• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

- 2 - الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود: مدير مكتب رئيس الجمهورية المصرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر

أراني، وأنا أمر بلمح الذهن بعد رأى العين، على صفحات هذا الكتاب: " مع رجال الفكر في القاهرة " إنما أمر على " ألبوم " يضم بين غلافيه مجموعة صور لطائفة غير قليلة من حملة الأقلام الأعلام الذين لهم فضل غير منكور في بناء النهضة الفكرية التي تلألأت بأرض مصر طوال ما انقضى من سنى هذا القرن العشرين، وأشعت بعض نورها على ما حولها من ديار وأقطار... فما يغيب عن بال منصف أن أي كاتب منهم إنما أضاف سطرا أو عبارة إلى موسوعة المعارف الإنسانية التي تهم هذا الشطر الشرقي من العالم وتشوقه.. أو وضع لبنة في بنائنا الثقافي ترتفع فترا، أو شبرا، وربما قامة بصرحنا الحضاري العربي الذي كان - من مئات السنين - منارة تنير طريق البشرية، نأمل اليوم ونعمل على أن تغدو كسابق عهدها، هادية شماء، تكسف إشراقة النهار، وتطاول رفعة السماء!..
على امتداد مسيرة العقل الإنساني الخلاق، وفي مختلف اتجاهات نشاطه يطوف واضع الكتاب: صديقنا " المرتضى " فوق صفحاته طوفا سريعا بقارئه في صحبة كتاب أعلام قد تناولوا بأقلامهم ألوانا شتى من خطوات الفكر وسبحاته: عرضا وسردا، أو وزنا ونقدا، أو بحثا ودراسة... فكيف تمضي بنا هذه الرحلة، وإلى أين تقود؟..
إنه لحدس صواب، أو حدس توفيق، كما أشتهي وأرجو، أن أتلفت ويتلفت معي كل من يطالع الكتاب، فإذا مجال " المطاف " - من أية زاوية تلقته العين - محمود مشكور... وإذا جهد " المطوف " - بأي مقياس قاسه الفهم - محمود مشكور.
اشتهاء ورجاء!..
نعم!...
ولكنه الاشتهاء الذي لا يغوص بالأمنية في أغوال المحال، والرجاء الذي لا يسدر براجيه في غلواء الخيال.. ولست أعني بما أسلفت إشادة بالكتاب، ولا إعلاء بشأن واضعه، إذ الإشادة صدى لتقدير القارئ وحده وإنه لتقدير - في اعتقادي - وارد لا خلاف فيه. والإعلاء تكريم للمؤلف يغنيه عنه جزاء ما عرف من حسن بلائه فيما نشر له من قبل، وما قد أخذ نفسه بنشره على أبناء العربية من ذخائر فكرية بعضها بقلمه وبعضها بأقلام سواه من المؤلفين بلسانها المبين.. إنما أحببت، في حقيقة الأمر، أن أشير بحركة مومئة، إلى أن الكتاب المعروض الآن على القراء قد جاءنا بنحو فريد المثال من كتب السير والتراجم لم يتكلف فيه صاحبنا " المرتضى " تقديم عرض فني كامل لحياة بعض " رجال الفكر في القاهرة " يتناول مراحلهم العمرية بالتقصي والتفصيل أو يحاول التصدي لأعمالهم الفكرية بالدراسة والتحليل... بل هو أقرب إلى أن يكون مجموعة من خطوط نقاط قلمية خفيفة: لينة كبسمة حانية، رقيقة كنسمة وانية.. لكأن أولاها أسلاك صلب مغزول تمتد وحداته وتنتشر، ثم تستقيم، ثم تلتحم في هيئة قوائم ودعائم رأسية وأفقية فتكون ما يشبه الأطر. وكأن ثانيتها نثار تبر مبدور تتدانى ذراته وتقترب، ثم تلتئم، ثم تنتظم في هيئة فرائد فقلائد، مكونة أجساما شتى لونية أشبه بصور!..
على السجية الطليقة الرخية يمشي بنا واضع كتابنا هذا فوق الصفحات، فإذا هو، في سهولة ويسر، ينقل لنا - كما أسلفت القول - صورا في أطر... الأطر: حياة أرباب الفكر، والصور كنه الأفكار.. فما أن تلتقى بما يقدم حتى ترى في كل منها صورة في إطار، لا مجلوة الجلاء كله، ولا مطموسة الطموس كله، وإنما تحتوي من الأضواء والظلال ما يوشك أن يضع الأعمال الفكرية لهؤلاء الأعلام على نحو يسعها معه التعبير عن محتوياتها ومضامينها بالإيماء والتلميح، إن يكن فاته التفسير بالمجاهرة والتصريح.
ولا إخالني أغالي لو أنني قلت إن المؤلف قد اختار لنفسه، بهذا الإيجاز الطريق الأصعب، إذ نراه يؤثر الكلمة على العبارة، والسطر على الصحيفة، ولو استطاع فربما لجأ في تعبيره إلى الرمز دون الإفصاح متبعا مثل أسلوب الاختزال!..
والحق معه!..
فلقد شاء أن يجمع لقرائه أكبر قدر ما يعلم في أصغر حيز مما يكتب!..
إنه يعرف لهم بضعة وثلاثين علما من أعلام الفكر في صفحات معدودات يسهل عليه - لو شاء - أن يفردها لواحد منهم.
وهو يتخلل أذهان أعلامنا هؤلاء ليستخلص منها من ثمرات عقولهم ما قد يشبع بعض نهم المنهومين بالمعرفة واستقصاء الآراء.
وهو يجري في معالجة هذا الأمر على طريقة من المناقشة الميسرة بينه وبين من أسكنهم بين غلافي كتابه، فإذا الحوار سهل هين، وإذا الحديث رقيق لين، وإذا المعاني لا تشق على قارئ متخصص ولا على قارئ يتخطف الكلمات تخطفا ويعبر السطور عبور من يزجى وقت فراغ!..
بل النقاش الذي يسوقه المرتضى لمدخل عرف كيف ينفذ منه إلى بث أفكاره العقيدية والدفاع عنها، دون أن يتبدى للناس في ثوب دعوة، أو في زرد دفاع!
بل حديثه كله إغراء للقراء بمتابعة السير من أجل ارتياد منابع المعرفة التي وضع لهم - بمواجزاته تلك - معالم واضحة على طريقها، تهديهم إليها، لينهل منها من شاء كيف شاء...
وأتساءل:
أفليست تلك المناقشات - وإن قصرت - " مشهيات " تضيف إلى تشهي المشتهي، ونهم المنهوم، وتهئ المقل العيوف للكظة وتناول أغلظ الطعام!؟
عبد الفتاح عبد المقصود    
الإسكندرية 20 / 11 / 1975


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page