بكيت لفقد الاكرمين تتابعوا
لوصل المنايا دارعون وحُسّرُ
من الأكرمين البيض من آل هاشم
لهم سلف من واضح المجد يذكر
بهم فجعتنا والفواجع كأسمها
تميم وبكر والسّكون وحمير
وفي كل حي نضحة من دمآئنا
بني هاشم يعلو سناها ويشهر
فلله محيانا وكأن مماتنا
ولله قتلانا تدان وتنشر
لكل دم مولى ، ومولى دمآئنا
بمرتقب يعلو عليكم ويظهر
فسوف يرى أعداؤنا حين تلتقي
لأي الفريقين النبي المطهر
مصابيح امثال الأهلة إذ هم
لدى الحرب أو دفع الكريهة أبصر
ومنها :
أعينيَّ إن لا تبكيا لمصيبتي
فكل عيون الناس عني أصبر
أعينيَّ جودا من دموع غزيرة
فقد حق إشفاقي وما كنت أحذر
أبو لهب بن عبد المطلب واسمه عبد العزى ـ له من الأولاد : عتبة بن أبي لهب ، ومعتِّباً وعتيبة وهو الذي اكله الاسد وكان ابو لهب يكنى بأسماء بنيه كلهم وامهم ام جميل ، وهي ( حمالة الحطب ) بنت حرب بن امية بن عبد شمس وفيها يقول الاحوص الشاعر الانصاري :
ماذاتُ حبل يراه الناس كلهم
وسط الجحيم ولا يخفى على احد
كل الحبال حبال الناس من شعر
وحبلها وسط أهل النار من مسد
شهد عتبة ومعتب حنيناً مع النبي (ص) وثبتا فيمن ثبت معه ، واصيب عين معتب يومئذ.
ومن شعر الفضل بن العباس ـ وكان شديد الادمة ولذلك قال :
وأنا الأخضر (١) من يعرفني
أخضر الجلدة في بيت العربْ
من يساجلني يساجلْ ماجداً
يملأ الدلو الى عقد الكرب
إنمآ عبد مناف جوهر
زيَّن الجوهر عبد المطلب
الشاعر
هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم ( شاعر الهاشميين ).
توفي في حدود سنة ٩٠ في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وكان احد شعراء بني هاشم وفصحائهم هاشمي الابوين ، امه آمنة بنت العباس ابن عبد المطلب.
ومن شعره :
ماكنت أحسب أن الامرَ منصرف
عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
من فيه ما فيهم من كل صالحة
وليس في كلهم ما فيه من حسن
أليس اول من صلى لقبلتكم
وأعلم الناس بالقرآن والسنن
وأقرب الناس عهداً بالنبي ومن
جبريل عون له في الغسل والكفن
مآذا يردكم عنه فنعرفه
ها إن ذا غَبَن من أعظم الغبن
قال المرصفي في شرح الكامل : وكان من أصحاب علي (ع) وهو القائل يخاطب بني امية :
مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا
لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم
وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
مهلا بني عمنا عن نحت أثلتنا
سيروا رويداً كما كنتم تسيرونا
الله يعلم أنا لا نحبكم
ولا نلومكم ألا تحبونا
كل له نية في بغض صاحبه
بنعمة الله نقليكم وتقلونا
وقال الوليد بن عقبة بن أبي معيط ـ أخو عثمان لأمه ـ يرثي عثمان ويتهم بني هاشم وعلياً ويتوعدهم :
ألا مَن لليل لا تغور كواكبه
اذا لاح نجم لاح نجم يراقبه
بني هاشم ردوا سلاح ابن اختكم
ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
بني هاشم لا تعجلوا بإفادة
سواء علينا قاتلوه وسالبه
فقد يجبر العظم الكسير وينبري
لذي الحق يوماً حقه فيطالبه
وإنا وإياكم وما كأن منكم
كصدع الصفا لا يرأب الصدعَ شاعبه
بني هاشم كيف التعاقد بيننا
وعند علي سيفه وحرائبه
لعمرك لا أنسى ابن أروى وقتله
وهل ينسينًّ الماء ما عاش شاربه
هم قتلوه كي يكونوا مكأنه
كما غدرت يوماً بكسرى مرازبه
وإني لمجتاب اليكم بجحفلٍ
يصمُّ السميعَ جرسه (2) وجلائبه
فانتدب له الفضل بن العباس بن عتبة يرد عليه فيقول :
فلا تسألونا بالسلاح فإنه
اضيع وألقاه لدى الروع صاحبه
سلوا أهل مصرعن سلاح ابن اختنا
فهم سلبوه سيفه وحرائبه
وكان ولي العهد بعد محمد
علي وفي كل المواطن صاحبه
علي ولي الله أظهر دينه
وأنت من الاشقين فيمن تحاربه
وقد أنزل الرحمن انك فاسق
فمالك في الإسلام سهم تطالبه (3)
وشبهته كسرى وقد كأن مثله
شبيها بكسرى هديه وعصائبه
__________________
1 ـ كان شديد السمرة ، والعرب تسمي الاسمر اخضر وتتمدح بذلك.
2 ـ الجرس : الصوت.
3 ـ في الوليد نزل قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا » الآية وذلك ان رسول الله (ص) ارسله الى بني المصطلق ليجيء بالزكاة فخرجوا للقائه فهابهم فعاد الى رسول الله يقول انهم ارتدوا عن الاسلام فنزلت الآية ومن ذلك سمي بالفاسق.
١٧ ـ الفضل بن عباس بن عتبة بن ابي لهب بن عبد المطلب بن هاشم :
- الزيارات: 5777