• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اختلاف الناس فى العقيدة


أمّا الخلاف الذي كان في مسألة الخلافة أو الإمامة بما له من أبعاد نصوصية أو شورية فقد دخل حيّز آخر من الخطورة حتّى وصل إلى "التوحيد" ليكون مجالاً للخصومة والتكفير لا الدراسة والعلم ..
ومن المسائل التي أثيرت وأريقت بسببها الدماء ، مسألة مُرتكب الكبيرة ، فقد أثارها الخوارج وسيوفهم في أيديهم ، والخصام بين المسلمين قد بلغ غايته حتّى أنّهم كانوا يرعون دم الذمي ، ولا يرعون دم المسلم ابن جلدتهم ; لأنّهم ذهبوا ـ وبئس ما ذهبوا إليه ـ أنّ مرتكب الكبيرة كافر مستباح الدم .
ثمّ تجددت هذه المسألة بين الحسن البصري وتلميذه ابن عطاء ، فجعلت التلميذ يضاد شيخه ومعلّمه ، ويعتزل مجلسه ، ويكوّن مجلساً آخر يتصدّر فيه برأيه ، وقد كان واصل يرى أنّ مرتكب الكبيرة ليس مؤمناً ولا كافراً ، وإنّما منزلة بين المنزلتين ، أي: فاسق وكان الحسن البصري يرى أنّ مرتكب الكبيرة (منافق)!!!
ثمّ جاءت مسألة أخرى عن خلق القرآن فزادت النار اشتعالاً ، بين الأمّة من المعتزلة ومن خالفهم في ذلك ، وتعصّب المأمون ومن أتى بعده لرأي المعتزلة وانقسمت الأمّة على نفسها حتّى إذا ما جاء أحد ملوك بني العباس انتصر لرأي أحمد بن حنبل وجماعة معه، لتدور الرحى مرّة ثانية من القتل والسجن والتعذيب . وظلّ الحال كما هو عليه حتّى بعد أن حاول أبو الحسن الأشعري محاولة التقريب بين المعتزلة وغيرهم من أهل السنة ، ولكن قامت خصومة شديدة بينه وبين المعتزلة من جهة ، وبين الحرس القديم لأهل السنة من جهة أُخرى . وفي عهد الملك طغرلبك السلجوقي انتصر الكرامية في خراسان وغيرها ، فعذّب الأشاعرة ففرّوا إلى الحجاز .
وفي عهد الوزير نظام الملك ناصرالأشاعرة عذّب غيرهم وشرّدهم حتّى طغى مذهب الأشاعرة على غيره ، وذاقت المعتزلة الاضطهاد حتّى انمحت آثارهم .
وتطوّر هذا الخلاف إلى ما هو أخطر من هذا ، فقد عمد البعض على أن يقيم هذه الخصومة على أساس من الدين ، لتكون الخصومة مشروعة لا إثم فيها، ويثاب أصحابها .
وأمّا قضية المذاهب الإسلامية والفرق فيجب أن نتعامل معها من منظور رحب داعين إلى وفاق لا خصام ، وإلى اجتماع والتئام وليس إلى قطيعة وانفصام . وثمة نقطة جوهرية تتصل بمنهج التعامل مع هذه القضية وهي أنّ نقاط الاتفاق أكثر بكثير من نقاط الاختلاف فعلينا جميعاً تقوية نقاط الاتفاق والاشتراك ، والحوار والنقد البنّاء حول نقاط الاختلاف ، وأن لا يتحوّل الاختلاف إلى التفكير .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page