• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آ ـ نماذج من تزويراته


(1) نقل في كتابه الشيعة وأهل البيت ص 40 نصاً للإمام علي (ع) من نهج البلاغة، مستدلاً على أن الإمام علي (ع) معترف بالشورى وليس بالنص، وأن شورى المهاجرين والأنصار هي رضا لله، ولا تنعقد الغمامة بدونهم، هذا ما استخلصه من النص، وهو كما تعلم نقض كامل لما تقوله الشيعة، وإليك النص الذي استنتج منه ذلك: (إنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل، وسموه إماماً كان ذلك رضا لله، فإن خرج خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى).
وبعد رجوعي إلى المصدر تبين لي أن الرجل غير أمين في نقله، فإنه اقتطع ما يعجبه من وسط الكلام وترك صدره وآخر، حتى يزيف الحقيقة ويحرفها.
وإليكم تمام النص الذي يتغير بتمامه كل المفهوم، ويتضح أن ما ذكره الإمام (ع) كان من باب ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم، وهو عبارة عن خطاب من علي (ع) إلى معاوية:
(إنه بايعني القوم، الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليهِ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا.. ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه، إلا أن تتجنى فتجن ما بدا لك والسلام)(1).
فاحتج أمير المؤمنين على معاوية بنفس ما يحتج به معاوية وأتباعه إلى اليوم بصحة خلافة ابي بكر وعمر وعثمان، فألزمه علي (ع) بحجته ـ أي حجة معاوية نفسه ـ، فقال: إن كانت بيعة الخلفاء قبلي صحيحة فبيعتي مثلهم، فقد بايعني الناس ولا طريق لمنكر بعد ذلك، فليس لشاهد البيعة أن يختار كما حدث في بيعة عمر بعدما عينه أبو بكر، فلم يكن لهم خيرة بعد تعيينه، ولا للغائب أن يرد ذلك، كما لم يتمكن الإمام (ع) من رد بيعة أبي بكر في السقيفة، لأنها كانت خفية، فهذه هي الشورى التي أدعيتموها، سواء كانت في إمرة أبي بكر أو عمر أو عثمان، فهي رضا لله كما تدعون، فلا يجوز أن يخرج منها خارج وإلا رد كما ردوا مانعي الزكاة عندما امتنعوا عن دفعها إلى أبي بكر، لأنه لم يكن الخليفة الشرعي في نظرهم فليس لك مناص يا معاوية لأنه قد اجتمع الناس إلى مبايعتي. إلا أن تتجنى، فتجن ما بدا لك.
هذا هو المعنى الذي يستفاد من جملة السياق، ولكنه لم يرق لهوى إلهي ظهير.

(2) أورد في كتابه حديثاً من التفسير المنسوب إلى الحسن العسكري،يقول فيه: (إن رجلاً ممن يبغض آل محمد، وأصحابه الخيرين.. أو واحد منهم يعذبه الله عذاباً.. لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين)(2).
ثم يقول: ولأجل ذلك قال جده الأكبر، علي بن موسى الملقب بالرضا ـ الإمام الثامن عند الشيعة ـ حينما سئل: عن قول النبي (ص): أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم أهتديتم. وعن قوله (ع): دعوا لي أصحابي: فقال (ع): هذا صحيح)(3).
ويريد أن يستدل بذلك على أن نظرة أهل البيت للصحابة، كانت تعتبر عدالتهم جميعاً فلا يحق للشيعة الطعن أو الجرح في أحد منهم، وإلا يكونوا مخالفين لأقوال أئمتهم.
تأمل إلى هذا الكذب الصريح عندما أنقل إليك تمام النص.
(قال: حدثني أبي، قال سئل الرضا (ع) عن قول النبي (ص): أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وعن قوله: دعوا لي أصحابي، فقال (ع): هذا صحيح يريد من لم يغير بعده ولم يبدل، قيل: وكيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدّلوا؟ قال: لما يروونه من أنه (ص) قال: ليذادن رجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي، كما تذاد غرائب الإبل عن الماء، فأقول: يا رب أصحابي، أصحابي.
فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: بعداً لهم وسحقاً لهم. فترى هذا لمن لم يغير ولم يبدل)(4).
انظر ما فعلته الخيانة في نقل الحديث كيف غيرت مفهومه تماماً، ألم أقل لكم أنه كذاب؟!
وقول الإمام (ع): (لما يروونه) أي ما يرويه محدثوهم وحفاظهم من أهل السنة والجماعة، وتصديقاً لقول الإمام (ع)، سوف أنقل لك بعض الروايات التي جاءت في البخاري ومسلم.
روى البخاري في تفسير سورة المائدة، باب أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك، وتفسير سورة الانبياء كما رواه الترمذي في أبواب صفة القيامة، باب ما ء جاء في شأن الحشر، وتفسير سورة طه: (وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يا رب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح (وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم)، فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم، مذ فارقتهم).
وروى البخاري في كتاب الدعوات باب الحوض، وابن ماجه كتاب المناسك باب الخطبة يوم النحر، حديث رقم 5830، كما أورده أحمد في مسنده بطرق متعددة:
(ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم، اختلجوا دوني فأقول: أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
وفي صحيح مسلم: كتاب الفضائل باب إثبات حوض نبينا، الحديث 40: (ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم رفعوا لي اختلجوا دوني، فلأقولن: أي رب أصحابي، فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
وروى البخاري ـ أيضاُ ـ: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً ليردن علي أقوام، أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما حدثوا بعدك، فأقول: سُحقاً لمن غيري بعدي).
ولولا الخوف من الخروج عن الموضوع، لوسعت في هذا المقام.
فيا إحسان، إذا امتدت يدك لتحرف ما جاء في أحاديث الشيعة، فإنك لا تستطيع أن تحرِّف ما جاء في صحاحكم.

(3) أورد في ص66، من نفس الكتاب، حديثاً للإمام علي (ع) من نهج البلاغة وإليك ما نقل: (دعوني، والتمسوا غيري، فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً).
وعندما رجع إلى مصدر النص، وجدت مكره وحيلته، حيث أخذ أول الكلام وآخره وترك ما بينهما، فتغير بذلك المعنى، وإليك تمام النص.
قال عندما أراده الناس على البيعة، بعد قتل عثمان: (دعوني والتمسوا غيري، فإذا مستقبلون أمراً له وجوه، وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت. والمحجة قد تنكرت، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً)(5).
فانظر إلى النص الذي حذفه، كيف ينقلب المعنى رأساً على عقب من دونه، فماذا تسمى هذا ـ يا إحسان ـ؟! ومن هو الذي يكذب على أهل البيت؟!
ليس فقط من أ نواع الكذب أن تقول قولاً وتنسبه إلى من لم يقله، وإنما من الكذب أيضاً أن تحرّف مراد كلامه وتنسبه إليه.
سبحان الله قد عرف أمير المؤمنين (ع) أنهم لا يثبتون على هذه البيعة، وسوف يرتدون عليه ويقاتلونه في الجمل وصفين والنهروان، ويحتجون عليه بآلاف التبريرات، ولذلك أقام عليهم الحجة، وأخبرهم بمنهجه في الحكم، وهو الحق والحق مر صعب (وأكثرهم للحق كارهون).
وحدث ما قاله (ع) بالفعل، ولكن لم أكن أتوقع أن يستمر هذا الانقلاب والتبرير إلى يومنا هذا فيحرفون كلامه، لما فيه من كشف عن سوء نية وزيف من بايعه.

(4) وأختم بهذا التزوير والتحريف الواضح، وأترك لك التعليق، وأكتفي به، لأني لو جاريت هذا النسق من التزوير والتحريف لطال بنا المقام، وباختصار فإن الرجل لم يكن صادقاً حتى مع نفسه، وحمله على هذه الأفعال شدة عداوته لأهل البيت وشيعتهم، وإلا لماذا هذا التعسف الواضح أريد به أن يثبت للناس حقاً مضيعاً؟ وهو يتبع الباطل والتزوير وسيلة وهدفاً؟!
أورد في كتابه، الشيعة وأهل البيت ص67: (والطبرسي أيضاً ينقل عن محمد الباقر، ما يقطع أن علياً كان مقراً بخلافته، ومعترفاً بإمامته، ومبايعاً له بإمارته، كما يذكر أن أسامة بن زيد حب رسول الله لما أراد الخروج، انتقل رسول الله إلى الملأ الأعلى: فلما ورد الكتاب على أسامة، انصرف بمن معه حتى دخل المدينة فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر، انطلق إلى علي بن أبي طالب (ع) فقال: ما هذا؟ قال علي (ع): هذا ما ترى، قال أسامة: فهل بايعته؟ فقال: نعم.
وقد نقل هذه الحادثة من كتاب الاحتجاج للطبرسي، وإليك تمام النص من المصدر:
(وروى عن الباقر (ع)، أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر: أكتب إلى أسامة بن زيد يقدم عليك، فإن في قدومه قطع الشنيعة عنا. فكتب أبو بكر إليه:
من أبي بكر خليفة رسول الله (ص)، إلى أسامة بن زيد أما بعد:
فانظر إذا أتاك كتابي، فأقبل إلي أنت ومن معك، فإن المسلمين قد اجتمعوا علي وولوني أمرهم، فلا تتخلفن، فتعصي ويأتيك مني ما تكره، والسلام.
قال: فكتب أسامة إليه جواب كتابه: (من اسامة بن زيد عامل رسول الله (ص) على غزوة الشام. أما بعد: فقد أتاني منك كتاب ينقض أوله آخره، ذكرت ف أوله أنك خليفة رسول الله وذكرت في آخره أن المسلمين قد اجتمعوا عليك فولوك أمرهم ورضوك، فاعلم أني ومن معي من جماعة المسلمين والأنصار فلا والله ما رضيناك ولا وليناك أمرنا، وانظر أن تدفع الحق إلى أهله، وتخليهم وإياه فإنهم أحق به منك، فقد علمت ما كان من قول رسول الله (ص) في علي يوم الغدير فما طال العهد فتنسى، انظر مركز ولاتخالف فتعصي الله ورسوله (ص) ونعصي من استخلفه رسول الله عليك وعلى صاحبك ولم يهذلني حتى قبض رسول اله (ص) وإنك وصاحبك رجعتما، وعصيتما ـ يعني عمر ـ فأقمتما في المدينة بغير إذن).
فأراد أبو بكر، يأن يخلعها من عنقه، قال: فقال له عمر: لا تفعل، قميص قمصك الله لا تخلعه فتندم، ولكن ألح عليه بالكتب والرسائل، ومُرْفلاناً وفلاناً أن يكتبوا على أسامة أن لا يفرق جماعة المسلمين، وأن يدخل معهم فيما صنعوا. قال: فكتب إليه أبو بكر وكتب إليه الناس من المنافقين: أن إرض بما اجتمعنا عليه وإياك أن تشمل المسلمين فتنة من قبلك فإنهم حديثوا عهد بالكفر) قال: فلما وردت الكتب على أسامة انصر فبمن معه حتى دخل المدينة، فلما أي اجتماع الخلق على أبي بكر انطلق إلى علي بن أبي طالب (ع) فقال له: ما هذا؟ قال له علي: هذا ما ترى، قال له أسامة: فهل بايعته؟ فقال: نعم يا أسامة، فقال: طائعاً أو مكرهاً؟، فقال: لا بل كارهاً.
قال: فانطلق أسامة فدخل على أبي بكر وقال له: السلام عليك يا خليفة المسلمين، قال: فرد عليه أبو بكر وقال: السلام عليك أيها الأمير)(6).
ولا نقول له أكثر مما قاله عز وجل في محكم كتابه الكريم:
نظر كيف يفترون على اله الكذب وكفى به إثماً مبيناً)(7).
(فيما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين)(8).

____________
1- نهج البلاغة، شرح محمد عبده ص22.
2- الشيعة وأهل البيت ، ص41ـ42.
3- الشيعة واهل البيت. ص41،42.
4- عيون أخبار الرضا، ص85.

5- نهج البلاغة ص136، الخطبة رقم 92.
6- الاحتجاج ، للطبرسي ص87.
7- سورة النساء/ الآية 50.
8- سورة المائدة، الآية 13.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page