إنّ الاستبصار لا ينشأ من العواطف والأحاسيس الطارئة، أو الاندفاع نتيجة الانفعال أو المجازفة او اللامبالات بالعقيدة أو التذبذب في المبدأ والاتّجاه، بل هو موقف يتّخذه صاحبه بعد دراسة واعية ومستفيضة وتفكير دائب ومعمّق تكون ثمرته القناعة الكاملة.
ويواجه المستبصر في هذه المرحلة الكثير من المصاعب ـ التي سوف نشير إليها في البحوث القادمة ـ ويواجه الكثير من العقبات التي يتطلب اجتيازها الكثير من الترويض والوعي والتحلّي بالصبر، ولكن المستبصر يصمد بقوّة ليسير وفق ما تملي عليه الأدلّة والبراهين.
ولا يتم هذا التحوّل المذهبي إلاّ عبر مجموعة عوامل تقود صاحبها وتدفعه إلى اعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا هو الموضوع الذي سوف نسلّط عليه الضوء في هذا الفصل.
وأودّ قبل التطرّق إلى هذه العوامل أن أشير إلى هذه الحقيقة بأنّ الأسباب والعوامل التي تدفع المستبصرين إلى اعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام)كثيرة ومتنوّعة ومتداخلة، وبعضها تعمل بصورة مباشرة وأخرى تعمل بصورة غير مباشرة، وبعضها واضحة و ماثلة للعين وبعضها خفيّة وكامنة.
وكل هذه العوامل تعمل بأقدار متفاوتة، وتترك آثاراً مختلفة، وقد يقوى أثرها في شخص ويضعف في آخر، ولكنّها جميعا لها في النهاية أثرها الذي لاينكر.
الدافع الأول: التعرّف على عظمة أهل البيت (عليهم السلام)
الدّافعُ الثّاني: التعرّف على واقع أهل السنّة
الدافع الثالث: الالتقاء بأتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
الدافع الرابع: قوّة أدلّة الشيعة
الدافع الخامس: قراءة الكتب الشيعيّة أو كتب المستبصرين
دوافع الاستبصار
- الزيارات: 787