• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المواجهه مع اليهود

لقد ارسل اللّه رسوله محمدا الى الناس كافه، بغض النظر عن الدين او اللون او العرق، فهو خالقهم جميعا، ابوهم آدم وامهم حواء.
ولانه يتعذر على النبى ان يبلغ الناس جميعا وبوقت ومكان واحد مضمون رسالته، فقد اختار تعالى مكه لتكون نقطه الانطلاق للنبوه والرساله، لان زوار البيت يتقاطرون لزيارته من مختلف الانحاء، واحرى بهم ان ينقلوا معهم ما يسمعون من انباء عند عودتهم لامصارهم، وكانت الغالبيه العظمى من سكان مكه وما حولها تعبد الاصنام، وندره منهم كانوا قد اعتنقوا اليهوديه او النصرانيه، او سمعوا الكثير عن هاتين الديانتين.
وكان ما كان من تصدى بطون قريش للنبوه والرساله، ومن مواجهتها للنبى حتى تامرت على قتله وفشلت.
وطاردته ففشلت، ووصل رسول‏اللّه سالما الى المدينه.
وبالاجمال لم تحدث مواجهه بين النبى وبين اليهود خلال فتره وجوده فى مكه التى استمرت 13عاما، بل على العكس من ذلك، فقد كانت ترد انباء يرويها المشركون عن اليهود بان نبيا من بنى عبدمناف سيظهر، وان اوان ظهوره قد اقترب!!
فيرتاح النبى والذين اسلموا معه لمثل هذه الانباء ويطمئنوا لها.
فى المدينه المنوره:
لا بد من التذكير بان بطون قبيلتى الاوس والخزرج يشكلون الاغلبيه الساحقه من سكان بلده يثرب وما حولها، بالاضافه الى اقليه كبيره من اليهود.
ويبدو واضحا ان اصحاب بيعتى العقبه الاولى والثانيه قد نجحوا نجاحا ساحقا بادخال دين الاسلام الى كل بيت من بيوت بطون الاوس والخزرج، مثلما نجحوا بخلق راى عام فى يثرب وما حولها متشوق او متظاهر بالتشوق لرويه الرجل الرسول، وموالى او متظاهر بموالاه هذا الرسول.
ولا خلاف بين اثنين من سكان يثرب بان الرجل الرسول سياتى الى يثرب قائدا ومتبوعا غير تابع، ولم يعلن احد من السكان معارضته لقياده الرسول.
لقد نجح المسلمون الرواد فى يثرب بايجاد حاله عظمى من الانبهار.
لقد استقبل سكان يثرب وما حولها النبى استقبالا حافلا لم يستقبل به زعيم قبله قط، وما يزيد هذا الاستقبال روعه انه وليد مشاعر مختلطه من الرضى والاقتناع والمجامله والانبهار، وفى بعد قصى عن القوه والاكراه والتسلط.
وقد اشتركت الاقليه الكبيره من اليهود اشتراكا موثرا فى كل ذلك، فقد تسلق قسم منهم جذوع النخيل ليكون اول من يرى طلعه النبى!!
ولما اشرقت طلعه النبى، صاح احد اليهود:
(يا اهل يثرب هذا حظكم قد اتى).
انتهت مراسم الاستقبال، ودخل النبى عاصمته الجديده يغمره شعور عام بالرضى والاطمئنان، وصمم ان يجعل من وصوله الى يثرب نقطه تحول كبرى فى حياه كل سكانها، لا فرق باللون او العرق او الدين.
لقد كانت نظرته للامور حياديه ومجرده، وهمه الاعظم منصب على انقاذ الجميع من الظلمات الى النور، واشعار الجميع انهم اصحاب رساله الى العالم.
ولعبت قوانين التنافس والتسابق بين بطون الاوس والخزرج دورا كبيرا، فلا تجد من هذه البطون رجلا الا وقد اسلم او تظاهر بالاسلام، او والى محمدا حقيقه او تظاهر بموالاته، فبطون الاوس تريد ان تكون السابقه، وبطون الخزرج تطمع بذلك.
لقد ادركت بطون الاوس والخزرج ان الاسلام صار هو درب الحياه الوحيد، وتذكره المواطنه، وطريق المستقبل، والمفتاح الى كل دور من ادوار الحياه، فارادت الاوس ان تسبق الخزرج، وارادت الخزرج مثل ذلك، ووسيله السبق هو الاسلام وموالاه النبى او التظاهر بهما.
ولم يبق رجل من رجالات بطون هاتين القبيلتين، الا وقد اسلم او تظاهر بالاسلام.
وفى هذا المناخ التنافسى ظهرت ظاهره النفاق على اوسع نطاق، حيث يظهر اهله الاسلام والموالاه، ويبطنون الكفر والحقد على محمد وآله.
اما اليهود فقد كانوا اكثر وضوحا، حيث اعلن عدد قليل منهم اعتناقه للاسلام، وبقيت الاكثريه الساحقه منهم على دينها، ولم يكرههم النبى على ترك دينهم واعتناق دينه، ولم يغضب منهم او يحقد عليهم، بل كان يامل ان يكونوا اكثر تفهما له، وتعاطفا معه، فهم من نسل اسحاق النبى، ومحمد من نسل اسماعيل النبى، واسحاق واسماعيل اخوه فهما ابنا ابراهيم (عليهم‏السلام)، بمعنى انهم ابناء عمومه، ومن جهه ثانيه فهم اهل كتاب، وقد احيطوا علما باخبار الرسل والانبياء، وقبل اعلان النبوه المحمديه، كان اليهود يستفتحون على المشركين العرب ويوكدون لهم ان نبيا سيظهر، وان هذا النبى هو بشرى انبياء بنى اسرائيل الذين سبقوه.
ولان النبى حيادى وموضوعى، وليس عنده حكم مسبق، فقد كان يتوقع خيرا من اليهود، ويظن انه بوقت يطول او يقصر سيقتنع اليهود به ويدخلون فى دينه، ويستفيد الاسلام من تجارب اليهود الايمانيه السابقه، ومما وسع افق هذا التفاول، ارتباط اليهود بسلسله متماسكه من التحالفات مع بطون الاوس والخزرج، وظهر اليهود بمظهر الموالين لمحمد او الراضين بقيادته، المستبشرين بعهده خيرا.
كل هذه الاسباب الموضوعيه دعت رسول‏اللّه لاعتبار سكان يثرب وما حولها بما فيهم اليهود مع من هاجروا من اهل مكه امه واحده متميزه عن غيرها من الناس، واعتبار المدينه وطنا للجميع بما فيهم اليهود وحمايه هذا الوطن من مسووليه الجميع، واعترف بالتحالفات القبليه السابقه لقدومه، وتركها على حالها، واعط‏ى كافه هذه التشكيلات الحريه باداره شوونها، وعند اختلافها فهو المرجع لحل هذه الخلافات.
واعتبر النبى اعلى سلطه فى البلاد، وقد وضع النبى هذه الترتيبات على شكل دستور، وافق عليه كل سكان المدينه بما فيهم اليهود، او تظاهروا بالموافقه ولم يعترض عليها منهم احد، واخذت هذه الترتيبات صفه التعاقد.
وقد جاء فى هذه الترتيبات ما يلى وبالحرف:
(وان على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفه (الدستور)، وان بينهم النصح والنصيحه والبر دون الاثم)، وقد حللنا هذه الصحيفه فيما سبق (516).
ومن الموكد ان اليهود قد فهموا مضمون الصحيفه، ووافقوا عليها، او على الاقل لم يعترضوا.
وليس هنالك ما يمنعهم من الاعتراض عليها، فتحالفاتهم مع البطون ما زالت قائمه، ومعهم كافه المنافقين، ومحمد لم تثبت اقدامه بعد فى يثرب، واليهود اهل مال وقوه، ولهم نفوذ، ومع هذا لم يرو احد بان اليهود قد اعترضوا على هذه الترتيبات، وكلما روى يفيد بانهم قد قبلوا بها او تظاهروا بالقبول.
وقد ذهب المورخون والرواه واصحاب السيره مذهبين:
1- فمنهم من يقول بان اليهود قد عاهدوا النبى وتعاقدوا معه، بان تكون حرب النبى حربهم، وسلمه سلمهم، وعدوه عدوهم، ونصوص الصحيفه او الدستور الذى وضعه النبى لترتيب اوضاع يثرب وما حولها بعد قدومه اليها توكد ذلك، وسير الاحداث التاريخيه يوكد ايضا هذا القول.
2- ومنهم من يرى بان اليهود قد عاهدوا النبى وتعاقدوا معه على التعايش معه، وان لا يعينوا عليه عدوا كائنا من كان.
وسيان اخذنا بهذا القول او ذاك، فان اليهود على اقل تقدير قد التزموا بعدم معاداه النبى وبالتعايش السلمى معه.
نقض العهد والخروج على النبى:
من الموكد ان يهود المدينه وما حولها ذهلوا من سرعه التفاف بطون الاوس والخزرج حول الرسول، ومن قدره الرسول على استقطابهم، ومن حاله الانبهار العام التى دفعت هذه البطون لموالاه محمد او التظاهر بموالاته.
واكتشف اليهود بانهم قد تميزوا او عزلوا عن المجتمع، فراوا ان من الحكمه ان لا يكشفوا انفسهم، فاعلنوا انهم باقون على دينهم، ولكنهم يوالون النبى ويقبلون بقيادته وهم مع الاوس والخزرج، يوالون وليهما ويعادون عدوهما.
ومن الطبيعى ان النبى لا يحاكم على البواطن، فهو يعلم علم اليقين ان هنالك منافقين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر والعصيان، ويتشدقون بموالاه النبى وهم عصاه، ولكن حسب مقتضيات العدل الالهى فانه لا سلطان له عليهم ما اظهروا الاسلام ونطقوا بالشهادتين، ولا سلطان له على اليهود الذين احتفظوا بدينهم، واعلنوا قبولهم بقياده النبى، وابطنوا العداوه له، لقد كان النبى يطاولهم ما طاولوه، ويهادنهم ما هادنوه، ولا يبدا بعداوه اى فرد او جماعه، ولا يفتح على اى كان ابواب المواجهه والخصومه، تلك هى طبيعه النبى وطبيعه دينه وهذا منهج النبى فى كل مواجهاته، فقد كان يترك الخصم حتى يبدا بالعدوان، فاذا بدا الخصم بالعدوان يعط‏ى اوامره بالرد وبحجم العدوان.
ومن هذا المنطلق، فان افرادا من اليهود، وجماعات منهم قد نقضوا العهد، وخرجوا على العقد، فجابه الذين نقضوا عهودهم، ولم يتعرض لغيرهم، فاذا خرج خارج جابهه، واذا نقض عهده ناقض تصدى له.
هذه السياسيه الحكيمه جنبته وحده خصومه، وفتتت جبهه اولئك الخصوم، فمن فيض النعمه الالهيه على محمد، ومن عبقريه قيادته، ان خروج اليهود ومواجهتهم له لم يتم على دفعه واحده، ولا بوقت واحد، والا لكان فى ذلك حرج شديد، انما حدثت مواجهه اليهود له على موجات، وباوقات متعدده، وفى كل خروج كان الرسول يواجه من يخرج عليه من اليهود ومن ينقض عهده، ولا يتعرض لغيره لا من قريب ولا من بعيد.
وكان يحرص كل الحرص، على ان يبين لمن يخرج عليه سوء عمله وحقيقته، وان ينصحه بالنزوع عنه، فان ابى استعان النبى عليه باللّه وواجهه، مما اضفى على مواجهاته كلها طابع الشرعيه.
نتائج معركه بدر:
النتائج المذهله التى اسفرت عنها معركه بدر، صعقت كل اولئك الذين كانوا يبطنون الكراهيه والحسد لمحمد ولاله واتباعه، واججت نيران حسدهم للنبى وحقدهم عليه، واخرجتهم عن وقارهم المصطنع، وعن صمتهم الاثم.
ومن هولاء:
اليهود، والمنافقين، ومع انه لا علاقه خاصه لهم ببطون قريش، الا انهم ابدوا تاثرهم البالغ بما اصاب البطون وبكوا قتلى البطون، وشجعوها على الانتقام من محمد وآله.
المواجهه مع بنى قينقاع:
بنو قينقاع احدى الجماعات اليهوديه التى هزتها نتائج معركه بدر، واخرجتها عن صمتها الاثم، ومع انهم قد اعطوا الرسول العهود والمواثيق بان يكونوا معه او لا يظاهروا عليه عدوا، الا انهم نقضوا العهد، وجاهروا بعداوتهم للنبى، فجمعهم النبى، وذكرهم بعهده وعقده ودعاهم الى الاسلام، او التوقف عن اعلان عداوتهم له، فلم يصغوا للنبى، فحذرهم النبى من ان يصيبهم ما اصاب البطون فى بدر، فاجابوا النبى بصلف قائلين:
(يا محمد لا يغرنك من لقيت، انك قهرت قوما اغمارا، وانا واللّه اصحاب الحرب، ولئن قاتلتتنا لتعلمن انك لم تقاتل مثلنا) (517).
ومع هذا تركهم النبى ليقيم الحجه عليهم، وليحملهم مسووليه بدء العدوان عليه، وجاءت امراه مسلمه لتشترى مصاغا من سوقهم، فغافلها يهودى فربط ردائها دون ان تشعر، ولما نهضت المراه انكشفت عورتها، فضج اليهود بالضحك، فقام رجل مسلم فقتل الذى ربط ثوب المراه.
عندئذ، اجتمعت بنو قينقاع وقتلوا الرجل، واعلنوا رسميا نبذهم للعهد وتحصنوا فى حصنهم، واعلنوا الحرب ضمنيا على النبى، عندئذ سار اليهم النبى، وحاصرهم خمس عشره ليله، حتى قذف اللّه فى قلوبهم الرعب، وعرضوا على رسول‏اللّه ان يخرجوا من الحصن، ويجلوا من المدينه، فابى الرسول الا ان ينزلوا على حكمه، وهكذا كان، فربطهم رسول‏اللّه واوثقهم بالحبال فحضر ابن ابى، وتيقن ان النبى سيقتلهم فادخل يده فى جنب درع النبى، وطلب منه ان يحسن لمواليه وتغير وجه النبى، فقال له:
(ارسلنى)، فقال ابن ابى:
(لا ارسلك حتى تحسن فى موالى اربعمئه دارع وثلاثمئه حاسر، تريد ان تحصدهم فى غداه واحده)، فقال الرسول:
(خلوهم لعنهم اللّه ولعنه معهم) وامر بان يجلوا من المدينه.
وحاول ابن ابى ان يبقيهم فى المدينه فابوا، وتم اجلاوهم الى اذرعات، بعد ان اخذ النبى اموالهم (518).
المواجهه مع بنى النضير:
قتل رجل مسلم رجلين من بنى عامر دون ان يعلم ان بينهم وبين رسول‏اللّه امان وعهد، وطلب عامربن الطفيل ديتهما، فسار رسول‏اللّه الى بنى النضير ليستعين بهم على الديه، وكانوا حلفاء بنى عامر، فقال اليهود:
نفعل يا ابا القاسم ما احببت، اجلس حتى نطعمك.
ثم خلا بعضهم الى بعض فقال حيى‏بن اخطب:
(يا معشر اليهود، قد جاءكم محمد فى نفر من اصحابه لا يبلغون العشره، فاطرحوا عليه حجرا من فوق هذا البيت الذى هو تحته فاقتلوه، فلن تجدوا اخلى منه الساعه، فان قتل تفرق اصحابه، فلحق من كان معه من قريش بحرمهم، وبقى من ها هنا من الاوس والخزرج).
فقال عمروبن جحاش:
(انا اظهر على البيت واطرح عليه الصخره!)
فقال سلام‏بن مشكم:
(اطيعونى هذه المره وخالفونى الدهر، واللّه ان فعلتم ليخبرن بانا قد غدرنا به، وان هذا نقض العهد الذى بيننا).
وجاء رسول‏اللّه الخبر من السماء، فنهض كانه يريد حاجه، وترك اصحابه جلوس مع اليهود، واكتشف اليهود ان موامرتهم قد كشفت، ونصحهم ناصح منهم، اسلموا لتنجو من عاقبه موامرتكم عليه، فابوا، فقال لهم حكيمهم، ((اذا فان محمدا سيطلب منكم الخروج فاخرجوا).
ولما وصل رسول‏اللّه الى مامنه ارسل ليهود بنى النضير رسولا لينقل لهم انذارا مختصرا:
(ان اخرجوا من بلادى)، وتبلغوا الانذار فشجعهم ابن ابى على رفض الانذار.
وحاول ابن ابى ان يشكل جبهه من اليهود والمنافقين، وسريعا امر النبى من اطاعه بالتهيو لمقاتله بنى النضير الذين نقضوا عهده، ورفضوا انذاره، ودخلوا حصونهم واستعدوا للقتال، وتخلى عنهم ابن ابى ويهود بنى قريظه.
وبدا المسلمون فى حصارهم، واثناء الحصار نزلت قله منهم، واعلنت اسلامها، وبعد ان استحكم الحصار استسلم بنو النضير، ونزلوا على ان لهم ما حملت الابل الى الحلقه، فاجلاهم رسول‏اللّه عن المدينه، وحملوا على ستمائه بعير، وهكذا ربح المواجهه مع بنى النضير (519).
المواجهه مع بنى قريظه:
بقيت بنو قريظه على عهدها وعقدها مع رسول‏اللّه، وكانت ترى ان خروج بنى قينقاع وبنى النضير على العهد والعقد عمل طائش وغير مصيب، ولم يصدر من بنى قريظه ما يعكر حاله التعايش السلمى بينهم وبين رسول‏اللّه واصحابه، واستمرت الامور على ما يرام، ووصف عقيد بنى قريظه كعب‏بن اسد العلاقات بين محمد وبين بنى قريظه قائلا:
(انى عاقدت محمدا وعاهدته، فلم نر منه الا صدقا، واللّه ما اخفر لنا ذمه، ولا هتك لنا سترا، ولقد احسن جوارنا) (520).
هذا ما قاله عقيد بنى قريظه للوفد الذى جاء ليضم بنى قريظه الى تجمع الاحزاب، الا ان حيى‏بن اخطب ومن معه نجحوا باغواء بنى قريظه، واتفقت بنو قريظه اخيرا على ان تنظم لتجمع الاحزاب، وان تهجم على المسلمين من الخلف عندما تبدا بطون قريش ومن معها من الاحزاب بالهجوم على محمد، وهكذا يواجه الرسول هجومين معا وبان واحد، هجوم من داخل المدينه يشنه 750 مقاتل من بنى قريظه، وهجوم من خارج المدينه تشنه الاحزاب المولفه من بطون قريش ومن تحالف معها من القبائل واليهود وعددهم عشره آلاف مقاتل، وفوجئت الاحزاب بالخندق، وبقتل على‏بن ابى طالب لعمروبن ود اقوى مقاتلى الاحزاب، وهزمت الروح المعنويه لتلك الاحزاب وفشل حصارها للمدينه، فارسل اللّه ريحا وجنودا لم تروها، عندئذ اصدر ابو سفيان بوصفه القائد العام للاحزاب امرا بالانسحاب، فانسحبت الاحزاب دون علم بنى قريظه.
وبالوقت الذى كانت تنتظر فيه بنو قريظه هجوم الاحزاب من الامام لتبدا هجومها من الخلف، اصدر النبى اوامره بالزحف على بنى قريظه.
وعلمت بنو قريظه بانسحاب الاحزاب، وبزحف النبى واصحابه، فرعبت وايقنت بالهلاك، ولكنهم تحصنوا فى حصونهم، على امل ان يحسنوا موقعهم التفاوضى مع النبى، ولما احاط بهم النبى، قالوا:
نكلمك قال الرسول:
نعم.
قالت بنو قريظه:
(ننزل على ما نزلت عليه بنو النضير لك الاموال والحلقه وتحقن دماءنا، ونخرج من بلادكم بالنساء والذرارى، ولنا ما حملت الابل الا الحلقه).
فرفض رسول‏اللّه هذا العرض، فعرضوا عليه قائلين:
(تحقن دماءنا وتسلم لنا النساء والذريه، ولا حاجه لنا فى ما حملت الابل)، ورفض النبى هذا العرض ايضا، وقال لهم:
تنزلون على حكمى، واضطروا بعد حصار شديد ان ينزلوا على حكم النبى، فامر الرسول بربط المقاتلين منهم ووضعهم فى جهه، ووضع النساء والذريه فى جهه اخرى.
ودنت بطون الاوس وقالوا:
يا رسول‏اللّه ان بنى قريظه حلفاونا دون الخزرج، وقد وهبت بنى قينقاع لابن ابى، وقد ندم حلفاونا على ما صنعوا فهبهم لنا، فقال الرسول:
(اما ترضون ان يكون الحكم فيهم الى رجل منكم؟) قالوا:
(بلى)، فقال النبى:
(فذلك الى سعدبن معاذ).
وقبلت اليهود سعدا كحكم، وذهبت الاوس وقالت لسعد:
(يا ابا عمرو ان رسول‏اللّه قد ولاك امر مواليك لتحسن فيهم فاحسن، فقد رايت ابن ابى وما صنع فى حلفائه، مواليك، مواليك، قد منعوك فى المواطن كلها، واختاروك على من سواك، ورجوا عياذك، ولهم جمال وعدد، وقد نصروك يوم البعاث والحدائق والمواطن، ولا تكن شرا من ابن ابى).
وكان سعدبن معاذ ساكتا، ولما اكثروا عليه قال سعد:
(قد آن لسعد ان لا تاخذه فى اللّه لومه لائم)، وقال سعد للاوس:
(اترضون بحكمى لبنى قريظه؟) قالت الاوس:
(نعم قد رضينا حكمك وانت غائب).
فقال سعد:
(لا آلوكم جهدا!)
قالت الاوس:
(ماذا تعنى؟) قال سعد:
(عليكم عهد اللّه وميثاقه ان الحكم فيهم ما حكمت؟) قالت الاوس:
(نعم).
قال سعد:
(وعلى من ها هنا مثل ذلك؟) فقال الرسول ومن معه:
(نعم).
قرار الحكم:
بعد ان راى رسول‏اللّه ان الاوس كلها متعاطفه مع بنى قريظه الذين اضطروا مكرهين ان ينزلوا على حكمه، راى ان يعين سيد الاوس سعدبن معاذ ليحكم فى بنى قريظه، وقبلت الاوس ذلك وارتاحت له.
فاخذ سعدبن معاذ من الاوس عهد اللّه وميثاقه ان يقبلوا بحكمه، واخذ العهد والميثاق من الرسول ومن معه ليقبلوا بحكمه وبعد ذلك اصدر حكمه، وهو:
(فانى احكم فيهم ان يقتل من جرت عليه الموسى، وتسبى النساء والذريه، وتقسم الاموال).
ونفذ الحكم، فسبق السبى الى دار اسامه‏بن زيد، والنساء والذريه الى دار ابنه الحارث، وجمعت الاسلحه والاثاث والمتاع.
ثم نفذ الحكم، وتم قتل المقاتله، ورجته سلمى بنت قيس ان يعفو عن يهودى كان يترد ويتودد الى اخيها سليط، فوهبها رسول‏اللّه ذلك اليهودى وعفا عنه، وعندما راى رسول‏اللّه كراهيه الاوس لقتل بنى قريظه، فرق الاوس، ليتولى رجال الاوس بانفسهم مهمه تنفيذ حكم القتل بحلفائهم السابقين، فيكون القاضى منهم، ومن يتولى الاعدام منهم، وهكذا بالقضاء على بنى قريظه زال الخطر اليهودى عن المدينه، واصبحت مسكنا خالصا للمسلمين والمنافقين معا (521).
المواجهه مع يهود خيبر:
كانت خيبر من اعظم واكبر التجمعات اليهوديه فى الجزيره، حتى انها اصبحت قلعه حقيقيه، ففيها المال وفيها الرجال، وقد تابع يهود خيبر بقلق بالغ انباء مواجهات الرسول مع يهود بنى قينقاع، وبنى النضير، وبنى قريظه وتاثروا بما اصابهم، وتعاطفوا معهم حتى صارت خيبر ملجا للكثير من اليهود، واستقطبت بخيراتها واموالها عواطف الكثير من ابناء القبائل العربيه المحتاجه الطامعه باى شى‏ء مما حولها، ومع الايام تحولت الى قاعده لمن يتربصون الدوائر بالنبى وآله ومن والاه، وصارت اعظم خطر يهدد الاسلام.
وقد ادرك يهود خيبر ومن لجا اليهم وتحالف معهم ان المواجهه مع محمد ومن والاه قدر محتوم لا مفر منه، وقد ارعبتهم مواجهات محمد السابقه مع خصومه، لذلك فهم يخشون فكره شن هجوم عليه، مما فرض عليه فرضا ان يبقوا بحاله ترقب وقلق حتى ياتى محمد ومن والاه لحربهم فيحاربونه حربا دفاعيه، وهم فى حصونهم، واستعدادا لتلك المواجهه الحاسمه رمموا حصونهم واصلحوها، واستوردوا السلاح وصنعوه، ووسعوا دائره تحالفاتهم مع القبائل، خاصه مع قبيله غطفان، وزعيمها عيينه‏بن حصن، ويقال انهم جندوا عشره آلاف مقاتل يتم استعراضهم يوميا، وقدروا انهم بهذه العده والعدد سيكونون اول من يلحق هزيمه ساحقه بمحمد وآله ومن والاه، ومن هنا فقد ايقنوا بان محمدا قادم اليهم لا محاله، وترقبوا كل يوم قدومه ليواجهوه بما لا قبل له به.
وبعد ان فتح اللّه على نبيه فى صلح الحديبيه ذلك الفتح المبين، وحقق انتصاره السياسى، وخلت بطون قريش بينه وبين العرب، واعترفت به وهى عدوته اللدوده، واعترفت بحقه باستقطاب العرب حوله.
عندئذ قدر النبى ان الفرصه ملائمه لمواجهه اخطر واقوى ما تبقى من خصومه، وهم يهود خيبر، وبعد اقل من شهرين من رجوعه من الحديبيه اصدر اوامره بالتهيو لغزو خيبر، وفضل ان يغزو معه الذين خرجوا معه الى الحديبيه، واعلن ان الغايه من غزو خيبر هو الجهاد وليست الغنيمه وبعد اتمام الاستعدادات، وفى شهر صفر من السنه السابعه للهجره زحف النبى نحو خيبر، وفى الطريق علم ان قبائل غطفان الكبيره قد تحالفت مع اليهود على حرب محمد مقابل تمر خيبر لسنه.
ولما استقر الرسول فى معسكره قرب خيبر امر اتباعه ان لا يقاتلوا حتى ياذن لهم النبى بالقتال ونظم اتباعه، واعط‏ى الرايات، فاعط‏ى رايه الى على (عليه‏السلام)، ورايه الى الحباب‏بن منذر، ورايه الى سعدبن عباده، ثم اذن بالقتال، وامر ان يركز على الحصن الذى فيه غطفان، فضغط المسلمون ضغطا شديدا على هذا الحصن، واشيع فى غطفان ان مضاربهم وبيوتهم وذرياتهم قد تعرضوا للغزو، فانسحبت غطفان من التحالف، وذهبت لتحمى ذراريها من الغزو الموهوم، وبانسحاب غطفان تهدمت الروح المعنويه‏لاهل خيبر، ولكنهم قاتلوا بكفاءه، وهجم الرسول على الحصون حصنا حصنا فصمدت امامه، ثم انسحب، واتخذ مقرا لقيادته، ثم اخذ يرسل المسلمين على موجات، موجه تذهب بالرايه وموجه ترجع.
فاعط‏ى رايته الى ابى بكر، وخرج ابو بكر ولكنه رجع ولم يفعل شيئا، ثم اعط‏ى الرايه الى عمر، فخرج عمر ثم رجع ولم يفعل شيئا (522).
وفى كنز العمال ان رسول‏اللّه بعث ابا بكر بالناس فانهزم حتى رجع.
وبعث عمر فانهزم بالناس حتى رجع.
وقال:
اخرج هذا الحديث ابن ابى شيبه، واحمدبن حنبل، وابن ماجه، والبزار، وابن جرير وصححه، والطبرانى فى الاوسط، والحاكم، والبيهقى فى الدلائل، والضياء المقدسى (523).
والى هذا اشار الهيثمى فى مجمعه (524)، وذكره مختصرا وقال:
رواه الطبرانى فى الكبير والاوسط.
اما الواقدى رحمه اللّه فقد اشفق ان يقرن اسم ابى بكر وعمر مع الهزيمه والرجوع دون فعل شى‏ء، لذلك روى الخبر:
(دفع الرسول لواءه الى رجل من اصحابه المهاجرين فرجع ولم يصنع شيئا، ثم دفعه الى آخر فرجع ولم يصنع شيئا) (525).
ولاح له انه بعمله هذا برا ابا بكر وعمر من تهمه الهزيمه، وتقرب الى اللّه باخفاء الحقيقه.
امام تراجع المسلمين سالت كتائب اليهود، ورجحت الكفه لصالحهم، وحض رسول‏اللّه المومنين على القتال، واقبل الليل وحجز بين المتقاتلين، واغتم المسلمون فقال النبى:
(لاعطين الرايه غدا رجلا يحبه اللّه ورسوله، يفتح اللّه على يديه، ليس بفرار...) (526).
وفى الصباح نادى على على بن ابى طالب، وكان ارمدا لا يرى فتفل بعينه واعطاه الرايه (527).
ولا ينكر احد من اهل المله قول الرسول هذا، ولا ينكر واقعه اعطاء النبى الرايه لعلى.
وبالرغم من كراهيه القوم لعلى، وحقدهم عليه، وبراعتهم بتحريف الوقائع التاريخيه الا انهم عجزوا عن اخفاء تلك الحقيقه او تحريفها.
اخذ على الرايه واندفع كالاعصار بقوه ربانيه، كما يقول الفخر الرازى فى تفسيره لقوله تعالى:
(ام حسبت ان اصحاب الكهف) (528).. فتلقاه الحارث اخو مرحب فى ثله من رجاله وهجموا على المسلمين، فانكشف المسلمون وثبت على وحده، وتمكن من قتل الحارث فرجع اصحاب الحارث الى الحصن، وقهر يهود خيبر لاول مره، ودنا الامام من الحصن، فضربه يهودى فطرح ترسه من يده، فتناول الامام بابا وتترس به.
روى الامام احمدبن حنبل فى مسنده (529) ان ثمانيه نفر عجزوا عن قلب ذلك الباب، وروى الخطيب فى تاريخ بغداد ان الباب الذى تترس به الامام، لم يقو اربعون رجلا على حمله (530).
وثبت الامام على، وقاتل بقوه لم يالف مثلها البشر، وحض النبى المسلمين على الجهاد، وسقطت حصون خيبر حصنا بعد حصن، وايقن من تبقى من اليهود بالهلكه وقذف اللّه فى قلوبهم الرعب، ونزل ابن ابى الحقيق وصالح رسول‏اللّه على حقن دماء من فى حصونهم من المقاتله، وترك الذريه لهم، ويخرجون من خيبر وارضها بذراريهم ويخلون بين رسول‏اللّه وما كان لهم من مال او ارض وعلى الصفراء والبيضاء والكراع والحلقه، وعلى البز الا ثوبا على ظهر انسان، وفتحت خيبر واستسلم اليهود وذلوا، وفكرت زينب بنت الحارث بالانتقام من محمد، فجمعت المعلومات حول ما يحب ويشتهى، واخيرا اخذت كتف شاه وذراعها وطبختها ثم حملتها الى النبى وقدمتها له كهديه، فقبل النبى الهديه كعادته وفتح الهديه ودعى من حضر من اصحابها فنهش منها ونهشوا، وبعد ان ازدردوا لقمه منها قال النبى لاصحابه:
كفوا ايديكم، فان هذه الذراع تخبرنى انها مسمومه، ومات الذين اكلوا منها، اما رسول‏اللّه فقد عاش بعدها ثلاث سنين، وجيى‏ء بالمراه فاعترفت فقيل ان الرسول عفا عنها، وقيل انه قتلها.
وجمعت الغنائم، واخذ الرسول الخمس.
وبعد فتح خيبر قدم الدوسيون وفيهم ابو هريره والذى جعلته السلطه فى ما بعد اعظم مرجع.
وعند تقسيم الانفال واعطاء الخمس لذوى القربى من بنى هاشم وبنى المطلب مشى عثمان الى رسول‏اللّه، وقال له:
(نحن وبنى المطلب فى منزله واحده -يعنى ان هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل اخوه- اعطيتهم وتركتنا، فقال الرسول:
ان بنى المطلب لم يفارقونى فى الجاهليه والاسلام، دخلوا معنا الشعب، انما بنو هاشم وبنو المطلب شى‏ء واحد، وشبك رسول‏اللّه بين اصابعه) (531).
وكان حصيله القتلى من المسلمين 15شهيدا وقتل من اليهود 93رجلا (532).
يهود فدك:
ارسل النبى لهم محيصه‏بن مسعود، وفاوضهم حتى صالحوا على ان تكون لهم نصف الارض بتربتها ولرسول‏اللّه نصفها، فاخرهم رسول‏اللّه عن ذلك، فلما كان عمربن الخطاب اجلاهم مع بقيه اليهود الى بلاد الشام.
ولفدك قصه طويله سنذكرها فى باب الانقلاب (533).
المواجهه مع يهود وادى القرى:
اثناء عوده الرسول سلك منطقه برمه حتى وصل الى وادى القرى يريد يهودها، وقد سمع اليهود بمسيره اليهم، واجلبوا معهم بعض العرب ولما اقبل النبى استقبله اليهود بالرمى، فنظم الرسول اصحابه واعط‏ى الرايات.
لسعدبن عباده، والى الحباب‏بن المنذر، وسهيل‏بن حنيف.
وبعد ذلك دعى رسول‏اللّه اليهود الى الاسلام، ليحقنوا دماءهم ويحفظوا اموالهم، فرفضوا عرض الرسول وخرج فرسانهم للمبارزه حتى قتل منهم احد عشر رجلا، ثم استسلموا فى المساء وتم الفتح عنوه، واقام الرسول فى وادى القرى اربعه ايام وقسم الغنائم، وترك النخيل والارض بايديهم وعاملهم عليها (534).
تيماء:
لما علم يهود تيماء بما اصاب فدك وخيبر ووادى القرى صالحوا رسول‏اللّه على الجزيه، واقاموا بايديهم واموالهم (535).
مواجهات فرديه:
الشعر له سلطان فى نفوس العرب، والشاعر بمثابه محطه اذاعه ينتقل ما تبثه عبر امواج الاثير.
وقد ظهرت فى هذا العهد مجموعه من الاشخاص اجادوا الشعر ايما اجاده وآذوا النبى، واساءوا للاسلام، وحاولوا ان يولبوا العرب على محمد، وعلى الاسلام، مثلما فعلت عصماء بنت مروان، ومثل كعب ابن الاشرف اليهودى، وابى عفك اليهودى، وسلام‏بن ابى الحقيق.
وقد ساهم اولئك المجرمون مساهمه فعاله بتاليب العرب وتوحيدهم على حرب النبى، وباشعال الحروب، وبذل النبى جهوده لهدايتهم فرفضوا ذلك رفضا مطلقا بالرغم من ان لرسول‏اللّه عندهم عهدا وميثاقا، وبهذه الحاله من غير المعقول ان يدعهم وشانهم وهم يجهرون بعدائهم الموثر، ويولبون الناس ضده وضد دينه، فاصدر اوامره بملاحقتهم وقتلهم اينما كانوا، وقتلوا بالفعل (536).





_______________
516- سيره ابن هشام،1/501ومجموعه الوثائق السياسيه لمحمد حميد اللّه، ونظام الحكم فى الشريعه والتاريخ لظافر القاسمى ص‏31.
517- المغازى للواقدى 1/176.
518- المغازى للواقدى 2/176، 180.
519- المصدر نفسه 1/363، 384.
520- المصدر نفسه 2/455.
521- المغازى للواقدى 2/496، 521.
522- راجع مسند الامام احمد 1/99والنسائى فى خصائصه ص‏5.
523- كنز العمال 6/394.
524- مجمع الزوائد للهيثمى،9/124وذكره مختصرا فى 9/123.
525- المغازى للواقدى 2/653.
526- المصدر نفسه.
527- راجع مسند الامام احمد،1/99وخصائص النسائى ص ،5وكنز العمال،6/394كما نقله عن ابن شيبه وابن حنبل، وابن ماجه، والبزار، وابن جرير، وصححه، والطبرانى فى الاوسط، والحاكم، والبيهقى فى الدلائل، ومستدرك الصحيحين 3/437.
528- سوره الكهف آيه 9.
529- مسند احمد بن حنبل 6/8وابن جرير الطبرى فى تاريخه 2/300وابن سلطان فى مرقاته 5/566.
530- تاريخ بغداد 11/324وميزان الاعتدال 2/218وذكره العسقلانى فى فتح البارى 9/18وقال اخرجه الحاكم والطبرى فى الرياض النضره 2/188.
531- المصدر نفسه 2/696.
532- المصدر نفسه 2/633، 692.
533- المصدر نفسه 2/706، 707.
534- المغازى للواقدى 2/709، 710.
535- المصدر نفسه‏2/711.
536- الطبقات لابن سعد 2/27و 28و 31و 32و 50و 51و 91و 94وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص،238والمغازى للواقدى 1/154و 174و 184و391.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page