• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الدافع الأول: التعرّف على عظمة أهل البيت (عليهم السلام)


إنّ الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) هم موضع الرسالة ومختلف الملائكة، مهبط الوحي، معدن الرحمة، خزّان العلم، مُنتهى الحلم، أئمّة الهدى، أعلام التّقى، مصابيح الدّجى، ذوي النُهى وأولي الحِجى، معادن حكمة الله، حفظة سرّ الله، حملة كتاب الله وأوصياء نبيّ الله تعالى.
وهم الدّعاة والقادة الهداة والسّادة الولاة والذّادة الحُماة وأهل الذّكر وأولي الأمر وبقيّة الله وخيرته وحزبه وعَيبة علمه وحجّته وصراطه ونوره وبُرهانه.
وهم الأئمّة الرّاشدون المهديّون، المعصومون، المكرّمون، المقرّبون، المتّقون، الصّادقون، المطيعون لله، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته...
اصطفاهم الله بعلمه وارتضاهم لغيبه واختارهم لسرّه واجتباهم بقدرته وأعزّهم بهداه وخصّهم ببرهانه وانتجبهم لنوره وأيّدهم بروحه ورضيهم خلفاء في أرضه وحُججاً على بريّته وأنصاراً لدينه وحفظة لسرّه وخزنة لعلمه ومستودعاً لحكمته وتراجمة لوحيه وأركانا لتوحيده وشهداء على خلقه وأعلاماً لعباده ومناراً في بلاده وأدلاّءَ على صراطه...
عصمهم الله من الزّلل وآمنهم من الفتن وطهّرهم من الدَّنس وأذهب عنهم الرّجس وطهَّرهم تطهيراً...
فالرّاغب عنهم مارق واللاّزم لهم لاحق والمقصّر في حقّهم زاهق، والحقُّ معهم وفيهم ومنهم وإليهم، وهم أهله ومعدنه، وميراث النبوّة عندهم و آيات الله لديهم وعزائمه فيهم ونوره وبرهانه عندهم وأمره إليهم.
مَن والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عاد الله، ومن أحبّهم فقد أحبّ الله، ومن أبغضهم فقد أبغض الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله.
هم الصّراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء والرّحمة الموصولة والباب المبتلى به النّاس... هم نور الأخيار وهداة الأبرار وحُجج الجبّار... بهم يسلك إلى الرّضوان وعلى من جحد ولايتهم غضب الرّحمن.
كلامهم نور وأمرهم رشد ووصيّتهم التّقوى وفعلهم الخير وعادتهم الإحسان و سجيّتهم الكرم وشأنهم الحقّ والصّدق والرّفق وقولهم حكم وحتم ورأيهم علم وحلم وحَزم، إنْ ذُكر الخير كانوا أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه(1).
وبصورة عامّة، فإنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) هم ممّن لم تنجّسهم الجاهليّة بأنجاسها، ولم تُلبسهم من مدلهمّات ثيابها، وهم التّامون في محبّة الله والمخلصون في توحيد الله، وكلامهم نور تهتدي الأجيال بهديه، وتسير على ضوئه وتعشوا إليه إذا أظلمت عليها الجهالات وتاهت في مسالك الباطل.
وهم حياةٌ للأنام ومصابيح للظّلام ودعائم للإسلام، وهم الّذين يأخذون بأيدي الأمّة ليرشدوها إلى سواء السّبيل ويعضدون مسيرتها لئلاّ تقع في المزالق.
وهم الّذين يصفهم الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة قائلاً:
(هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرُهم عن باطنهم، وصمتُهم عن حُكم منطقهم، لايُخالفون الحقَّ ولايختلفون فيه، وهم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحقُّ إلى نصابه وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانُه عن منبته، عقلوا الّدينَ عقل رعاية ووعاية لاعقل سماع ورواية فإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليلٌ)(2).
وقال (عليه السلام) أيضاً في حقّهم: (لايُقاس بآل محمّد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمّة أحد، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً... هم أساسُ الّدين وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التّالي، ولهم خصائص حقّ الولاية...)(3).
فلهذا يكون الأئمّة من أهل البيت (عليهم السلام) خير مُعين يستطيع طالب الحقيقة أن ينهل منه المنهج والعقيدة، لأنّ الله سبحانه وتعالى قد اصطفاهم ليكونوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله)بقيّته في أمّته وحُججاً على بريّته وأنصاراٌ لدينه وأعلاماً لعباده ومناراً في بلاده وأدلاّء على صراطه وحَفَظةً لشريعته وملجأ لحلّ الاختلاف وأماناً للأمّة من الغرق في بحار الظّلمات المتلاطمة الزاخرة بكلّ أنواع المخاطر.
ولهذا قرنهم الرّسول (صلى الله عليه وآله) بمحكم الكتاب في حديث الثّقلين، وجعلهم قدوةً لأولي الألباب وسُفناً للنّجاة والعروة الوثقى التي لاانفصام لها، وبابُ حِطّة التي من دخلها كان آمناً.
ولكن للأسف الشديد أنّ السلطات الجائرة على مرّ العصور حاولت نتيجة عدائها وخصومتها لأهل البيت (عليهم السلام) أن تقلب موازين الحقائق.
وكان لكلٍّ من هذه السلطات في عدائها لعترة الرسول (صلى الله عليه وآله) أسباب لاتخفى على أحد.
ولهذا تعرّض أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم وأشياعهم للعُدوان وكان نصيبهم من ذلك القتل والسّجون والتشريد في الآفاق.
ويشير أحمد حسن العنثري إلى هذه الحقيقة بقوله:
" كانت المحنة التي تعرّض لها آلُ الرّسول (صلى الله عليه وآله) وأتباعهم عظيمة، فقد جهد أعداؤهم منذ اليوم الأوّل على محاربتهم بشتى فنون المحاربة قاصدين إبادتهم وإخماد صوتهم، فقاتلوهم قتالاً ضروساً لم يشهد له تاريخ الفتن في عالم الإسلام نظيراً، فسَفكوا دماءً لم يُسفك مثلها في كلّ الفتوحات، حتى امتدّت أيدي الحقد والغدر والخيانة إلى أوصياء الرسول (صلى الله عليه وآله) ابتداء من على (عليه السلام) و مروراً بالحسن والحسين (عليهما السلام) وحتى الإمام العسكري (عليه السلام) فمنهم مذبوحٌ ومنهم مسمومٌ وكادوا يقضون عليهم في واقعة كربلاء، وهكذا تفشّى القتل والتشريد بذريّة النبي (صلى الله عليه وآله)وبشيعتهم عبر القرون "(4).
ومن جهة أخرى فتبعاً لأهواء السلطان جهدت أقلام المستأجرين على تجاهل الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، ومن المؤسف أن هذه الحالة مستمرّة إلى يومنا هذا، بحيث يقول محمد علي المتوكّل:
" خلت مناهجُنا الدراسيّة من ذكرهم [أهل البيت]، مع أنّها حوت الغثّ والسمين من السيَر والأخبار، عن رجال ونساء من الشرق ومن الغرب، وهذا في حدّ ذاته كان مثار تساؤل كبير، إذ ماذا كنّا نعرف ونحن جامعيّون ننتمي إلى حركة اسلاميّة عن الإمام علي، عن السيّدة الزهراء، عن الحسن والحسين وأبنائهما، عن زينب بنت علي؟ لاشيء يُذكر، مقارنة بغيرهم وقياساً إلى عظيم شأنهم وموقعهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله)ومكانتهم عنده.
لقد تجاهلت المناهج الدراسيّة سيرة أهل البيت (عليهم السلام) لأنّها ارتبطت بسلبيات الآخرين وجرائمهم، فلم يشأ التربويّون لفت أنظار التلاميذ إلى الدوائر السوداء في تاريخ المسلمين! بينما تجاهلتها الحركة الإسلاميّة لأنها في الأساس تقوم على شق من التاريخ ورجاله، ينكشف زيفهم إذا ما قرأ المسلمون سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وعرفوا مكانتهم "(5).
ويشير عبد المنعم حسن إلى هذه الحقيقة أيضاً، قائلاً:
" ولأهل البيت (عليهم السلام) تراثٌ عظيم كان من الممكن أن تستفيد منه الأمّة ولكنّها أبت إلاّ نفوراً.
وإحدى معاجزهم التي بهرتني، ذلك المنهج في الّدعاء وكيفيّة التقرّب إلى الله تعالى والأدب الرّفيع في مخاطبة الربّ سُبحانه.
والقارىء للصحيفة السجّاديّة وهي صحيفة كلّها أدعية للإمام الرابع على بن الحسين السجّاد (عليه السلام) يتعجّب لماذا لم يهتم علماء السنّة بهذه الصحيفة، هل لأنها واردة عن أحد أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؟ أم ماذا؟!! "(6).
ولكن رغم كل هذا الاضطهاد والتعتيم الذي لاقته مدرسةُ أهل البيت (عليهم السلام)من السّلطات الحاكمة، فإنّ ذلك لم يزددها إلاّ تجذّراً في الأمّة، لأنّها مدرسة تحتوي على أنوار ساطعة من الحقائق بحيث لا تقف أمامها ظلمات أهل الدنيا.
فلهذا اضمحلّت جهود الطغاة والظالمين وانهارت دولهم دولة بعد أخرى، ولكن بقيت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)شامخة تّتسع يوماً بعد يوم وتمتدّ في جميع أرجاء المعمورة، بحيث لاتجد اليوم مصراً إلاّ وللشيعة أو للمستبصرين فيه نشاطات مكثّفة لنشر فكر ومبادىء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ورفد المسلمين بعلوم و معارف آل الرسول (صلى الله عليه وآله).
و بدأ الكثير في عالمنا المعاصر يَعوا مكانةَ أهل البيت (عليهم السلام) ويدركوا سموّ شأنهم وعلوّ مقامهم وجلالة قدرهم، وقد عرف الكثير أنّ شريعة الرسول (صلى الله عليه وآله)المرويّة عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) أفضل طريق لمعرفة ماجاء به رسولُ الله (صلى الله عليه وآله)، لأنّها:
ولانّها أوّلاً: تنبع من عين صافية.
وثانياً: لأنّها حافظت على استقلالها، ولم تخضع للسُلطات الحاكمة التي حاولت تشويه الّدين وصياغته على ضوء مآربها ومبتغياتها.
ولهذا نجد الكثير من أهل السنّة التحقوا بركب أهل البيت (عليهم السلام) ليستزيدوا من أنوار معارفهم، ولينهلوا من معينهم العذب العلوم النقية التي لم تمسها أيدي التحريف والتلاعب.
كما أنّ الكثير من أهل السنّة عرفوا أنّ تراث مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)منهل عذب للخير وينبوع فياض بالحكمة ورصيد ضخم في الكمال والمعرفة، وبإمكان أيّ شخص أن يستلهم منه المعارف الحقّة والمبادىء الرفيعة والمثل العليا.
وقد تبيّن للكثير من هؤلاء أنّ هذه المدرسة إضافة إلى نقاء تراثها فهي مدرسة غنيّة، وفيها كنوز من المعارف لا تحصى،بحيث يستطيع الإنسان أن يكتشف في كل أفق من آفاقها معارف جديدة يهتدي بها إلى الله سبحانه وتعالى.
فلهذا لم يتباطأ هؤلاء في الالتحاق بركب هذه المدرسة والسير على هداها واقتفاء أثرها.

____________
1- هذه الأوصاف لأهل البيت عليهم السلام مُقتبسة من الزّيارة الجامعة.
2- نهج البلاغة/ الخطبة: 239.
3- نهج البلاغة/ الخطبة: 239.
4- أحمد العنثري/ الامامة في الميزان (مخطوط): 3.
5- محمد علي المتوكل/ ودخلنا التشيّع سجّداً: 40.
6- عبد المنعم حسن/ بنور فاطمة اهتديت: 210.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page