• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ضربة أميرالمؤمنين عليه أفضل الصلاة و السلام يوم الخندق

 

السؤال :
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( ضربة علي (عليه الصلاة والسلام) ، ( يوم الخندق ) ، تعادل عبادة الثقلين )) . نرجو إلقاء بعض الأَضواء على هذه الكلمة بشيء من التفصيل ، ولكم الشكر .
الجواب :
ضربة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، التي قال عنها رسول الله ، صلّى الله عليه وآله ، باتفاق من الشيعة والسنة ، تعادل عبادة الثقلين من جهتين : ( الصورية ، والمعنوية ) .
أما في الصورة : فالظاهر لولا ضربته التي أَردى بها فارس ( يليل ) ، وقائد قريش ، عَمرو بن عبد ود ، تلك الضربة القاضية على الشرك والمشركين ، لقضى أبو سفيان ،وأَحزابه ، على الإِسلام والمسلمين ، كما كان ذلك هدفهم بتلك الجنود المجندة ، والجيش العربي الهائل ، واتفاق اليهود معهم ، ومساعدتهم من ناحية أُخرى . فبتلك الضربة الإِلهية ، وقع الزلزال في أَركان جيوشهم ، والخوف في قلوب شجعانهم ، فانهزموا وانقلبوا صاغرين . وعند ذلك صاح النبي الهاشمي ، صلّى الله عليه وآله : (( الآن نغزوهم ، ولا يغزوننا )) وقال حذيفة اليماني : (( لو قسمت فضيلة علي ، عليه السلام ، بقتل عمرو ، يوم الخندق ، بين المسلمين لو سعتهم )) . فلولا تلك الضربة العلوية ، لساد الكفر والشرك إلى يوم الوقت المعلوم ، ولما بقي من الإِسلام أثر . فبقاء الإِسلام من أثرها ، وأعمال المسلمين جميعاً من بركاتها، فهي إذا تعادل أَعمالهم كافة .
وأما في المعنى : لا شك أَنَّ قيمة عمل كل مسلم ومسلمة ، وكل مؤمن ومؤمنة ، مرتبط بإيمانه ، وكلما ازداد الإِيمان في القلب ، ازدادت قيمة العمل وثوابه عند الله ، وكلما ضعف الإِيمان ، أنحط العمل ، وأنحط ثمنه ، وقل ثوابه ، وقد أثبت التاريخ إيمان مولانا أمير المؤمنين ، علي بن أبي طالب ، بأعماله الجبارة ، وثباته في الحروب ، وتضحيته نفسه في سبيل الله واستقامته عند تزلزل سائر المسلمين وفرار البعض في الحروب ، عند الشدة . والشاهد على هذا غزوة ( أٌحد ) ، ( حنين ) ، وفرارهم من الموت ، وضعفهم عن الجهاد حتى تركوا نبيهم وحيداً ، أمام المشركين الزاحفين ، وليس إلاَّ لضعف إيمانهم ،وهم يسمعون الآيات القرآنية ، أن الشهيد منهم ذاهب إلى جنة ، عرضها السموات والأرض ، لو كان إيمانهم قوياً ، لاختاروا الموت والشهادة ، في سبيل الله ، ولثبتوا في حفظ رسول الله ، ولما فروا من الزحف .
وعلى عليه الصلاة والسلام متشحط بدمائه، في غزوة ( أحد ) ، وفي جسده الطاهر تسعون ضربة سيف ورمح ، ومع ذلك يستقبل كتائب الشرك ، ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى هزمهم وحده بإذن الله ، ولثبتوا في حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما فروا من الزحف .
وعلي عليه الصلاة والسلام متشحط في وقعة حنين : : ((ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم))[1] ، عند حملة بني هوازن ، وهو الذي ثبت واستقام ، وقتل قائدهم وهزمهم ، وأسرهم بعدما فرّ المسلمون إلى جهة البحر ، فراراً من الموت .
وعلي هو الضارب ، والمجاهد الوحيد ، وبات من قبل ، على فراش ابن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يفديه بنفسه ، حتى باهى الجليل ، جلّت عظمته ، به ملائكته .
وفي يوم ( الخندق ) كما يقول لنا التاريخ ، أن عمرو قد عبر الخندق , وأخذ يصيح ويخاطب المسلمين :
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز
ويستهزئ بهم ، ويقول : من منكم يحب أَن يدخل الجنّة ! ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم إلى مبارزته ، ثلاث مرّات ، ولا مجاوب إلاَّ ابن عمه ،ووزيره ، علي بن أبي طالب ، في كل من الثلاثة ، وأسرع إلى قتاله ، واستقبله قائلاً :
يا عمرو ويحك ! قد أَتا ك مجيب صوتك غير عاجز
إلى آخر رجزه عليه الصلاة والسلام حتى كان ما كان ، وصار ما صار ، وقتل علي عمرواً ، وفّرج الله عن المسلمين ، وهزم المشركين به .
وليس إلاَّ أَنَّ علياً إيمان كله ،كما قال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (( برز الإسلام كله للكفر كله )) . وعلي من رأسه إلى قدمه إيمان .
والقوم قد ولوا الأدبار ، وفقدوا إيمانهم عند الفرار : (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ، ومن يولهم يومئذ دبره ، إلاَّ متحرفاً لقتال ، أو متحيزاً إلى فئة ، فقد باء بغضب من الله ، ومأواه جهنم وبئس المصير ))[2].
أما في سائر الأوقات ، فأعمالهم بإيمان ضعيف ، وبعضهم بشك وريب ، ولسنا في صددهم ، وصدد مقدار إيمانهم ، فضربة علي ، عليه السلام ، لله ، وفي سبيل الله ، وبذلك الإيمان الكامل ، عادل أعمال الثقلين ، ولا عجب ! .

الكاتب : الميرزا حسن الحائري
المصدر : مركز ال البيت عليهم السلام
______________
[1] سورة التوبة : الآية 25
[2] سورة الأنفال : الآيتان 15 – 16


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page