• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في قصريزيد

قال الراوي(1) : ثمّ اُدخل ثقل الحسين (عليه السّلام) ونساؤه ومَن تخلّف من أهله على يزيد ، وهم مقرنون(2) في الحبال ، فلمّا وقفوا بين يديه ـ وهم على تلك الحال ـ قال له علي بن الحسين (عليه السّلام) : (( أنشدك الله يا يزيد ، ما ظنّك برسول الله (صلّى الله عليه وآله) لو رآنا على هذه الصفة ؟ ))(3) . فأمر يزيد بالحبال فقُطّعت ، ثمّ وضع رأس الحسين (عليه السّلام) بين يديه وأجلس النّساء خلفه لئلاّ ينظرن إليه ، فرآه علي بن الحسين (عليه السّلام) فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً .
وأمّا زينب (عليها السّلام) ، فإنّها لمّا رأته أهوت إلى جيبها فشقّته ، ثمّ نادت بصوت حزين يقرح القلوب : يا حسيناه ! يا حبيب رسول الله ! يابن مكّة ومنى ! يابن فاطمة الزهراء سيّدة النّساء ! يابن بنت المصطفى !
قال الراوي(4) : فأبكت والله ، كلّ مَن كان حاضراً في المجلس ، ويزيد ساكت .
ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد ، تندب الحسين (عليه السّلام) وتنادي :
 يا حسيناه ! يا حبيباه ! يا سيّد أهل بيتاه ! يابن محمَّداه ! يا ربيع الأرامل واليتامى ! يا قتيل أولاد الأدعياء !
قال الراوي(5) : فأبكت كلّ مَن سمعها .
ثم دعا يزيد بقضيب خيزران ، فجعل ينكث به ثنايا الحسين (عليه السّلام) ، فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي(6) وقال : ويحك يا يزيد ، أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة (عليهما السّلام) ؟! أشهد لقد رأيت النّبي (صلّى الله عليه وآله) يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن (عليه السّلام) ، ويقول : (( أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة ، قتل الله قاتليكما ، ولعنه وأعدّ له جهنّم وساءت مصيرا )) .
قال الراوي(7) : فغضب يزيد وأمر بإخراجه فاُخرج سحباً .
قال : وجعل يزيد يتمثّل بأبيات ابن الزّبعري(8) ويقول :
لـيـت أشـيـاخي ببدرٍ شـهدوا      جزع الـخزرج من وقع الأسلْ(9)
‏فـأهـلّـوا  واسـتـهلوا فرحاً      ثــمّ قـالوا يا يزيد لا تُـشلْ(10)
‏قـد قـتـلـنا القرم من ساداتهمْ      وعــدلـنـاه بـبـدرٍ فـاعتـدلْ
لـعبت هـاشمُ بـالملك فلا     خـبرٌ جـاء ولا وحيٌ نزلْ
‏لستُ من خِندف إن لم أنتقمْ     من بني أحمد ما كان فعلْ(11)

قال الراوي(12) : فقامت زينب ابنة علي (عليها السّلام) وقالت(13) : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمَّد(14) وآله أجمعين ، صدق الله كذلك يقول : ( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ كانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ )(15) . أظننت يا يزيد ـ حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السّماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء(16) ـ أنّ بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة! ! وأنّ ذلك لعظيم خطرك عنده ؟! فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك(17) جذلاً(18) مسروراً حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والاُمور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلاً مهلاً ، أنسيت قول الله عزّ وجل : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ )(19) .
أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك إماءك ونساءك ، وسوقك(20) بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبايا ، قد هتكت ستورهنّ ، وأبديت وجوههنّ ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن(21) أهل المنازل والمناهل(22) ، ويتصفّح وجوههنّ القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهنَّ من رجالهنّ وليّ ، ولا من حُماتهنّ حَمي ؟! وكيف ترتجى مراقبة مَن(23) لَفَظَ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟! وكيف يستظل في ظلّنا(24) أهل البيت مَن نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والإحن والأضغان ؟!
ثمّ تقول غير متأثّم ولا مستعظم :
فأهلّوا(25) واستهلّوا فرحاً     ثمّ قالوا يا يزيد لا تشلْ
منتحياً(26) على ثنايا أبي عبد الله (عليه السّلام) سيّد شباب أهل الجنّة ، تنكتها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة ؛ بإراقتك دماء ذرّيّة محمَّد (صلّى الله عليه وآله) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ؟! وتهتف بأشياخك ، زعمت أنك تناديهم ! فلتردنّ وشيكاً موردهم ، ولتودّن أنّك شللت وبكمت ولم تكن قلتَ ما قلت ,وفعلت ما فعلت .
اللهمَّ ، خذ بحقّنا وانتقم ممّن ظلمنا ، واُحلل غضبك بمَن(27) سفك دمائنا وقتل حماتنا .
فوالله ، ما فريتَ إلاّ جلدك ، ولا حززت(28) إلاّ لحمك ، ولتَردنَّ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما تحمّلتَ من سفك دماء ذرّيّته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، وحيث يجمع الله شملهم ويلمّ شعثهم ويأخذ بحقّهم ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون )(29) . وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمَّد (صلّى الله عليه وآله) خصيماً ، وبجبرئيل ظهيراًَ ، وسيعلم مَن سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلا ! وأيّكم شرّ مكاناً وأضعف جنداً .
ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك ، أنّي لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى والصدور حرّى . ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ! فهذه الأيدي تنضح(30) من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تتناهبها(31) العواسل ، وتعفوها اُمّهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك وما ربّك بظلام للعبيد ، فإلى الله المشتكى وعليه المعوّل .
فكد كيدك ، واسعَ سعيك ، وناصب(32) جهدك ، فوالله ، لا تمحو ذكرنا ولا تُميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ولا تدحض عنك عارها ، وهل رأيك إلاّ فَنَد ، وأيّامك إلاّ عدد ، وجمعك إلاّ بدد ، يوم يُنادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين .
فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة . ونسأل الله أنْ يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة إنّه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
فقال يزيد لعنه الله :
يا صيحةً تُحمدُ من صوائحِ    ما أهونَ الموتِ على النَّوائحِ

قال الراوي : ثمّ استشار أهل الشام فيما يصنع بهم ، فقالوا : لا تتخذ من كلب سوء جرواً . فقال له النّعمان بن بشير : انظر ما كان الرسول يصنع بهم فاصنعه بهم .
فنظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية . فقالت فاطمة لعمّتها : يا عمّتاه ، اُيتمت واُستخدَم ؟!(33) فقالت زينب (عليها السّلام) : لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق . فقال الشامي : مَن هذه الجارية ؟ فقال له يزيد لعنه الله : هذه فاطمة بنت الحسين ، وتلك زينب (عليها السّلام) بنت علي بن أبي طالب (عليه السّلام) . فقال الشامي : الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب (عليهما السلام) ؟!
قال : نعم . فقال الشامي : لعنك الله يا يزيد ! تقتل عترة نبيّك وتسبي ذرّيّته ؟! والله ، ما توهّمت إلاّ أنّهم سبي الروم(34) ! فقال يزيد : والله ، لألحقنّك بهم . ثمّ أمر به فضُربت عنقه .
قال الراوي(35) : ودعا يزيد لعنه الله بالخاطب ، وأمره أنْ يصعد المنبر فيذمّ الحسين وأباه صلوات الله عليهما ، فصعد وبالغ في ذمّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين الشهيد (عليهما السّلام) ، والمدح لمعاوية ويزيد . فصاح به علي بن الحسين (عليه السّلام) : (( ويلك أيُّها الخاطب ! اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق ! فتبوّأ مقعدك من النّار )) .
ولقد أحسن ابن سنان الخفاجي(36) في وصف أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وعلى أولاده ، حيث يقول :
أعلى المنابرِ تُعلنون بسبِّهِ    وبسيفِهِ نُصبت لكمْ أعوادُها
قال الراوي(37) : ووعد يزيد لعنه الله عليَّ بن الحسين (عليه السّلام) في ذلك اليوم أنّه يقضي له ثلاث حاجات ، ثم أمر بهم إلى منزل لا يكنّهم من حرٍّ ولا برد ، فأقاموا به حتّى تقشّرت وجوههم .
وكانوا مدّة مقامهم في البلد المشار إليه ، ينوحون على الحسين (ع ) .
قالت سُكينة : فلمّا كان في اليوم الرابع من مقامنا ، رأيت في المنام ، وذَكرتْ مناماً طويلاً تقول في آخره : ورأيت امرأةً راكبةً في هودج ويدها موضوعة على رأسها ، فسألت عنها ، فقيل لي : هذه فاطمة بنت محمَّد (صلّى الله عليه وآله) اُمّ أبيك . فقلت : والله ، لأنطلقن إليها ولأخبرنّها ما صُنع بنا .
فسعيت مبادرة نحوها حتّى لحقت بها ، ووقفت بين يديها أبكي وأقول : يا اُمّاه ، جحدوا والله حقّنا ! يا اُمّاه ، بدّدوا والله شملنا ! يا اُمّاه ، استباحوا والله حريمنا ! يا اُمّاه ، قتلوا والله الحسين أبانا ! فقالت لي : (( كُفّي صوتك يا سكينة ، فقد قطّعت نياط قلبي وأقرحتي كبدي ، هذا قميص أبيك الحسين لا يُفارقني حتّى ألقى الله به )) .
وروى ابن لهيعة عن أبي الأسود محمَّد بن عبد الرحمن(38) قال : لقيني رأس الجالوت(39) فقال : والله ، إنّ بيني وبين داود (عليه السّلام) سبعين(40) أباً ، وإنّ اليهود تلقاني فتعظّمني ، وأنتم ليس بينكم وبين نبيّكم إلاّ أب واحد قتلتم ولده !(41) .
 وروي عن الإمام زين العابدين (عليه السّلام) أنّه قال : (( لمّا أتوا برأس الحسين (عليه السّلام) إلى يزيد لعنه الله ، كان يتّخذ مجالس الشرب ، ويأتي برأس الحسين (عليه السّلام) ويضعه بين يديه ويشرب عليه .
فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم ـ وكان من أشراف الروم وعظمائهم ـ فقال : يا ملك العرب ، هذا رأس مَن ؟ فقال له يزيد : مالك ولهذا الرأس ؟ فقال : إنّي إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كلِّ شي‏ء رأيته ، فأحببت أنْ اُخبره بقصّة هذا الرأس وصاحبه حتّى يشاركك في الفرح والسرور . فقال له يزيد لعنه الله : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب . فقال الرومي : ومَن اُمّه ؟ فقال : فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
فقال النصراني : اُفٍّ لك ولدينك ، لي دين أحسن من دينك ، إنّ أبي من حوافد داود (عليه السّلام) وبيني وبينه آباء كثيرة ، والنصارى يعظّمونني ويأخذون من تراب أقدامي ؛ تبرّكاً بي بأنّي من حوافد داود (عليه السّلام) . وأنتم تقتلون ابن بنت نبيّكم وما بينه وبين نبيكم إلاّ اُمّ واحدة ، فأيّ دين دينكم ؟!
ثم قال ليزيد : هل سمعت حديث كنيسة الحافر ؟ فقال له : قل حتّى أسمع . فقال : إنّ بين عمان(42) والصين(43) بحراً مسيره ستة أشهر(44) ، ليس فيهاعمران إلاّ بلدة واحدة في وسط الماء ، طوله ثمانون فرسخاً في ثمانين فرسخاً ما على وجه الأرض بلدة أكبر منها . ومنها يحمل الكافور والياقوت ، أشجارهم العود والعنبر ، وهي في أيدي النصارى لا مُلك لأحدٍ من الملوك فيها سواهم . وفي تلك البلدة كنائس كثيرة ، أعظمها كنيسة تسمّى كنيسة الحافر ، في محرابها حقّة ذهب معلّقة ، فيها حافرٌ يقولون : إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى(45) . وقد زيّنوا حول الحقّة بالذهب والديباج ، يقصدها في كلّ عام عالَمٌ من النصارى ويطوفون حولها ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله تعالى عندها(46) . هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون أنّه حافر حمار كان يركبه عيسى (عليه السّلام) نبيّهم ، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيّكم ! فلا بارك الله فيكم ولا في دينكم .
فقال يزيد : اُقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده . فلمّا أحسّ النصراني بذلك ، قال له : أتريد أنْ تقتلني ؟ قال : نعم . قال : اعلم أنّي رأيت البارحة نبيّكم في المنام يقول : (( يا نصراني ، أنت من أهل الجنّة )) . فتعجّبت من كلامه ! وأنا أشهد أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمَّداً رسول الله . ثمّ وثب إلى رأس الحسين (عليه السّلام) وضمّه إلى صدره ، وجعل يقبّله ويبكي حتّى قُتل )) .
قال : وخرج زين العابدين (عليه السّلام) يوماً يمشي في أسواق دمشق ، فاستقبله المنهال بن عمرو(47) ، فقال : كيف أمسيت يابن رسول الله ؟
قال : (( أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم . يا منهال ، أمسَت العرب تفتخر على العجم بأنّ محمَّداً عربي ، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأنّ محمَّداً منها ، وأمسينا معشر أهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشرّدون ! ! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون مما أمسينا فيه يا منهال )) .
ولله در مهيار(48) حيث يقول :
 يـعظّمون لـه أعواد منبرِهِ     وتحت أقدامهم أولاده وضعُوا
بـأيّ حـكمٍ بـنوه يتّبعونكمْ     وفخركمْ أنكم صحبٌ له تبعُ

ودعا يزيد يوماً بعلي بن الحسين (عليهما السّلام) وعمرو بن الحسن(49) ، وكان عمرو صغيراً ، يقال : إنّ عمره إحدى عشرة سنة .
فقال له : أتصارع هذا ؟ يعني ابنه خالداً(50) . فقال له عمرو : لا ، ولكن إعطني سكّيناً وإعطه سكّيناً ثمّ اُقاتله .
فقال يزيد لعنه الله :
شنشنةٌ أعرفها من أخزمِ    هـل تلد الحيّة إلاّ الـحيّةْ
وقال لعلي بن الحسين (عليه السّلام) : اذكر حاجاتك الثلاث اللاتي وعدّتك بقضائهنّ . فقال له (عليه السّلام) : (( الاُولى : أنْ تريني وجه سيّدي ومولاي الحسين (عليه السّلام) فأتزود منه ؛ والثانية : أنْ تردّ علينا ما اُخذ منّا ؛ والثالثة : إنْ كنت عزمت على قتلي أنْ توجّه مع هؤلاء النسوة مَن يردّهن إلى حرم جدّهن (صلّى الله عليه وآله) )) . فقال : أمّا وجه أبيك فلن تراه أبداً ؛ وأمّا قتلك فقد عفوت عنك ؛ وأمّا النّساء فلا يردّهن إلى المدينة غيرك ؛ وأمّا ما أُخذ منكم فإنّي اُعوضكم عنه أضعاف قيمته . فقال (عليه السّلام) : (( أمّا مالك فلا نريده ، وهو موفّر عليك ، وإنّما طلبتُ ما اُخذ منّا ؛ لأنّ فيه مغزل فاطمة بنت محمَّد (صلّى الله عليه وآله) ومقنعتها وقلادتها وقميصها )) .
فأمر بردّ ذلك وزاد عليه مئتَي دينار ، فأخذها زين العابدين (عليه السّلام) وفرّقها على الفقراء والمساكين .

ــــــــــــــــــــ
(1) قال الراوي ، لم يرد في ر .
(2) ر : مقرنين ، بدلاً من : وهم مقرنون .
(3) ب : الحالة .
(4) الراوي ، من ع .
(5) الراوي ، من ع .
(6) هو فضلة بن عبيد بن الحارث الأسلمي ، غلبت عليه كنيته ، وقد اُختلف في اسمه . صحابي من أهل المدينة ثمّ سكن البصرة ، شهد مع علي (عليه السّلام) النهروان ، وتوفّي بخراسان سنة 65 هـ .
تهذيب التهذيب 10 / 446 ، الإصابة ـ ترجمة رقم 8718 ، الأعلام 8 / 33 .
(7) الراوي ، من ع .
(8) عبد الله بن الزِّبَعْري بن قيس السهمي القرشي ، أبوسعد .
شاعر قريش في الجاهلية ، كان شديداً على المسلمين ، ولما فُتحت مكّة هرب إلى نجران . توفّي سنة 15 هـ .
الأعلام 4 / 87 ، وراجع مَن ذكره من مصادر ترجمته هناك .
(9) ر : وقعة . والمثبت من ع .
(10) ع : لأهلّوا .
(11) البيتين الأخيرين لم يردا في ر ، ووردا في ع .
(12) الراوي ، من ع .
(13) ب . ع : بنت علي بن أبي طالب (عليه السّلام) . فقالت .
(14) ب . ع : رسوله .
(15) الروم / آية 10 .
(16) ب : الأسارى . ع : الأسراء . والمثبت من ر .
(17) ر : ونظرت إلى فيء عطفك .
(18) ب . ع : جذلان .
(19) سورة آل عمران / 178 .
(20) ب . ع : تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك .
(21) ر : ويتشرّفهنّ .
(22) ب . ر : المناهل والمناقل .
(23) ر : وكيف ترجو مراقبة ابن مَن .
(24) ب : وكيف يستبطأ في بغضنا . ع : وكيف ويستبطأ في بغضاء .
(25) ب : وأهلّوا . ع : لأهلّوا .
(26) ر : متخنيا .
(27) ر : واحلل غضبنا على مَن .
(28) ب : ولا جززت .
(29) سورة آل عمران / 169 .
(30) ب . ع : تنطف .
(31) ب . ع : تنتابها .
(32) ر : واجهد .
(33) ر : واستخدمت . والمثبت من ع .
(34) ر : سبي ترك الروم .
(35) الراوي ، من ع .
(36) عبد الله بن محمَّد بن سعيد بن سنان ، أبو محمَّد الخفاجي الحلبي . شاعرٌ أخذ الأدب عن أبي العلاء وغيره ، توفّي بالسم سنة 466 هـ .
الأعلام 4 / 122 وقد ذكر من مصادر ترجمته : فوات الوفيات 1 / 233 ، النّجوم الزاهرة 5 / 96 .
(37) الراوي ، من ع .
(38) أبو الأسود محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل القرشي الأسدي ، نزل مصر وحدّث بها كتاب المغازي لعروة بن الزبير ، روى عن علي بن الحسين والنّعمان بن أبي عياش وطائفة ، وروى عنه حبوة بن شريح ومالك بن أنس وآخرون .
توفّي سنة بضع وثلاثين ومئة .
سيرة أعلام النّبلاء 6 / 150 ترجمة رقم 62 .
(39) لم يذكروه .
(40) ب . ع : السبعين .
(41) ب : وأنتم ليس بينكم وبين ابن نبيكم إلاّ أب واحد قتلتموه . ع : وأنتم ليس بين ابن نبيكم وبينه إلاّ أب واحد قتلتم ولده .
(42) عُمان ، بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون : اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند ، أكثر أهلها خوارج أباضية ، وأهل البحرين بالقرب منهم بضدّهم .
وعَمّان ، بالفتح ثمّ التشديد : بلد في طرف الشام ، وكانت قصبة أرض البلقاء .
معجم البلدان 4 / 150 ـ 151 .
(43) الصين بالكسر وآخره نون : بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب ، وشماليها الترك .
معجم البلدان 3 / 444 .
(44) ب . ع : مسيرة سنة .
(45) ر : نبيّهم عيسى .
(46) عندها ، من ع .
(47) في ر : المنهال بن عمر .
وهو : المنهال بن عمرو الأسدي ، عدّه الشيخ بهذا العنوان تارة في أصحاب الحسين (عليه السّلام) واُخرى في أصحاب علي بن الحسين (عليه السّلام) ، وعدّه بزيادة كلمة مولاهم في أصحاب الباقر (عليه السّلام) ، وعدّه في أصحاب الصادق (عليه السّلام) أيضاً قائلاً : المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم كوفي ، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السّلام) ، وعدّه البرقي في أصحاب علي بن الحسين (عليه السّلام) . روى عن الأصبغ ، وروى عنه علي بن عباس . . .
معجم رجال الحديث 19 / 8 .
(48) مهيار بن مرزويه ، أبو الحسن أو أبو الحسين الديلمي الفارسي .
شاعر كبير ، في معانيه ابتكار وفي اُسلوبه قوّة ، سكن بغداد وأسلم على يد الشريف الرضي وعليه تخرّج في الشعر والأدب .
توفّي في بغداد سنة 428 هـ .
الأعلام 7 / 317 ، وذكر من مصادر ترجمته : تاريخ بغداد 13 / 276 ، المنتظم 8 / 94 ، البداية والنهاية 12 / 41 وغيرها .
(49) ع : الحسين .
ومرّت ترجمته في هامش الصفحة ( 191 .
(50) خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، أبو هاشم القرشي الاُموي .
روى عن أبيه وعن دحية ولم يلقه . قيل : توفّي سنة 84 هـ أو 85 هـ ، وقيل : سنة 90 هـ .
سير أعلام النّبلاء 4 / 382 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page