وهي كثيرة يطول بنا المجال في سردها، فجلّ الكتب التي ردت على الشيعة لم تقصد إلا التشويه والتزوير ونشر التهم والأكاذيب. هذا بالإضافة إلى اعتمادهم على الكتب السنية في رد المعتقدات الشيعية، وهذا غير منهجي في باب الاحتجاج والمناظرة.
يقول الشيخ المظفر في ذلك: (إعلم أنه لا يصح الاستدلال على خصم إلا بما هو حجة عليه، ولذا ترى المصنف رحمه الله وغيره ـ أي العلامة الحلي ـ إذا كتبوا في الاحتجاج على أهل السنة التزموا بذكر أخبارهم لا أخيارنا، والقوم لم يلتزموا بقاعدة البحث ولم يسلطوا طريق المناظرة)(1). كما أنهم يعتمدون في الرد على التصوير المجمل لعقائد الشيعة من غير الرد المنطقي لكل جزئية من جزئيات المذهب، وهذا غير منصف في باب الأمانة العلمية، فتجد الدكتور ناصر الغفاري يقول في مقدمة كتابه (أصول مذهب الشيعة) ص15: (.. لأن في ملة من العقائد ما يكفي لمعرفة حقيقتها بمجرد عرضها، ولهذا ذكر شيخ الإسلام، ابن تيمية أن تصور المذهب الباطل يكفي في بيان فساده، ولا يحتاج مع حسن التصور إلى دليل آخر).
وإذا صح هذا فلا بد أن يكون المصور للعقيدة مؤمناً معتقداً بها، حتى يكون له الحرية الكافية في توضيح معتقداته، ومن الاجحاف أن يأتي طرف دخيل ليصور عقائد غيره بأبشع الصور. وما يقول به ابن تيمية هو ضرب من سياسة التجهيل على أتباعه عندما يصور لهم المذاهب التي تخالفه بالصورة التي يرديها، ولو كان هذا كاف للحجة لكان ذلك الكافر الذي يعيش في أوروبا الحامل صورة مشوهة عن الإسلام بسبب تصوير المستشرقين وأعداء الدين، معذوراً في ذلك، ولكن هذا كلام ضعيف ومنهجية خاطئة لا تصلح للاستدلال، ومع الأسف هذا هو ديدنهم، وإليك بعض النماذج من التحريفات.
____________
1- دلائل الصدق ج1 ، المقدمة.
ج ـ نماذج من تحريفات الكتاب
- الزيارات: 872