تصور قاده التحالف انهم اذا نهوا الناس سرا عن كتابه احاديث رسولاللّه وشككوا، بشخص الرسول، واشاعوا اشاعاتهم الباطله، سيحولون بين الامه وبين معرفه الحكم الشرعى والبيان النبوى المتعلق بمنصب القياده او الامامه او المرجعيه من بعد النبى، مما يسهل عليهم فى ما بعد الانقضاض على قياده الامه، والاستيلاء عليها بالقوه والغلبه، وفرض الامر الواقع على الناس، ولكن اللّه خيب ظنهم، وفوت رسولاللّه الفرصه عليهم.
فقد بين رسولاللّه القرآن الكريم كله بيانا كاملا وقائما على الجزم واليقين، وسمع المسلمون هذا البيان وفهموه او تظاهروا بسماعه وفهمه.
وركز الرسول تركيزا خاصا على منصب الامامه او القياده او المرجعيه من بعده، فوضحه توضيحا كاملا، وبينه بيانا شاملا، ورتب امور الناس الى يوم القيامه.
وقد راينا بيان الرسول المتعلق بالامامه من بعده، وكيف ان اللّه تعالى قد اختار علىبن ابى طالب ليكون ولى عهد النبى حال حياته، وقائد الامه وامامها ومرجعها بعد وفاته، وقد بين الرسول هذا الامر بيانا لا يختلف عليه اثنان، وفى غدير خم اعلن الرسول رسميا ولايه على امام مائه الف مسلم او يزيدون، وبايعه المسلمون وهناه المهنوون وكان اولهم عمر بن الخطاب.
وان اللّه تعالى قد اختار اهل بيت النبوه، فاعطاهم دورا خاصا ومميزا بقياده الامه.
وبامر من اللّه قد بين الرسول استحاله ادراك الامه للهدى الا بالتمسك باثنين وهما كتاب اللّه باعتباره (القانون النافذ فى مجتمع الامه الاسلاميه) وباهل بيت النبوه باعتبار عميدهم فى كل زمان هو قائد الامه وامامها ومرجعها، مثلما بين الرسول استحاله تجنب الضلاله بغير التمسك بالاثنين.
ولم يكتف الرسول بذلك انما حدد الائمه من بعده وسمى اثنى عشر اماما باسمائهم وكلهم من ذريته الطاهره، وكلهم عمداء لاهل بيت النبوه، فعلى وحسن، وحسين، وزين العابدين على بن الحسين، والباقر.. سماهم الرسول، وتسعه منهم لم يلدوا بعد كما بينا.
كيفيه انتقال منصب الامامه من امام الى آخر:
رسولاللّه قد تلقى امرا من ربه بان يعلن علىبن ابى طالب وليا لعهده واماما من بعده، وكلف اللّه رسوله ان يعد الامام على اعدادا خاصا للامامه من بعده، وقبل ان ينتقل النبى الى جوار ربه اكد عهده لعلى وتوجه امام مائه الف، والمفترض حسب قواعد الشرعيه ان تتقدم الامه وتبايع امامها الجديد.
لم يكتف رسولاللّه بذلك.
انما طلب من على ان يعهد الى الحسن وطلب من الحسن ان يعهد الى الحسين، ومن الحسين ان يعهد الى ابنه على وطلب من على ان يعهد الى ابنه محمد الباقر.. الخ، بمعنى ان الرسول قد رتب الامور بحيث يتعين كل امام بنص ممن سبقه.
وحيث ان الامه قد دلها اللّه ورسوله على الشخص المتصف بصفات الامامه، او القياده، او المرجعيه، فانها بهذه الحاله تقبل على امامها الجديد فتبايعه، بيسر وسهوله بدون هزه ولا رجه، فيسير الجميع ضمن اطار الشرعيه والمشروعيه الالهيه، تحت قياده الرجل الذى ارتضاه اللّه ورسوله لقياده الامه (1058).
قبول الامه الاسلاميه بالترتيبات الالهيه التى بينها الرسول:
قبلت الامه الاسلاميه بالترتيبات الالهيه المتعلقه بالقياده، او الامامه، او المرجعيه من بعد النبى، والتى بينها الرسول بيانا كاملا واقتنعت الامه او تظاهرت بالاقتناع بان اهل البيت وآل محمد احق بميراث محمد من غيرهم، ولم يندهش الناس من جمع الهاشميين للنبوه والملك معا، (وربك يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيره) (1059) (وما كان لمومن ولا مومنه اذا قضى اللّه ورسوله امرا ان يكون لهم الخيره من امرهم) (1060) ثم ان اللّه اعطى آل ابراهيم النبوه والملك والكتاب، كما ورد بالتنزيل.
ولم يثر هذا الجمع حفيظه احد، خاصه وان المسلمين قد سمعوا بان رسولاللّه خير من ابراهيم عليهما وآلهما الصلاه والسلام، واحيطوا علما بالدور المميز لبنى هاشم عامه ولاهل بيت النبوه خاصه فى نصره قضيه الاسلام طوال عهدى النبوه فى الدعوه والدوله، وبالمكانه الدينيه التى يتمتع بها علىبن ابى طالب واهل بيت النبوه، ومن هنا تقبل الجميع الترتيبات الالهيه او تظاهروا بقبولها، صحيح ان بطون قريش لم تقبل قلبيا بهذه الترتيبات، فهى تحسد الهاشميين، وتحقد على الامام على لانه قتل ساداتها، ومن هذا المنطلق عارضت بطون قريش النبوه الهاشميه وقاومتها بكل وسائل المقاومه، ثم فشلت وظهر امر اللّه، ودخل الناس فى دين اللّه افواجا، فلبدت بطون قريش امام حاله القناعه العامه بالترتيبات الالهيه التى اعلنها الرسول، وتظاهرت بقبولها، لان البطون موقنه بتعذر تغييرها او تبديلها بذلك الوقت، ولانها مهزومه نفسيا ويائسه من الانتصار على محمد فى اى مواجهه، ثم انها لم تعرف من يعلق الجرس!!!
وهى كغيرها تفهم او تتفهم بان محمد رجل واقارب الرجل اولى به.
شهاده من رساله معاويه بن ابى سفيان:
فى مروج الذهب (1061) للمسعودى، وفى وقعه صفين (1062) لنصربن مزاحم تجد النص الحرفى للرساله التى ارسلها معاويهبن ابى سفيان لمحمدبن ابى بكر وجاء فيها بالحرف مخاطبا محمدبن ابى بكر الصديق (وقد كنا وابوك معنا فى حياه من نبينا نرى حق ابن ابى طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا، فلما اختار اللّه لنبيه ما عنده، واتم له ما وعده، واظهر دعوته وافلج حجته، قبضه اللّه اليه فكان ابوك وفاروقه اول من ابتزه وخالفه، على ذلك اتفقا واتسقا.. الخ).
فاذا كان معاويه الطليق ابن الطليق الذى قاد وابوه الشرك والمواجهه ضد النبى طوال 21 عاما، والذى قتل على اخوه وجده وخاله وابن خاله وسادات بنى اميه يرى حق ابن ابى طالب لازما له، وفضله مبرزا عليه، فالاولى بغيره ان يرى هذا الحق وهذا الفضل مما يعنى ان الترتيبات الالهيه التى اعلنها النبى والمتعلقه بالامامه او القياده من بعده صارت قناعه عامه لدى الناس، وقبلوا بها، ولا تنزع هذه القناعه الا بتدبير وجهد جبار وقوه خاصه.
شهاده من اعترافات عمر بن الخطاب:
مع ان عمر هو الذى قاد الانقلاب على الشرعيه، ونفذ نسف الترتيبات الالهيه المتعلقه بالقياده والتى اعلنها الرسول وبينها بيانا كاملا، وعلى الرغم من انه قد نصب ابا بكر خليفه، ثم وصل الى سده الخلافه الا انه قد صدرت منه مجموعه من الاعترافات تفيد، بان آلمحمد هم الاولى بميراثه، وان علىبن ابى طالب هو اولى الناس بخلافه النبى ليضمن عمر وقوف الانصار الى جانبه او حيادهم، فقد خاطبهم فى سقيفه بنى ساعده قائلا (انه واللّه لا ترضى العرب ان تومركم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا ينبغى ان تولى هذا الامر الا من كانت النبوه فيهم،.. لنا بذلك على من خالفنا من العرب الحجه الظاهره والسلطان المبين، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن اولياوه وعشيرته، الا مدل بباطل..) (1063).
انت تلاحظ ان حجه عمر هى حجه اهل بيت النبوه وقد وظفها عمر لصالحه، مع انه من بنى عدى ومحمد من بنى هاشم ولكن عمر يقر صراحه بان اهل محمد اولى بميراثه، وقد نقلت اقرار عمر بصيغته هذه الاكثريه من المورخين!!!
وعمر يجلس على كرسى الخلافه قال يوما لابن عباس (... اما واللّه يا بنى عبد المطلب لقد كان على بن ابى طالب فيكم اولى بهذا الامر منى ومن ابى بكر) (1064).. وقال يوما لابن عباس (يا ابن عباس واللّه ان صاحبك هذا لاولى الناس بالامر بعد رسولاللّه ولكننا خفنا...) (1065)، وقال يوما لابن عباس:
(.. ما اظن صاحبك الا مظلوما) (1066)، ثم اعلن عمر بصراحه تامه:
(بان الامر كان لعلىبن ابى طالب فزحزحوه عنه لحداثه سنه، والدماء التى عليه) (1067)، فهذا اقرار واضح بان عمربن الخطاب يعلم علم اليقين بان الامر لعلى، وكيف ينسى ذلك، وهو اول من قدم التهانى لعلىبن ابى طالب فى غدير خم!!؟
ولكنه مقتنع بان اختيار الرسول لعلى بن ابى طالب ليس مناسبا، لحداثه سن على!!
هذا اولا.
ويذكر ان ابن عباس قال له:
(واللّه ما استصغره رسولاللّه عندما امره ان ياخذ سوره براءه من صاحبك ابى بكر) (1068) والسبب الثانى، الدماء التى على على بن ابى طالب، فانت ترى ان عمر يعتبر تميز على بن ابى طالب بالجهاد سبب يحول دون حقه بالخلافه،!!
فعمر يكره سفك الدماء حتى ولو كانت فى سبيل اللّه، وهذا هو السر فى انه لم يثبت ان عمربن الخطاب قتل او جرح مشركا قط!!!
والخلاصه:
ان عمر كان يعلم علم اليقين بان الولى من بعد النبى هو علىبن ابى طالب، وكان من اوائل الذين تقدموا بالتهانى لامير المومنين فى غدير خم ولما لا يعلم عمر، طالما ان الطلقاء كمعاويه والاعراب كانوا يعلمون، فقد قال الحسينبن على لعمر يوما:
(انزل عن منبر ابى فقال عمر:
(هذا منبر ابيك لا منبر ابى من امرك بهذا!!)(1069).
قيل لعمر انك تفعل امورا لعلىبن ابى طالب لا تفعلها لسواه؟، فقال عمر انه مولاى، وقول عمربن الخطاب:
(هنيئا لك يا ابن ابى طالب اصبحت وامسيت مولاى ومولى كل مومن ومومنه) «قول مشهور» وقد وثقناه وهذا مما يجعلنا ان نجزم ان عمر كغيره من افراد المجتمع المسلم كان يعلم علم اليقين ان الامر من بعد النبى لعلى، حسب البيان النبوى، ولكن عمربن الخطاب كان يعتقد بان بيان الرسول ليس وحيا من اللّه، وان الرسول يتكلم فى الغضب والرضى، فلا ينبغى ان يحمل كل كلامه على محمل الجد!!
وقد وثقنا ذلك فى فصل الشائعات، ولعل هذا هو السر الذى حمل عمر فى ما بعد على جمع الاحاديث المكتوبه عن رسولاللّه وحرقها، ومنعه الناس من كتابه احاديث الرسول وروايتها بدعوى:
ان القرآن وحده يكفى!!
وقد وثقنا ذلك فى البحوث السابقه.
ومن جهه ثانيه فان عمر كان يعتقد ان قرار الرسول باختيار علىبن ابى طالب خليفه له ليس مناسبا لحداثه سن على، ولان على اثخن بقتل سادات بطون قريش وهم على الشرك.
ومن جهه ثالثه فان عمر كان يعتقد انه ليس من الانصاف ان يكون النبى من بنى هاشم وان يكون الملك فى بنى هاشم!!
قد لا يصدق القارىء ذلك!!
وحتى يقطع الشك باليقين فليراجع الكامل لابن الاثير (1070).
وحسبك قول علامه المعتزله ابن ابى الحديد نقلا عن ابن اسحاق:
(كان عامه المهاجرين وجل الانصار لا يشكون بان على بن ابى طالب هو صاحب الامر بعد رسولاللّه) (1071).
قيس بن سعد بن عباده:
وعبر قيس بن سعد بن عباده سيد الخزرج عن عمق هذه القناعه فقال فى ما بعد عن على:
(ايها الناس انا قد بايعنا خير من نعلم بعد محمد نبينا) (1072).
المقداد بن عمرو:
قال المقداد بن عمرو متعجبا من فعله قريش:
(واعجبا لقريش، ودفعهم هذا الامر عن اهل بيت نبيهم، وفيهم اول المومنين، وابن عم رسولاللّه واعلم الناس وافقههم فى دين اللّه، واعظمهم عناء فى الاسلام، وابصرهم فى الطريق، واهداهم الى الصراط المستقيم).
واللّه، لقد زوروها عن الهادى المهتدى، الطاهر النقى، واللّه ما ارادوا اصلاحا للامه، ولا صوابا فى المذاهب، ولكنهم آثروا الدنيا على الاخره فبعدا وسحقا للقوم الظالمين (1073)!!.
نصيحه عبد الرحمن بن عوف للمقداد:
لما قال المقداد:
(ما رايت مثل ما اوتى اهل هذا البيت بعد نبيهم ولا اقضى منهم بالعدل ولا اعرف بالحق.. -تاثر عبد الرحمن بن عوف- فقال للمقداد:
(يا مقداد اتق اللّه!!
فانى اخشى عليك الفتنه)!!!(1074).
وقال المقداد يوما:
ما رايت مثل ما اوذى اهل هذا البيت بعد نبيهم فقال له عبد الرحمن:
وما انت وذلك يا مقدادبن عمر؟!!
فقال المقداد:
انى واللّه لاحبهم بحب رسولاللّه، وان الحق معهم وفيهم يا عبد الرحمن، اعجب من قريش.. قد اجتمعوا على نزع سلطان رسولاللّه بعده من ايديهم، اما واللّه، يا عبد الرحمن، او اجد على قريش انصارا لقاتلتهم كقتالى اياهم مع رسولاللّه يوم بدر) (1075).
الانصار باسرها:
الانصار باسرها قد تخلفت عن بيعه ابى بكر وقالت:
لا نبايع الا عليا، او قالت:
منا امير ومنكم امير (1076).
رجال من المهاجرين:
وتقاعس عن بيعه ابى بكر:
طلحه، والزبير، والمقداد، وسلمان، وعماربن ياسر، وابو ذر، وخالدبن سعيد، ورجال من المهاجرين وابو الا عليا (1077).
لو اجتمعت الجن مع الانس:
كان سعد بن عباده يقول لابى بكر:
(وايم اللّه، لو ان الجن اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم حتى اعرض على ربى واعلم ما حسابى)، وكان لا يصلى بصلاتهم ولا يجمع معهم، ولا يفيض بافاضتهم (1078).
ابو بكر يقول: اقيلونى:
بعد ان اقيمت الحجه على ابى بكر قال:
(اقيلونى، اقيلونى فلست بخيركم وعلى فيكم) (1079).
وآل محمد لم يبايعوا:
لم يبايع الولى ولا عم النبى، ولا بنو هاشم، حيث كانوا مشغولين بمصيبتهم، والرسول مسجى بين ايديهم، وقد اغلق عليهم الباب (1080).
مفاعيل البيان النبوى:
عندما جلس النبى على فراش الموت، كانت الامه كلها على علم بالبيان النبوى لعصر ما بعد النبوه وحتى قيام الساعه، كانت على علم بان عليا هو الامام من بعد النبى، وان الحسن هو الامام من بعد على، وان الحسين هو الامام من بعد الحسن.. الخ، كانت على علم بالدور المميز لاهل بيت النبوه فى قياده الامه من بعد النبى.
وعلى علم بعمق الارتباط والتصور الشرعى بين اللّه ورسوله والقرآن الكريم من جهه، وبين الولى من بعد النبى واهل بيت النبوه من جهه اخرى.
وكان من غير المتصور نجاح اى قوه بتقطيع شبكه الترابط او تعكير شاشه هذا التصور، ولم تكن تدرى ان الانقلابين وخصوم الامس قد دبروا امرهم بليل بهيم!!
_____________
1058- فصلنا ذلك فى كتابنا نظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام، باب القياده السياسيه.
1059- سوره القصص آيه 68.
1060- سوره الاحزاب آيه 36.
1061- 3/11.
1062- ص118 119.
1063- الامامه والسياسه 1/6.
1064- الراغب فى محاضراته،7/13وكنز العمال 6/391.
1065- شرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد 2/20.
1066- شرح النهج لابن ابى الحديد 2/18.
1067- الطبقات لابن سعد 3/130.
1068- شرح النهج 2/18.
1069- ترجمه الامام على من تاريخ دمشق لابن عساكر 4/321.
1070- 3/63، وشرح النهج لابن ابى الحديد 3/97و 107 =141و 12/20و،53وتاريخ الطبرى 4/223.
1071- شرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد.
1072- تاريخ الطبرى،5/228والكامل لابن الاثير،1/115وشرح النهج لعلامه المعتزله 2/23.
1073- تاريخ اليعقوبى 2/140.
1074- العقد الفريد لابن عبد ربه،1/260والطبرى،5/37وابن الاثير 3/29،30 1075- مروج الذهب للمسعودى 1/440.
1076- طبقات ابن سعد 2/128.
1077- الرياض النضره للطبرى 1/167.
1078- تاريخ الطبرى 3/198و 200و 107و210.
1079- على والحاكمون ص،109وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص145.
1080- سيره ابن هشام،4/336والرياض النضره للطبرى ،1/163والامامه والسياسه لابن قتيبه 1/11 14.
نجاح البيان النبوى الشامل للقرآن والقياده معا
- الزيارات: 677