• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

علياً (ع) أفضل الناس


قال العلماء: يا يوحنا إنهم أبدعوا في الدين بدعاً فمنها أنهم يدّعون أن علياً (ع) أفضل الناس بعد رسول الله (ص) ويفضّلونه على الخلفاء الثلاثة، والصدر الأول أجمعوا على أن أفضل الخلفاء كبير تيم.
قال يوحنا: افترى إذا قال أحد: إن علياً يكون خيراً من أبي بكر وأفضل منه تكفّرونه؟
قالوا: نعم لإنه خالف الإجماع.
قال يوحنا: فما تقولون في محدثكم الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه؟
قال العلماء: هو ثقة مقبول الرواية صحيح المثل.
قال يوحنا: هذا كتابه المسمى بكتاب المناقب روى فيه أن رسول الله (ص) قال: (علي خير البشر، ومن أبى فقد كفر).
وفي كتابه أيضاً سأل حذيفة عن علياً (ع) قال: (أنا خير هذه الأمة بعد نبيها، ولا يشك في ذلك إلا منافق).
وفي كتابه أيضاً عن سلمان، عن النبي (ص) أنه قال: (علي بن أبي طالب خير من أخلّفه بعدي).
وفي كتابه أيضاً عن أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال: (أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب).
وعن إمامكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أن النبي (ص) قال لفاطمة: (أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً)(1).
وروى في مسند أحمد بن حنبل أيضاً أن النبي (ص) قال: (اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك)(2) فجاء علي بن أبي طالب في حديث الطائر، وذكر هذا الحديث النسائي والترمذي في صحيحهما(3) وهما من علمائكم.
وروى أخطب خوارزم في كتاب المناقب وهو من علمائكم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ص): (يا علي أخصمك بالنبوة والنبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع فلا يحاجّك أحد من قريش: أنت أولهم إيماناً بالله وأوفاهم بأمر الله وبعده، ,اقسمهم بالسوية، وأعدلهم بالرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم يوم القيامة عند الله عز وجل في المزية)(4).
وقال صاحب كفاية الطالب من علمائكم: هذا حديث حسن عال ورواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء(5).
قال يوحنا: فيا أئمة الاسلام فهذه أحاديث صحاح روتها أئمتكم وهي مصرحة بأفضلية علي وخيرته على جميع الناس، فما ذنب الرافضة؟ وإنما الذنب لعلمائكم والذين يروون ما ليس بحق، ويفترون الكذب على الله ورسوله.
قالوا: يا يوحنا، إنهم لم يرووا غير الحق ولم يفتروا بل الأحاديث لها تأويلات ومعارضات.
قال يوحنا: فأي تأويل تقبل هذه الأحاديث بالتخصيص على البشر، فإنه نص في أنه خير من أبي بكر إلا أن تخروا أبا بكر من البشر. سلّمنا أن الأحاديث لاتدل على ذلك فأخبروني أيهما أكثر جهاداً؟.
فقالوا: علي.
قال يوحنا: قال الله تعالى: (وفضل الهد المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً)(6) وهذا نص صريح.
قالوا: أبو بكر أيضاً مجاهد فلا يلزم تفضيله عليه.
قال يوحنا: الجهاد الأقل إذا نسب إلى الجهاد الأكثر بالنسبة إليه قعود، وهب أنه كذلك فما مرادكم بالأفضل؟
قالوا: الذي تجتمع فيه الكمالات والفضائل الجبلية والكسبية كشرف الأصل والعلم والزهد والشجاعة والكرم وما يتفرع عليها.
قال يوحنا: هذه الفضائل كلها لعلي (ع) بوجه هو أبلغ من حصولها لغيره.
قال يوحنا: أما شرف الأصل فهو ابن عم النبي (ص) وزوج ابنته، وأبو سبطيه.
وأما العلم فقال النبي (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (7)وإليه تعزى كل قضية، وتنتهي كل فرقة، وتنحاز إليه كل طائفة،
فهو رئيس الفضائل وينبوعها، وابو عذرها، وسابق مضمارها، ومجلّي حلبتها، كل من برع فيها فمنه أخذ، وبه اقتفى، وعلى مثاله احتذى، وقد عرفتم أن أشرف العلوم العلم الإلهي، ومن كلامه اقتبس وعنه نقل ومنه ابتدأ.
فإن المعتزلة الذين هم أهل النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن هم تلامذته، فإن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية(8)، وأبو هاشم عبد الله تلميذ أبيه، وابوه تلميذ علي بن أبي طالب (ع).
وأما الأشعريون فإنهم ينتهون إلى أبي الحسن الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وهو تلميذ واصل بن عطاء(9).
وأما الإمامية والزيدية فانتهاؤهم إليه ظاهر.
وأما علم الفقه فهو أصله وأساسه، وكل فقيه في الإسلام فإليه يعزي نفسه.
أما مالك فأخذ الفقه عن ربيعة الرأي، وهو أخذه عن عكرمة، وهو أخذه عن عبد الله، وهو أخذه عن علي.
وأما أبو حنيفة فعن الصادق (ع).
وأما الشافعي فهو تلميذ مالك، والحنبلي تلميذ الشافعي(10)، وأما فقهاء الشيعة فرجوعهم إليه ظاهر، وأما فقهاء الصحابة فرجوعهم إليه ظاهر كابن عباس وغيرهم، وناهيكم قول عمر غير مرة: (لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر) وقوله: (لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن)(11)، وقوله: (لولا علي لهلك عمر)(12).
وقال الترمذي في صحيحه والبغوي عنابي بكر قال (قال رسول الله (ص): (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وغلى نوح في فهمه، وإلى يحيى بن زكريا في زهده، وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب)(13).
وقال البيهقي بإسناده إلى رسول الله (ص): (من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في تقواه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى موسى في هيبته، وإلى عيسى في عبادته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب)(14) وهو الذي بين حد الشرب(15)، وهو الذي أفتى في المرأة التي وضعت لستة أشهر(16)، وبقسمة الدراهم على صاحب الأرغفة(17) والآمر بشق الولد نصفين(18)، والآمر بضرب عنق العبد، والحاكم في ذي الرأسين(19) ومبين أحكام البغاة(20) وهو الذي أفتى في الحامل والزانية(21).
ومن العلوم علم التفسير، وقد علم الناس حال ابن عباس فيه وكان تلميذ علي (ع) وسئل فقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟
فقال: كبشة مطر في البحر المحيط(22).
ومن العلوم علم الطريقة والحقيقية، وعلم التصوف، وقد علمتم أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام أليه ينتهون، وعنده يقفون، وقد صرح بذلك الشبلي والحنبلي وسري السقطي وأبو البسطامي وابو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم، ويكفيكم دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم وكونهم يسندونها بإسناد معنعن إليه أنه واضعها(23).
ومن العلوم علم النحو والعربية، وقد علم الناس كافة أنه هوالذي ابتدعه وانشأه، وأملي على أبي الأسود الدؤلي جوامع تكاد تلحق بالمعجزات، لأن القوة البشرية لا تفي بمثل هذا الاستنباط.
فأين من هو بهذه الصفة من رجل يسألونه ما معنى (ابّا) فيقول: لا أقول في كتاب الله برأيي، ويقضي في ميراث الجد بمائة قضية يغاير بعضها بعضاً، ويقول: إن زغت فقوّموني وإن استقمت فاتبعوني(24). وهل يقيس عاقل مثل هذا إلى من قال: سلوني قبل أن تفقدوني(25)، سلوني عن طرق السماء فوالله إني لأعلم بها من طرق الأرض؟ وقال: إن ها هنا لعلماً جماً، وضرب بيده على صدره، وقال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً فقد ظهر أنه أعلم(26).
وأما الزهد فإنه سيد الزهاد، وبدل الأبدال، وإليه تُشدّ الرحال، وتنقص الأحلاس، وما شبع من طعام قط، وكان أخشن الناس لبساً ومأكلاً.
قال عبد الله بن أبي رافع: دخلت على علي (ع) يوم عيد فقدم جراباً مختوماً فوجد فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً فتقدم فأكل.
فقلت: يا أمير المؤمنين فكيف تختمه وإنما هو خبز شعير؟
فقال: خفت هذين الولدين يلتانه بزيت أو سمن(27). وكان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة وبليف أخرى، ونعلاه من ليف، وكان يلبس الكرباس الغليظ فإن وجد كمه طويلاً قطعه بشفرة ولم يخيطهن وكان لا يزال ساقطاً على ذراعيه حتى يبقى سدى بلا لحمة، وكان يأتدم إذا ائتدم بالخل والملح فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، ولا يأكل اللحم إلا قليلاً ويقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات، وكان مع ذلك أشد الناس قوة، وأعظمهم يداً(28).
وأما العبادة فمنه تعلّم الناس صلاة الليل، وملازمة الأوراد، وقيام النافلة، وما ظنك برجل كانت جبهته كثفة البعير، ومن محافظته على ورده أن بسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه والسهام تقع عليه وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته.
فأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله وما تضمنته من الخضوع لهيبته والخشوع لعزته عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص.
وكان زين العابدين (ع) يصلّي فيكل ليلة ألف ركعة ويقول: أنّي لي بعبادة علي (ع)(29).
وأما الشجاعة فهو ابن جلاها وطلاع ثناياها، أنسى الناس فيها ذكر من قبله، ومحى اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحروب مشهورة تضرب بها الامثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فر قط ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز أحداً إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية.
وجاء في الحديث إذا ضرب واعتلا قدّ، وإذا ضرب واعترض قطّ، وفي الحديث: كانت ضرباته وتراً(30) وكان المشركون إذا أبصروه في الحرب عهد بعضهم إلى بعض، وبسيفه شيدت مباني الدين، وثبتت دعائمه وتعجبت الملائكة من شدة ضرباته وحملاته.     
وفي غزوة بدر الداهية العظمى على المسلمين قتل فيها صناديد قريش كالوليد بن عتبة والعاص بن سعيد ونوفل بن خويلد الذي قرن أبا بكر وطلحة قبل الهجرة وعذبهما، وقال رسول الله (ص): (الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه)(31). ولم يزل في ذلك يصرع صنديداً بعد صنديد حتى قتل نصف المقتولين فكان سبعين، وقتل المسلمون كافة مع ثلاثة آلاف من الملائكة مسومين النصف الآخر(32)، وفيه نادى جبرائيل:
لا سيف إلا ذو الفقار    ولا فتى إلا علي(33)
ويوم أحد لما انهزم المسلمون عن النبي ـ (ص) ورُمى رسول الله ـ (ص) ـ إلى الأرض وضربه المشركون بالسيوف والرماح وعلي ـ عليه السلام ـ مصلت سيفه قدامه، ونظر النبي ـ (ص) ـ بعد إفاقته من غشوته فقال: نقضوا العهود وولوا الدبر.
فقال: اكفني هؤلاء، فكشفهم عنه ولم يزل يصادم كتيبة بعد كتيبة وهو ينادي المسلمين حتى تجمّعوا، وقال جبرئيل ـ عليه السلام ـ: إن هده لهي المواساة، لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفيه.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وما يمنعه من ذلك وهو مني وأنا منه(34). ولثبات علي (ع) رجع بعض المسلمين ورجع عثمان بعد ثلاثة أيام، فقال له النبي (ص): لقد ذهبت بها عريضة(35).
وفي غزوة الخندق إذ أحدق المشركون بالمدينة كما قال الله تعالى: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا)(36)، واقتحم عمرو بن عبدود الخندق على المسلمين ونادى بالبراز فأحجم عنه المسلمون وبرز علي (ع) متعمماً بعمامة رسول الله (ص) وبيده سيف فضربه ضربة كانت توازن عمل الثقلين إلى يوم القيامة(37)، وأين كان هناك أبو بكر وعمر وعثمان.
ومن نظر غزوات الواقدي وتاريخ البلاذري علم محله من رسول الله من الجهاد وبلاءه يوم الأحزاب، ويم بني المصطلق، ويوم قلع باب خبير، وفي غزاة الخيبر، وهذا باب لا يغني الإطناب فيه لشهرته.
وروى أبو بكر الأنباري في أماليه أن علياً (ع) جلس إلى عمر في المسجد وعنده أناس، فلما قام عرّض وأحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب.    
فقال عمر: لمثله أن يتيه، لولا سيفه لما قام عمود الدين، وهو بعد أقضى الأمة وذو سابقتها، وذو شأنها.
فقال له ذلك القائل: فما منعكم يا أمير المؤمنين منه؟
فقال: ما كرهناه إلا على حداثة سنه، وحبه لبني عبد المطلب، وحمله سورة براءة إلى مكة.
ولما دعا معاوية إلى البراز لتستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما فقال له عمرو: قد أنصفك الرجل.
فقال له معاوية: ما غششتني في كل ما نصحتني إلا اليوم، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطوق؟ أراك طمعت في إمارة الشام بعدي(38).
وكانت العرب تفتخر لوقعها في الحرب في مقابلته، فأما قتلاه فافتخر رهطهم لأنه (ع) قتلهم وأقوالهم في ذلك أظهر وأكثر من أن تحصى وقالت أم كلثوم(39) في عمر بن عبد ود ترثيه:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله    بكيته أبداً ما عشت في الأبد
لكن قاتله من لا نظير له    قد كان يدعى أبوه بيضة البلد(40)
وجملة الأمر أن كل شجاع في الدنيا إليه ينتمي، وباسمه من مشارق الأرض ومغاربها.
وأما كرمه وسخاؤه فهو الذي كان يطوي في صيامه حتى صام طاوياً ثلاثة أيام يؤثر السائل كل ليلة بطعامه حتى أنزل الله فيه: (هل أتى    
على الإنسان)(41) وتصدق بخاتمه في الركوع فنزلت الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(42)، وتصدق بأربعة دراهم فأنزل الله فيه الآية (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية)(43) وتصدّق بعشرة دراهم يوم النجوى(44) فخفف الله سبحانه عن سائر الأمة بها، وهو الذي كان يستسقي للنخل بيده ويتصدق بأجرته، وفيه قال عدوه معاوية بن أبي سفيان لمحجن الضبي لما قال له: جئتك من عند أبخل الناس، فقال: ويحك كيف قلت؟ تقول له أبخل الناس ولو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من بتن لأنفق تبره قبل تبنه(45)، وهو الذي يقول: يا صفراء ويا بيضاء غري غيري، بي تعرضت أم لي تشوقت، هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها(46)، وهو الذي جاد بنفسه ليلة الفراش وفدى النبي (ص) حتى نزل في حقه (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله)(47).
قال يوحنا: فقلما سمعوا هذا الكلام لم ينكره أحد منهم، وقالوا: صدقت إن هذا الذي قلت قرأناه من كبتنا ونقلناه عن أئمتنا لكن محبة الله ورسوله وعنايتهما أمر وراء هذا كله، فعسى الله أن يكون له عناية بأبي بكر أكثر من علي فيفضله عليه.    
قال يوحنا: إنا لا نعلم الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى، وهذا الذي قلتموه تخوص، وقال الله تعالى: (قتل الخراصون)(48) ونحن إنما نحكم بالشواهد التي لعلي (ع) على أفضليته فذكرناها.
وأما عناية الله به فتحصل من هذه الكمالات دليل قاطع عليها، فأي عناية خير من أن يجعله الله بعد نبيه أشرف الناس نسباً، وأعمهم حلماً، وأشجعهم قلباً، وأكثرهم جهاداً وزهداً وعبادة وكرماً وورعاً، وغير ذلك من الكمالات القديمة، هذه هي العناية.
وأما محبة الله ورسوله فقد شهد بها رسول الله (ص) في مواضع منها: الموقف الذي لا ينكر وهو يوم خيبر، إذ قال النبي (ص): (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)(49) فأعطاها علياً.
وروى عالمكم أخطب خوارزم في كتاب المناقب أن النبي (ص) قال: (يا علي لو أن عبداً عبد الله عز وجل مثلما قام نوح في قومه، وكان له مثل جبل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومدّ في عمره حتى حج ألف حجة على قدميه، ثم قتل ما بين الصفا والمروة مظلوماً ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها)(50).
وفي الكتاب المذكور قال رسول الله (ص): (لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لم يخلق الله النار)(51) وفي كتاب الفردوس: حب علي حسنة لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة(52).
وفي كتاب ابن خالويه عن حذيفة بن اليمان قال، قال رسول الله (ص): (من أراد أن يتصدق بفصه الياقوت التي خلق الله بيده ثم قال لها: كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب بعدي).
وفي مسند أحمد بن حنبل في المجلد الأول: أن رسول الله (ص) أخذ بيد حسن وحسين وقال: (من أحبني وأحب هذين وأحب أباهما كان معي في درجتي يوم القيامة)(53).
قال يوحنا: يا أئمة الإسلام هل بعد هذا كلام في قول الله تعالى ورسوله في محبته وفي تفضيله على من هو عاطل عن هذه الفضائل؟
____________
1- مسند أحمد ج 5 ص 25، المعجم الكبير للطبراني ج 20 ص 229 - 230 ج 538، مجمع الزوائد ج 9 ص 102، كنز العمال ج 11 ص 605 ج 32924.
2- المعجم الكبير للطبراني ج1 ص226 ح730، تاريخ بغداد ج9 ص369، كنز العمال ج13 ص167 ح3650، وقد أفردت لهذا الحديث كتب مستقلة، مثل : قصة الطير للحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405 هـ ، وقد تقدم بعض المصادر لهذا الحديث فراجع.
3- صحيح الترمذي ج595 ص3721 ، مجمع الزوائد ج9 ص126، المستدرك ج3 ص130 ـ 131، مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ج3 ص1721 ح6085، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص34 ح12.
4- مناقب الخوارزمي ص110 ص18، فرائد السمطين ج1 ص223 ح174.
5- كفاية الطالب ص270 ، حلية الأولياء ج1 ص65 ـ 66.
6- سورة النساء: الآية 95.
7- راجع: ابن جرير الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار ص105 ح173، المستدرك ج3 ص126، مجمع الزوائد ج9 ص114، المعجم الكبير للطبراني ج11 ص65ـ 66 ح11061، تاريخ بغداد ج4 ص348، كنز العمال ج11 ص614 ح32977 و32078 ، ذخائر العقبى ص83، وقد أفردت لهذا الحديث كتب مستقلة، مثل فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي، للمغربي.
8- هو عبد الله بن محمد بن الحنفية الملقب بالأكبر، والمكنى بأبي هاشم، إمام الكيسانية مات سنة 98 و99. تنقيح المقال للمامقاني ج2 ص212.
9- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص17.
10- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص17.
11- مناقب الخوارزمي ص96 ـ 97 ص97و98، فرائد السمطين ج1 ص34 ـ 345 ح266 و267.
12- فيض القدير ج4 ص357، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج2 ص309، علي إمام المتقين لعبد الرحمن الشرقاوي ج1 ص100ـ 101، مناقب ابن شهر آشوب ج2 ص361.
13- البداية والنهاية ج7 ص356، كفاية الطالب ص121.
14- كنز العمال ص226، الرياض النضرة ج2 ص218، كفاية الطالب ص122 ، الغدير ج3 ص353.
15- الموطأ لمالك ج2 ص842 ح2، المستدرك ج4 ص375، فضائل الخمسة ج2 ص310.
16- الاستيعاب ج3 ص1103، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحيد ج1 ص19، وذكر القرطبي ف تفسيره ج16 ص390 عند الكلام على تفسير قوله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) سورة الأحقاف: الآية 15، أن عثمان قد أتي بامرأة ولدت لستة أشهر، فأراد أن يقضي عليها الحد فقال له علي (ع) ليس ذلك عليها، قال الله تعالى (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا).
17- الاستيعاب ج3 ص1105 ـ 1106، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج2 ص302، ذخائر العقبى ص84، الصواعق المحرقة ص77.
18- مناقب ابن شهر ِاشوب ج2 ص367،الفصول المائة ج5 ص366 ح15، كنز العمال ج 3 ص375، بحار الأنوار ج40 ص252، الغدير ج6 ص174.
19- كنز العمال ج3 ص179 ، بحار الأنوار ج40 ص257.
20- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج9 ص231، كتاب الأم ج4 ص233، باب الخلافة في قتال أهل البغي، وقد قال الشافعي: عرفنا حكم البغاة من علي (ع).
21- فقد روي أنه أتى عمر الخطاب بامرأةحامل قد اعترفت بالفجور فأمر ربجمها فلقيها علي فقال : ما بال هذه؟ فقالوا: أمر عمر برجمها، فردعا علي (ع) وقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها: ولعلك انتهرتها، أو أخفتها، قال: قد كان ذلك، قال: أو ما سمعت رسول اله (ص) قال: لا حد على معترف بعد بلاء أنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له، فخلى سبيلها ثم قال: عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب، لولا علي لهلك عمر. راجع: الرياض النضرة ج3 ص163، ذخائر العقبى ص81، مطالب السؤول ص13، مناقب الخوارزمي ص48، الأربعين للفخر الرازي ص466، الغدير ج6 ص110.
22- نهج الحق وكشف الصدق ص238، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص19.
23- نهج الحق وكشف الصدق ص228، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 ص19.
24- تقدمت تخريجاته.
25- تقدمت تخريجاته.
26- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج7 ص253، وقد تقدمت تخريجاته فيما سبق.
27- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج7 ص253، وقد تقدمت تخريجاته فيما سبق.
28- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص26.
29- الإشاد للمفيد ص256، إعلام الورى ص255، بحار الأنوار ج46 ص74 ح62.
30- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص20.
31- المغازي للواقدي ج1 ص92.
32- المغازي ج1 ص147ـ 152، الارشاد المفيد ص41 ـ 43، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص24.
33- مناقب الخوارزمي ص167 ح200، مناقب ابن المغازلي ص198 ـ 199 ح235،كفاية الطالب ص277، الطبري ج2 ص197، ابن هشام في السيرة ج3 ص52، سنن البيهقي ج3 ص276، المستدرك ج2 ص385، الرياض النضرة ج3 ص155، ذخائر العقبى ص74، ميزان الاعتدال ج2 ص317، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص29.
34- ذخائر العقبى ص 68، فضائل الصحابة لأحمد ج2 ص 594 ح 1010، مجمع الزوائد ج6 ص 114، نهج الحق وكشف الصدق ص 249.
35- تاريخ الطبري ج 2 ص 203، الكامل لابن الأثير ج2 ص 110، السيرة الحلبية ج 2 ص 227، البداية والنهاية ج4 ص 28، السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص 55، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج15 ص 21، الدر المنثور ج2 ص 89.
36- سورة الأحزاب: الآية 10.
37- المغازي للواقدي ج2 ص470ـ 471، وقد تقدم حديث قتل عمر بن ود.
38- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص20 وج 8 ص53.
39- وهي أخته عمرة وكنيتها أم كلثوم.
40- المستدرك على الصحيحين ج3 ص 33، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص62، الإرشاد للمفيد ج1 ص 108، لسان العرب لابن منظور ج 7 ص 127.
41- سورة الإنسان: الآية 1، تقدمت تخريجاته.
42- سورة المائدة: الآية 55.
43- سورة البقرة: الآية 274.
44- تقدمت تخريجاته.
45- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص 22.
46- نهج البلاغة صبحي الصالح ص 480 ـ 481، قصار الحكم 77.
47- سورة البقرة: الآية 207، تقدمت تخريجات نزولها.
48- سورة الذاريات : الآية 10 .
49- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج1 ص 205 ح269 وص157 ح219 ـ 231، سنن الترمذي ج5 ص596 ح3724، فرائد السمطين ج1 ص259، مجمع الزوائد د6 ص151، المستدرك للحاكم ج3 ص38، وص 437، عيون الأثر ج2 ص132، مسند أحمد بن حنبل ج2 ص384، صحيح مسلم ج4 ص1878 ح33ـ (2405)، أنساب الأشراف للبلاذري ج2 ص93، خصائص النسائي ص34 ح11، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص181 ح216، الطبقات لابن سعد ج2 ص 110، ينابيع المودة ص49، المعجم الصغير للطبراني ج2 ص100، مسند أبي داود الطيالسي ص320، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص24، السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص106 وص131، حلية الأولياء ج1 ص62، أسنى المطالب للجزري ص62، صحيح البخاري ج5 ص22، أسد الغابة ج4 ص21، البداية والنهاية ج4 ص182، تاريخ الطبري ج3 ص12، ذخائر العقبى ص87، تاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص194، العقد الفريد ج2 ص194، الكامل في التاريخ ج2 ص149، مروج الذهب ج3 ص14، إحقاق ج5 ص400، فضائل الخمسة ج2 ص161.
50- لسان الميزان ج5 ص219، ميزان الاعتدال ج3 ص597.
51- مناقب الخوارزمي ج67 ح39، الفردوس ج3 ص373 ح5135.
52- الفردوس ج2 ص142 ح2725، مناقب الخوارزمي ص75 ح56.
53- مسند أحمد ج1 ص877، سنن الترمذي ج5 ص599 ح3733، تاريخ بغداد ج13 ص288، كنز العمال ج13 ص639 ح37613.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page