• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اشكال مواجهه بطون قريش للنبى وعترته واتباعه

اخذت مواجهه بطون قريش العدائيه للنبى ودينه وعترته واتباعه اشكالا متعدده:
بدات بالسخريه والاستهزاء، وتكذيب النبى، ثم محاوله اغرائه، ثم ايذائه والطعن بشخصيته، واختلاق الاكاذيب عليه، ونشرها بين العرب، والتهديد بقتله، وفرض الحصار والمقاطعه على بنى هاشم الذين احتضنوه، والطعن بالقرآن الكريم وزعمهم بانه اساطير الاولين، وان عناصر اجنبيه تلقنه هذا القرآن، والطعن بمضامين الدعوه الاسلاميه والتشكيك بها، والشروع بقتله لمنعه من الهجره، وتخصيص الجوائز لمن يقبض عليه حيا او ميتا، والتضييق على اتباعه، ومنعهم من الهجره، ومحاوله اعاده الذين هاجروا منهم ليردوهم عن دينهم، وسومهم سوء العذاب لمن لا عشيره له، حتى مات بعضهم تحت التعذيب.
واخيرا جيشت بطون قريش الجيوش، وحاربت النبى ودينه فى بدر واحد والخندق.. وعندما هزمت البطون واضطرت الى الدخول فى الاسلام كارهه، اندست بين الصفوف وشكلت مركز تاثير، وبعد موت النبى قبضت على مقاليد الامور بدعوى ان محمدا رجل من قريش، وان البطون القريشيه اولى به لانه منها، وايضاحا للامور وتمهيدا لبسط الحقائق، سنفرد فقره خاصه بكل شكل من اشكال مواجهه بطون قريش العدائيه للنبى وعترته واتباعه المخلصين.
الهزء والسخريه:
فى المرحله السريه من الدعوه الاسلاميه، وقبل ان يومر النبى باعلان دعوته انتشرت فى اوساط مكه شائعات عن انباء النبوه والرساله والكتاب، فكان النبى اذا مر بملا من قريش قالوا:
(ان فتى عبد المطلب ليكلم من السماء) (352) حتى اذا ما اعلن النبى دعوته افصحوا عن سخريتهم واعلنوا هزءهم بصوره واضحه.
ولقد سجل القرآن الكريم هذا الشكل من مواجهه بطون قريش حيث قال تعالى:
(واذا رءاك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذى يذكر آلهتكم) (353) وقوله تعالى:
(واذا راوك ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذى بعث اللّه رسولا) (354).
وقد قررت بطون قريش ان تكون فرقه خاصه مهمتها الاستهزاء بالرسول، وجعلت اقطابها الوليدبن المغيره والد خالدبن الوليد، وعقبه‏بن ابى معيط، والحكم‏بن العاص‏بن اميه، جد ملوك بنى اميه ووالد مروان‏بن الحكم بانى المملكه الامويه، وعم عثمان‏بن عفان الخليفه الراشد الثالث، وابو جهل (355).. وقد اشار القرآن الكريم لوجود هذه الفرقه بقوله تعالى (انا كفيناك المستهزئين) (356).
وما يوكد واقعه الاستهزاء قوله تعالى:
(ولقد استهزى‏ء برسل من قبلك...) (357) وقوله تعالى:
(ولقد استهزى‏ء برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون) (358).
وبالايجاز فقد كانت بطون قريش تسخر من النبى، وتستهزى‏ء به وترى انه غير آهل للرساله، لانه ليس عظيما بمقاييسهم الفاسده للعظمه، انظر الى قوله تعالى مسجلا الظواهر التى كانت بطون قريش تبنى عليها مواقفها:
(وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) (359).
تكذيب البطون للنبى:
لم تكتف بطون قريش بالسخريه والاستهزاء بالنبى، انما اشاعت بين سكان مكه وقبائل العرب بان النبى (حاشاه) كاذب فيما زعم من امر النبوه والرساله، وزعمت انه مفتر، وقد سجل القرآن الكريم واقعه تكذيب البطون لرسول‏اللّه حيث قال تعالى:
(وان يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم) (360).. وقوله تعالى:
(قل انى على بينه من ربى وكذبتم به) (361).. وقوله تعالى:
(قل ما يعبوا بكم ربى لولا دعاوكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما) (362).
وكان تاثير هذه الاشاعات ساحقا على قبائل العرب، لان بطون قريش لها مكانه ادبيه خاصه عند العرب بوصف هذه البطون حماه البيت الحرام وجيرانه وسدنته، وبالتالى فان قبائل العرب تعتبر راى البطون بالنبى ثقه، واقتنعت اكثر هذه القبائل بان رسول‏اللّه (حاشاه) كاذب فى امر النبوه والرساله بدليل انه عرض نفسه على قبائل كثيره فكانت تلك القبائل تقول له:
اسرتك وعشيرتك اعلم بك حيث لم يتبعوك (363)... وظل على هذه الحاله حتى ساقه اللّه لحى من اهل يثرب.
محاولات الاغراء:
فى اطار الحرب النفسيه، ومحاولات بطون قريش، لتطويق الداعيه، واجهاض الدعوه، توجهت زعامه تلك البطون الى ابى طالب، حامى الداعيه والدعوه، وعميد البيت الهاشمى وقالوا له:
(ان ابن اخيك قد عاب آلهتنا، وسفه احلامنا وضلل اسلافنا، فليمسك عن ذلك، وليحكم فى اموالنا بما يشاء)، واطلع ابو طالب النبى على عرض قريش، ومن الطبيعى ان يرفض هذا العرض، واجاب عمه قائلا:
(ان اللّه لم يبعثنى لجمع الدنيا والرغبه فيها، وانما بعثنى لابلغ عنه، وادل عليه) (364).
واستفاضت الروايات بان زعامه قريش جاءت الى ابى طالب وشكت له امر رسول‏اللّه وقالت له:
فان كان مريضا داويناه، وان اراد مالا جمعنا له من اموالنا حتى يكون اكثرنا مالا.. فقال رسول‏اللّه:
واللّه لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى ما تركت هذا الامر حتى يظهره اللّه او اموت دونه (365).
فكفت قريش عن محاولاتها الفاشله لاغراء النبى.
الطعن بشخصيه الرسول وايذائه:
ان محمدا كشخص لم يكن خافيا على زعامه قريش، فهو ابن انهد واشرف فتيانها عبد اللّهبن عبد المطلب (366)، وهو حفيد عبد المطلب (367)، السيد الصالح الذى نادى باخلاق الحنيفيه السمحاء فى المجتمع الجاهلى، الحكيم المجاب الدعوه وهو من بنى هاشم (368)، ذوابه البطون وتاجها المتالق، ولقد لفتت سيره النبى قبل النبوه واخلاقه العاليه انظار سكان مكه فسموه الامين، ولقد شاعت هذه الصفه بين سكان مكه كلها فعندما اختلفت بطون قريش على من يضع الحجر الاسود مكانه فى الكعبه المشرفه، وكادت هذه البطون ان تقتتل، واتفقوا على ان يحكموا بالامر اول داخل عليهم، فدخل محمدبن عبداللّه ففرحت بطون قريش وقالت بلسان واحد:
(هذا الامين قد رضينا به، هذا محمد) (369).
فوضع الحجر فى ردائه وطلب من كل قبيله من القبائل المتنازعه ان تمسك بطرف الرداء وترفعه، وهكذا فعلت القبائل فتناوله بيده الشريفه ووضع الحجر الاسود مكانه فى البناء، فرضيت البطون، واكتشفت ان محمدا مع الامانه حكيم.
ولقد شاعت هذه الصفات مع غيرها من صفاته الكريمه، فكل بطون قريش تعلم علم اليقين ان محمدا امين وصادق وحكيم، ولكنها تجاهلت يقينها، وكيدا منها زعمت انه (حاشاه) كاذب، وساحر، وكاهن، ومجنون، ومفتر على اللّه تعالى، وجندت بطون قريش كل امكانياتها لنشر اكاذيبها على رسول‏اللّه، لتصد الناس عن دينه، ولتفشل دعوته ونبوته ان استطاعت، حتى لا يومن به احد، فقلبت بطون قريش الحقائق واغرقتها فى بحار من اكاذيبها الى حين، وتعمدت الكذب مع سبق الاصرار، ولقد سجل القرآن الكريم الكثير من مطاعن هذه البطون بالنبى الاعظم:
(فذكر فما انت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون ام يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) (370)، (وقالوا يا ايها الذى نزل عليه الذكر انك لمجنون) (371).
لم تكتف بطون قريش بقلب الحقائق وبطعونها الظالمه بشخصيه الرسول انما آذته ايضا بافعال ماديه تمجها الفطره السليمه، فعلى سبيل المثال:
بينما كان النبى واقفا بين يدى اللّه مصليا، ومعلنا عبوديته له فى بيت اللّه الحرام الذى يامن فيه الخائف، راته زعامه قريش على هذه الحاله فجمح بها طغيانها وامرت غلاما ان يلقى فرثا وسلى قد استخرجوه من جزور مذبوح على ظهر النبى، فنهض رسول‏اللّه من صلاته كسير الحال، واخبر عمه ابا طالب بما جرى، فغضب ابو طالب وتوشح بسيفه واقبل على زعامه البطون الجالسه حول الكعبه، وقال مهددا:
(واللّه لا يتكلم منكم رجل الا ضربته ثم امر غلامه فالقى الفرث والسلى على وجوه زعامه البطون ردا على ما فعلته بمحمد) (372).
وقال القرطبى فى تفسيره:
ان ابا طالب لطخ بالفرث وجه عبداللّهبن الزبعرى، وهو الذى لطخ رسول‏اللّه.
الطعن بالقرآن الكريم:
فى معرض مواجهه بطون قريش لمحمد ولال محمد ولمن والاهم، واصرارا منها على الحاق الهزيمه بمحمد وآله، وصرفا لشرف النبوه عنهم، طعنت بطون قريش فى القرآن الكريم، على اعتبار انه اعظم براهين النبوه، فزعمت ان هذا القرآن اساطير الاولين، وان محمدا تقوله على اللّه، وانه مفترى، ولو شاءت تلك البطون لقالت مثله، وعندما تحداها محمد بامر من ربه ان تاتى بعشر سور مفتريات من مثله كما تزعم عجزت، وسلمت عمليا، وتحداها ان تاتى بسوره فعجزت، ثم اعلن النبى بامر من ربه بان الجنس والانس لو اجتمعا لن ياتوا بمثل هذا القرآن ولو تظاهروا.
ومضت بطون قريش فى اكاذيبها، فقالت:
ان القرآن عمل ساحر، وفن شاعر، وتراتيل كاهن، ولكن البطون كانت مقتنعه ان اتهاماتها مختلقه، وغير مقنعه وان دعاياتها فاشله، وعاجزه عن اقناع العقل البشرى مهما انحط مستواه، ولكنها قدرت ان هذه الدعايات على هزالتها، ستشغل العامه وتصدهم عن الاصغاء لمحمد.
وشككت بطون قريش بصحه الاخبار والانباء التى جاء بها القرآن، وابدت عجبها من جعل الالهه الها واحدا، ويجيبها القرآن بانه على فرض وجود آلهه، فان بعض الالهه سيعلو على بعض وستكون الكلمه العليا لاله واحد، وبغير ذلك يتعذر تدبير الكون، وتبدى بطون قريش شكها المطلق بامكانيه اعاده تركيب الانسان بعدم موته، ويجيبهم القرآن الكريم، كونوا اى شيى‏ء مما يكبر فى صدوركم، فان الذى خلق هذا الشى‏ء اول مره بقادر على اعادته بعد تلفه.
وكان واضحا ان بطون قريش قد هزمت منطقيا وهزمت عقليا، وان النبى بهدى من ربه قد اجابها على كافه تساولاتها وطعونها اجابات مقنعه، وان الحجه قد اقيمت على بطون قريش تماما (373) ثم ان قريش تعرف محمدا ولم تعهد عليه الكذب على الناس، وكانت بطون قريش مجتمعه تلقبه بالامين لصدقه وامانته ورجاحه عقله (374)، وقد عاش النبى بين البطون، وايقنت بنبله وشرفه وتميزه، ثم ان محمدا سليل عبداللّه، وعبداللّه سليل عبد المطلب، وعبد المطلب سليل هاشم، وهاشم سليل عبدمناف، وهولاء سادات قريش واشرافها وحكماوها، فهل يعقل ان يكذب من كانت هذه صفاته على الكبر بعد ان بلغ اربعين عاما!!
وهل يعقل ان يكون كذبه على اللّه تعالى!!
ان بطون قريش مقتنعه باستحاله ذلك وهى ترى ان محمدا سويا ليس به جنه، ويزداد كل يوما تالقا ورجاحه وبهاء.
لكن بطون قريش تكره ان يكون النبى من بنى هاشم، وان يختص الهاشميون بشرف النبوه من دون بطون قريش، ودافع البطون الحقيقى هو الحسد لبنى هاشم والخوف على مصالحها (375).
وللتعبير عن حقيقه دافعها هذا وضعت البطون اصابعها فى آذانها، وتجاهلت صوت العقل والمنطق، واصرت على متابعه دعاياتها المختلفه الفاشله، وشكلت فرقه من المستهزئين بمبلغ الرساله منهم الوليدبن المغيره والد خالدبن الوليد، والعاص‏بن وائل والد عمروبن العاص، وعقبه‏بن ابى معيط والد الوليدبن عقبه، والحكم‏بن العاص جد ملوك بنى اميه ووالد مروان‏بن الحكم بانى المملكه الامويه، وعم عثمان‏بن عفان (376) واستعانت هذه الفرقه بمحدثين كالنضربن الحرث الذى كان يحدث قريش عن اخبار ملوك فارس وهو عليم بها (377) وذلك لغايات صد الناس عن محمد، وصدهم عن السماع له او الانصات الى القرآن الكريم، ولالهاء الناس عن الدين الجديد.
التعذيب والتقتيل والايذاء:
قلنا:
ان عددا من سكان مكه قد دخل فى دين الاسلام، وكان المطلوب من المسلم ان يشهد بوحدانيه اللّه تعالى، وبان محمدا نبى اللّه ورسوله وان يطيع النبى، ويسمع منه، لم يطلب منهم النبى ان يواجهوا بطون قريش، او ان يحموه او يحموا دعوته، فقد كانت المواجهه الفعليه محصوره بالنبى وبنى هاشم من جهه، وبين بطون قريش ال‏23 من جهه ثانيه، وتصدى الهاشميون ومعهم بنو المطلب لحمايه النبى وحمايه دعوته (378) بمعنى ان دور الذين اسلموا محصور بالثبات على اسلامهم واعتقادهم بوحدانيه اللّه وبنبوه محمد ورسالته.
ومع هذا كانت تعتبرهم بطون قريش من موالى محمد، وجزءا من جبهه المواجهه التى يقودها النبى بالتعاون والتعاضد مع البطن الهاشمى.
ومن هنا فقد صبت بطون قريش جام غضبها على الموالى او الاحابيش او العبيد -الذين لا قبائل لهم تحميهم- فنكلت بهم تنكيلا تقشعر من هوله الابدان، وكشفت هذه البطون عن طبيعه الشرك بتعامله مع من يظفر بهم من اعدائه، وابرز التاريخ مجموعه من الصور المرعبه لهذا التنكيل، فقد كان اميه‏بن خلف احد ساده البطون يخرج عبده المملوك بلال‏بن رباح الحبشى اذا حميت الشمس وقت الظهيره ويلقيه فى الرمضاء على وجهه وعلى ظهره، ثم يامر بوضع صخره كبيره على صدره (379).
وياسر، وابنه عمار، وزوجته سميه، تلك الاسره الضعيفه اخرجها ابو جهل احد سادات البطون وعذبها عذابا اليما، فتوجعت الام سميه فاغضبت ابا جهل فطعنها بحربه فى فرجها فماتت، ومات ياسر من التعذيب، وتحمل عمار العذاب (380).
وعاش عمار بعد ذلك، حتى قتله معاويه فى معركه صفين وهو يقاتل الى جانب الامام على.
وخباب بن الارت التميمى احد السبايا الذى عذب بالرضن -حجاره محماه بالنار- ولووا عنقه، وثبت على دينه حتى شهد انتصار الاسلام (381).
وصهيب بن سنان الرومى وعامر بن فهير الذين عذبوا حتى دلعت السنتهم (382).
ولبيبه جاريه بنى مومل بن حبيب بن عدى التى انزل بها عمربن الخطاب اشد الوان العذاب ثم تركها س‏آمه (383).
وزنيره المراه التى عذبها عمر بن الخطاب حتى فقدت بصرها ولكن رد بصرها.
اما الذين آمنوا ممن لهم قبائل تحميهم، فقد تعرضوا للمضايقات النفسيه، ولقارص القول، ولصنوف الهزو والسخريه، ولانواع من الضغوط، لان القبيله كانت بمثابه كيان سياسى ملتزم بخلع حمايته على افراده، ومن هنا تعرض الذين اسلموا من بطون قريش للمضايقات والضغوط ليتخلوا عن اعتقادهم بنبوه محمد ورسالته بالدرجه الاولى.
فرض الاقامه الجبريه على المسلمين:
بعد ان نجحت قياده بطون قريش بتطويق الدعوه، وتشكيك قبائل العرب بصدق النبى، وعقله، وكجزء من مخططات قياده هذه البطون لافشال مشروع النبوه والرساله والقضاء عليه، تابعت ضغوطها النفسيه على الذين اتبعوا محمدا من ابناء البطون، اذ يتعذر عليها ان تتجاوز معهم التضييق والضغوط النفسيه حتى لا تثير حفيظه البطون التى ينتمون اليها فيتداعى التحالف ضد النبى وضد آله وضد الاسلام.
وبنفس الوقت استمرت قياده تلك البطون بانزال ابشع انواع التعذيب الوحشى ضد الذين اتبعوا محمدا من الموالى والعبيد الذين لا بطون لهم تحميهم...
وحتى لا يغيب اتباع محمد عن عيون تلك البطون وطمعا بخنق الدعوه المحمديه، فرضت قياده تلك البطون لونا من الوان الاقامه الجبريه فمنعت اتباع محمد من الهجره، واجبرتهم على البقاء فى مكه، ليسهل على البطون السيطره على حركه النبوه والرساله واتباعها.
فقد حاولت ان تمنع المهاجره الاولى الى الحبشه (384) وحاولت ان تمنع موجه المهاجرين الثانيه الى الحبشه، وعندما نجح المهاجرون بالوصول الى الحبشه شكلت قياده بطون قريش وفدا الى النجاشى برئاسه عمرو بن العاص ومعه الهدايا وكلفته باقناع النجاشى ليرد المهاجرين الى مكه (385).
وبعد موت ابى طالب، قويت عيون بطون قريش على النبى فذهب الى الطائف، وجرت اتصالات بين زعامه البطون وزعامه الشرك فى الطائف، ورتبوا اسوا استقبال لرسول‏اللّه فى الطائف وهكذا اجهضوا مشروع هجرته الى الطائف (386).
وعندما هم النبى بالهجره الى المدينه المنوره ت‏آمرت قياده بطون قريش على قتله وشرعت بهذا القتل فعلا، ولكن اللّه نجى نبيه (387)، ولما نجح النبى بالهجره الى المدينه المنوره خصصت بطون قريش الجوائز لمن يقبض على النبى حيا او ميتا ويرده الى مكه، ليمضى بقيه عمره تحت الاقامه الجبريه (388).
الحصار والمقاطعه:
المعسكران:
عندما امر النبى ان يصدع بامر ربه، دعا البطن الهاشمى لاجتماع فى داره، ثم اعلن رسول‏اللّه (ص) امام المجتمعين انباء النبوه والرساله، وبامر من ربه عين على‏بن ابى طالب وليا لعهده واماما من بعده، وما ان انتشرت وقائع هذا الاجتماع حتى انقسم المجتمع المكى الى معسكرين متواجهين.
ا- المعسكر الاول:
ويتالف من الهاشميين بقياده ابى طالب، ويتعاطف معهم بطن بنى المطلب‏بن عبدمناف، والمسلمون من البطون الاخرى، والموالى، والعبيد وهم معسكر الاسلام.
ب- المعسكر الثانى:
ويتالف من بطون قريش ال‏23 بقياده البطن الاموى وبنى مخزوم، وبالتحديد ابى سفيان وبنيه وبنى عمومته، وابى جهل وسادات البطون ال‏23، ومن والاهم من الموالى، والاحابيش، والعبيد وهم معسكر الشرك.
اسس وحده معسكر الشرك:
قامت وحده معسكر الشرك على اسس منها:
1- ان بطون قريش ال‏23 تعتبر النبوه شرفا ومفخره، وترفض بشده ان ينال الهاشميون هذا الشرف دون البطون، فاذا اختص الهاشميون بشرف النبوه ونالوا فخرها، عندئذ يتعذر على البطون ان تحصل على مفخره مشابهه لمفخره النبوه، فتقع الطامه الكبرى، ويتكرس التميز الهاشمى وتختل الصيغه السياسيه الجاهليه، القائمه على التوازن بين البطون (389).
2- ثم ان قياده معسكر الشرك اعتبرت النبوه طريقا للملك، ليس ملك قريش فقط انما ملك العرب، فاذا اعترفت بطون قريش بنبوه محمد الهاشمى فسيصبح سيد قريش وتتبعه العرب، فيمسى سيدا للعرب كلها عندئذ يجمع الهاشميون شرف وفخر النبوه مع شرف وفخر الملك، ويتحقق التميز الهاشمى الى الابد، وعلى الرغم من ان بطون قريش ال‏23 قد دخلت الاسلام فيما بعد الا انها بقيت مسكونه بهذه التصورات المريضه (390).
3- كانت بطون قريش ال‏23 تشترك بحسد بنى هاشم، وتكره ان ياتيها الهدى عن طريق هاشمى، فالظلام احب اليها من نور ياتيها عن طريق هاشمى.
تلك حقيقه يصل اليها حتما وبالضروره كل من وقف على مفاصل الحادثات التاريخيه.
هدف معسكر الشرك:
ينصب هدف معسكر الشرك المكون من بطون قريش ال‏23 على الرفض التام والمطلق للنبوه الهاشميه، وتبعا لذلك رفض الرساله، ورفض الكتاب الالهى (القرآن الكريم) لانها وصلتهم عن طريق الهاشميين، وتعميم فكره الرفض المطلق هذه على سكان مكه خاصه، وعلى قبائل العرب ومواليها وعبيدها عامه، وذلك باخفاء الدافع الحقيقى لرفضها، واشاعه اكاذيب مفادها:
ان محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم شاعر، او كاهن، او مسحور او مجنون، او كاذب (حاشاه)، او هذه الصفات مجتمعه قد توفرت فيه، ثم انه رجل نكره وليس عظيما من عظماء القرشيين، ثم ان هذا الذى جاء به محمد ما هو فى الحق والحقيقه الا اساطير الاولين، ومضامينه غير معقوله!!
فقد جعل الالهه الها واحدا!!!
ويدعى ان الانسان اذا مات وتحول الى تراب يبعثه اللّه من جديد ويحاسبه على كافه اعماله.. الخ من اكاذيب بطون قريش وتصوراتها المريضه.
اسهل خطه لتحقيق هدف معسكر الشرك:
اسهل خطه لتحقيق هدف معسكر الشرك تكمن بقتل محمد، وبقتله تقتل النبوه والرساله ويسدل الستار عليها قبل ان يفهمها الناس.
او ان تتسلم قياده معسكر الشرك محمدا وتتصرف به كما يتصرف السيد بعبده، فتنزل به اشد انواع العذاب حتى يموت او تنتزع منه بالقوه اعترافات بعدم صحه انباء النبوه والرساله والكتاب وولايه العهد، وان هذه الانباء برمتها مختلقفه، عندئذ تقدم قياده معسكر الشرك هذه الاعترافات الزائفه لعامتها على اساس انها حقائق، ويسدل الستار نهائيا على تلك الانباء العظيمه!!!
وتنتصر بطون قريش!!
وترقص على انقاض المشروع الالهى لانقاذ الجنس البشرى.
من الذى منع معسكر الشرك من تنفيذ خطته السهله؟ منذ اليوم الاول لاعلان النبوه والرساله والكتاب وولايه العهد اعلن الهاشميون بلسان عميدهم عبد مناف‏بن عبد المطلب المكنى بابى طالب بان اى اعتداء على محمد هو اعتداء على كل الهاشميين باستثناء ابى لهب، وان الهاشميين ملتزمون بحمايه النبى، وحمايه حقه بالدعوه الى اللّه، وان الهاشميين لن يمكنوا احدا من الوصول الى محمد حتى يوسدوا فى التراب (391)، وان اى ايذاء يلحق بمحمد سيرد الهاشميون فورا بمثله (392)، وخاطب ابو طالب النبى بحضور الهاشميين:
(يا ابن اخى اذا اردت ان تدعو الى ربك فاعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح) (393) وطمانه نيابه عن الهاشميين قائلا:
(واللّه لا ازال احوطك وامنعك) (394)، وقد اشاعت قياده معسكر الشرك بان محمدا قد قتل لتختبر جديه الهاشميين بالدفاع عن محمد، وعلى اثر الاشاعه جمع ابو طالب رجالات بنى هاشم واعط‏ى لكل واحد منهم حديده صارمه، وامر كل واحد منهم ان يقف فوق راس عظيم من عظماء البطون الذين تحلقوا حول الكعبه، وان ينتظر كل هاشمى اشاره من ابى طالب ليقتل زعماء بطون قريش كلهم ان صح موت محمد، وبهذه الاثناء وصل الخبر بان محمدا لم يقتل، فخاطب ابو طالب زعماء بطون قريش واخبرهم بحقيقه ما هم بفعله لو ان محمدا قد قتل، فصعقت زعامه البطون من هول رد الفعل الهاشمى (395).
وتوعد ابو طالب زعامه بطون قريش قائلا:
(واللّه لو قتلتموه ما ابقيت منكم احدا حتى نتفانى نحن وانتم) (396)، فقال له المطعم‏بن عدى‏بن نوفل‏بن عبد مناف لقد كدت تاتى على قومك؟ قال ابو طالب:
هو ذلك، وخاطب النبى امامهم شعرا:
فاذهب بنى فما عليك غضاضه اذهب وقر بذاك منك عيونا فواللّه لن يصلوا اليك بجمعهم حتى اوسد فى التراب دفينا (397) لقد اقتنعت زعامه معسكر الشرك ان اقدامها على قتل محمد بهذه الظروف يعنى اشعال حرب اهليه بين البطن الهاشمى وبطن بنى المطلب -الذى تضامن مع الهاشميين- وبين بقيه بطون قريش ال‏23، واذا اشتعلت هذه الحرب فستاتى على قريش كلها، ويبقى الفخر والشرف مع الدمار والاشلاء فاحجمت عن القتل الى حين.
ومن هنا انصبت مطالبها على تسليم محمد، او ان يخلى الهاشميون بين البطون وبين محمد، ورفض الهاشميون بلسان عميدهم ابى طالب هذين المطلبين جمله وتفصيلا.
الهاشميون هم العدو وليس محمدا:
ادركت زعامه معسكر الشرك ان عدوها اللدود هو البطن الهاشمى، فلولا هذا البطن لحققت زعامه الشرك الانتصار السريع على محمد ودعوته، لذلك فكرت هذه الزعامه بطريقه حاسمه تجنب قريش اراقه الدماء وتركع نهائيا البطن الهاشمى، وتجبره على التخلى عن محمد لتتمكن قريش من تصفيه حسابها معه.
فكره الحصار والمقاطعه:
فكره الحصار والمقاطعه، فكره جديده على العرب عامه وعلى بطون قريش خاصه، ورغم تنقيبى المتواصل عن الفكره الا اننى لم اجد فى تاريخ العرب وقريش خاصه حاله مشابهه لها، ولست ادرى كيف نشا تصور الحصار والمقاطعه فى ذهن زعامه الشرك، ولا من الذى اوحى لها بهذا التصور وحدد معالمه ومداه، لكن الاقرب الى المنطق ان بطون قريش ادركت ان قتل محمد مكلف، وان الهاشميين جادون فى موقفهم، وانه ليس بامكان قريش ان تدع محمدا وشانه، فالناس يدخلون فى دينه، ومن يدخل بهذا الدين لا يخرج منه، واذا تركوا محمدا وشانه فستنموا دعوته وسيتكاثر اتباعه، فاذا اصبح قتل محمد مستحيلا بسبب الموقف الهاشمى، فيجب ان تتحد البطون على مقاطعه بنى هاشم، ومواليهم، وعبيدهم وحصرهم فى شعب ابى طالب حتى يركعوا فيسلموا محمدا للبطون فتقتله، وعلى هذا اجمعت بطون قريش ال‏23 بقياده البطن الاموى الذى يلتقى مع البطن الهاشمى بالجد الثالث (عبد مناف).
صحيفه الحصار والمقاطعه:
اجتمع زعماء معسكر الشرك (قاده بطون قريش ال‏23) واتفقوا على ان يحصروا محمدا وبنى هاشم وبنى المطلب، ومواليهم فى شعب ابى طالب، وتعاهدوا ان يقاطعوا النبى، وابا طالب، وبنى هاشم، وبنى المطلب، مقاطعه اقتصاديه واجتماعيه كامله، وان لا يبايعوا احدا من بنى هاشم، ولا يناكحوهم، ولا يعاملوهم ابدا حتى يقوم الهاشميون بتسليم محمد لبطون قريش فتقتله، واعتبروا ذلك عقدا وعهدا، وكتبوا به صحيفه مهرت بتواقيع ثمانين من زعماء بطون قريش ال‏23، ولاضفاء القداسه والجديه على هذا التعاقد والتعاهد، علقوا الصحيفه فى جوف الكعبه فى السنه السابعه من النبوه خلال شهر محرم (398).
الهاشميون يعانون فى الشعب وبطون قريش تتفرج:
انحاز الهاشميون باستثناء ابى لهب، وبنو المطلب بن عبد مناف الى ابى طالب ودخلوا فى شعبه او شعب بنى هاشم، ولم يكن يصل اليهم اى شى‏ء من الطعام الا ما يتسرب اليهم سرا من بعض المتعاطفين معهم، واستمر الحصار ثلاث سنوات، انفقت خلال هذه المده خديجه بنت خويلد زوجه الرسول كافه اموالها، وانفق ابو طالب وبنوه كل ما عندهم، واشتد الامر على الهاشميين، وعلى المطلبيين، وعانوا الحرمان والجوع، واكلوا نباتات الارض، واضطر اطفالهم ان يمصوا الرمال من العطش، وكانت بطون قريش تشاهد معاناه الهاشميين وتتلذذ بها، وتتفرج دون اى احساس بالحرج، وكان على راس المتفرجين بنو اميه، وبنو تيم وبنو عدى، وبنو مخزوم، وبنو نوفل... الخ.
كان مطلب بطون قريش من بنى هاشم ينحصر فى تسليم محمد لهذه البطون لتقتله، وتضع حدا لدعوته ولدين الاسلام.
ولكن الهاشميين لم يركعوا، ولم يستسلموا، ولم يعطوا الدنيه، انما تحملوا ما لم تتحمله ايه قبيله من القبائل فى سبيل محمد وفى سبيل دينه.
فلولاهم لقتلت البطون محمدا كما قتل غيره من الانبياء، ولولاهم لما قامت للاسلام قائمه، ولكان شان الاسلام كشان غيره من دعوات الحق التى جاء بها النبيون والتى اجهضت من قبله، ولكن اللّه تعالى اراد ان يظهر دينه، وان يتحمل البطن الهاشمى اعباء مرحله التاسيس الحاسمه.
فشل الحصار والمقاطعه:
استمر الحصار ثلاث سنوات عانى فيها الهاشميون الامرين، وتحملوا ما لم يتحمله بشر، وكان يكفيهم ان يخلوا بين محمد وبين بطون قريش، او ان يسلموا محمدا لقياده تلك البطون، عندئذ يتجنبون مواجهه بطون قريش التى رمتهم بقوس واحده، وينجون من العذاب الاليم الذى مسهم اثناء فتره الحصار والمقاطعه.
لكن تسليم الهاشميين لمحمد او تركه للبطون لتقضى فيه بامرها، امر لا يتفق مع طبيعه ابى طالب عميد البطن الهاشمى آنذاك، ولا يتفق مع الطبيعه الهاشميه، من هنا فقد صبروا وصابروا واحتسبوا وجاء الفرج.
فاوحى اللّه تعالى لنبيه ان اللّه قد ارسل حشره على صحيفه الحصار والمقاطعه فاكلت تلك الحشره كل ما كتب فيها عدا ما كان فيها من اسم اللّه، وما ان انتهى جبريل من القاء تلك البشاره العظيمه حتى نهض رسول‏اللّه فاخبر عمه بتفاصيل خبر السماء هذا.
عندئذ توجه ابو طالب ومحمد ومعهما الهاشميون الى البيت الحرام، وسمعت بطون قريش بعوده ابى طالب ومحمد والهاشميون وبتجميعهم حول الكعبه، فاقبلت قريش لتقف على حقيقه الامر، ولما اكتمل جمعها قالت زعامه الشرك لابى طالب:
(قد آن لك يا ابا طالب ان تذكر العهد، وان تشتاق الى قومك وتدع اللجاج فى امر ابن اخيك) (399).
كانت زعامه الكفر تتصور ان ابا طالب جاء ليعلن استسلامه واستسلام بنى هاشم، وانه لا يدرى كيف يعلن هذا الاستسلام، فابتدات زعامه البطون بالقول لتسهل اعلانه!!
وطلب ابو طالب من زعماء معسكر الشرك احضار الصحيفه، وتصورت زعامه البطون انه لم يبق بينها وبين اعلان الاستسلام الا قاب قوسين، ولما احضرت الصحيفه اشار اليها ابو طالب وقال:
اليست هذه صحيفتكم على العهد الذى تركتموها فيه؟ فقالت زعامه البطون:
نعم.
قال ابو طالب:
فهل احدثتم فيها حدثا؟ قالت زعامه البطون:
اللهم لا.
المعجزه ونهايه الحصار والمقاطعه:
قال ابو طالب:
لقد اعلمنى محمد عن ربه ان اللّه قد بعث الارضه فاكلت كل ما فيها الا ذكر اللّه، افرايتم ان كان صادقا، ما تصنعون؟ قالت زعامه البطون:
نكف ونمسك.
قال ابو طالب:
فان كان كاذبا دفعته اليكم تقتلونه.
فقالت زعامه البطون قد انصفت واجملت.
وفضت الصحيفه فاذا كل ما فيها قد محى الا مواضع اسم اللّه عز وجل وبهتت زعامه الشرك، ولكنها جادلت بالباطل.
وقالت ان هذا الا سحر مبين (400).
وعلى اثر هذه المعجزه اسلم عدد من الناس، واعلن ابو طالب انه لن يبقى محاصرا وهو على الحق، واهتزت شرعيه الحصار والمقاطعه فى النفوس، وعاد النبى وابو طالب والهاشميون الى مكه، وفشلت تماما فكره الحصار والمقاطعه، وتكرست الرجوله الهاشميه، والتميز الهاشمى.
وبالرغم من التعتيم الاعلامى على تلك المعجزه، فقد انتشرت وسمع بها العرب.
مثلما سمعوا بانباء الحصار والمقاطعه.
فضل على كل مسلم:
لقد كان الموقف الهاشمى بزعامه ابى طالب نقطه تحول كبرى فى تاريخ الاسلام، فلولا الموقف المشرف لبنى هاشم، لقتلت بطون قريش محمدا، ولما قامت للاسلام قائمه، ولكن اللّه تعالى اناط بالهاشميين تحمل اعباء مرحله المواجهه الحاسمه والتاسيس، وشرف ابو طالب بعب‏ء قياده الهاشميين فى هذه المرحله، وساعدهم بعونه على حمايه الدعوه والداعيه، وجعل لبنى هاشم عامه فضلا على كل مسلم ومسلمه الى يوم الدين، واقام رباطا عضويا بين ماضى الدعوه وحاضرها ومستقبلها، ومد الفضل الهاشمى مدا عظيما ولم يجعله راكدا، فجعل الصلاه على محمد وعلى آل محمد جزءا من الصلاه المفروضه على العباد، فمن لم يصل عليهم لا صلاه له، على حد تعبير الشافعى.
وفى ذلك تتويج لصدارتهم، وتقدمهم فى كل الازمان.
لقد شاءت حكمه اللّه ان يكون لابى طالب الباع الاطول بهذه المرحله، وان يكون لاولاده واحفاده مركز الصداره فى جميع المواجهات التى جرت فى جميع المراحل.
من المهازل:
ومن المهازل التى تثير قرف النفس البشريه، ان القوى التى سيطرت على مقاليد امور الامه الاسلاميه فيما بعد، صورت ابا طالب بصوره المشرك، ووضعته فى ضحضاح من النار على حد تعبير المغيره‏بن شعبه، وزورت، وانكرت كفاحه، وانكرت جهاد اولاده الذى لا يخفى على احد، وفرضت مسبتهم على المنابر، ولم تقبل شهاده من يواليهم، فعادت وليهم، ووالت عدوهم، والقت باذهان العامه والغوغاء ان الهاشميين ماتوا بموت محمد، وانهم لم يخلقوا للقياده، انما خلقوا ليكونوا اتباعا لخلفاء بطون قريش، وان الخلافه حق خالص للبطون لانهم اقرباء محمد!!
مثلما كانت النبوه حق خالص للهاشميين، وان هذه القسمه هى القسمه العادله، وكان هذه البطون هى التى اعطت النبوه لبنى هاشم،!!
وكانها هى المخوله بتوزيع الفضل الالهى!!(401).
الاتفاق على قتل النبى:
لم تتوقف زعامه البطون عن مراقبه تحركات النبى، واتصالاته المستمره بقبائل العرب، ونتائج هذه الاتصالات، وقد تاكدت زعامه البطون ان محمدا قد نجح اخيرا باقامه قاعده له فى يثرب، وان عددا من اهلها لا يقل عن سبعين رجلا قد اتبعوا دينه، واتفقوا معه على ان يهاجر النبى اليهم، وعاهدوه على ان يحموه كما يحمون انفسهم، وشاع ان عددا كبيرا من اهل يثرب غير هولاء قد دخلوا الاسلام، وان محمدا يتاهب للهجره، وتاكدت استخبارات البطون من صحه تلك الانباء، وعرفت بالتحديد اليوم الذى سيهاجر به محمد.
بعد ان اطلعت على تفاصيل بيعه العقبه (402).
عندئذ ادركت زعامه البطون ان محمدا قد تجاوز الخط المالوف وانه قد بدا مرحله خطيره.
فاذا نجح محمد بالهجره فسيستقطب حوله الاكثريه من سكان يثرب، ومن حولها من قبائل العرب، عندئذ ستصبح النبوه الهاشميه حقيقه واقعه، ويذهب الهاشميون بفخر النبوه بين العرب دون سائر البطون، واكثر من ذلك فقد ينجح محمد بتكوين ملك لبنى هاشم، وهكذا يتكرس التميز الهاشمى، ليس على مستوى مكه، بل على مستوى العرب، وليس مستبعدا ان يجمع محمد جيشا وان يغزو به مكه، ويجعل سافل كل شى‏ء عاليه، ويعيد ترتيب كل شى‏ء تحت اشرافه.
عقدت زعامه بطون قريش ال‏23 اجتماعا موسعا فى دار الندوه وتداولوا فيما بينهم بامر محمد، وطرحت ثلاثه آراء للبحث والمناقشه:
1-فاما حبسه، 2-واما نفيه، 3-واما قتله (403)، (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين) (404).
واتفقوا على ان قتل النبى هو الحل ولا حل غيره، وقد قرروا اختيار عدد من الفتيه يمثل كل فتى منهم عشيره، ليشتركوا فى شرف قتله، ولتكوين جبهه متراصه ضد الهاشميين فلا يقوون على المطالبه بدمه او الاقتصاص من قتلته، وبهذا التدبير يضيع دم محمد بين العشائر وينجون من رد الفعل الهاشمى.
وعلى هذا اجمعوا امرهم وتعاقدوا وتعاهدوا لتنفيذ موامرتهم.
الشروع بالقتل ونجاه النبى:
زعامه بطون قريش لا تترك الامور المتعلقه ببنى هاشم وبالنبى للصدفه، فى دار الندوه اتفقت زعامه البطون على قتل النبى، ووضعت خطه القتل، وتطرقت لادق التفاصيل، ومهمه الفتيه الذين تم اختيارهم من كل البطون تتلخص بتنفيذ خطه الجريمه.
وتقضى الخطه بمراقبه البيت المبارك الذى يقيم فيه النبى، حتى اذا ما خيم الظلام وهجع السامر، زحف فتيه البطون بعزم وهدوء، وطوقوا البيت المبارك، فان خرج النبى خلال فتره التطويق انقضوا عليه بسيوفهم وضربوه ضربه رجل واحد، وان لم يخرج خلال مده معقوله، دخلوا عليه البيت جميعا وضربوه وهو نائم ضربه رجل واحد.
وقرار زعامه البطون واضح بان تلك الليله يتوجب ان تكون آخر ليالى محمد من الحياه.
فالامور مرتبه ترتيبا محكما، ولا طاقه لبنى هاشم على مواجهه البطون، خاصه بعد موت سيدهم وعميدهم وشيخ البطاح ابى طالب.
كل شى‏ء جهزته البطون لتنفيذ الجريمه وباعصاب هادئه، مع ان محمدا من قريش، ومع ان الهاشميين بنو عمومتهم، ولكن عندما يتمكن الحقد من النفوس، فانها تبور ولا شى‏ء يصلحها.
هيا الرسول نفسه للهجره والخروج من مكه، وكلف ولى عهده والامام من بعده على‏بن ابى طالب، ان يتدثر ببرد النبى الحضرمى الاخضر، وان ينام فى فراش النبى ليوهم المت‏امرين القتله ان النائم هو النبى وليس عليا، فينشغلوا عنه، وكلف النبى ولى عهده ايضا ان يتولى تاديه الامانات الموجوده عند الرسول الى اهلها وبعد ان يفعل ذلك، يحمل اهل النبى، ويتبعه مهاجرا الى المدينه المنوره.
وبعد ان رتب النبى اموره، ودع ولى عهده واهل بيته وخرج مهاجرا، شاهد النبى المتامرين القتله يحيطون بالبيت المبارك احاطه السوار بالمعصم، ويطوقونه تطويقا كاملا، بحيث يتعذر الدخول او الخروج من البيت، وقف النبى وقرا:
(يس والقرآن الحكيم... وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون) ثم سار النبى بخط‏ى ثابته وبقلب ملى‏ء بالايمان، وتخط‏ى القتله، فلم يبصروه (405)، ثم تابع طريقه الى المدينه يرافقه ابو بكربن ابى قحافه، وعبداللّه بن اريقط.
وطال انتظار المت‏امرون، ولم يخرج النبى، وبدات الوساوس تعمل فى صدورهم، لقد انبلج الفجر، ولاحت الدنيا، ومن المستحيل ان يتاخر خروج محمد الى هذا الحد، واقتحموا بيت النبى، ودخلوا الحجره المقدسه، واقتربوا من فراش النبى وكشفوا الغطاء، فاذا النائم بفراش النبى على وليس محمدا فهاج القتله، وسالوا عليا عن النبى فقال لهم على بهدوء المومن ورباطه جاشه (قلتم له اخرج عنا فخرج عنكم).
احيطت زعامه بطون قريش علما بما حدث، فهاجت وماجت وجن جنونها، فاطلقت فرسانها ورجالها ليبحثوا عن محمد وليعودوا به حيا او ميتا، وخصصت جائزه كبرى مقدارها مائه ناقه لمن يقبض على محمد، وبذلت زعامه بطون قريش كل وسعها للقبض على محمد ولكنها فشلت ولم تفلح، حيث دخل النبى الغار وقضى فيه ثلاثه ايام، حتى يئست زعامه البطون من العثور عليه وبعد ذلك شق طريقه بيمن اللّه ورعايته الى عاصمه دولته المباركه، ولتتيقن قريش ان ليس فى الامر سحرا، شاهد سراقه احد الطامعين فى الجائزه محمدا وهو يتابع رحلته المباركه، وحاول سراقه ان ينال الجائزه، ولكنه راى من المعجزات، ما اجبره على الاقلاع عن محاولاته، وكان هلاكه موكدا لو لم ينزع من ذهنه امر الحصول على الجائزه، واخيرا قال رسول‏اللّه لسراقه:
(كيف بك يا سراقه اذا سورت بسوارى كسرى) رجل مشرد ومطارد يعد احد مطارديه بسوارى اعظم ملك من ملوك الارض آنذاك!!!
لكن الرجل لا ينطق عن الهوى، يعرف ما يريد ويسعى بخط‏ى متلاحقه لتحقيق ما يريد.
وقبل ان يغادر النبى مكه وقف على مروه، وناجى مكه قائلا:
(انى لاعلم انك احب البلاد الى، وانك احب ارض اللّه الى اللّه، ولولا ان المشركين اخرجونى منك ما خرجت).
قتله وان لم يقتلوا:
لقد خططت زعامه بطون قريش لقتل النبى، وجهزت القتله باسلحه الجريمه، ووضعتهم بالمكان المخصص لارتكاب الجريمه، واعطتهم الاوامر، ليضربوا النبى جميعا ضربه رجل واحد عندما تقع ابصارهم عليه، فيقتلوه، ولكن النبى نجا من الموامره بسبب لا يد للقتله فيه، وهكذا تمت جريمه الشروع فى القتل وبقيت صفحه سوداء بتاريخ زعامه بطون قريش.
وعندما نجا النبى استنفرت بطون قريش خيلها ورجلها وخصصت جائزه كبرى لمن يقبض على النبى حيا او ميتا، واباحت دم النبى، وفوضت اى قرشى او حبشى او اى عبد من عبيدها او مولى من مواليها ان يقتل محمدا بعد ان استنفرت كل سكان مكه ولكن اللّه نجى نبيه من القتل لسبب لا يد لزعامه بطون قريش فيه، وهكذا تمت جريمه الشروع بقتل النبى ثانيه، وبقيت صفحه سوداء فى تاريخ زعامه البطون.
ومن المفارقات المفجعه ان زعامه البطون هذه فيما بعد زعمت انها اولى بالخلافه من آل محمد لان محمدا من بطون قريش!!
وخططت تلك الزعامه بليل، واستولت على السلطه الاسلاميه بالغصب والتغلب، واقنعت الناس بالقوه بانها الاولى بالحكم لان محمدا منها، وافتخرت على العرب بذلك فى الوقت الذى قتلت فيه آل‏محمد تقتيلا ونكلت بهم تنكيلا وهم وحدهم الذين حموا محمدا من شر البطون، وحاربوا البطون تسعه عشر عاما دفاعا عن محمد!!
ان هذا لامر عجاب.
صحيح ان بطون قريش لم تقتل النبى لسبب لا يد لها فيه، لكنهم قتله وان لم يقتلوا، وسنرى فيما بعد كيف تذبح زعامه البطون ابناء محمد باعصاب بارده وبلا رحمه.






____________
352- تاريخ اليعقوبى 2/24.
353- سوره الانبياء آيه 36.
354- سوره الفرقان آيه 41.
355- السيره الحلبيه،1/318 319وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص،220وتاريخ اليعقوبى،2/24والكامل لابن الاثير 2/70 75.
356- سوره الحجر آيه 95.
357- سوره الرعد آيه 32وسوره الانبياء 41.
358- سوره الانعام آيه 10.
359- سوره الزخرف آيه 31.
360- سوره فاطر آيه 25.
361- سوره الانعام آيه 57.
362- سوره الفرقان آيه 77.
363- الطبقات لابن سعد 1/17و 18و216.
364- تاريخ اليعقوبى 2/24.
365- الغدير للامينى 7/399 400نقلا عن ابن اسحاق.
366 - الطبقات ابن سعد 1/88و،96وتاريخ الطبرى 2/172 175.
367- السيره الحلبيه 1/4و 5و،85وطبقات ابن سعد 1/83و 84و،85وتاريخ الطبرى 2/179.
368- السيره الحلبيه،1/4 10وطبقات ابن سعد 1/78و 80و 81و،84وصحيح الترمذى،2/269وكنز العمال،6/108وفتح القدير للشوكانى،4/280وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص‏93 101.
369- تاريخ الطبرى 1/37 41.
370- سوره الطور آيه 29 30.
371- سوره الحجر آيه 6.
372- تاريخ اليعقوبى،2/24وتفسير القرطبى ص 406والغدير للامينى 7/399 400.
373- لقد ساق اللّه سبحانه وتعالى فى كتابه مطاعن بطون قريش بالنبى، وبين اعتراضاتهم عليه، ومطاعنهم فى القرآن الكريم، ثم فندها، مطعنا بعد مطعن، واعتراضا تلو اعتراض، واقام الحجه على اعلائه وبقيت الطعون والاعتراضات والردود الالهيه خالده، ليستوعب الجنس البشرى عامه والذين آمنوا خاصه، الاساليب الملتويه لائمه الكفر.
374- تاريخ الطبرى 2/41وسيره الرسول واهل بيته 1/35.
375- ولقد كشف الخليفه عمر بن الخطاب حقيقه هذا الدافع بعد وفاه الرسول وعب ر عنه اصدق تعبير تاريخ ابن الاثير 3/24آخر سيره عمر من حوادث سنه،23وشرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد،2/107، 3/97واورده فى احوال عمر آخر ج،3واخرج المحاوره الامام ابو الفضل احمد،بن ابى الطاهر فى تاريخ بغداد وكتبنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه ص 411والنظام السياسى فى الاسلام ص ،122ونظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام الفصل الاخير (الانقلاب).
376- السيره الحلبيه 1/316 322وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص‏220.
377- السيره الحلبيه 1/322.
378- تفسير القرطبى، والغدير للامينى،7/399 400وتاريخ الطبرى،2/243،244وطبقات ابن سعد،1/203والسيره الحلبيه،1/322وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص ،219وتاريخ اليعقوبى 2/27والكامل فى التاريخ لابن الاثير 2/24وتاريخ ابن كثير 3/42وتاريخ ابى الفداء 1/120والاصابه لابن حجر 4/116تجد شعر ابى طالب (واللّه لن يصلوا اليك بجمعهم) وقد ثبتنا ذلك فى مستهل البحث تحت عنوان اعلان النبوه والرساله امام البطن الهاشمى فارجع اليه ان شئت.
379- تاريخ ابن الاثير،2/66وسيره الرسول واهل بيته ص‏1/72.
380- تاريخ ابن الاثير 2/67.
381- تاريخ ابن الاثير 2/68.
382- تاريخ ابن الاثير،2/69وسيره الرسول واهل بيته (لموسسه البلاغ،)1/72 73وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص‏219.
383- المراجع السابقه.
384- السيره الحلبيه 1/301والكامل فى التاريخ لابن الاثير 2/75وما فوق.
385- سيره ابن هشام 1/357 362وتاريخ اليعقوبى 2/55وما فوق.
386- الكامل فى التاريخ لابن الاثير 2/91 93.
387- سيره ابن هشام 2/120 130وتاريخ اليعقوبى 2/36 40.
388- تاريخ ابن الاثير،2/105وتاريخ اليعقوبى،2/40ومعجم البلدان لياقوت الحموى ج 5مكه.
389- كتابينا نظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام ص 301وما فوق، والخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه.
390- الكامل فى التاريخ لابن الاثير 3/24آخر سيره عمر من حوادث سنه،23وشرح النهج لابن ابى الحديد 3/105و،107نقلا عن تاريخ بغداد، وتاريخ الطبرى،2/89، 4/223وعبداللّه،بن سبا لمرتضى العسكرى،1/114وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص 140وما فوق.
391- تاريخ ابن كثير،3/42وتاريخ ابى الفداء،1/120وفتح البارى 3/153و،155والاصابه لابن حجر،4/116والسيره الحلبيه 1/5 3.
392- الغدير للعلامه الامينى 7/399 400نقلا عن القرطبى فى تفسيره، وتاريخ اليعقوبى 2/24.
393- تاريخ اليعقوبى 2/27
394- الكامل لابن الاثير 2/24وتاريخ اليعقوبى 2/27.
395- الغدير للعلامه الامينى 7/388 399وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص‏219.
396- المصدر السابق قد وثقنا ذلك اكثر من مره فى هذا الكتاب.
397- تاريخ ابن كثير 3/42وشرح النهج 3/306وتاريخ ابى الفداء 1/120والسيره الحلبيه 1/91و211.
398- سيره ابن هشام،1/359 375وتاريخ اليعقوبى 2/30 42والكامل فى التاريخ لابن الاثير 2/84وما فوق.
399- تاريخ اليعقوبى 2/31 33.
400- تاريخ اليعقوبى 2/32.
401- الكامل فى التاريخ لابن الاثير 3/24آخر سيره عمر سنه ،23وشرح النهج لعلامه المعتزله 3/107و 3/105و،107وتاريخ الطبرى،2/289، 4/123ومروج الذهب للمسعودى 2/353 354وكتابنا نظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام ص‏332.
402- سيره ابن هشام،2/83 110والكامل فى التاريخ لابن الاثير 2/82 103.
403- سيره ابن هشام 2/125وما فوق، وتاريخ اليعقوبى 2/38وما فوق.
404- سوره الانفال، آيه‏30.
405- سيره ابن هشام،2/125 126وتاريخ اليعقوبى 2/39.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page