• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

(3) كتاب (تبديد الظلام وتنبيه النيام إلى خطر التشيع على المسلمين والإسلام) لابن الجبهان:


لم أرَ كاتباً أكثر منه عداءاً لأهل البيت وشيعتهم، فقد شدَّ عزمه على التشنيع بهم والافتراء عليهم من غير منهج في النقاش أو أسلوب في الحوار وكل ما عنده تكفير وتفسيق لآراء الآخرين، والذي يقرأ الكتاب سيجدني متسامحاً جداً.
وقد ثبت لي أنه لا يريد من كتابه هذا إلا إثارة الفتنة بين الشيعة والسنة وتفريق صفوف المسلمين بشتى الوسائل والطرق، لكي يزدادوا بلاء وضعفاً على ضعفهم، وكان من الأفضل أن يوجه كتابه إلى أعداء الإسلام والمسلمين دويلة (إسرائيل).
وبما أنه أتفه من أن يناقش لأنه لم يذكر دليلاً حتى يكون أهلاً لذلك، وإنما ومجموعة من الأكاذيب والافتراءات على أهل البيت وشيعتهم، فينفي كل فضل جاء في حقهم وينكر الايات الواضحة والاحاديث الدالة على وجوب التمسك بهم.
وإليك نماذج من أساليبه في كيفية تضعيف الأحاديث التي تذكر فضائل أهل البيت.

أ ـ بعد أن يورد مجموعة من الأحاديث يقول: (ونرد عليها وعلى الأمساخ البشرية التي تشبثت بها)(1).
1ـ الحديث الأول: (مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة من دخله كان آمناً).
(مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من تمسك بها نجا ومن تخلف عنها غرق).
.. يضعّف هذا الحديث بأوهن ما يكون من الأدلة، فيقول أن هذا الحديث يستوجب أن النجاة والأمن في التمسك بأهل البيت، والهلاك والضياع في التخلف عنهم وهذا لا يجوز بمنطق القرآن، لأن القرآن لا يشترط في النجاة إلا الإيمان بالله والعمل الصالح، ولا ينذر بالهلاك إلا على الكفر واقتراف المعاصي، ولا توجد في كتاب الله آية واحدة تنقض قولنا هذا(2).
أقول: ولكن ما علاقة قولك بهذا الحديث! فإثبات الشيء لا ينفي ما عداه.. هذا أولاً.
ثانياً: كل القرآن ينقض قولك، فهذا القرآن بين يديك يأمرنا بالتمسك بالأنبياء والرسل، ويحكم بكفر من لم يتمسك بهم (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، كما يأمرنا بالتمسك بالأولياء: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فالأمر في هذا الآية واضح في الوجوب فيلزم التمسك بهم، وأوجب الله علينا أيضاً التمسك بالمؤمنين واتباع سبيلهم.
قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)(3).
فعدم التمسك بهم يعني الهلاك ـ ومع الاسف ـ لم يرجع الجبهان على كتاب الله حتى يرى كيف كان دخول الباب لبني اسرائيل غفراناً لذنوبهم.
(وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة، نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)(4).
لم يجهل الجبان ذلك لكن شدة عداوته لأهل البيت حملته على ذلك، ونزيده غيظاً بقوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً غلا المودة في القربى)(5).
فقد جعل الله أجر رسالته في موالاة أهل البيت.
ويضيف مستدلاً بقوله: لماذا نتبع أهل البيت، هل لهم علم لم يبلّغه رسول الله (ص) للمسلمين عامة. إن اعتقاد ذلك، يعني اتهام النبي (ص) بالمحاباة وكتمان الرسالة… وما دام الدين قد اكتمل فما الذي نحتاجه من أهل البيت.
انظر إلى سخافة الاستدلال، فإذا كان تبليغ أحكام الدين وتوضيحها لبعض الناس دون غيرهم محاباة فلم على رسول الله (ص) ـ وهو رسول لكل البشر ـ أن يبلغ بنفسه كل البشر فرداً فرداً، أو على الأقل الذين في زمانه، هذا ما لا يقول به عقال كما أن هذا الأمر خارج عن نطاق التبليغ، فقد امتاز أهل البيت بصفات أهلتهم لقيادة الأمة، فمن الواضح اختلاف الناس في مدى فهمهم واستيعابهم، واختلافهم في درجات الإيمان، فقد بلغ رسول الله (ص) للكل ولكن أهل البيت كانوا أسبق الناس إيمانا وأكثرهم جهاداً وأفضلهم تقوى وورعاً، ولذلك طهرهم الله من الرجس في كتابه.. فما هذا الحقد الدفين يا ابن الجبهان؟!
أما أن اكتمال الدين ينفي حاجة المسلمين، فلماذا نحتاج غلى الصحابة والسلف الصالح لنقلدهم؟!!
وبهذه الأدلة السخيفة رد هذا الحديث.


2ـ الحديث الثاني: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي).
يقول: (محرف، وصحته (كتاب الله وسنتي)، وعلى فرض أنه غير محرف. فمن هم العترة المشار إليه في هذا الحديث)(6).
.. بهذه البساطة رد حديث (كتاب الله وعترتي)!
وقد مر البحث حوله في أول الكتاب.
من الواضح كما أقر علماء الأصول أن القضية لا تثبت موضوعها، فالحديث هنا في مقام إثبات مجمل القضية وهو وجوب التمسك بكتاب الله وعترة أهل البيت أما معرفة ما هو الكتاب، وما هي العترة، لا يعرف من هذا الحديث، فيحتاج على دليل آخر خارج عنه، حتى يفصل المراد منهما.
فكي يستشكل على الحديث بقوله: من هم أهل البيت؟!
فهذا سؤال يفترض عليه أن يوجهه إلى رسول الله (ص) لأنه افترض صحة الحديث.

3ـ الحديث الثالث: (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).
يقول: موضوع ولا أساس له من الصحة، لأن محبة غير الله ورسوله لا تصلح معياراً للايمان ولا مقياساً، لأن محبة الله ورسوله تستتبع حتماً محبة الصالحين ولا تنفصل عنها.

أولاً ـ لماذا يا ترى استثنى رسول الله (ص)، فإذا كان المعيار هو الاستتباع فحب الله يستتبع أيضاً حب رسوله وعباده الصالحين.

ثانياً ـ فإذا كان حب الله ورسوله يستتبع حب الصالحين، فأيضاً حب الصالحين يستتبع حب رسوله وحب اله، وهذا يثبت صحة الحديث لأن الحديث في بيان كيفية معرفة المنافق، وبما أن الذي يظهر الايمان بالله ورسوله لا يستطيع أن يعلن عن عدم حبه لله ورسوله وألا لا يسمى منافقاً ولكن يستطيع أن يعلن بغضه لأي شخص آخر، وبما ان الإمام علياً (ع) من الصالحين بل من أصدق المصاديق فمن أبغضه يكون بالاستتباع يبغض الله ورسوله، فيشكل لنا هذا الحديث معياراً دقيقاً في معرفة المنافقين.

ثالثاً ـ وإذا كان عنوانك أن الحب والبغض ليس معياراً للإيمان ولا مقياساً للعقيدة فلماذا تكفر الشيعة، بسبب بغضهم لبعض الصحابة ـ على حسب زعمك ـ؟!
ألا ترجو من ذلك ثواباً؟!
فإن كان، لا، فكلامك كله لغو وضياع للوقت.

4ـ الحديث الرابع: (أنا مدينة العلم وعلي بابها).
يقول إن صبغة الحديث تدل على تفاهته، وتافهة من نسبه إلى رسول الله (ص) فإن النفور واضح بين كلمة (المدينة) وكلمة (العلم) ولا يوجد أي انسجام لا تلقى بين مفهومهما ولا بين منطوقهما، ولو قال (أنا بحر العلم وعلي شاطئه) لكان أليق.
ويستدل أيضاً: لماذا جعل رسول الله هذا العلم في مدينة وجعل مفاتحه عند علي ولم يجعلها مشاعاً من غير أبواب، حتى يتيسر لكل الناس الدخول إليها من حيث شاءوا..
هذا مبلغ علمه وغاية استدلاله. أي منافاة، والحديث لم يكن بخصوص تعريف العلم حتى يقول: بحر.
وإنما أراد بيان الرابطة بينه وبين علي (ع)، فالحديث ناظر إلى مجمل العلاقة بينهما، فكان مثال المدينة أوضح لعدم التمكن من الدخول إليها إلا عن طريق الباب.
أما قوله: ولم يجعلها مشاعاً من غير أبواب...
فيكفيه قوله تعالى: (فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)(7).
هذا هو منهجه الذي يدل على نصبه وشدة عداوته لرسول الله وعترته الطاهرة. فبهذا التفكير الساذج والأدلة المضحكة لا يثبت لأهل البيت منقبة، وفي المقابل يصحح كل الروايات الضعيفة والأحاديث المردودة متناً وسنداً لأنها تثبت فضيلة لأي واحد آخر من السلف.
فيا علماء أهل السنة والجماعة، أتقبلون مثل هذا عالماً من علمائكم، يدافع عنكم ويمثل رايكم، فإذا كان نعم. فعلى أهل السنة والجماعة السلام.وإذا كان. لا، فلماذا لا تعترضون عليه وتوقفونه عند حده، وهذا الكتاب الذي بين يدي هو الطبعة الثالثة، وقد يكون طبع عشرات المرات.. فأوقفوه.
ومن المؤسف جداً. أنه مكتوب عليه (طبع هذا الكتاب بإذن من رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد.
فسبحان الله!، اسم مناقض تماماً لهذا الكتاب، فاي بحوث علمية وهي لم تبحث هذا الكتاب نفسه، وإلا ينسب إليها ما نسب على مؤلفه من الجهالة وحماقة العقل وقلة الفهم، والتحريف وتزوير الحقائق لأن الإقرار بالشيء هو التصديق به.
وأي دعوة، وأي إرشاد؟!
اللهم إلا الدعوة إلى الافتراق والاختلاف، والإرشاد إلى هذه المتناقضات المخزية فإلى متى تعيش الوهابية في هذا التناقض، فعندما ضعف الدكتور الترابي حديث الذبابة بأدلة منطقية وبراهين علمية، شهروا عليه سيوفهم وأفتوا بكفره، ولكن عندما يضعف الجبهان عشرات الأحاديث
الصحيحة والمتواترة عندكم، التي رواها البخاري ومسلم، لا يحرك له ساكن..!
فهل عندكم الذبابة أكثر شرفاً من أهل بيت رسول الله (ص)؟!!
(وحقاً يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا بغضك إلا منافق).

____________
1- تبديد الظلام ص90.
2- المصدر السابق ص91.
37- سورة النساء، الآية 115.
4- سورة البقرة، الآية 58.
5- سورة الشورى، الآية 23.
6- ص 40.
7- سورة النحل، الآية 43.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page