لا يستنكف المستبصر أن يعترف بأنّه كان على الباطل ثمّ عرف الحقّ فتحوّل إليه، ولماذا يخشى المستبصر ذلك وهو الذي يمتلك الشجاعة والجرأة والإرادة التي دفعته إلى الاستبصار على الرغم من كلّ التحدّيات والعقبات التي وقفت أمامه لتصدّه عن تغيير انتمائه المذهبي.
ولهذا نجد هشام آل قطيط يصرّح قائلاً:
" وربّما ناقدٌ ينتقد أو سائل يسأل: هل أنا كنت على ضلال واهتديت..؟ نعم. كنت على ضلال عن معرفة الحققة، لأنّي كنت أجهل هذه الحقائق "(1).
ويعترف التيجاني السماوي في هذا المجال قائلاً لأهل السنّة:
" وقد كنت في ما مضى مثلكم محجوباً عن الحقيقة وعن أهل البيت (عليهم السلام)وشيعتهم، فهداني الله سبحانه إلى الحقّ الذي ليس بعده إلاّ الضلال، وتحرّرت من قيود التعصّب والتقليد الأعمى، وعرفت بأنّ أغلب المسلمين لازالت تحجُبُهم الإشاعات والأباطيل وتصدّهم الدعايات عن الوصول إلى الحقيقة ليركبوا جميعاً في سفينة النجاة ويعتصموا بحبل الله المتين "(2).
ويقول التيجاني السماوي أيضاً حول دلالة كتابه (ثمّ اهتديت) على أنّه كان ضالاً ثم اهتدى:
" وعلى فرض أنّ العنوان يتضمّن معنى الضلالة التي تقابل الهداية فيما نقصده على المستوى الفكري من إصابة المنهج الإسلامي الصحيح الذي يضعنا على الصراط المستقيم، كما عقّب بعض القرّاء بذلك; فليكن كذلك، وهو الواقع الذي يتهيّب مواجهته البعض بروح رياضيّة بنّاءة، ونفس موضوعي خلاّق.. ينجسم في الفهم مع قول الرّسول (صلى الله عليه وآله):
(تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً).
فالحديث واضح وصريح في الإشارة إلى ضلال مَن لم يتمسّك بهما معاً (الكتاب والعترة).
وعلى كلّ حال فأنا مقتنع بأنّي اهتديت بفضل الله سبحانه وتعالى إلى التمسّك بكتاب الله وعترة الرسول (صلى الله عليه وآله); فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا نهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسلُ ربّنا بالحقّ "(3).
____________
1- هشام آل قطيط/ ومن الحوار اكتشفت الحقيقة: 9.
2- محمد التيجاني السماوي/ فاسألوا أهل الذكر: 19.
3- محمد التيجاني السماوي/ لأكون مع الصادقين: 7.
الاعتراف بالخطأ بكلّ جرأة وشجاعة
- الزيارات: 1505