واصل دور المحدثين والمؤرخين من جاء بعدهم من كتاب، بذلوا قصارى جهدهم لتزييف الحقائق وتشويه مذهب أهل البيت، بشتى أساليب الدعاية ونشر الأكاذيب، وقد نجح هؤلاء الكتاب نجاحاً كبيراً في تعميق الجهل في نفوس أهل مذهبهم وتوسيع الفجوة بينهم وبين معرفة الحقيقة، فصوروا التشيع بأبشع وأقبح ما يكون من الصور، من جراء ما نسجوه من خرافات وأوهام، ولا أقول هذا مجرد افتراض، إنما عايشت هذا الجهل مدة من الزمن، وأحسست به أكثر عندما تفتحت بصيرتي وأنار الله قلبي بنور أهل البيت، فوجدت مجتمعي يركد في ركام من الجهل والافتراءات على الشيعة، فكلما أسأل عن الشيعة سواء كان المسؤول عالماً أو مثقفاً كان يجيبني بسلسلة من الأكاذيب على الشيعة فيقول مثلاً: إن الشيعة تدعي أن الإمام علي (ع) هو الرسول ولكن جبرائيل أخطأ وأنزل الرسالة على محمد، أو أنهم يعبدون الإمام علي... وغيرها من الأكاذيب التي لا تمت إلى الواقع بصلة، واشد محنة من ذلك عندما يبادرك سؤال حائر:
هل الشيعة مسلمون؟
وما هو الفرق بين الشيعة والشيوعية؟
إن هذا الجهل بالتشيع، الذي تعيشه مجموعة كبيرة من الأمة الإسلامية، كان نتاجاً طبيعياُ لمجهود هؤلاء هؤلاء الكتاب، لفرض الجهل المطبق على أبناء هذه الأمة لكي لا يتعرفوا على مذهب التشيع، وهذا هو المخطط الذي بدأ قديماً ليتم مسيرته إلى اليوم، فتجد مئات من الكتب المسمومة ضد الشيعة في متناول يد الجميع، هذا إذا لم تكن توزع مجاناً من قبل الوهابية، ويفتر ض في هذا الجو المشحون ضد الشيعة أن يُسمح للكتاب الشيعي بالانتشار، حتى تكون المعادلة متكافئة، وهذا ما لم يحصل، فهذه هي المكتبات الإسلامية يكاد يندر فيها الكتاب الشيعي بخلاف المكتبات الشيعية سواء كانت تجارية أو في المعاهد العلمية فهي لا تخلو من كتب ومصادر السنة بجميع خطوطها واتجاهاتها.
والأدهى والأمر من كل ذلك. إذا وفرت لأحدهم كتاباً فإنه لا يقرؤه هذا إذا لم يحرقه بحجة أنه لا يجوز قراءة كتب الضلال...
وأذكر كيف كان إمام المسجد في قريتنا يُصرح بكفري وضلالتي، ويمنع الجميع من الجلوس مع ي أو قراءة كتبي. أي منطق هذا يسلب الإنسان حرية تفكيره ولكنها سياسة الجهل والتجهيل والحصار الفكري.
الكتاب ودورهم في تحريف الحقائق
- الزيارات: 841