفاه ـ بشفاعة ابن عمر ـ إلى الطائف . ذهب إلى الكوفة بعد موت يزيد ؛ لأخذ الثأر من قتلة الحسين (عليه السّلام) ، واستولى على الكوفة والموصل ، وتتبع قتلة الحسين (عليه السّلام) . قتله مصعب بن الزبير بعد حرب بينهما سنة 67هـ .
الإصابة ـ ترجمة رقم 8547 ، الفرق بين الفرق / 31 ـ 37 ، الكامل في التاريخ 4 / 82 ـ 108 ، تاريخ الطبري 7 / 146 ، الأعلام 7 / 192 .
(6) من قوله : فلمّا اجتمع ، إلى هنا لم يرد في ر .
(7) لم يذكروه .
(8) ع : بن وليد . لم يذكروه .
(9) عمر بن سعد بن أبي وقّاص الزهري المدني . سيّره عبيد الله بن زياد على أربعة آلاف لقتال الديلم ، وكتب له عهده على الري ، ثمّ لمّا علم ابن زياد بمسير الحسين (عليه السّلام) من مكّة متجهاً إلى الكوفة ، كتب إلى عمر بن سعد أنْ يعود بمَن معه فعاد ، فولاّه قتال الحسين (عليه السّلام) ، فاستعفاه ، فهدّده وذكّره ولاية الري فأطاع . بعث المختار من قتل عمر بن سعد حين قيامه فقُتل .
الطبقات 5 / 125 ، الكامل في التاريخ 4 / 21 ، الأعلام 5 / 47 .
(10) ر : بأمر مسلم بن عقيل ويشيرونه ، ع : بأمر مسلم ويشيرون عليه .
(11) عبيد الله بن زياد بن أبيه . ولد بالبصرة ، وكان مع والده لمّا مات بالعراق ، قصد الشام فولاّه عمّه معاوية خراسان سنة 53هـ وبقي فيها سنتين ، ونقله معاوية إلى البصرة أميراً عليها سنة 55 ، وأقرّه يزيد عى إمارته سنة 60هـ . كانت فاجعة الطفّ في أيّامه وعلى يده ، وبعد هلاك يزيد بايع أهل البصرة لعبيد الله ، ثمّ لم يلبثوا أنْ وثبوا عليه ، فهرب متخبّئاً إلى الشام ، ثمّ عاد يريد العراق ، فلحق به إبراهيم الأشتر فاقتتلا وتفرّق أصحاب عبيد الله فقتله ابن الاشتر في خازر من أرض الموصل ، ويُدعى عبيد الله بابن مرجانة ، وهي أمّه كانت معروفة بالفسق والفجور .
تاريخ الطبري 6 / 16 و 7 / 18 و 144 ، الأعلام4 / 193 .
(12) البصرة بلدة إسلاميّة بنيت في خلافة عمر في السنة 18من الهجرة ، سمّيت بذلك ، لأنّ البصرة الحجارة الرخوة ، وهي كذلك ، فسمّيت بها ، والبصرتان : البصرة والكوفة .
مجمع البحرين 3 / 225 ـ 226 .
(13) كان مولى للحسين(عليه السّلام) ، أرسله إلى أهل البصرة ، وسلّمه أحد من أُرسل إليهم من زعماء البصرة إلى عبيد الله فقتله . وذكر بعض المؤرخين أنّه استشهد مع الحسين(عليه السّلام) ، والظاهر أنّه وقع خلط بين هذا وبين سليمان آخر استشهد مع الحسين (عليه السّلام) .
تاريخ الطبري5 / 357 ـ 358 ، مقتل الخوارزمي 1 / 199 ، بحار الأنوار 44 / 337 ـ 340 ، أنصار الحسين / 74 ، ضياء العينين / 39 ـ 40 .
(14) لم يذكروه .
(15) المنذر بن الجارود بن عمرو بن خنيس العبدي . ولد في عهد النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، وشهد الجمل مع علي (عليه السّلام) ، وولاّه علي إمرة اصطخر ، ثمّ بلغه عنه ما ساءه فكتب إليه كتاباً وعزله ، ولاّه عبيد الله بن زياد ثغر الهند سنة 61هـ ، فمات فيها آخر سنة 61هـ .
الإصابة ـ ترجمة رقم 8336 ، جمهرة الأنساب / 279 ، الأغاني 11 / 117 ، الأعلام 7 / 292 .
(16) ر : سعيد .
(17) ر : الفجر .
(18) ب : فقالوا إنما والله نمنحك ، ع : إنّا والله نمنحك .
(19) ب : ونحمد .
(20) ب : فقل حتّى نسمع .
(21) قد ، لم ترد في ب . ع .
(22) ابنه ، لم يرد في ر .ب .
(23) بغير رضىً منهم ، لم يرد في ر . ب .
(24) ر ، ب : ابن رسول الله .
(25) ر : له فضل لا يوصف وهو .
(26) ب : وقدمته .
(27) ر : وجبت لله الحجّة ، ب : وحيت لله به الحجة ، ع : وحببت لله به الحجّة ، والمثبت ملّفق من هذه النّسخ .
(28) ر : فلا تعشوا عن نور الحقّ ، ولا تكسعوا في الباطل ، ب : ولا تعشوا . . . . ، ع : وهد الباطل والتسكّع : التمادي في الباطل .
(29) يعرف بالأحنف ، والأحنف : لقب له ؛ لحنف كان في رجله . واختلفوا في اسمه ، فقيل : صخر ، وقيل : الضحاك . ولد في البصرة ، وأدراك النّبي (صلّى الله عليه وآله) ولم يره ، اعتزل يوم الجمل ، توفّي في الكوفة .
الطبقات 7 / 66 ، جمهرة الأنساب / 206 ، تاريخ الاسلام 3 / 129 ، الأعلام 1 / 27 ـ 277 .
(30) قد ، لم يرد في ب . ع .
(31) ب : ونقيك بأبداننا إذا شئت ، ع : إذا شئت فافعل .
(32) ع : يزيد .
(33) ر : نراجع المشهورة ونأتك برأين ، ب : نراجع المشورة ويأتيك رأين .
(34) ر : وخلفاؤك .
(35) ر : ووديعة .
(36) ع : قال : مالِك آمنك .
(37) ر : بحيرة ابنت المنذر . لم يذكروها .
(38) ب : تحت عبيد الله بن زياد .
(39) ر : استأمر .
(40) لم أعثر على مَن ترجم له .
(41) هاني بن عروة الغطيفي المرادي المذحجي . أحد سادات الكوفة وأشرافها . أدرك النبي(صلى الله عليه وآله) وصحبه ، وكان من أصحاب وخواصّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) . شارك في حروب الجمل وصفين والنهروان . كان من أركان حركة حجر بن عدي الكندي ضّد زياد بن أبيه ، قتله عبيد الله بن زياد في اليوم الثامن من ذي الحجّة سنة 60هـ وبعث برأسه مع رأس مسلم إلى يزيد .
تسمية مَن قُتل مع الحسين (عليه السّلام) / 156 ، الكامل 4 / 10 ـ 15 ، المحبر / 480 ، النقائض / 246 ، التاج 3 / 359 ، رغبة الآمل 2 / 86 ، جمهرة الأنساب / 382 ، الأعلام 8 / 68 ، أنصار الحسين / 124 ـ 125 ، ضياء العينين / 30 ـ 38 .
(42) محمَّد بن الأشعث بن قيس الكندي ، أبو القاسم . من أصحاب مصعب بن الزبير ، قُتل سنة 67هـ . الإصابة ـ ترجمة رقم 8504 ، الأعلام 6 / 39 .
(43) أسماء بن خارجة بن حصين الفزاري . تابعي من رجال الطبقة الأولى من أهل الكوفة . توفّي سنة 66هـ . فوات الوفيات 1 / 11 ، تاريخ الإسلام 2 / 372 ، النّجوم الزاهرة 1 / 179 ، الأعلام 1 / 305 .
(44) ر : عليّ .
(45) لم يذكروه .
(46) كذا في النّسخ ، والظاهر أنّ الصحيح : حائن ، وهو الذي حان حينه وهلاكه ، راجع مجمع الأمثال للميداني .
(47) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي ، أبو أُميّة . أصله من اليمن ، ولي قضاء الكوفة في زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية ، واستعفى في أيام الحجّاج فأعفاه سنة 77هـ . توفّي سنة 78هـ .
الطبقات 6 / 90 ـ 100 ، وفيات الأعيان 1 / 224 ، حلية الأولياء 4 / 132 ، الأعلام 3 / 116 .
 الصفحة ( 115 )
(48) ر : وأنشد بيت معدي كرب الزبيدي .
وعمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي ، فارس اليمن وصاحب الغارات المذكورة . وفد على المدينة سنة 9هـ في عشرة من بني زبيد فأسلم وأسلموا . يكنّى أبا ثور . توفّي على مقربة من الري سنة 21هـ ، وقيل : قتل عطشاً يوم القادسية .
الاصابة ـ ترجمة رقم 5972 ، الطبقات 5 / 383 ، خزانة الأدب 1 / 425 ـ 426 ، الأعلام 5 / 86 .
(49) لم يذكروه ، وهو ملعون خبيث .
(50) ر : مسلم بن عمر ، وفي بعض النّسخ : مسلم بن عمير الباهلي . لم يذكروه .
(51) ر : فقال .
(52) ر : وأغلق .
(53) ع : القوم .
(54) إذا ، لم يرد في ر .
(55) ر : وأُجلس .
(56) الراوي ، لم يرد في ر .
(57) ر : عمر .
(58) لم أهتد إلى من ترجم لها .
(59) ر : ووجوهنا .
(60) قال ، لم يرد في ر .
(61) منه ، لم يرد في ر .
(62) كانت أم ولد للأشعث بن قيس الكندي ، وقد كان لها ابن من غيره يقال له بلال بن أسيد ، أعتقها الأسيد الحضرمي .
الكامل في التاريخ 4 / 31 ، وراجع اعلام النّساء المؤمنات / 363 ـ 364 وما ذكر فيه من مصادر ترجمتها .
(63) ر : حتّى قتل منهم جماعة فناداه .
(64) لم أعثر على مَن ترجم له .
(65) ب : فنادى إليه إنّك لا تكذب ولا تغرّ .
(66) يا ويحك والله ، لم يرد في ر .
(67) وبعد فإنك . . . . أولى بها منك ، لم يرد في ب .
(68) قال السيّد الخوئي : زياد بن عبيد . . . ، هذا هو زياد بن أبيه ، وأمّه سميّة المعروفة ، وقصّة إلحاقه بأبي سفيان مشهورة ، ونغله عبيد الله قاتل الحسين (عليه السّلام) .
وليت شعري كيف عدّ العلامة وابن داود هذا اللعين ابن اللعين أبا اللعين في القسم الأوّل من كتابيهما ، وكأنّهما لم يلتفتا إلى أنّ زياد بن عبيد هو زياد المعروف بأمّه ، والله العالم . معجم رجال الحديث 7 / 309 .
(69) ب ، ع : شرّ بريّته .
(70) أمرهم ، لم يرد في ر .
(71) في كتاب مستدركات علم الرجال 2 / 50 : بكر بن حمران الأحمري . خبيث معلون ، قاتل مسلم ابن عقيل .
(72) ب ، ع : سيّء .
(73) لم يذكروه ، وهو خبيث معلون .
(74) عبد الله بن الزّبير ببن الأعشى واسمه قيس بن مجبرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين الأسدي . أدب الطفِّ 1 / 146 .
(75) ع : ويقال : إنها للفرزدق وقال بعضهم : إنها لسليمان الحنفي .
والفرزدق هو : همّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي ، أبو فراس . شاعر من النّبلاء من أهل البصرة ، عظيم الأثر في اللغة ، كان شريفاً في قومه ، وكان أبوه من الأجواد الأشراف ، وكذلك جدّه . توفّي في بادية البصرة سنة 110هـ وقد قارب المئة من عمره .
خزانة الأدب 1 / 105 ـ 108 ، جمهرة أشعار العرب / 163 ، الأعلام 8 / 93 .
(76) ع : يسري .
    


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page