• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

- 17 - خالد محمد خالد: من علماء الأزهر الشريف

•  ولادته: ولد بإحدى قرى محافظة الشرقية في شهر يونيو عام 1920 م.
•  بدأ بحفظ القرآن الكريم عند كتاب القرية، وتخرج من الأزهر الشريف.
•  عمل في التدريس في وزارة المعارف المصرية عام 1947 م.
•  أهم آثاره: " عشرة أيام في حياة الرسول "، " في رحاب علي "، " الوصايا العشرة "، " أبناء الرسول في كربلاء "، " كما تحدث القرآن "، " كما تحدث الرسول "...
وله كتب إسلامية أخرى.
•  تعرفت إليه في القاهرة عام 1965 م.
•  من كبار الكتاب ورجال الفكر المرموقين.
•  يتميز بروح الإنصاف والموضوعية، ويقترح أن تكتب موسوعة عامة تستوعب عقائد الإمامية، وتحدد تاريخهم، وفقههم، وثقافتهم، تسهيلا لفهمها والأخذ بها.
إجتمعت به مرارا في مكتبة الخانجي، وكان دوري في الحديث كبيرا إذ اضطررت إلى وجهة نظري والاستفسار منه عن وجهة نظره.
وفي مكتبة دار الكتب الحديثة جرى الحديث معه حول الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وغصب حقه، وما لاقى من الأذى والاضطهاد من الخلفاء على كثرة ما أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه وما نص عليه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في غدير خم في حجة الوداع على أنه (عليه السلام) هو الوصي والمولى والخليفة من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم). وقد جعله الله تعالى نفس نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في آية المباهلة (1).
وقلت: روى الحاكم بإسناده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (رضي الله عنه) قال:
لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع ونزل غدير خم (2) أمر بدوحات فقممن فقال:
كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال:
إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال:
" من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " وذكر الحديث
بطوله وقال:
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله (3).
وقال أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في ترجمة إسفنديار بن الموفق الواعظ:
إسفنديار بن الموفق بن محمد بن يحيى بن أبو الفضل الواعظ.
روى عن أبي الفتح بن البطي، ومحمد بن سليمان، وروح بن أحمد الحديثي.
وقرأ الروايات على أبي الفتح بن رزيق، وأتقن العربية، وولي ديوان الرسائل.
روى عنه الديثي وابن النجار وقال:
برع في الأدب وتفقه للشافعي وكان يتشيع وكان متواضعا عابدا كثير التلاوة.
وقال ابن الجوزي: حكى عنه بعض عدول بغداد أنه حضر مجلسه بالكوفة فقال:
لما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (4):
" من كنت مولاه فعلي مولاه " تغير وجه أبي بكر وعمر فنزلت: (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا) (5).
وعن زيد بن أرقم (رضي الله عنه) أنه قال:
خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى انتهينا إلى غدير خم فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم أشد حرا منه فحمد الله وأثنى عليه وقال:
يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله عز وجل ثم قال:
فأخذ بيد علي (عليه السلام) وقال:
يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا: الله ورسوله أعلم (6).
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح بالإسناد ولم يخرجاه (7).
وعن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا علي يهتدي المهتدون بعدي " (8).
وعن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) - يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (9).
وأخرج الطبراني عن خلف بن خليفة أنه قال:
سمعت أبا هارون يذكر عن زيد بن أرقم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه (10).
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي يوم غدير خم:
" اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه " (11).
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال:
حذيفة بن أسيد الغفاري قال:
نزل النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
" إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، فما أنتم قائلون؟ "
قالوا: نصحت. قال:
" أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن البعث بعد الموت حق؟ ".
قالوا: نشهد قال:
فرفع يديه فوضوعهما على صدره ثم قال:
" وأنا أشهد معكم " ثم قال: " ألا تسمعون؟ ".
قالوا: نعم. قال:
" فإني فرطكم على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء، وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفونني في الثقلين ".
" كتاب الله طرف بيد الله [ عز وجل ] وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا، والآخر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ".
" من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (12) وأخرج الطبراني عن خلف بن خليفة أنه قال:
سمعت أبا هارون يذكر عن زيد بن أرقم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يوم غدير خم:
من كنت مولاه فعلي مولاه (13).
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي يوم غدير خم:اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه (14).
وواصلت الحديث معه فقلت:
قال محمد حسين هيكل: بعد ثلاث سنين من حين البعث أمر الله رسوله أن يظهر ما خفي من أمره، وأن يصدع بما جاءه منه، ونزل الوحي: (أن أنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين، وقل إني أنا النذير المبين، فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين).
ودعا محمد عشيرته إلى طعام في بيته وحاول أن يحدثهم داعيا إياهم إلى الله فقطع عمه أبو لهب حديثه واستنفر القوم ليقوموا. ودعاهم محمد في الغداة مرة أخرى، فلما طعموا قال لهم:
ما أعلم إنسانا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة.. وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه. فأيكم يؤازرني على هذا الأمر [ وأن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم؟ ] (15) فأعرضوا عنه وهموا بتركه. لكن عليا نهض وما يزال صبيا دون الحلم وقال: " أنا يا رسول الله عونك، أنا حرب على من حاربت " (16).
وذكر أبو جعفر الإسكافي في مناقضاته لبعض ما أورده الجاحظ في العثمانية قال:
وروى في الخبر الصحيح أنه كلفه - أي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلف عليا (عليه السلام) - في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة الإسلام وانتشارها بمكة أن يصنع لهم طعاما وأن يدعو له بني عبد المطلب فصنع له الطعام ودعاهم له فخرجوا ذلك اليوم، ولم ينذرهم (صلى الله عليه وآله وسلم) لكلمة قالها عمه أبو لهب، فكلفه في اليوم الثاني أن يصنع مثل ذلك الطعام، وأن يدعوه ثانية، فصنع ودعاهم فأكلوا، ثم كلمهم (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعاهم إلى الدين، ودعاهم معهم لأنه من بني عبد المطلب، ثم ضمن لم يؤازره منهم وينصره على قوله أن يجعله أخاه في الدين، ووصيه بعد موته، وخليفته من بعده، فأمسكوا كلهم وأجابه هو وحده وقال:
أنا أنصرك على ما جئت به، وأوازرك، وأبايعك!
فقال لهم - لما رأى منهم الخذلان، ومنه النصر، وشاهد منهم المعصية، ومنه الطاعة، وعاين منهم الإباء ومنه الإجابة قال:
هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي!
فقاموا يسخرون، ويضحكون ويقولون لأبي طالب:
أطع ابنك فقد أمره عليك!
فهل يكلف عمل الطعام، ودعاء القوم صغير غير مميز، وغير عاقل؟!
وهل يؤتمن على سر النبوة طفل ابن خمس، أو ابن سبع؟!
وهل يدعى في جملة الشيوخ، والكهول إلا لبيب عاقل؟!
وهل يضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده في يده ويعطيه صفقة يمينه بالأخوة والوصية، والخلافة إلا وهو أهل لذلك، بالغ حد التكليف، محتمل لولاية الله، وعداوة أعدائه؟!
وما بال هذا الطفل لم يأنس بأقرانه، ولم يلصق بأشكاله، ولم يرفع الصبيان في ملاعبهم بعد إسلامه، وهو كأحدهم في طبقته، كبعضهم في معرفته.
وكيف لم ينزع إليهم في ساعة من ساعاته فيقال:
دعاه نقص الصبا، وخاطر من خواطر الدنيا، وحملته الغرة والحداثة على حضور لهوهم، والدخول في حالهم، بل ما رأيناه إلا ماضيا على إسلامه، مصمما في أمره، محققا لقوله بفعله، وقد صدق إسلامه بعفافه، وزهده، ولصق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بين جميع من بحضرته، فهو أمينه، وأليفه في دنياه وآخرته. وقد قهر شهوته، وجاذب خواطره، صابرا على ذلك نفسه، لما يرجوه من فوز العاقبة، وثواب الآخرة.
وقد ذكر هو (عليه السلام) في كلامه وخطبه بدء حاله، وافتتاح أمره حيث أسلم لما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الشجرة فأقبلت تخد الأرض، فقالت قريش:
ساحر خفيف السحر!
فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله، أنا أول من يؤمن بك، آمنت بالله ورسوله، وصدقتك فيما جئت به، وأنا أشهد أن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تصديقا لنبوتك، وبرهانا على صحة دعوتك.
فهل يكون إيمان قط أصح من هذا الإيمان، وأوثق عقدة، وأحكم مرة؟!
ولكن حنق العثمانية وغيظهم، وعصبية الجاحظ وانحرافه، مما لا حيلة فيه (17).
وأخرج علي بن أبي بكر الهيثمي عن سلمان قال:
قلت يا رسول الله إن لكل نبي وصيا فمن وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني.
فقال يا سلمان: فأسرعت إليه، قلت لبيك؟ قال:
تعلم من وصي موسى قال: نعم. يوشع بن نون. قال: لم؟
قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ.
قال: فإن وصيي، وموضع سري، وخير من أترك بعدي، وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (18).
وبقيت أعرض عليه وجهة نظري نقلا عن الأحاديث الشريفة فقلت:
وعن البراء بن عازب قال:
كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال:
ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى، قال:
ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى.
قال: فأخذ بيد علي فقال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه "، قال:
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له:
هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (19).
وقال أبو ريحان محمد بن أحمد البيروني المتوفى عام 440 هـ:
واليوم الثامن عشر (من شهر ذي الحجة) يسمى: غدير خم وهو اسم مرحلة
نزل بها النبي (صلى الله عليه وسلم) عند منصرفه من حجة الوداع، وجمع القتب، والرحال، وعلاها آخذا بعضد علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقال:
" أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى.
قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيثما دار. اللهم هل بلغت ثلاثة " (20).
وروى جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي الحنفي: عن علي (عليه السلام) قال:
عممني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (يوم غدير خم) بعمامة فسدل نمرقها على منكبي وقال:
إن الله أمدني يوم بدر، وحنين بملائكة معممين هذه العمامة.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمم علي بن أبي طالب عمامته السحابة، وأرخاها من بين يديه، ومن خلفه ثم قال:
أقبل: فأقبل، ثم قال: أدبر، فأدبر، فقال: هكذا جائتني الملائكة. ثم قال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ".
قال حسان بن ثابت: إئذن لي أن أقول أبياتا سمعها فقال:
قل على بركة الله، فقام حسان فقال:
يا معشر قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ثم أنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالنبي مناديا
فقال فمن مولاكم ونبيكم فقالوا: * ولم يبدوا هناك التعاميا
الأبيات (21)
وبعد أن شرحت هذا كله وجهت سؤالي إلى الكاتب المؤرخ عنه:
أليست هذه النصوص يا أستاذ خالد دالة على إثبات خلافة الإمام علي (عليه السلام).
فسكت وقال:
إن الإمام علي كان راضيا عن الخلفاء.
فأجبته: إن الإمام (عليه السلام) لو كان راضيا عنهم كما تقول: لما قال - في الخطبة الشقشقية - التي وردت عنه (عليه السلام) في نهج البلاغة:
" فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهبا " (22).
والدليل عدم رضاه عنهم وسخطه عليهم هذه الخطبة (23) التي خطبها آنذاك ولو كان الحال كما تقول: لما أمكنه (عليه السلام) أن يعلن رأيه هذا للناس.
ثم أهديت له كتاب: " مصادر نهج البلاغة وأسانيده " للعلامة المحقق السيد عبد الزهراء الخطيب كنت قد صحبته معي من العراق مع مجموعة من الكتب التي قمت بنشرها في القاهرة فشكرني عليها كثيرا ودعاني إلى داره لأرى مكتبته.
وقال لي: أريد منكم تأليف كتاب بهذا الاسم:
هذه هي الشيعة؟
ويتناول الكتاب هذه الفصول:
1 - عرض لعقيدة الشيعة وفلسفتها وتطورها في التاريخ.
2 - عرض لمدارسها وأعلامها.
3 - نقط الخلاف التي يخالفون بها أهل السنة وتبيان أن هذا الخلاف لا يعني أن الشيعة تخالف الإسلام ويضرب المثل بالخلاف الموجود بين المذاهب الأربعة مع أنه غير خارج عن الإسلام.
4 - الكشف عن القوى المنحرفة التي تطفلت على الشيعة وحملت اسمها.
5 - ثقافة الشيعة، ويشير فيها إلى الكتب التي تعبر بصدق عن الشيعة.
6 - ماذا يقولون عنا، أو بماذا يحاربوننا.
هذا وإني عندما عدت إلى العراق راجعا من القاهرة راجعت جماعة من العلماء والأساتذة في النجف الأشرف منهم:
صاحب السماحة السيد محمد باقر الصدر.
العلامة الشيخ محمد أمين زين الدين (24).
العلامة الشيخ كاظم شمشاد.
العلامة السيد جمال الخوئي.
العلامة الشيخ مهدي الآصفي.
العلامة عبد الهادي الفضلي.
وعرضت عليهم ما اقترحه الأستاذ خالد كما عرضنا، حتى أنني طلبت من كل واحد منهم أن يلتزم بكتابة موضوع واحد من هذه المواضيع المذكورة فلم يتسن لأي واحد منهم أن يستجيب إلى ذلك حتى الآن (25).
على أنه من الممكن أن يدرس مثل هذا الاتجاه ويتبناه مجموعة من هؤلاء الأساتذة والكتاب.
وفي رحلتي إلى القاهرة عام 1395 هـ موافق 1975 م توجهت إلى دار الأستاذ الكبير عبد الكريم الخطيب حاملا معي:
" ثورة الحسين " و " دراسات في نهج البلاغة " مهداة للأستاذ الخطيب من سماحة العلامة الكبير مؤلفهما دام ظله و " والمراجعات " للسيد شرف الدين و " تحت راية الحق "؟ للعلامة الشيخ عبد الله السبيتي.
وكان ذلك في الليلة العاشرة في شهر رمضان المبارك بعد الساعة التاسعة والنصف مساء ولما وصلت داره العامرة طرقت الباب وإذا بالسيدة حرمه فتحت الباب سألتها عن فضيلته قالت:
له حديث في الإذاعة وقد خرج وسيعود بعد الساعة الحادية عشر مساء فسلمتها الكتب التي كنت حملتها إليه وانصرفت.
وفي عصر يوم الأحد سادس عشر شهر رمضان المبارك في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر قصدت دار الأستاذ الخطيب وإذا به قد خرج من الدار وبصحبته أحد الإخوان وعندما انصرف الأخ المصاحب له سألته عن الأستاذ خالد فقال:
لي الآن موعد معه عند (الدكتور في أول عمارة شارع أرض شريف فذهبت بصحبته والتقيت بالأستاذ خالد وذهبت بمعيتهما إلى جامع الكخيا في أول شارع قصر النيل لأداء صلاة العصر وبعد أداء الصلاة خرجنا من الجامع قاصدين عيادة الدكتور عبد السلام طبيب العيون فطلبت من الأستاذ خالد صورته مع ترجمة مختصرة عن حياته وآثاره وهذا نص ما أملاه علي:
الولادة: كانت بإحدى قرى محافظة الشرقية في شهر يونيو عام 1925 م.
بدأت بحفظ القرآن الكريم وعمري 11 عاما وأتممت دراسته في القسم الابتدائي ثم القانوني ثم كلية الشريعة ثم تخصصت بالتدريس.
بعد تخرجي:
عملت في التدريس في وزارة المعارف المصرية عام 1947 م.
بقيت في التدريس بضع سنين ثم انتقلت إلى العمل بوزارة الثقافة بعد إنشائها في عدة وظائف كان آخرها مستشارا للنشر في هيئة الكتاب.
لي مؤلفات كثيرة في السياسة والاجتماع، وفي الإسلاميات التي عكفت الآن على الكتابة فيها دون سواها.
أول مؤلفاتي: كان كتاب: " من هنا نبدأ " صدر عام 1950 م وقد أحدث في وقته دويا وحوارا كثيرا دار حول الصحافة والإذاعة وكانت له أمام القضاء قضية انتهت بالإفراج عن الكتاب وبراءتي مما نسب إلي وكانت حيثيات الحكم نادرة، إذ أن رئيس المحكمة كان وقتئذ الأستاذ حافظ سابق كتب في الحيثيات يقول:
إن هذا الكتاب دفاع عن دين الله، وتمجيد لحقوق الشعب.
بعد هذا الكتاب صدر لي في عصر الملك فاروق عام 1951 م كتاب (مواطنون لا رعايا) وأيضا صادرته النيابة وكان المحقق في قضية الأستاذ جمال العطيفي وكيل النائب العام يومئذ ووكيل مجلس الشعب المصري الآن ثم أفرج عنه.
وفي الشهور الأولى لثورة - 23 - يوليو صدر لي كتاب: " الديموقراطية أبدا " حذرت فيه قادة الثورة والجيش من أن يستسلموا للحكم الدكتاتوري وأن يفسحوا الطريق للديموقراطية الحقيقية ثم توالت كتبي بعد ذلك.
" لكي لا تحرثوا في البحر "، " أزمة الحرية في عالمنا "، " في البدء كان الكلمة "، " الوصايا العشر "، " معا على الطريق محمد والمسيح "، " وجاء أبو بكر "، " بين يدي عمر "، " وداعا عثمان "، " في رحاب علي "، " معجزة الإسلام عمر بن عبد العزيز "، " أبناء الرسول في كربلاء "، " كما تحدث القرآن "، " كما تحدث الرسول "، " عشرة أيام في حياة الرسول ".
____________
(1) أنظر " تفسير آية المباهلة " ص 104.
نقل العلامة المحقق المعاصر السيد محمد علي القاضي الطباطبائي في كتابه:
تحقيق در باره روز أربعين حضرت سيد الشهداء " عن شيخه الأستاذ البحاثة الطهراني في كتاب " الذريعة إلى معرفة تصانيف الشيعة " فقال:
" إيضاح مخالفة السنة " يعد من كتب التفاسير... لما فيه من تفسير الآيات وبيان مداليلها ويعد من كتب الردود الدينية لاشتماله على بيان مخالفات لنص الكتاب والسنة.
هو لآية الله العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر المتوفى سنة 726 هـجرية.
قال الشيخ المحدث الحر العاملي في ترجمة المؤلف:
(أنه سلك فيه مسلكا عجيبا وبين المخالفات التي وقعت لكل آية من جهات كثيرة. وقد وصل إلينا المجلد الثاني منه وفيه تمام سورة آل عمران). وذكر أنه يوجد في الخزانة الرضوية.
أقول: نسخة الخزانة الرضوية توجد فيها حتى اليوم وهي من موقوفة ابن خاتون سنة 1067 هـ وتوجد في خزانة آل شيخ الإسلام بزنجان نسخة أخرى.
وقال سيدنا أبو محمد الحسن صدر الدين:
إني رأيت نسخة خط العلامة المؤلف في مكتبة السيد آقا ميرزا الأصفهاني النجفي المولع بجمع الكتب المتوفى حدود 1311 هـ والموجود في تلك النسخ من آية: " زين للذين كفروا الحياة الدنيا " - في سورة البقرة آية: 208 إلى آخر سورة آل عمران وفرغ منه سنة 23.
والجزء الثاني لهذا الكتاب موجود في مكتبة صديقنا العلامة الحاج آقا عز الدين الحسين الخاصة وهي من موقوفة جده الأمجد السيد محمد بن قاسم الحسيني الشهير بمجتهد (رحمه الله) وآخر هذا الكتاب ما نصه:
تم الجزء الثاني من كتاب " إيضاح مخالفة السنة لنص الكتاب والسنة " ويتلوه في الجزء الثالث سورة النساء على يد العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن يوسف بن المطهر الحلي مصنف هذا الكتاب تسويدا في الحضرة الشريفة الغروية صلوات الله على مشرفها في آخر نهار الجمعة العشرين من شوال سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا.
وقال في تفسير آية المباهلة: قال الله تعالى: * (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل: تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) *.
أقول خالفت السنة هذه الآية من وجوه:
(أ) فمن حاجك: أسند الفعل إليه وإنما يصح لو كان العبد فاعلا وخالفت السنة فيه.
(ب) فقل تعالوا: أمر وإنما يصح لو كان العبد فاعلا وخالفت السنة فيه.
(ج) ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم: اختبارات إنما يعلم صدقها لو امتنع الكذب على الله تعالى وخالفت السنة فيه.
(د) فنجعل لعنة الله على الكاذبين: أسند الفعل إليهم وإنما يصح لو كان العبد فاعلا وخالفت السنة فيه.
استدل أبو بكر الرازي بهذه الآية على أن الحسن والحسين (عليهما السلام) أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن ولد البنت على الحقيقة.
واستدل ابن غيلان بهذه الآية على أن الحسن والحسين صلوات الله عليهما كانا مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين.
واستدلت الإمامية بهذه الآية على أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان أفضل الصحابة من وجهين:
الأول: إن موضوع المباهلة ليتميز المحق من المبطل ولا يصح أن تفعل إلا بمن هو مأمون الباطل ويكون مقطوعا على صحة عقيدته وأنه أفضل الناس عند الله لأن استعانة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) به في الدعاء تدل على مرتبته، وشرف منزلته، وتميزه عن غيره.
والثاني: أن قوله تعالى: " وأنفسنا وأنفسكم " أشار به إلى أن نفس علي (عليه السلام) هي نفس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والاتحاد محال فالمراد به المساواة وأراد بقوله: " نساءنا " فاطمة (عليها السلام). وهذا كله يدل على أفضليتهم (عليهم السلام) على غيرهم فإن العقل يقضي بأنه لو كان أحد أفضل منهم استند به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعاء على أن الله تعالى هو الذي أمره بذلك وخالفت السنة فيه) انتهى.
وقال القندوزي الحنفي أخرج موفق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليل عن أبيه قال: دفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الراية يوم خيبر إلى علي ففتح الله بيده ثم في غدير خم:
اعلم للناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له:
أنت مني وأنا منك، وأنت تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، وأنا سلم لمن سالمك، وحرب لمن حاربك، وأنت العروة الوثقى وأنت تبين ما اشتبه عليهم من بعدي. وأنت إمام وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي وأنت الذي أنزل الله فيه:
وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر، وأنت الآخذ بسنتي، وذاب البدع عن ملتي، وأنا أول من انشقت الأرض عنه، وأنت معي في الجنة وأول من يدخلها أنا وأنت والحسن والحسين وفاطمة، وأن الله أوحى إلي أن أخبر فضلك فقمت به بين الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه وذلك قوله تعالى:
•  (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * إلى آخر الآية ثم قال يا علي:
إتق الضغائن التي هي في صدور من لا يظهرها إلى بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.
ثم بكى (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال:
أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه بعدي وإن ذلك الظلم يبقى حتى إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم، وكان الشاكي لهم قليلا، والكاره لهم ذليلا، وكثر المادح لهم وذلك حين تغيرت البلاد، وضعف العباد، واليأس من الفرح فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم، ويخمد الباطل بأسيافهم، ويتبعهم الناس راغبا إليهم، أو خائفا ثم قال:
معاشر الناس أبشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف، وقضاؤه لا يرد وهو الحكيم الخبير، وإن فتح الله قريب اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلاهم وأد عنهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير.
ينابيع المودة 440 ط الأستانة عام 1301 هـ.(1) " عرض تاريخي عن غدير خم ".
تحقيق في معنى حديث الغدير:
وقال السيد القزويني المولى في الحديث يراد منه الأولى بالتصرف لتقدم قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، الصريح في إدارة الرياسة العامة في الدين والدنيا فكما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الأولى بنفس الأمة منهم، فكذلك علي بن أبي طالب من بعده للزوم الاتحاد بين المنزل والمنزل عليه فيما يقع على جهته التنزيل نظير قولك: زيد كالأسد بل التنزيل في الحديث أصرح منه في المثال في الدلالة على إثبات الولاية المطلقة لعلي (عليه السلام).
أنظر فدك: طبع هذا الكتاب بالقاهرة عام 1396 هـ بمطبعة دار المعلم شارع المبتديان السيدة زينب.
(2) الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3: 109 ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين علي ص 31 طبع مصر باختلاف يسير في اللفظ.
(3) ابن حجر: لسان الميزان: 1 / 387 ط حيدر آباد دكن - الهند عام 1330 هـجري فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي: 6 / 217 - 218.
(4) قال الزمخشري: أي ساءت وجوههم بأن علتها الكآبة وغشيها الكسوف والقترة وكلحوا وكما يكون وجه من يقاد إلى القتل أو يعرض على بعض العذاب.
أنظر: تفسير الكشاف 4 / 139 (سورة الملك).
وقال علي بن محمد البغدادي المعروف بالخازن في تفسير هذه الآية * (فلما رأوه زلفة سيئت وجه الذين كفروا) *. أي اسودت وعلتها الكآبة. والمعنى: قبحت وجوههم بالسواد.
تفسير الخازن 4 / 292، معالم التنزيل للبغوي 5 / 423.
وقال محمد جمال الدين القاسمي في تفسير قوله تعالى: * (سيئت وجوه الذين كفروا) * أي ظهر عليها آثار الاستياء من الكآبة الغم، والانكسار والحزن. محاسن التأويل 16 / 249.
وقال أحمد مصطفى المراغي في تفسير هذه الآية:
ساءهم ذلك وعلت وجوههم الكآبة والحزن وغشيها القترة والسواد إذ جاءهم من أمر الله ما لم يكونوا يحتسبون.
تفسير المراغي 29 / 23.
وقال محمد علي الصابوني في تفسير هذه الآية: * (سيئت وجوه الذين كفروا) * أي:
ظهرت على وجوههم آثار الاستيلاء فعلتها الكآبة والغم، والحزن وغشيها الذل والانكسار.
صفوة التفاسير: 3 / 421.
(5) سقط من هاهنا هذه العبارة: " فقال: ألست أولى بكم من أنفسكم، قالوا: بلى " هامش المستدرك مع التلخيص: 3 / 533.
(6) المستدرك على الصحيحين 3 / 533.
(7) إمام العارفين " مخطوط " لأحمد تيمور باشا " الحديث الرابع عشر " من الأحاديث النبوية في فضل الإمام علي (عليه السلام).
(8) الواحدي " أسباب النزول " ص 123 طبعة مؤسسة الحلبي بمصر، وغدير خم: هو موضع بين مكة والمدينة قريب من الجحفة (عن هامش المستدرك).
(9) المعجم الكبير: 5 / 204.
(10) المصدر نفسه: 5 / 204.
(11) المعجم الكبير: 5 / 167.
(12) المعجم الكبير: 5 / 204.
(13) المصدر نفسه 5 / 204.
(14) ما بين المعقوفين حذف بعد الطبعة الأولى، انظر: تحريف صريح في " حياة محمد " وكذلك شرح " نهج البلاغة " ما بين المعقوفين حذف في الطبعات التي طبع فيها بعد الطبعة الأولى.
وقد أعيد طبع كتاب " حياة محمد " بمطبعة دار الكتب المصرية بنفس العام الذي طبع بمطبعة مصر وحذف منها العبارة المذكورة بين المعقوفين.
ولقد طبع هذا الكتاب 13 طبعة والثاني عشرة نشرتها دار المعارف بمصر عام 1974 م والعبارة المذكورة بين المعقوفين حذفت منها أيضا في ص (158).
وفي عام 1975 م أعادت دار المعارف بمصر طبع الكتاب وحذفت منه أيضا العبارة المذكورة بين المعقوفين وهي: " وأن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ". وقد اعترض جمع من الأساتذة والكتاب المتطرفين على الأستاذ محمد حسين هيكل باشا لإيراده هذا الحديث فأجاب: إن هذا الخبر مذكور في كتب السير والحديث.
وكان قد نشر هذا الخبر الأستاذ هيكل في جريدة " السياسة المصرية " في ملحق عدد (2751) الصادر يوم السبت 12 ذو القعدة 1350 هـ الموافق 19 مارس 1922 م في العمود الثاني من الصفحة الخامسة وزاد عليه:
فوضع محمد يده على عنق الغلام وقال:
" هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ". فابتسم بنو هاشم وقهقة بعضهم وجعل نظرهم ينتقل من أبي طالب إلى ابنه ثم انصرفوا مستهزئين. إنتهى.
وقد وقع التحريف في شرح " نهج البلاغة " لابن أبي الحديد عند حديث قدوم عمرو بن العاص على عمر واطلعنا على التحريف عندما وقفنا على كتب اللغة حول كلمة " غبرات المئالي " وسنذكر الحديث بتمامه من شرح النهج ونشير إلى التحريف في الهامش.
وإليك النص:
قال ابن أبي الحديد:
قدم عمرو بن العاص على عمر، وكان واليا لمصر، فقال له: في كم سرت؟
قال: في عشرين.
قال عمر: لقد سرت سير عاشق!
فقال عمرو: إني والله ما تأبطتني الإماء، ولا حملتني في غبرات المئالي.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: في حديث عمرو بن العاص حين قدم على عمر (رضي الله عنه) من مصر، وكان واليا عليها.
فقال: كم سرت؟ فقال عشرين.
فقال عمر: لقد سيرت سير عاشق!
فقال عمرو: إني والله ما تأبطتني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات المئالي.
فقال عمر: والله ما هذا بجواب الكلام الذي سألتك عنه، وإن الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل وإنما تنسب البيضة إلى طرقها.
فقام عمرو مربد الوجه.
قوله: ولا حملتني البغايا في غبرات المئالي،
أما البغايا فإنها الفواجر، والمئالي خرق تمسكهن النوائح إذا نحن يشرن بها بأيديهم...
واحدتها مئلاة.
وإنما أراد عمرو خرق المحيض فشبهها بتلك المئالي، وأما الغبرات فإنها البقايا واحدتها:
غابر ثم يجمع غبر ثم غبرات جمع الجمع..
" غريب الحديث " 4 / 161 - 162 ط حيدر آباد الدكن - الهند.
وقال الأزهري: وفي حديث عمرو بن العاص أنه قال لعمر: ما تأبطتني الإماء، ولا حملتني البغايا في غبرات المئالي، الغبرات: البقايا، واحدها غابر، ثم يجمع غبرا، ثم غبرات جمع الجمع. تهذيب اللغة 8 / 122 مادة غبر ط الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر بالقاهرة.
وقال الزبيدي: وفي حديث عمرو بن العاص: " ما تأبطتني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات المئالي "، أراد أنه لم تتول إلا ما تربيته. وغبرات المئالي: بقايا خرق الحيض.
تاج العروس: 13 / 188 ط حكومة الكويت.
وذكر ابن الأثير: في مادة (أبط) وقال: ومنه عمرو بن العاص أنه قال لعمر:
" إني والله ما تأبطتني الإماء " أي لم يحضنني، ويتولين تربيتي. النهاية في غريب الحديث 1 / 15.
وقال ابن الأثير: ومنه حديث عمرو بن العاص (ولا حملتني البغايا في غبرات المئالي) أراد أنه لم تتول الإماء تربيته والمئالي: خرق الحيض، أي في بقاياها.
النهاية في غريب الحديث والأثر: 3 / 338 مادة غبر ط المكتبة الإسلامية تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي. وانظر: الفائق للزمخشري 1 / 19 ط عيسى البادي الحلبي بمصر ولسان العرب لابن منظور 5 / 3 ط بيروت. مادة: غبر. وراجع ما تقدم عن أبي عبيد في غريب الحديث مادة (غبر).
فقال عمر: والله ما هذا بجواب الكلام الذي سألتك عنه وإن الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل، وإنما تنسب البيضة إلى طرقها.
فقام عمرو مربد الوجه.
قلت: المئالي: خرق سود يحملها النوائح، ويسرن.
مصحف يشرن بها بأيديهم عند اللطم، وأراد خرق الحيض هاهنا، وشبهها بتلك، وأنكر عمر فخره بالأمهات وقال: إن الفخر للأب الذي إليه النسب.
قال ابن أبي الحديد: وسألت النقيب أبا جعفر عن هذا الحديث في عمر، فقال:
إن عمرو أفخر على عمر، لأن أم الخطاب زنجية، وتعرف بباطحلي، تسمهى صهاك.
فقلت له: وأم عمرو النابغة أمة من سبايا العرب.
فقال: أمة عربية من عنزة، سبيت في بعض الغارات، فليس يلحقها من النقص عندهم ما يلحق الإماء الزنجيات.
فقلت له: أكان عمرو يقدم على عمر بمثل هذا القول قال قد يكون بلغه عنه قول قدح في نفسه فلم يحتمله له ونفث بما في صدره منه، وإن لم يكن جوابا مطابقا للسؤال، وقد كان عمر مع خشونته يحتمل نحو هذا فقد جبهه الزبير مرة وجعل يحكي كلامه يمططه.
وجبهه سعد بن أبي وقاص أيضا فأغضى عنه.
ومر يوما في السوق على ناقة له فوثب غلام من بني ضبة فإذا هو خلفه فالتفت إليه وقال ممن أنت قال ضبي قال: جسور والله.
فقال الغلام على العدو، قال عمر:
وعلى الصديق أيضا ما حاجتك فقضى حاجته ثم قال: دع الآن لنا ظهر راحلتنا انتهى.
شرح نهج البلاغة: 12 / 39 ط عيسى البالي الحلبي بمصر.
شرح نهج البلاغة: 3 / 102 - 103 طبعة أولى بمصر.
المؤلف: إن التحريف في الكتب للحوادث والوقائع التاريخية هي دسيسة يقوم بها المتعصبون تعصبا أعمى لمحو الحقائق الثابتة فيجب على المسلمين جميعا أن يحافظوا على تراثهم المجيد وأن لا يغفلوا عن هذا العمل الإجرامي ويجب أن نكون في يقظة وحذر فلو فسحنا المجال لهذه الأيدي العابثة فسوف نخسر تاريخنا وتراثنا كما خسر من قبلنا.
عندما امتدت أيديهم إلى كتبهم المقدسة وتراثهم وتاريخهم. (1) أخرج الإمام أحمد في زازان أبي عمرو، قال:
سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس:
من شهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم، وهو يقول: ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
مسند الإمام أحمد: 1 / 300 الحديث برقم 641 ط مصر تحقيق الدكتور محمد أحمد عاشور.
(15) العثمانية ص 303 - 304 ط مصر عام 1955 - 1374 هـ تحقيق الأستاذ محمد عبد السلام هارون.
(16) مجمع الزوائد: 9 / 113 ط 2 بمصر 1967 م.
(17) الإمام أحمد بن حنبل: المسند 4 / 281 الطبعة الأولى.
(18) الآثار الباقية عن القرون الخالية ص 334 ط ألمانيا عام 1923 م.
وانظر صحيح الترمذي: 5 / 633، سنن ابن ماجة: 1 / 43 فضل علي بن أبي طالب رقم الحديث 166 - 167، مستدرك الصحيحين: 3 / 110، مسند الإمام أحمد بن حنبل: 1 / 118 - 152. الدر المنثور: 2 / 259 - 293، تفسير الفخر الرازي: 11 / 140 ط دار الفكر بيروت، تاريخ بغداد: 8 / 290، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر: 2 / 509، أسد الغابة في معرفة الصحابة: 4 / 28، خصائص النسائي ص 22 كنز العمال: 11 / 602 ط مؤسسة الرسالة رقم الحديث 32904 مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 103 - 108 تلخيص المستدرك: 3 / 110 116 تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 169 ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للمحب الطبري: 67 - 68 فيض القدير: 4 / 357 - 6 / 217.
(19) نظم درر السبطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين ص 110 - 111 ط العراق.
(20) ابن أبي الحديد: في شرح نهج البلاغة: 1 / 55 طبعة الحلبي.
(21) قال ابن أبي الحديد: وما أحسن ما عقب به عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب على زعم من زعم أن هذه الخطبة نحلها الشريف الرضي إياه عليه السلام بقوله:
أنا للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب: قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر.
والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمأتي سنة ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء من أهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي.
شرح النهج: 1 / 69 الطبعة الأولى طبعة الحلبي بمصر.
وقال الأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو:
الحلو من رجال التحقيق البارزين في مصر حقق كتبا كثيرة منها: (ريحانة الألباء) و (التمثيل والمحاضرة) للثعالبي و (طبقات الشافعية) و (الجواهر المعنية) وأجزاء من كتاب:
(تاج العروس) طبع الكويت وأخيرا عهد إليه: بتحقيق كتاب (عقد الدر في الإمام الثاني عشر) وطبع بمطابع الأستاذ صلاح فهمي الدجوي صاحب مطابع الدجوي بالقاهرة. - المؤلف - في العدد 5 / 304 من مجلة كلية اللغة العربية والعلوم التي تصدرها جامعة ابن سعود في المملكة العربية السعودية ما يلي:
" قلت: وجدت أنا كثيرا في هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغدادين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة. ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الإمامية، وهو الكتاب المشهور بكتاب " الإنصاف " وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى:
ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا.
" شرح نهج البلاغة " 1 / 205، 206 ".
وإذا كان ابن الخشاب قد وثق هذه الخطبة، ونفى وضع الرضي لها، لأسلوبها الذي لا يستطيعه غير الإمام علي عليه السلام، ولعثوره عليها هو وابن أبي الحديد في مصنفات وخطوط قبل أن يخلق الرضي، فإني لا أجد مساغا للطعن فيها لما تضمنته من الكلام على صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن المتتبع لمشكلة الخلافة من لدن قبض رسول الله في أوثق كتب أهل السنة ومراجع التاريخ يدرك مدى المرارة التي كان يحسها علي بن أبي طالب عليه السلام، لحرمانه من الخلافة، فقد كان يرى نفسه أحق بها وأهلا، فما الذي يمنعه من إخراج هذه الشقشقة التي هدرت ثم قرت.
وإذا كنا نسلم بأن الإمام عليا عليه السلام دفع إلى حرب طاحنة مع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية، ولهم قدرهم من الجلالة والصحبة، وأن دماء كثيرة أريقت في هذه الحروب، إذا كنا نسلم بأن الخصومة وصلت إلى مرحلة القتال، فلم ننكر هذا التنفيس عن النفس المكلومة يصدر من الإمام علي؟ ولم نحرم عليه أن يسجل تصوره لتتابع الحوادث بعد قبض رسول الله، وهو نفسه يصرح بأنها " شقشقة هدرت ثم قرت " انتهى.
(22) مؤلف كتاب: " الإسلام، ينابيعه، مناهجه، غاياته "، " العفاف بين السلب والإيجاب "، " الأخلاق عند الإمام الصادق "، " مع الدكتور أحمد أمين " في حديث المهدي والمهدوية. وغيرها.
(23) ما يطالب به الأستاذ خالد موجود جله - إن لم نقل كله - في الجزء الأول من كتاب (أعيان الشيعة) بقسميه الأول والثاني. وهو من تأليف سماحة آية الله السيد محسن الأمين العاملي.
- المؤلف -


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page