وهو من أكثر الكتاب عداوة للشيعة، وله في الرد عليهم مجموعة من الكتب بين يدي منها أربعة:
(1) الشيعة والسنة.
(2) الشيعة وأهل البيت.
(3) الشيعة والقرآن.
(4) الشيعة والتشيع.
وقد استخدم كل طاقاته في الرد عليهم والتعرض فأكابرهم، ويا ليته كان نزيهاً أميناً حسن الخلق والأدب، فقد افترى على الشيعة ما يشيب منه الصغير ويهرم فيه الكبير، وأنا أدعو كل صاحب عقل صائب أن يقرأ كتبه، ثلم يلاحظ، أولاً: أسلوبه، وثانياً: افتراءاته، وثالثاً: تزويره. بعد مراجعة كتب الشيعة التي تتناول نفس الموضوع.
وأكتفي في هذا المقام، بذكر بعض الشواهد، لأن المقام لا يسمح بالرد والتفصيل، وقبل أن أتعرض لتزويره للحقائق، أشير إلى ملاحظتين سريعتين على منهجه في الطرح وأسلوبه في عرض الأفكار.
آ ـ الملاحظة الأولى:
يرتكز منهجه على سرد معتقدات الشيعة بأسلوب مشوه، تحت عناوين منفرة. حتى يشكل حجابا بين القارئ وبين معتقدات الشيعة، ومن المفتر أن يتبع منهجاً سليماً في الرد بأن يذكر معتقدات الشيعة أولاً، ثم يذكر أدلتهم عليها وبعد ذلك يردها بالدليل والبرهان، ثم يستدل على ما يعتقد به.
ومثال لذلك، يذكر في كتابه (الشيعة والسنة) ص53، تحت عنوان، مسألة البداء يقول: (وكان من الأفكار التي روجها اليهود، وعبد الله بن سبأ أن الله يحصل له البدا) أي النسيان والجهل تعالى الله عما يقولون).
ثم يذكر روايات من كتب الشيعة حول البداء، من غير أن يذكر أدلة الشيعة على البداء من الكتاب وروايات البخاري ومسلم، وأقوال علماء السنة، ومن العقل، ومن غير أن يوضح مفهوم الشيعة للبداء. بل يعرفه من عنده بـ (النسيان والجهل) ويبني على هذا التعريف الخاطئ تفسيره لروايات الشيعة للبداء. وحاله هذا كحاله في مسألة التقية، فيذكر ص127 تحت عنوان (الشيعة والكذب). ويبدأ قوله: (الشيعة والكذب كأنهما لفظان مترادفان لا فرق بينهما، تلاما من أول يوم أسس فيه هذا المذهب وكون فيه، هذا فما كانت بدايته إلا الكذب وبالكذب) ثم يبرهن على ذلك فيقول: (ولما كان التشيع وليد الكذب أعطوه صبغة التقديس التعظيم وسموه بغير اسمه، واستعملوا له لفظة (التقية)..).
أسألكم ـ بالله ـ أي منهج هذا في المناقشة العلمية، تهجم وسخرية من غير فهم، فكيف جاز له أن يفسر التقية بالكذب؟، وقد استخدم القرآن هذا الفظ قال تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ألا أن تتقوا منهم تقاة..) آل عمران /28.
وبالمعنى في آية أخرى:
(من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان..) النحل/106.
والتقية بمعنى إخفاء الايمان وإظهار خلافه، إذا خاف الإنسان على نفسه وماله وعرضه، وهذا ما لا يخالف فيه أحد من المسلمين، لأن الذي يكره لا يحاسب فيما أكره عليه، بل أحياناً يجب عليه ذلك إذا تعلق الضرر بالآخرين، أو على مصلحة الرسالة والدين كما فعل مؤمن آل فرعون، وفي حالة الاضطرار يرتفع الحكم من الموضوع.
قال تعالى: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) البقرة/173.
ولم يرد إحسان ظهير من هذا إلا الخدعة والمكر بطريقة ذكية. فيفسر التقية بالكذب ويرسلها إرسال المسلمات، وعندما يثبت هذا في ذهن القارئ يحشد له مجموعة من الروايات الشيعية التي تصرح بالتقية، فيضع القارئ في مكان (التقية) كلمة (الكذب)، فيخرج بمعان تجعله ينفر مما يقوله الشيعة.
ولست هنا في مقام الرد أو إثبات ما يقوله الشيعة لأنه لم يكن أهلاً للمناقشة والأدلة ولم يذكر دليلاً واحداً مخالفاً حتى يرد عليه، وما يهمنا هنا هو بيان أسلوبه فقط. ومنهجه فقط.
ب ـ الملاحظة الثانية:
من غير المنطقي التهكم على عقائد الغير ومحاكمتها لأنها تخالف معتقداتك، ولكن مع الاسف هذا أسلوبه وأسلوب غيره من الكتاب ـ كل شيء يخالف ما قلناه. صلاتهم غير صلاتنا وصومهم غير صومنا وزكاتهم غير زكاتنا...
كأنما هم محور الدين وائمة المسلمين، لا بد أن يدور كل شيء حول رحاهم، متجاوزين بذلك القاعدة التي تقول (نحن مع الدليل نميل معه حيثما مال).
وهذا مخالف لمنهج القرآن في المباحثة والمناظرة العلمية، الذي يعترف بالطرفين، فيعلم الله رسوله، كيف يخاطب الكفار والمشركين.
قال تعالى: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) سبأ/25.
فانظر هذا التعامل الأخلاقي النبيل، فلم يقل لهم إني على حق وأنتم على حق أو على باطل.. فهذا هو منهج القرآن عندما طرح للجميع حرية المناقشة قائلاً: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
فكان رسول الله (ص) يسمع براهينهم ويردها بالتي هي أحسن، وقد سجل القرآن نماذج كثيرة سواء كانت مع رسول الله (ص) أو مع الأنبياءالسابقين، ففي قصص ابراهيم ونمرود، وموسى وفرعون، خير عبر، وقد اثبت الله سبحانه وتعالى حجج وبراهين الكافرين في قرآنه، وأعطاها من القداسة ما أعطى غيرها من الآيات ولم يجوز لمسلم أن يمسها من غير وضوء. بناء على الفقه الشيعي.
أين إحسان.. ظهير، وأمثاله من هذا المنهج القرآني الأصيل، وهو يفتخر بنفسه وجماعته قائلاً: (قراء القرآن الذين يتلونه آناء الليل وآناء النهار).
فما فائدة من يقرأ القرآن ويتلوا آياته ولا يتدبرها، ويستخلص منها الرؤى والبصائر، التي تكشف له طريقه في الحياة، ويستنطقها كيفية التعامل مع الآخرين، الذين يخالفونه في العقيدة والمذهب، ولكن صدق الإمام علي (ع) حينما قال: (كم قارئ للقرآن والقرآن يلعنه).