إنّ العقيدة التي تتبلور في نفس الإنسان في مرحلة المراهقة تبقى عقيدة غير ناضجة ومحتاجة للوعي الذي يستمد وجوده من البحث والتحليل والاستقراء.
وتبقى هكذا عقيدة متزلزلة وغير محكمة تتلاعب بها الانفعالات النفسيّة وتؤثّر عليها الأجواء المحيطة بكلّ سهولة حتى يترعرع الفرد، ويصل إلى مرحلة النضج العقلي، فينمو وعيه وتتبلور في ذهنه أسئلة تبحث عن إجابات شافية وتعتريه شكوك في المعتقد الذي قد ورثه من البيئة التي عاش في كنفها، ومن هنا يتوجّه الفرد إلى البحث عن الحقيقة.
وهذا ما قام به المستبصرون حيث أنّهم توجّهوا من منطلق الوصول إلى العقيدة الواعية إلى البحث، وحاولوا من خلال التحليل الشمولي أن يتعرّفوا على معتقدات باقي المذاهب، ليتمكّنوا من إثراء رصيدهم المعرفي عن هذا الطريق.
ولكنّ المشكلة تكمن في أنّ الكثير من أهل السنّة ـ كما يشير المستبصرون إلى ذلك ـ يصلون خلال بحوثهم إلى أحقّية أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)و و جوب التمسّك بالثقلين كتاب الله تعالى وعترة الرّسول (صلى الله عليه وآله)، لكنّهم لا يجدون في ذلك الكفاية في تغيير انتمائهم المذهبي، لأنّهم يواجهون في هذه الحالة الكثير من العقبات التي تمنعهم من التحوّل المذهبي، ويشعرون أنّهم لايستطيعون اجتياز مرحلة اعتناق الحقيقة من دون تخطّي هذه العقبات، والتي منها:
المانع الأوّل/ التقليد الأعمى
المانع الثاني/ معرفة الحق بالرجال
سبل التحرّر من التقليد وتقديس الرجال
المانع الثالث/ التعصّب
الفرق بين العصبيّة والوفاء للذكريات
المانع الرابع/ الهوى
المانع الخامس/ التهيُّب
التوهّم بأنّ الكثرة تعني الحقَّ
موانع الاستبصار
- الزيارات: 674