• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المواجهه مع صاحب الحق الشرعى، ومع آل محمد!!!

احلب حلبا لك شطره:
بعد ان نصب الانقلابيون الخليفه الجديد، فى غياب آل محمد، وحشدوا ذلك الحشد الهائل من الاتباع والاعوان، وواجهوا صاحب الحق الشرعى على بن ابى طالب وآل محمد بهذا الامر الواقع، توقع الانقلابيون من صاحب الحق الشرعى، ومن آل‏محمد ان يبادروا على الفور بالاعتراف بهذا الامر الواقع، وبمبايعه الخليفه الجديد، خاصه وان الخليفه الجديد ونائباه عمر بن الخطاب وابو عبيده واعوانهم وقاعدتهم الشعبيه قد جاءوا الى بيت محمد مشاركين بالعزاء!!
لكن ما توقعه الانقلابيون لم يحدث، ولم يتقدم، لا على بن ابى طالب، ولا احد من بنى هاشم الى مبايعه الخليفه الجديد، او اظهار الاعتراف بالامر الواقع (1181)، وجلس على بن ابى طالب واهل بيته ولفيف من المعزين فى بيت على وفاطمه بنت رسول‏اللّه، ومن هولاء المعزين:
سلمان الفارسى، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب، وابو ذر الغفارى، والمقداد بن الاسود، وابى بن كعب، وعز على عمر بن الخطاب ذلك، قال عمر فى ما بعد:
(وانه كان من خبرنا حين توفى نبينا ان عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا فى بيت فاطمه) (1182).
وتاثر ابو بكر من فعله على، وآل‏محمد، وتلكوئهم عن بيعتهم، فارسل ابو بكر عمر بن الخطاب وقال له (ائتنى به باعنف العنف.. فجاء عمر وجرى بينه وبين الامام على حديث) (1183).
فقال على لعمر:
(واللّه ما حرصك على امارته اليوم الا ليوثرك غدا) (1184)، او قال له على (احلب حلبا لك شطره، واشدد له اليوم امره يردده عليك غدا)(1185) .
فعلى بن ابى طالب يعلم علم اليقين ان ابا بكر سيستخلف عمر بن الخطاب ومن الطبيعى ان تنته المناقشه دون نتيجه، ومن الطبيعى ان عمر بن الخطاب لا يجرا اطلاقا على الاصطدام مع على دون وجود قوه كانت تحميه من الامام على، لان عمر ليس بقوه على، ولا هو من رجاله وعمر بن الخطاب لا يجيد القتال!!
فخرج عمر ثم عاد ومعه قوه من جيش الخليفه الجديد!!
فيهم اسيد بن حضير، وعبد الرحمن‏بن عوف، وزياد بن لبيد، وزيد بن ثابت، وسلمه‏بن اسلم، وخالد بن الوليد، وثابت بن قيس بن شماس، وسلمه بن سالم بن وقش (1186)، بهدف اخراج على بن ابى طالب وآل محمد ومن معهم بالقوه ليبايعوا ابا بكر او ليدخلوا فى ما دخلت فيه الامه، على حد تعبير عمر بن الخطاب، وقال ابو بكر لقائد السريه عمر:
(وان ابوا فقاتلهم) (1187).
تصميم عمر بن الخطاب على احراق بيت فاطمه بنت محمد على من فيه:
لما كان عمر بن الخطاب رجل حازم، ولا يومن بانصاف الحلول، ولانه يريد من على ومن آل البيت (ان يدخلوا فى ما دخلت فيه الامه) (1188)، فقد صمم عمر بن الخطاب نهائيا على احراق بيت فاطمه على من فيه وفيه على بن ابى طالب، وفاطمه بنت محمد، وسيدا شباب اهل الجنه وريحانتا النبى من هذه الامه بالاضافه الى عدد كبير من المعزين.
واقبل بقبس من النار فعلا ليضرم عليهم النار فعلا، فلقيته فاطمه بنت محمد رسول‏اللّه فقالت:
(يا ابن الخطاب اجئت لتحرق علينا دارنا؟ فقال عمر:
نعم او تدخلوا فى ما دخلت فيه الامه) (1189).
وتقدم عمر ومعه المهاجمون قال اليعقوبى:
(فاتوا فى جماعه حتى هجموا، على الدار، وكسروا سيف على، ودخلوا الدار (1190)، واستخرجوا عليا بالقوه وقالوا له:
بايع، وقادوه الى ابى بكر).
على يحرج السلطه الجديده امام قاعدتها الشعبيه:
جى‏ء بعلى بن ابى طالب بالقوه الى ابى بكر، فقيل له بايع، فقال على:
(انا احق بهذا الامر منكم، لا ابايعكم وانتم اولى بالبيعه لى، اخذتم هذا الامر من الانصار، واحتججتم عليهم بالقرابه من رسول‏اللّه، فاعطوكم المقاده، وسلموا اليكم الاماره، وانا احتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار، فانصفونا ان كنتم تخافون اللّه، واعرفوا لنا من الامر مثلما عرفت الانصار لكم، والا فبوءوا بالظلم وانتم تعلمون).
قال ابو عبيده:
(يا ابا الحسن انك حديث السن، وهولاء مشيخه قريش قومك، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالامور، ولا ارى ابا بكر الا اقوى منك على هذا الامر واشد احتمالا له، فسلم له هذا الامر وارض به.. فان تعش ويطل عمرك فانت لهذا الامر خليق وعليه حقيق فى فضلك، وسابقتك وقرابتك، وجهادك (1191).
فقال على:
(يا معشر المهاجرين، اللّه، اللّه، لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته الى بيوتكم ودوركم، ولا تدفعوا اهله عن مقامه فى الناس وحقه، فواللّه يا معشر المهاجرين لنحن اهل البيت احق بهذا الامر منكم ما كان منا القارى‏ء لكتاب اللّه، الفقيه لدين اللّه، العالم بالسنه، المضطلع بامر الرعيه، واللّه انه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا) (1192).
حكم احد الحضور على حجه الامام:
قال بشير بن سعد وهو اول من بايع ابا بكر واحد اقطاب الانقلاب:
(لو كان هذا الكلام سمعته منك الانصار يا على قبل بيعتهم لابى بكر ما اختلف عليك اثنان ولكنهم بايعوا) (1193).
وقال الامام على لابى بكر:
(افسدت علينا امورنا، ولم تستشر، ولم ترع لنا حقا) كما روى المسعودى فقال ابو بكر:
(بلى ولكنى خشيت الفتنه) (1194).
عمر البطل لا يعرف لغه الحوار:
قال عمر بن الخطاب:
انك لست متروكا حتى تبايع!!
فقال له على:
(احلب حلبا لك شطره، واشدد له اليوم امره يردده عليك غدا)، قال عمر:
بايع، فقال على:
ان لم ابايع فمه؟ قال عمر:
واللّه، الذى لا اله الا هو لنضربن عنقك!!
قال على:
اذا تقتلون عبد اللّه واخا رسوله؟ فقال عمر:
اما عبد اللّه فنعم، واما اخو الرسول فلا!
عمر لا يعترف باخوه على لرسول‏اللّه، ولكنه يعترف باخوته لابى بكر، وبموجب هذه الاخوه ورث عمر ابا بكر (1195)!!
وانصرف على الى منزله ولم يبايع، ولا بايعه احد من بنى هاشم حتى بايع على بعد سته شهور (1196).
ومن غير الهاشميين الذين لم يبايعوا:
1- فروه بن عمرو جاهد مع رسول‏اللّه وقاد فرسين (1197).
2- خالد بن سعيد الاموى قال ابن قتيبه فى المعارف (1198) وابن ابى الحديد فى شرح النهج:
ان خالد قد اسلم قبل اسلام ابى بكر، وبقى خالد حتى بايع على وبايع بنو هاشم (1199).
3- سعد بن عباده لم يبايع لا ابا بكر ولا عمر حتى رماه محمد بن مسلمه بسهم فقتله زمن عمر بامر من عمر (1200).
جيش الثلاثه:
قال اليعقوبى فى تاريخه (1201)، واجتمع جماعه الى على بن ابى طالب يدعونه الى البيعه فقال لهم على:
(اغدو على محلقين الرووس فلم يغدو عليه الا ثلاثه نفر).
محاوله لشق وحده الهاشميين:
كان المغيره بن شعبه داهيه، ومن الذين يحقدون على على وعلى بنى هاشم، ولانه من قاده الانقلاب، اقترح على ابى بكر وعمر ان ياتوا الى العباس ويجعلوا له نصيبا من الامر يكون له ولعقبه ان ترك عليا وسار فى ركاب حكومه الانقلاب، وفعلا عرضوا ذلك على العباس فرفض عرضهم رفضا مطلقا (1202)، ولم يكن هذا العرض محبه للعباس، ولا تقربا للنبى بصله عمه انما محاوله من المغيره ليشق وحده الهاشميين، ويعزل على عن بنى هاشم كما عزلوه عن الانصار والمهاجرين.
ولما جاء ابو بكر وعمر والمغيره الى العباس، وعرض ابو بكر على العباس بعض الامر له ولعقبه لم ينس عمر التاكيد للعباس قائلا:
(اى واللّه، واخرى:
انا لم ناتكم حاجه منا اليكم، ولكن كرهنا ان يكون الطعن منكم فى ما اجتمع عليه العامه فيتفاقم الخطب بكم وبهم، فانظروا لانفسكم وعامتكم) مما يعنى ان السلطه الانقلابيه لو اذنت للعامه قاعدتها الشعبيه لسحقت آل محمدا سحقا (1203).
اعظم مكرمه للانصار:
(ثم ان عليا حمل فاطمه على حمار وسار بها ليلا الى بيوت الانصار يسالهم النصره، وتسالهم فاطمه الانتصار، فكان الانصار يقولون:
يا بنت رسول‏اللّه قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو ان ابن عمك سبق الينا ابا بكر ما عدلنا به، فيقول على:
افكنت اترك رسول‏اللّه ميتا فى بيته لم اجهزه، واخرج الى الناس انازعهم فى سلطانه وتقول فاطمه:
ما صنع ابو حسن الا ما كان ينبغى له، ولقد صنعوا ما اللّه حسيبهم عليه) (1204).
والى هذه الواقعه اشار معاويه:
(واعهدك امس تحمل قعيده بيتك على حمار ويداك فى يدى ابنيك الحسن والحسين يوم بويع ابو بكر فلم تدع احدا من اهل بدر والسوابق الا دعوته الى نفسك، ومشيت اليهم بامراتك، واذللت اليهم بابنيك.. فلم يجبك منهم الا اربعه او خمسه) (1205).
اللهم اشدد وطاتك على الانصار:
احتج الانصار بعدم نصرتهم لعلى وحمايتهم له ولاولاده ببيعتهم لابى بكر!!
وكانوا قد بايعوا رسول‏اللّه قبل بيعتهم لابى بكر ان يحموه، ويحموا ذريته كما يحمون ذراريهم.
جاء فى مقاتل الطالبيين لابى فرج الاصفهانى (1206) عن ابى غسان قال:
(انى لواقف بين القبر والمنبر اذ رايت بنى الحسن يخرج بهم من دار مروان يراد بهم الربذه، فارسل الى جعفر بن محمد الصادق فقال:
ما وراءك؟ فقلت:
رايت بنى الحسن يخرج بهم فى محامل!
فقال:
اجلس فجلست، فدعا غلاما له، ثم دعا ربه كثيرا، ثم قال لغلام له:
فاذا حملوا فات فاخبرنى.
قال:
فاتاه الرسول فقال:
قد اقبل بهم.
فقام جعفر فوثب وراء ستر شعر ابيض من ورائه، فطلع بعبد اللّه بن الحسن وابراهيم بن الحسن، وجميع اهله كل واحد منهم معاوله مسود، فلما نظر اليهم جعفر بن محمد هملت عيناه حتى جرت دموعه على لحيته، ثم اقبل على فقال:
يا ابا عبد اللّه واللّه ما وقت الانصار، ولا ابناء الانصار لرسول‏اللّه بما اعطوه من البيعه عن العقبه).
وقد روى الصادق عن ابيه عن رسول‏اللّه انه قد قيل له:
(خذ عليهم البيعه فى العقبه؟ فقلت:
كيف آخذ عليهم البيعه؟ قال خذ عليهم:
يبايعون اللّه ورسوله.. الى ان قال:
على ان تمنعوا رسول‏اللّه وذريته مما تمنعون منه انفسكم وذراريكم!!
ثم قال جعفر:
فواللّه ما وفوا له حتى خرج من بين اظهرهم، ثم لا احد يمنع يد لامس، اللهم فاشدد وطاتك على الانصار) (1207).
اما التسليم او الدخول فى مواجهه انتحاريه:
الانقلابيون هم القوه الحقيقيه فى المجتمع، فلقد ضم تحالفهم بطون قريش كلها المهاجر منها والطليق والمنافقون كلهم بلا استثناء، بالاضافه الى اكثريه الانصار التى هالتها قوه هذا التحالف وتماسكه فاستسلموا ليسلموا، وتورط الكثير منهم بالانقلاب طمعا بالمغانم وهروبا من المغارم، بالاضافه الى المرتزقه من الاعراب الذين يوالون من يعطيهم.
والمرتزقه على علم بان المال والمغانم كلها ستكون بيد الانقلابيين ومن والاهم، لذلك مالوا مع الانقلابيين، ولقد مد الانقلابيون نفوذهم حتى داخل بيت الرسول، فصارت عائشه ام المومنين معهم وحافزها على ذلك حبها لابيها ولقومها بطون قريش، وحقدها على على بن ابى طالب قاتل ابناء عمومتها، وعلى ذريته الذين سرقوا منها زوجها قال الامام على:
(اما فلانه فادركها راى النساء وضغن غلا فى صدرها كمرجل القين (1208))، لقد عرفت عائشه موقعها فى قلب النبى فقالت له يوما:
(واللّه لقد عرفت ان عليا احب اليك من ابى ومنى)(1209) فمعنى ذلك ان هذا التحالف يشكل الاغلبيه الساحقه من الناس الذين جمعهم قاده التحالف!!
حرص قياده التحالف على الاستيلاء على السلطه:
المتحالفون او الانقلابيون اصروا من البدايه على الاستيلاء على السلطه مهما كلف الثمن، حتى لو ضحوا بالرسول نفسه، ولو واجهوا الرسول نفسه، فقد تجاهلوا النبى وقالوا امامه:
(ان النبى يهجر حسبنا كتاب اللّه)، وحالوا بينه وبين كتابه ما اراد كما اثبتنا، ولو ان النبى قد اصر على الكتابه، وكتب توجيهاته النهائيه، وانه قد استخلف على‏بن ابى طالب لن يغير من واقع الحال، ولفعلوا تماما ما فعلوه، ولقبضوا على مقاليد الامور بالقوه، عندئذ تثبت وسائل اعلامهم ان الرسول فعلا هجر، عندما اختار على بن ابى طالب، وان الرسول عندما كتب توجيهاته النهائيه كان فاقدا للسيطره على نفسه، ثم لو ان اللّه احيا محمدا بعد موته لما اعترفوا به ولما تنازلوا له عن السلطه لان السلطه من بعده كانت مطمعهم الاول والاخير، وكل شى‏ء ما هو الا وسائل للوصول اليها.
تلك طبيعه الذين واجهوا عليا وآل‏محمد!!.
من كان مع على:
قال اليعقوبى فى تاريخه (1210)، وابن ابى الحديد فى شرح النهج (1211) واجتمع جماعه الى على بن ابى طالب يدعونه للبيعه فقال لهم:
(اغدو على محلقين رووسكم فلم يغدو عليه الا ثلاثه).
حمل على زوجته وقاد ابنيه الحسن والحسين وطاف على بيوت الانصار ليسالهم النصره، وتسالهم فاطمه بنت رسول‏اللّه الانتصار، فنسى الانصار بيعتهم لرسول‏اللّه وتذكروا بيعتهم لابى بكر فقالوا:
(قد سبقت بيعتنا لهذا الرجل ولو كان ابن عمك سبق الينا ما عدلنا به).
كما ذكر ابو بكر الجوهرى فى كتابه السقيفه بروايه ابن ابى الحديد من شرح النهج (1212)، وكما روى ابن قتيبه فى كتابه الامامه والسياسه (1213) وشهد معاويه بذلك (1214).
ولقد هدد على بالقتل امام المهاجرين والانصار ولم يحركوا ساكنا احتجاجا على الاقل، ولم ينكر منهم منكر (1215).
حيث قال عمر لعلى:
(بايع) فقال على:
(ان لم افعل فمه؟) قالوا:
(اذا واللّه الذى لا اله الا هو نضرب عنقك) (1216) الا يستطيع احد من الانصار الذين بايعوا النبى على حمايه النبى وذريته كما يمنعون انفسهم وذراريهم ان ينكروا ذلك ولو بالسنتهم!!
الا يستطيع احد من المهاجرين ان يستنكر ذلك فيقول:
علام تقتلون هذا الرجل وهو ولى اللّه وقد بايعناه بالولايه يوم غدير خم، او الا تذكروا جهاد هذا الرجل فى بدر واحد وخيبر!!
او الا تذكرون ان هذا الرجل هو على الاقل ابن عم النبى، وزوج ابنته ووالد سبطيه!!
لم يقل احد من المهاجرين او الانصار ذلك، لان يد اللّه مع الجماعه!!
وعلى وآل محمد خارجون على الجماعه، عجيب!!
لماذا لم يسقطوا آل محمد من الصلاه فيقولون اللهم صل على محمد فقط كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وبارك على محمد فقط كما باركت على ابراهيم وعلى آل‏ابراهيم، لو فعل الانقلابيون ذلك لاخفوا الجريمه فعلا، ولما لامهم احد فى ما بعد!!
وهدد قاده الانقلاب عليا واهل بيت النبوه ان يحرقوا عليهم البيت (1217) ويموتوا حرقا بداخله ان لم يبايعوا!!
بعد يوم واحد فقط من موت والد فاطمه، وابن عم على محمد، وجد الحسن والحسين!!
بعد يوم واحد فقط من موت الرسول!!
من من المهاجرين او الانصار استنكر هذا العمل الاجرامى؟!!
من قال منهم هذا منكر؟!!
او هذا حرام؟!!
او ترفقوا باهل بيت محمد الذين اذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا!!
لم يقل منهم احد ذلك!
ليت احدهم قد قال:
الرفق اولى!!
اضبطوا اعصابكم لا داعى لاحراق اهل بيت النبوه!!
حافظ ابراهيم يخلد عمر بقصيدته:
قال حافظ ابراهيم شاعر النيل يصف بطوله عمر عندما هم بحرق بيت فاطمه بنت محمد على من فيه، وفيه فاطمه وعلى والحسن والحسين.
فوقوله لعلى قالها عمر اكرم بسامعها اعظم بملقيها فحرقت دارك لا ابقى عليك بها ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها فما كان غير ابى حفص بقائلها امام فارس عدنان وحاميها وغاب عن المرحوم حافظ ابراهيم بان عمر لم يقلها لعلى بصفته الشخصيه انما قالها بصفته نائبا للخليفه، وحوله جيش من الاعوان، ولو كان الاثنان معا وجها لوجه لما كان بامكانه ان يقولها لعلى، ولو كان بامكانه ان يقولها لعلى لبارز عمرو بن ود يوم الخندق، ولو كان بامكانه ان يقول ذلك لعلى لما فر يوم احد، ويوم خيبر، ويوم حنين كما وثقنا ذلك.
بل ان المشهور عن عمر انه لم يقتل ولم يجرح مشركا واحدا قط فهو رجل رحيم بالجنس البشرى.
وبقى الامام وحيدا:
لقد استقطب الانقلابيون الجميع رغبه او رهبه، وتحالفت بطون قريش مهاجرها وطليقها مع المنافقين فى المدينه ومن حولها من الاعراب، مثلما تحالفت مع المرتزقه من الاعراب، ثم تورط قسم من الانصار مع الانقلابيين ومالت بقيه الانصار بعد ان اكتشفوا انهم صاروا اقليه، وتكون حلف قوى من هذه الجماعات حتى والرسول على قيد الحياه، وبلغ من قوه نشاطه ان دخل بيت النبى، فاستقطب عائشه ام المومنين معه، ومن قوته ان قائده عمر بن الخطاب ومجموعه من انصاره واجهوا النبى نفسه فى داره، وتجاهلوا وجوده، وحالوا بينه وبين كتابه ما اراد، قائلين امامه:
(ان النبى يهجر ما شانه اهجر؟ استفهموه؟ انه يهجر) ولو اصر النبى على الكتابه لا اصروا على هجر النبى، واثبتوا بالباطل هجره.
مما يعنى ان الانقلاب قد قبض على مقاليد الامور عمليا والنبى على فراش الموت، واستقطب حوله الاكثريه الساحقه، (وقد وثقنا ذلك فى الفصول السابقه).
ومما يعنى ايضا انه ليس مع على الا اهل بيته وقد عبر الامام على عن هذه الحقيقه بقوله:
(اللهم انى استعديك على قريش ومن اعانهم، فانهم قد قطعوا رحمى، واكفاوا انائى، واجمعوا على منازعتى حقا كنت اولى به من غيرى، وقالوا:
الا ان فى الحق ان ناخذه، وفى الحق ان تمنعه، فاصبر مغموما، او مت متاسفا، فنظرت فاذا ليس لى رافد ولا ذات ولا مساعد الا اهل بيتى، فظننت بهم عن المنيه، فاغضيت على القذى، وجرعت ريقى على الشجا، وصبرت من كظم الغيظ على امر من العلقم، وآلم للقلب من وخز الشفار (1218)...).
وكقول الامام:
(ان اللّه لما قبض نبيه، استاثرت علينا قريش بالامر، ودفعتنا عن حق نحن احق به من الناس كافه، فرايت ان الصبر افضل من تفريق كلمه المسلمين وسفك دمائهم، والناس حديثوا عهد بالاسلام، والدين يمخض مخض الوطب، يفسده ادنى وهن ويعكسه اقل خلاف (1219)..).
الحل الذى ارتئاه الامام:
عندما علم الامام بالرده السياسيه عن الاسلام، وبقوه القوى المتحالفه التى تدعم هذه الرده، وان بطون قريش كلها مهاجرها وطليقها ومعهم المنافقون والمرتزقه من الاعراب يويدون الانقلابيين ويقيمون تحالفا وثيقا معهم، وان هذا التحالف قد استقطب اعدادا كبيره من الانصار، وان قسما من الانصار قد تورط مع الانقلابيين، وانه ليس له رافد ولا معين الا اهل بيته.
قدر الامام ان المواجهه مع الذين غصبوا حقه بهذه الظروف انتحار حقيقى له، بوصفه مستودع علم النبوه، ولاهل بيته باعتبارهم شجره النبوه والثقل الاصغر، وبعد ان استنفد كافه الجهود للحصول على النصره او الانتصار، ولم يجدهما، عندئذ.. قرر الامام ان يقعد فى بيته، وان يحتج على الانقلابيين احتجاجا لا يفرق المسلمين، ولا يوهن الدين، ثم يسلم بالامر الواقع ما سلمت امور المسلمين، فبقى الامام فى بيته حتى جاءوا اليه، فهددوه بحرق البيت على من فيه وفيه فاطمه بنت محمد رسول‏اللّه، وفيه على ولى اللّه، وفيه الحسن والحسين ابنا رسول‏اللّه، وكان هذا التهديد رساله ضمنيه الى المسلمين عن طبيعه الانقلابيين، واسلوبهم المتحدى للدين، ولرساله سيد النبيين، ومع هذا لم يحرك المسلمون ساكنا ولم يستنكروا لا بيد ولا بلسان،، وقد وثقنا واقعه التحريق اكثر من مره.
ثم هددوه بالقتل وهو اخ النبى، وابن عمه، وزوج ابنته، ومستودع علم النبوه وفارس الاسلام بغير منازع، وكان هذا التهديد رساله ضمنيه ثانيه عن خلق الانقلابيين وحرصهم على السلطه، ولكن المسلمين لم يحركوا ساكنا ولم يستنكروا ذلك لا بيد ولا بلسان.
وقد وثقنا واقعه التهديد بالقتل، وهى معروفه للخاصه والعامه ثم راى الانقلابيون ان يتركوا الامام فى بيته، وان يعزلوه عزلا تاما عن الامه حتى لا تنتفع بعلمه، وتكتشف النظام السياسى الالهى الذى انزله اللّه وبينه الرسول، فبقى الامام فى بيته سته اشهر لم يبايع، ولم يبايع النظام الجديد اى هاشمى (1220).
وهكذا ابتعد الامام عن المواجهه غير المتكافئه، اذ لو واجههم بالقوه، لقتلوه وقتلوا ابنيه وقطعوا شجره النبوه، ثم اشاعت وسائل اعلامهم ان عليا وابنيه مثل ابى طالب ماتوا على الشرك فهم فى ضحضاح من النار مع ابى طالب، ومع الايام تنجح وسائل اعلامهم بتحويل الشائعات الكاذبه الى قناعات يتبناها العامه كانها وحى من اللّه!!
وصمم الامام على ان يبدا بتكوين قاعده شعبيه، تفهم الاسلام على حقيقته، كما انزله اللّه وبينه الرسول لتتصدى وتكشف الاعيب الطامعين بالسلطه وتحريفاتهم، وكعمل عاجل ركز الامام على ايجاد كوادر علميه يعلمها علمه علم النبوه لتنقله الى الاجيال اللاحقه من غير تحريف، فلبد فى بيته، يجيب اذا سئل ويهدى اذا استهدى.
تجميل ملك الانقلابيين ببيعه على واهل بيت النبوه:
لقد صرح عمر بن الخطاب علنا بانه ورجاله وحزبه ليسوا بحاجه لال محمد (1221).. فقد نجح الانقلابيون بعزل آل محمد عزلا تاما عن الانصار، وعن بطون قريش المهاجر منها والطليق، وعن المنافقين، فكلهم شكلوا جبهه واحده واتحدوا ضد ولايه على تماما كما اتحدوا ضد نبوه النبى، وبهذه الحاله فان آل‏محمد لا يشكلون اى خطر على الدوله الجديده، فقد اهانهم عمر بن الخطاب، وجرا الناس عليهم يوم احضر قبس من النار وهم ان يحرق بيت اهل البيت على من فيه (1222)!!
ولقد استهان عمر بالامام يوم هدده وحزبه بالقتل امام المهاجرين والانصار (1223).
لقد وصف الامام على حالته وحاله اهل بيت النبوه بعد وفاه النبى قائلا:
(لما قبض اللّه نبيه وكنا نحن اهله وورثته وعترته واولياوه من دون الناس، لا ينازعنا سلطانه احد، ولا يطمع فى حقنا طامع، اذ انبرى لنا قومنا، فغصبونا سلطان نبينا، فصار الامر لغيرنا، وصرنا سوقه، يطمع فينا الضعيف، ويتعزر علينا الذليل، فبكت منا الاعين لذلك، وخشيت الصدور، وجزعت النفوس (1224)..) هذا وصف دقيق لحقيقه اهل بيت النبوه بعد اقل من ثلاثه ايام من موت نبيهم.
وعلى هذه الحاله ورغم العزله التى فرضت على وصى النبى واهل بيته، لم يقف عمر بن الخطاب مكتوف الايدى، بل، عمل مع حزب التحالف الذى يقوده على تحطيم آل محمد من جميع الوجوه، حتى لا يطمع بعد موته منهم طامع بالسلطه، فياخذ الخلافه، وهكذا يجمع الهاشميون النبوه والخلافه معا!!
ويحدث الاجحاف!!
الذى لا يتلائم مع طبيعه عمر (1225)!!.
هذا من جهه، ومن جهه ثانيه فان عمر يريد ان يزين ملك التحالف ببيعه آل محمد، لكل هذه الاسباب قرر عمر ان ينزل ب‏ال محمد ضربته الماحقه وان يصدر او يحمل الخليفه على اصدار سلسله من القرارات الاقتصاديه التى تقيم الدنيا على اهل بيت محمد ولا تقعدها، وتركهم بعد ان عجز حصار المشركين فى مكه عن تركيع البيت الهاشمى، فقرار حصار ومقاطعه بنى هاشم آنذاك لم يكن مجديا لخرق المشركين وسوء تدبيرهم.
عمر يتخذ القرارات الاقتصاديه لتركيع آل محمد:
القرار الاول:
حرمان اهل بيت النبوه من ارث النبى:
لم يكن تهديد الامام على بحرق بيته على من فيه كافيا، ولا تهديده بالقتل منتجا.
لذلك رات السلطه الحاكمه ان تحرم على وفاطمه وابناهما وآل محمد من ميراث محمد، فلا يرثون من مال النبى شيئا، بحجه ان الرسول قد قال لابى بكر:
(انى لا اورث) (1226)، فقالت له فاطمه:
(من يرثك اذا مت؟)، فقال ابو بكر:
(ولدى واهلى؟) فقالت:
(فما لنا لا نرث النبى؟!)
، فردد ابو بكر مقولته السابقه (1227)، فقال على لابى بكر:
(وورث سليمان داود) وقال:
(يرثنى ويرث من آل يعقوب)، فكيف نوفق بين قولك الانبياء لا يورثون وبين هاتين الايتين!!
فقال على:
هذا كتاب اللّه ينطق!!
فسكت ابو بكر وانصرف مصرا على قوله (1228)، ولم تكتف فاطمه بذلك انما بسطت الخصومه بينها وبين ابى بكر علنيا امام المهاجرين والانصار واقامت الحجه على ابى بكر بخطبه رائعه جاء فيها:
(افعلى عمد تركتم كتاب اللّه ونبذتموه وراء ظهوركم اذ اللّه تبارك وتعالى يقول:
(وورث سليمان داود) (1229)، وقال عز وجل فى ما قص من خبر يحيى‏بن زكريا:
(فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب) (1230)، وقال عز وجل:
(واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فى كتاب اللّه) (1231) وقال (يوصيكم اللّه فى اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) (1232) وقال عز وجل:
(ان ترك خيرا الوصيه للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين) (1233)، وزعمتم ان لا حق ولا ارث لى من ابى، ولا رحم بيننا، افخصكم اللّه بآيه اخرج منها نبيه!!
ام تقولون اهل ملتين لا يتوارثون!!
اولست انا وابى من اهل مله واحده!
لعلكم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبى!!
افحكم الجاهليه تبغون (1234)!!
.. واصر ابو بكر على رايه وحرم آل محمد من ميراثه!!
قال ابو بكر:
يرث محمد الذى يقوم مقامه.
وبما ان محمد قد مات، وبما ان ابا بكر هو خليفته، فوارث النبى الوحيد هو ابو بكر (1235)!!
وتحقيقا للعداله ورحمه باهل بيت النبوه، فقد اخذ ابو بكر كل ما تركه الرسول ولكنه تفضل واعط‏ى آله الرسول ودابته وحذاءه الى على (1236)!!
القرار الثانى:
حرمان اهل بيت النبوه من منح الرسول ومصادره المنح التى اعطاه الرسول لهم:
اثناء حياه الرسول الاعظم منح منحا كثيره للناس، ومنح اهل البيت الكرام منحا كغيرهم من الناس، فترك ابو بكر كافه المنح التى اعطاها الرسول للناس احتراما لمشيئه الرسول وارادته، وتقديرا للذين دخلوا فى طاعه الخليفه والتزموا بجماعته.
اما المنح التى اعطاها الرسول لاى فرد من اهل بيت النبوه فقد قرر ابو بكر مصادرتها وحرمان اهل بيت النبوه منها وذلك حرصا على مصلحه المسلمين، وكانت فاطمه بنت محمد اول من حرمت من منحتها، فصودرت تلك المنحه.
جاء فى فتوح البلدان (1237):
ان فاطمه بنت رسول‏اللّه قالت لابى بكر:
(اعطنى فدك فقد جعلها رسول‏اللّه لى)، فسالها البينه فشهدت ام ايمن زوج الرسول، ورباح مولى الرسول فقال ابو بكر:
(لا يجوز الا شهاده رجل وامراتان!!)
، وشهد لها على ولكن الخليفه قرر ولا راد لقراره!!
لم يسال ابو بكر الناس بينه، انما سال فاطمه عن البينه!!!
القرار الثالث:
قرار حرمان اهل بيت النبوه من الخمس الوارد فى القرآن الكريم:
جاء فى شرح النهج (1238)، وفى تاريخ الاسلام للذهبى (1239)، وفى كنز العمال (1240) ثلاث روايات.
لما منعوا ابنه الرسول من ارث ابيها، ومن منح الرسول طالبتهم بسهم ذوى القربى فقالت لابى بكر:
(لقد حرمتنا اهل البيت، فاعطنا سهم ذوى القربى وقرات آيه:
(واعلموا انما غنمتم من شى‏ء فان للّه خمسه وللرسول ولذى القربى)).. فقال لها ابو بكر:
سمعت رسول‏اللّه يقول (سهم ذوى القربى للقربى حال حياتى وليس لهم بعد موتى) (1241)!!
الصدقه محرمه على آل محمد:
والكارثه مع هذه القرارات ان الصدقه غير جائزه على آل محمد، ولا تحل لهم، فقد روى مسلم:
ان النبى كان اذا اتى بطعام سال عنه، فان كان هديه اكل منها، وان كان صدقه لم ياكل منها (1242) ورد الصدقه (1243)، ومر النبى بتمره بالطريق فقال:
(لولا ان تكون من الصدقه لاكلتها)، وان الحسن بن على اخذ تمره من تمر الصدقه فجعلها فى فيه فقال رسول‏اللّه:
(كخ كخ ارم بها، اما علمت انا لا ناكل الصدقه).
وفى روايه:
(انا لا تحل لنا الصدقه) (1244).
من اين ياكل اهل بيت محمد بحق اللّه!!
اذا حرم اهل البيت من ارث النبى، وحرم اهل البيت من المنح التى منحها النبى لهم، وحرم اهل البيت من الخمس الوارد فى القرآن الكريم، واذا كانت الصدقه محرمه على اهل البيت، فمن اين ياكلون بحق اللّه!!
هل يموتون جوعا!!
اذا اراد اهل البيت الحياه فعليهم ان يسالوا الحاكم ويوالوه:
قال ابو بكر لفاطمه:
(ربما عندما تساءلت بهذه التساولات) (انى اعول من كان رسول‏اللّه يعول، وانفق على من كان رسول‏اللّه ينفق عليه) (1245)، ف‏ال محمد ياكلون ليس لهم ان يزيدوا على الماكل (1246)!!
فالحاكم يقدم لاهل بيت محمد الماكل ولا يزيد عليه، فطوال التاريخ يجب على اهل البيت ان يمدوا ايديهم للحاكم الذى هو على استعداد ان يقدم لهم الماكل فقط، ومن الحشمه وحسن الخلق ان يطيع الانسان من يطعمه!!
تلك هى سنه ابى بكر وعمر!!
وهذا هو عدلهم!!
وهذا هو برهم لصديقهم محمد بن عبد اللّه!!!
الاحتجاجات لا تجدى امام قرارات السلطه:
ضج اهل بيت النبوه واحتجوا، على هذه القرارات الاليمه، والمذله.
وقد ذهبت الزهراء بنفسها، واحتجت امام المهاجرين والانصار بخطبه من عيون خطب العرب، ذكرها الجوهرى فى كتابه السقيفه (1247)، وسمع الخليفه وعمر واركان حزبه، ورقص المنافقون طربا، وازداد ولاوهم للسلطه، ولم يستنكر المهاجرون والانصار هذه القرارات لا بيد ولا بلسان، واكتفى الخليفه وعمر واركان حزبهما بالسماع وبقيت القرارات ساريه المفعول.
وسعد عمر بالاثر المولم التى تركته تلك القرارات، على آل محمد، وتذكرت القله المخلصه من المهاجرين حصار بطون قريش ومقاطعتهم لبنى هاشم فى شعاب ابى طالب، وكيف ان بطون قريش يومها قصرت الحصار والمقاطعه على البيع والشراء والنكاح، وتمنت القله المخلصه لو طبق هذا الحصار ثانيه على اهل البيت لكان اخف وطاه، واسهل حملا على اهل بيت محمد، واقوم قيلا.
ولم يبق امام آل محمد غير الصبر والتسليم الى حين!!!
ندم الخليفه على معامله فريقه القاسيه لاهل بيت النبوه:
لقد تيقن ابو بكر، ان عمر قد حمل قبسا من النار، وهم باحراق بيت فاطمه بنت محمد على من فيه، وفيه على ابن عم النبى وزوج ابنته، وفارس الاسلام والولى الشرعى من بعد النبى (1248)، وان فاطمه تلقته على الباب وقالت له:
(يا ابن الخطاب اتراك محرقا على بابى؟)، وان عمر قد اجابها بشجاعه الرجال:
(نعم (1249)!!).
فقد سمع ابو بكر قول فاطمه لعمر وسريته:
(لا عهد لى بقوم حضروا اسوا من محضركم، تركتم رسول‏اللّه جنازه بين ايدينا، وقطعتم امركم بينكم لم تستامرونا ولم تردوا لنا حقنا) (1250).
كما وسمع ابو بكر ان عمر ومن معه من حزبه هجموا على دار فاطمه وكسروا سيف على، ودخلوا داره دون اذنه (1251).
وسمع ابو بكر ان فاطمه بنت محمد نادت باعلى صوتها:
(يا ابت، يا رسول‏اللّه، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن ابى قحافه) (1252).
وتذكر ابو بكر ما قالته فاطمه له شخصيا ولعمر بن الخطاب وجها لوجه:
(ارايتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول‏اللّه تعرفانه وتفعلان به؟) قالا:
(نعم)، فقالت:
(نشدتكما اللّه الم تسمعا رسول‏اللّه يقول:
(رضى فاطمه من رضاى، وسخط فاطمه من سخط‏ى، فمن احب فاطمه ابنتى فقد احبنى، ومن ارضى فاطمه فقد ارضانى، ومن اسخط فاطمه فقد اسخطنى؟) قالا:
(نعم) سمعناه من رسول‏اللّه، فقالت الزهراء:
(فانى اشهد اللّه انكما اسخطتمانى وما ارضيتمانى، ولئن لقيت النبى لاشكونكما اليه!!)
، فقال ابو بكر:
(انا عائذ باللّه من سخطه وسخطك يا فاطمه)، ثم انتحب ابو بكر حتى كادت نفسه ان تزهق وهى تقول:
(واللّه، لادعون عليك فى كل صلاه اصليها) (1253).
كما وتذكر ابو بكر ساعه هدد عمر بن الخطاب عليا بالقتل ان لم يبايع، وكيف التحق على بقبر النبى يبكى ويصيح:
(يا ابن ام ان القوم استضعفونى وكادوا يقتلوننى) (1254).
وتذكر ابو بكر يوم اتخذ تحت الضغط الشعبى لقاده التحالف القرارات الاليمه ضد اهل بيت النبوه، فقرر حرمانهم من ارث النبى (1255)، وحرمانهم من المنح التى اعطاها النبى لهم (1256)، وحرمانهم من حقهم الشرعى بالخمس (1257)، وبما ان الصدقه محرمه عليهم فمعناه موتهم جوعا، مما اضطره ان يعد بتقديم الاكل لهم (1258)، وهكذا اذلهم بعد عز ووضعهم بعد رفعه.
فقد تذكر ابو بكر كل ذلك وندم، وادرك انه اول ضحايا هذا النظام الجديد الذى اقامه عمر، وخرج الى الناس قائلا:
(يبيت كل واحد منكم معانقا حليلته، مسرورا فى اهله، وتركتمونى وما انا فيه، اقيلونى بيعتى (1259).. لقد كان الرجل صادقا بالفعل، لكن قاده الانقلاب وبالذات عمر، لن يسمحوا له بالافلات، لذلك امروه بالبقاء وتعللوا بسبب ظاهرى مفاده خشيتهم من عدم استقامه الامر ورخاوه العروه، فاضطر ابو بكر للبقاء، لانه ليس بوسعه الا البقاء، فهذه مرحله انتقاليه يجب ان يحمل وزرها، وهو مشرف على الموت، وبموته يرثون دوله مستقره.
هذه هى الفكره التى منعت عمر من قبول اعتزال ابى بكر، وفضلا عن ذلك فان ام المومنين عائشه ابنته، وقد اسدت للانقلابيين خدمه كبيره وما زال لها دور اعلامى خاص، ونفوذ ادبى كاسح.
وعائشه ام المومنين لم تكتف بما فعل ابوها وصاحبه:
كان ام المومنين لم تكتف بما فعل ابوها وصاحبه بعلى واهل بيت النبوه، وكانها اعتقدت ان مساهمتها بالانقلاب كانت متواضعه، لذلك ارادت ان تزيد اسهمها وان تصب جام غضبها على على ومن والاه، فقد سربت ام المومنين مجموعه من الروايات اسندتها لرسول‏اللّه، فقالت ان رسول‏اللّه قد اخبرها عن على:
(بانه يموت على غير دينى) (1260)، وربما وضعت ام المومنين هذه الروايه عندما بلغها ان عمر بن الخطاب هدد عليا بالقتل، تقول لعمر:
نفذ تهديدك ولا تخشى غضب رسول‏اللّه فقد اخبرها بان عليا يموت على غير دين النبى!!
ولم تكتف ام المومنين بذلك بل، روت بان رسول‏اللّه قال لها:
(من اراد ان ينظر الى رجلين من اهل النار، فلينظر الى هذين، فنظرت عائشه فاذا بعلى والعباس قد اقبلا!!)
وطالما ان عليا من اهل النار فليس عجيبا منه ان يعترض على خلافه ابيها (1261).
قال امير المومنين مخاطبا اهل البصره فى ما بعد:
(واما فلانه -اى عائشه- فادركها راى النساء، وضغن غلا فى صدرها كمرجل القين، ولو دعيت لتنال من غيرى ما اتت الى لم تفعل) (1262).
ان حقدها على الامام لا يوصف، انه كما وصفه الامام:
(يغلى فى صدرها كالمرجل!!)
، وماذا تقول بالسيده التى تسجد شكرا للّه عندما يبلغها وفاه عدوها.
فقد كانت تعتبر عليا عدوا لها ولا تطيق ان تلفظ حتى اسمه (1263)!!
جاء فى مسند احمد (1264) عن عطاء بن يسار:
ان رجلا وقع فى على وفى عمار عند عائشه فقالت:
(اما على فلست قائله لك فيه شيئا، واما عمار فقد سمعت رسول‏اللّه يقول فيه لا يخير بين امرين الا اختار ارشدهما).
تقول ذلك عن على وهى تعلم فضله، وقد سقنا من البيان النبوى الذى تعرفه عائشه ما فيه الكفايه.
والعجب ان تقول ام المومنين بان عليا من اهل النار!!
ويموت على غير دين النبى، ولم تكتف بذلك، بل، ادخلت معه فى النار العباس!!
عم النبى، ومن يلمها بعد ان تاكدت من ان على هو حبيب الرسول الاول.
تجريد اهل بيت النبوه من كافه حقوقهم السياسيه:
وهكذا وعمليا ابتزوا ابتزازا حق على بن ابى طالب الشرعى بقياده الامه من بعد النبى (1265)، وحتى عمر بن الخطاب اعترف بذلك فقال لابن عباس:
(اما واللّه لقد كان على بن ابى طالب اولى بهذا الامر منى ومن ابى بكر (1266).. وقال عمر لابن عباس يوما:
(يا ابن عباس واللّه ان صاحبك هذا لاولى الناس بالامر بعد رسول‏اللّه ولكننا خفنا..) (1267).
وقد اعترف عمر بان الامام مظلوم فقال لابن عباس:
(ما اظن صاحبك الا مظلوما) (1268).
وقد اعترف عمر وبكل صراحه:
(بان الامر كان لعلى فزحزحوه عنه..) (1269).
ولم يكتف عمر وحزبه بذلك انما حرموا على الهاشميين ان يتولوا اى منصب من مناصب الدوله حتى لا يدعوا لانفسهم يوما فيجمعوا النبوه والملك معا ويتجاوزوا الخط الاحمر الذى رسمه عمر بن الخطاب (1270)، ولم يكتفوا بذلك انما حرموا على آل محمد الخلافه بحجه ان النبى كان من بنى هاشم ولا يجوز ان الخليفه منهم، والعدل يقتضى ان يختص الهاشميون بالنبوه وان تختص بطون قريش بالخلافه، فلا تجوز الخلافه لهاشمى بناء على تعليمات عمر بن الخطاب (1271).
وقد وصف الامام حالته وحاله اهل بيته واشار الى واقعه تجريدهم من حقوقهم السياسيه فقال:
(لما قبض اللّه نبيه، وكنا نحن اهله وورثته وعترته واولياوه من دون الناس، لا ينازعنا سلطانه احد ولا يطمع فى حقنا طامع، اذ انبرى لنا قومنا، فغصبونا سلطان نبينا، فصار الامر لغيرنا، وصرنا سوقه، يطمع فينا الضعيف، ويتعزر علينا الذليل (1272)..).
تجريد من يوالى اهل البيت من حقوقه السياسيه:
وعلى سبيل الاحتياط فلم يصدف وعلى الاطلاق ان ولى ابو بكر او عمر او عثمان او الامويين اى رجل على الاطلاق موال لال محمد او متظاهر بالولاء لهم، فلقد غضبوا على من والاهم من غضبهم عليهم، وجاء زمن من الازمان اصدر معاويه بن ابى سفيان مراسيم ملكيه عممها على كل مقاطعه وكوره، مفادها بالحرف (ان برئت الذمه ممن روى شيئا من فضل ابى تراب واهل بيته)، فقام الخطباء على كل منبر يلعنون عليا، ويبرءون منه، ويقعون فيه، وكتب نسخه واحده الى كل عماله بان لا يجيزوا لاحد من شيعه على (محبيه واعوانه) شهاده، وكتب ايضا نسخه واحده:
(من قامت عليه البينه انه يحب عليا واهل البيت فامحوه من الديوان، واسقطوا رزقه وعطاءه، وشفع ذلك بنسخه اخرى قال فيها:
(من اتهمتموه بحب هولاء القوم (اهل بيت النبوه) فنكلوا به واهدموا داره) (1273).
من الذى جرا معاويه على فعل ذلك؟
معاويه كما يقول برسالته الى محمد بن ابى بكر:
(كان يرى حق ابن ابى طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا.. حتى اذا قبض اللّه رسوله فكان ابوك وفاروقه اول من ابتزه حقه وخالفه (1274))، فعمر بالذات وابو بكر هما اول من جرا الناس على رسول‏اللّه وعلى الولى من بعده، وعلى اهل بيت النبوه ومن والاهم ولولا اجتهاد هذين الرجلين لما اختلف اثنان كما قال سلمان الفارسى.
تجريد اهل بيت النبوه من الحقوق الماليه:
لقد شعر عمر ان تجريدهم من حقوقهم السياسيه كامله غير كاف، لذلك عمل الخليفه على تجريد اهل بيت النبوه من كافه اموالهم وممتلكاتهم ومصادرتها، فحرمهم من ارث النبى كما بينا (1275)، وصادر المنح التى اعطاها لهم رسول‏اللّه (1276)، وحرمهم من حقهم بالخمس الوارد ب‏ايه محكمه (1277)، ولما سالوه:
من اين ناكل اذا؟، بالغ باذلالهم وقال لهم:
ان الحاكم سيقدم لكم الطعام فقط ولا يزيد عليه (1278).
وهكذا جرد على واهل بيت النبوه وآل محمد من حقوقهم الماليه، وحولهم عمر وحزبه الى فئه ذليله تقف على باب الحاكم لتقدم له الولاء مقابل طعامها بلا زياده!!
فاذا اضفنا هذا الى انتهاك حرمات منازلهم، والتهديد باحراق هذه المنازل، والتهديد بقتل عميد اهل بيت النبوه، سنتبين عندها انه لم تكتو اى فئه من الامه بالنار التى اكتوى بها اهل بيت النبوه، وسنتسائل احسد هذا ام كره ام حقد؟ ام حسد وكره وحقد معا!!!
من الذى امر بتجريد اهل بيت النبوه من حقوقهم السياسيه والماليه؟ ومن الذى جلب عليهم المحن والمصائب؟
هل هو ابو بكر؟ لقد سمعنا اعتذار ابى بكر وتفهمنا نواياه الحسنه وقلبه الرقيق، وامكانياته المحدوده، وعرفنا انه ليس اكثر من واجهه لسياسه الحزب الذى يقوده عمر بن الخطاب، فعمر بن الخطاب هو بانى الحزب، وهو رئيس الدوله الفعلى، وهو المنظر لسياستها، وبالتالى كان وراء قرار تجريد اهل بيت النبوه من كافه حقوقهم السياسيه والماليه، وكان وراء كل المحن التى حلت باهل بيت النبوه وبالامه، وبموسسه الامامه من بعد النبى؟!!
قد يقال:
كيف ذلك، وابو بكر هو الخليفه الفعلى؟.
ابو بكر ليس له من الخلافه والحكم الا الاسم، اما الحاكم الفعلى، فهو عمر، والحزب الذى يقوده عمر!!
وابو بكر يقر بذلك ويعترف.
واقعه لا خلاف عليها:
كتب ابو بكر لعيينه بن حصن، والاقرع بن حابس كتابا، فاخذاه الى عمر ليشهد، فلما شاهد عمر الكتاب لم يعجبه، فتفل فيه فورا ومحاه، فرجعا الى ابى بكر وقالا له:
(واللّه، لا ندرى اانت امير ام عمر؟) فقال ابو بكر:
(بل، هو، لو شاء كان) فجاء عمر الى ابى بكر، وقرعه بشده على هذا الكتاب، فقال له ابو بكر:
(فلقد قلت لك انك اقوى منى على هذا الامر لكنك غلبتنى) (1279).
سر قوه عمر:
كان عمر فى الجاهليه نكره، فهو ليس اكثر من مبرطش يكترى للناس الابل والحمير وياخذ عليه جعلا (1280)، وبنو عدى لم يكونوا مع العير ولا مع النفير، لم يقاتلوا محمدا ولم يقاتلوا بطون قريش، كما قال ابو سفيان (1281)، ولم يتاكد على الاطلاق ان عمر بن الخطاب قد قتل مشركا او جرحه، وهو يتباهى بذلك، ويزعم ان الرسول قد نهاه حتى عن قتل المشركين!
سهيل بن عمرو مشرك، وابو جندل مسلم، اقترح عمر على ابى جندل ان يقتل سهيل‏بن عمرو وشجعه على ذلك فقال له ابو جندل:
ما لك لا تقتله انت؟ فقال عمربن الخطاب:
نهانى رسول‏اللّه عن قتله وقتل غيره (1282)؟!!.
وعمر يعتبر القتل عيبا بالرجل حتى ولو كان فى سبيل اللّه!
قال يوما لابن عباس:
(ان الامر كان لعلى بن ابى طالب فزحزحوه عنه لحداثه سنه وللدماء التى عليه) (1283).
واذا اشتد القتال كان عمربن الخطاب يولى الادبار ويهرب حرصا على الحياه التى وهبها اللّه له فقد هرب مع عثمان يوم احد (1284)، وانهزم عمر يوم حنين (1285)، وانهزم يوم خيبر (1286)، ولم يكن لعمر اى دور فى معركه الخندق.
حتى ان رسول‏اللّه كلف عمر بن الخطاب ان ينقل رساله شفهيه لبطون قريش مفادها ان الرسول لم يات لحرب انما جاء معتمرا، فرفض عمر ان يذهب خشيه ان تقتله قريش، لانه لا احد من بنى عدى يحميه (1287)!!
وبمعنى مختصر:
ان بطون قريش لم تكن تكره عمر ولم تحقد عليه، لانه لم يثبت اطلاقا ان عمر خلال عمره كله قد قتل مشركا او جرحه، ولم تقتل بنو عدى مشركا او يقتل منها احد، فاذا كانت بطون قريش لا تحب الرجل فانها لا تكرهه، فهو شخص عادى لا يقدم ولا يوخر، كل ما فى الامر انه اعتنق الاسلام كما اعتنقه العديد من ابناء بطون قريش، وزوج محمدا ابنته حفصه، فصار صهره.
ولم يكن عمر بن الخطاب شخصا مميزا فى الصحابه سوى بصهره من رسول‏اللّه، فلقد امر رسول‏اللّه عمرو بن العاص عليه وعلى ابى بكر فى غزوه ذات السلاسل (1288).
وتامير عمرو بن العاص على الاثنين له دلالات كبيره يمكنك فهمها، خاصه وان عمرو معروف دينه، وقد هاجر بعد صلح الحديبيه مع خالد بن الوليد.
وابعد من ذلك فان رسول‏اللّه قد امر اسامه بن زيد على ابى بكر، وعمر بن الخطاب، وابى عبيده وامثالهم (1289).
عمر لم يستمد قوته من تاريخه:
فليس لعمر موقع اجتماعى بارز فى بطون قريش، وليس له تاريخ حربى حافل، اذ لم يقتل او يجرح اى مشرك قط.
انما كان مسلما عاديا لمع اسمه، وتالق نجمه بمصاهرته لرسول‏اللّه، حيث زوج رسول‏اللّه ابنته حفصه، ومن هنا كانت بطون قريش حياديه وخاليه الذهن من جهته، فان احبته تحبه لان احد افراد بطون قريش، وليس هنالك ما يوجب كراهيه البطون لعمر.
عمر والمنافقون:
تابع المنافقون بشغف بالغ معارضات عمر بن الخطاب المتكرره لرسول‏اللّه، واعتراضاته عليه، وقد احيطوا علما بارتيابه، وسمعوا مقالته يوم الحديبيه:
(لقد ارتبت ارتيابا لم ارتبه منذ اسلمت الا يومئذ، ولو وجدت ذلك اليوم شيعه تخرج عنهم رغبه عن القضيه لخرجت) (1290)، وقد اعترف عمر بذلك فقال:
(فما اصابنى قط شى‏ء مثل ذلك اليوم، ما زلت اصوم واتصدق من الذى صنعت مخافه كلامى الذى تكلمت يومئذ).
الواقعه التى استقطبت ولاء المنافقين لعمر:
لقد اطمئن المنافقون الى عمر واحبوه حبا شديدا من يوم الرزيه، وهو اليوم الذى حال فيه عمر وحزبه بين الرسول وبين كتابه ما اراد.
وبالرغم من خطوره هذه الحادثه، وانها قد غيرت مجرى التاريخ الا ان المسلمين يمرون عليها مر الكرام، ولا يتوقفون عندها، مع ان ابا بكر قد كتب وصيته وهو مريض ولم يعترض عليه احد، ولم يقل له احد انه قد هجر مع ان عمر كان موجودا، ومع ان عمر نفسه قد كتب وصيته وهو مريض ولم يعترض عليه احد، ولم يقل عنه احد انه قد هجر، وكل خليفه من الخلفاء كتب وصيته وهو على هذه الحاله، ولم يعقه احد او يكسر بخاطره احد، ولم يقل احد بانه قد هجر؟!
لماذا يعترض عمر وحزبه على رسول‏اللّه؟!
ولماذا حالوا بينه وبين كتابه ما اراد وكسروا خاطره الشريف؟!
وما يعنينا ان هذه الواقعه الاليمه انتشرت بنفس الليله فى المدينه وما حولها، ورقص المنافقون من حول المدينه ومن مردوا على النفاق داخل المدينه فرحا بما فعل عمر، واعتبروا عمر بن الخطاب بطلا لانه قد تجرا هو ورجاله على الدخول الى منزل النبى ومواجهته، ومنعه من كتابه ما اراد، وقوله للنبى:
انت تهجر!
وعلم المنافقون ان عمر قد صد الرسول عن العهد لعلى بن ابى طالب، وعلى هذا عدوهم يبغضونه كما يبغضون النبى، ويكرهونه كما يكرهون النبى، وقد شاع بين المسلمين ان المنافقين كانوا يعرفون ببغضهم لعلى، وقد نص الشارع الحكيم على ذلك ايضا بانه:
(لا يحب على الا مومن، ولا يبغضه الا منافق).
والخلاصه:
ان هذه الواقعه او المواجهه التى حدثت بين الرسول من جهه، وبين عمر وحزبه من جهه ثانيه فى بيت الرسول، قد رفعت اسهم عمر بن الخطاب عند المنافقين الى القمه، ومن ذلك التاريخ لم يرو راو قط ان احدا من المنافقين قد عارض عمر، او تخلف عن دعوته لاى امر من الامور.
كان المنافقون دائما فى صف عمر، ومع ابى بكر من اجل عيون عمر، فلم يرو مورخ قط ان اى منافق قد تاخر عن بيعه ابى بكر او عمر او عثمان، او معاويه او اى خليفه من خلفاء التحالف!!
والخلاصه:
ان عمر بن الخطاب مدين بجزء كبير من قوته ونفوذه ووجوده للمنافقين!!
ثم احبت بطون قريش ال‏23 ابنها البار عمر بن الخطاب:
ولماذا لا تحبه بطون قريش، فلم يثبت خلال الحرب الدمويه التى جرت بين الرسول وبين بطون قريش ان عمر بن الخطاب قد قتل مشركا قط، او جرحه سواء اكان من بطون قريش او من غيرها، فليس لبطون قريش ثارات عند عمر، ثم ان البطون كانت على علم بمعارضات عمر للرسول، وسمع الطلقاء بمواجهات عمر المستمره للرسول، وخاصه المواجهه الاخيره للرسول فى بيته، وتاكدت البطون من معارضه عمر التامه لجعل النبوه والخلافه فى بنى هاشم (1291)، وهى على علم بشعار عمر:
(النبوه لبنى هاشم والخلافه للبطون)، وهى على علم بجهود عمر الحثيثه لتوحيد المهاجرين من ابناء البطون مع طلقائها وتكوين جبهه موحده من الفريقين لمواجهه آل‏محمد، وكلما يريده عمر هو ان يثبت لبطون قريش انه ليس المبرطش الذى عرفوه فى الجاهليه، انما اصبح رجلا عظيما فى الاسلام، وبامكانه ان يلعب دورا تاريخيا ان ساعدته البطون، وقد وثقنا كل ذلك.
واحبت المرتزقه من الاعراب عمر بن الخطاب ايضا:
لقد احب المرتزقه من الاعراب عمر بن الخطاب حبا جما، واعطوه مقادتهم بلا تردد لانهم اكتشفوا ان المستقبل لعمر، وان الاموال ستكون بيد عمر وحزبه، ولما اعطاهم عمر اشاره وطلب مساعدتهم سارعت المرتزقه من الاعراب لتلبيه اشاره عمر ودعوته، وحضرت الى المدينه حتى ضاقت بهم السكك قال الطبرى:
(ان اسلم اقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا ابا بكر، فكان عمر بن الخطاب يقول:
ما هو الا ان رايت اسلم فايقنت بالنصر) (1292)، وقال الزبير بن البكار فى الموفقيات بروايه ابن ابى الحديد (1293):
(فقوى بهم ابو بكر ولم يعنيا حتى جاءت اسلم والظن ان يكون ذلك يوم الثلاثاء).
والسوال الذى طرحناه ونطرحه هو كيف علم ان بطون اسلم ستحضر؟، وكيف تيقن انها معه ومع الانقلابيين؟ وكيف جزم انهم سيبايعون ابا بكر؟ وكيف ايقن انهم سينصرونه؟ (فايقنت بالنصر) والموكد الوحيد ان هنالك اتفاق مسبق بينه وبينهم، على موعد محدد، وعلى هدف محدد.
السر الحقيقى فى قوه الرجل:
السر الحقيقى فى قوه الرجل يكمن فى التحالف الذى انشاه، او بالحزب الذى اسسه، ومن قيادته لهذا التحالف او الحزب، حيث ان عمر كخطوه اولى وحد بطون قريش المهاجر منها والطليق لهدف محدد وهو الحيلوله بين الهاشميين وبين ان يجمعوا مع النبوه الخلافه بعد وفاه النبى (1294)، بمعنى ان وحده البطون موجهه ضد البطن الهاشمى للحيلوله بين على وبين حقه بالولايه من بعد النبى، تماما كما حاولوا ان يحولوا بين النبى وبين حقه الالهى بالرساله.
وكخطوه ثانيه اقام عمر علاقات وثيقه مع المنافقين، فوافقوه بدون تردد، لان المنافقين يكرهون محمدا وعليا، ويكرهون آل محمد فسلم المنافقون له المقاده، واتحدوا مع بطون قريش لتحقيق ذات الغايه.
وكخطوه ثالثه وطد عمر علاقاته بالاعراب والمرتزقه من القبائل خارج المدينه، ومطمع المرتزقه وهمهم الوحيد هو المغانم والمنافع الماديه، وقدروا ان الرجل سيغلب هو وحزبه لذلك اطاعوه.
وهكذا اسس عمر حزبه:
وهكذا اقام عمر حزبا او تحالفا مكونا من 1-بطون قريش مهاجرها وطليقها، 2-ومن المنافقين من اهل المدينه ومن حولها من الاعراب، 3-ومن المرتزقه من الاعراب الموالين لمن يدفع لهم او يعدهم بالدفع.
لغايه محدده، وواضحه وهى صرف الامر عن على بن ابى طالب والحيلوله بين اهل بيت النبوه وبين اى دور مميز فى قياده الامه.
وزياده فى الاطمئنان ورط قاده التحالف الكثير من الانصار، وهكذا تحددت معالم المواجهه من بعد النبى.
1-ففى جانب يقف آل محمد برئاسه على بن ابى طالب ومعهم قله قليله من المومنين الصادقين الذين يجهلون خيوط الموامره، 2-وفى الجانب الاخر التحالف المكون من بطون قريش، والمنافقين، والمرتزقه من الاعراب ومن تورط معهم من الانصار.
وعلى قمه هذا الهرم جلس عمر بن الخطاب:
وتسلم عمر بن الخطاب عمليا رئاسه التحالف او الحزب، وجمع بين يديه خيوط القوه كلها، واخذ يواجه آل محمد بالطريقه التى يريدها وهو مستند الى جدار قوى من القوه والمنعه، وكيف ما فعل عمر ب‏ال محمد، فلن يجد منكرا او مستنكرا، فلو هدد عمر عليا بالقتل فالحزب يسكت، ولو هم باحراق بيت فاطمه فالحزب يسكت، والسكوت فى معرض الحاجه الى البيان بيان، ومن هنا صار عمر هو الناطق الرسمى باسم التحالف، وهو واجهه التحالف، وهو الذراع الذى يبطش به التحالف بال محمد، وهو القائد الذى يقود التحالف الى هدفه المحدد وهو تحجيم آل محمد، والحيلوله بينهم وبين قياده الامه.
هذا هو سر قوه عمر بن الخطاب.
لقد رتب عمر اموره خلال مده طويله وبترو، حتى اذا مرض النبى انقض على داره وواجهه تلك المواجهه الاليمه، وبعد موت النبى صب جام غضبه على على بن ابى طالب وعلى اهل بيت النبوه، وجردهم من كافه حقوقهم السياسيه والماليه كما وثقنا.
وجعلهم سوقه يطمع فيهم الضعيف، ويتعزز عليهم الذليل.. كما قال الامام (1295).
وحاول عمر ان يعدل شرع اللّه، ويتصرف بالسنه النبويه على الوجه الذى يريده ظانا انه سيد الجميع، وفوق الجميع، لان خيوط القوه قد تجمعت بين يديه، وافقدته توازنه، فصار يعتقد ان رايه الشخصى واجتهاده اقرب للصواب من حكم رسول‏اللّه!!
-كما سنوثق ونثبت ذلك فى حينه-، وهذه هى مكامن القوه والضعف فى ذات الرجل الذى غير التاريخ، وقلب الامور راسا على عقب.

 




_______________
1181- الامامه والسياسه لابن قتيبه الدينورى،1/11وكتابنا النظام السياسى فى الاسلام ص‏129.
1182- مسند احمد،1/55وتاريخ الطبرى 2/466ط اوروبا ،1/1822وابن الاثير،2/124وابن كثير،5/246وابن ابى الحديد ،1/123وتاريخ السيوط‏ى ص،145وسيره ابن هشام 4/328وتيسير الوصول لابن الديبع 2/41وتاريخ الخميس 1/188وتاريخ ابى الفداء 1/156وابن شحنه بهامش الكامل ص‏112.
1183- انساب الاشراف للبلاذرى 1/587.
1184- المصدر السابق.
1185- الامامه والسياسه ص‏11، 12.
1186- تاريخ الطبرى،2/443، 444وابو بكر الجوهرى فى كتابه السقيفه حسب روايه ابن ابى الحديد 1/130، 134.
1187- تاريخ ابن شحنه ص 113بهامش الكامل ج،11وشرح النهج لابن ابى الحديد 1/134.
1188- العقد الفريد لابن عبد ربه،3/64وتاريخ ابى الفداء 1/156.
1189- المصدر السابق، وانظر ايضا انساب الاشراف،1/586وكنز العمال،3/140والرياض النضره للطبرى،1/167وابو بكر الجوهرى فى كتابه السقيفه بروايه ابن ابى الحديد ،1/132والخميس،1/178وتاريخ ابن ابى الحديد،1/134وتاريخ ابن شحنه ص 113بهامش الكامل لابن الاثير ج‏11.
1190- تاريخ اليعقوبى 2/105.
1191- الامامه والسياسه ص،11 12وتاريخ الطبرى.
1192- الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/11، 12.
1193- الامامه والسياسه لابن قتيبه ص،12وتاريخ الطبرى، رواه ابو بكر الجوهرى فى كتابه السقيفه كما فى شرح النهج 6/285.
1194- مروج الذهب للمسعودى،1/414والامامه والسياسه 1/12 14مع اختلاف يسير.
1195- الامامه والسياسه ص 11وما فوق.
1196- الطبرى 2/448وطبعه اوروبا،1/1825وصحيح البخارى كتاب المغازى،3/38وابن ابى الحديد،1/122والمسعودى فى مروج الذهب،2/414والامامه والسياسه ص(13،14تهديد عمر لعلى بضرب العنق)، وانساب الاشراف 6/586وشرح النهج 2/8، 9واعلام النساء 3/120.
1197- الموفقيات ص‏590.
1198- ص‏128.
1199- اسد الغابه،2/82وشرح النهج لابن ابى الحديد 1/135نقلا عن السقيفه للجوهرى.
1200- انساب الاشراف 1/589.
1201- تاريخ اليعقوبى 2/105.
1202- الامامه والسياسه ص‏15.
1203- المصدر السابق.
1204- كتاب السقيفه لابى بكر الجوهرى كما روى ابن ابى الحديد فى شرح النهج،6/28وابن قتيبه فى الامامه والسياسه 1/12.
1205- شرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد،2/67ووقعه صفين لنصر بن مزاحم ص‏182.
1206- مقاتل الطالبيين ص‏219، 220.
1207- المصدر نفسه.
1208- شرح النهج،9/189ووضوء النبى للسيد على الشهرستانى ص‏235.
1209- مسند الامام احمد 4/275ح‏18450.
1210- تاريخ اليعقوبى 2/105.
1211- شرح النهج 2/4.
1212- شرح النهج 1/28.
1213- الامامه والساسيه 1/12.
1214- شرح النهج لابن ابى الحديد،2/67ووقعه صفين لنصر بن مزاحم ص‏182.
1215- الامامه والسياسيه 1/11.
1216- المصدر السابق 1/13.
1217- الامامه والسياسه لابن قتيبه،1/12والعقد الفريد لابن عبد ربه المالكى 4/259، 260طبعه ثانيه بمصر، وشرح النهج لابن ابى الحديد 1/134، 2/19ط 1بمصر، و،2/56و 6/48طبعه مصر بتحقيق محمد ابو الفضل، 1/157دار الفكر، وتاريخ الطبرى 3/204ط دار المعارف بمصر، والملل والنحل للشهرستانى 1/57طبعه بيروت وتاريخ ابى الفداء،1/156واعلام النساء،3/1207وتاريخ ابن شحنه بهامش الكامل،7/164وبحار الانوار 28/328و،329والغدير للامينى،7/77والنص والاجتهاد للعاملى ص،37ومروج الذهب للمسعودى،2/100وانساب الاشراف للبلاذرى،1/586وكنز العمال،3/140و الرياض النضره للطبرى،1/167وتاريخ الخميس،1/178وابو بكر الجوهرى فى كتاب السقيفه بروايه ابن ابى الحديد،1/134ومعالم المدرستين للعسكرى 1/127.
1218- شرح النهج لعلامه المعتزله لابن ابى الحديد 3/69خطبه 211.
1219- المصدر السابق 1/248 249.
1220- انساب الاشراف للبلاذرى،1/517وتاريخ الطبرى ،2/448وطبعه اوروبا،1/1825وتيسير الوصول لابن الديبع 2/46.
1221- الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/15.
1222- على سبيل المثال انساب الاشراف،1/586وكنز العمال ،3/140والرياض النضره للطبرى،1/167ومروج الذهب للمسعودى.
1223- الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/11.
1224- شرح النهج لابن ابى الحديد 1/248، 249.
1225- الكامل لابن الاثير،3/63وتاريخ الطبرى،4/223وشرح النهج لابن ابى الحديد 3/107افست بيروت، 12/53 54تحقيق ابى الفضل.
1226- صحيح الترمذى 7/111باب ما جاء فى تركه الرسول.
1227- مسند احمد بن حنبل 1/10ح،60وسنن الترمذى ،7/109وطبقات ابن سعد،5/77وتاريخ ابن الاثير 5/286.
1228- كنز العمال،5/365وطبقات ابن سعد 2/315.
1229- سوره النمل آيه 16.
1230- سوره مريم آيه 5، 6.
1231- سوره الانفال آيه 75.
1232- سوره النساء آيه 11.
1233- سوره البقره آيه 180.
1234- بلاغات النساء ص‏16، 17.
1235- مسند احمد 1/4ح،14وسنن ابى داود،3/50وتاريخ ابن كثير،5/289وتاريخ الذهبى،1/346وشرح النهج 4/81نقلا عن الجوهرى من كتابه السقيفه 1236- شرح النهج،4/87، 89وبلاغات النساء ص‏12، 15.
1237- فتوح البلدان 2/34، 35.
1238- شرح النهج 4/81نقلا عن الجوهرى.
1239- تاريخ الاسلام للذهبى 1/347.
1240- كنز العمال 5/367.
1241- المصدر السابق.
1242- صحيح مسلم 3/121باب قبول الهديه.
1243- مجمع الزوائد 3/90.
1244- صحيح البخارى 1/181باب ما يذكر فى الصدقه، وصحيح مسلم 3/117باب تحريم الزكاه على رسول اللّه، وسنن ابى داود 1/212باب الصدقه على بنى هاشم.
1245- سنن الترمذى 7/111.
1246- صحيح البخارى 2/200باب مناقب قرابه الرسول، وسنن ابى داود 3/49كتاب الخراج، وسنن النسائى 2/179قسم الفيى‏ء، ومسند احمد 1/6 9.
1247- شرح النهج،4/87واحمد بن ابى الطاهر البغدادى فى بلاغات النساء ص‏12 15.
1248- العقد الفريد لابن عبد ربه،3/64وتاريخ ابى الفداء 1/156.
1249- انساب الاشراف 1/586للبلاذرى، وكنز العمال ،3/140والرياض النضره للطبرى،1/167ومروج الذهب للمسعودى 2/100.
1250- الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/13.
1251- تاريخ اليعقوبى 2/105.
1252- الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/13.
1253- الامامه والسياسه 1/13، 14.
1254- الامامه والسياسه 1/14.
1255- صحيح الترمذى 7/111.
1256- فتوح البلدان 2/34، 35.
1257- تاريخ الذهبى،1/340وكنز العمال 5/367.
1258- صحيح الترمذى،7/111وصحيح البخارى،2/200وسنن ابى داود،3/49وسنن النسائى 4/179.
1259- الامامه والسياسه لابن قتيبه 1/13، 14.
1260- شرح النهج لابن ابى الحديد 4/64.
1261- المصدر السابق.
1262- شرح النهج 9/189.
1263- طبقات ابن سعد 2/2/29بسند صحيح، والسيره الحلبيه 3/44.
1264- مسند احمد 6/113.
1265- مروج الذهب للمسعودى،3/11ووقعه صفين لنصر،بن مزاحم ص،118 119تجد رساله معاويه التى تشير الى واقعه الابتزاز.
1266- الراغب فى محاضراته،7/13وكنز العمال 6/394.
1267- شرح النهج لعلامه المعتزله 2/20.
1268- شرح النهج 2/18.
1269- طبقات ابن سعد 3/130.
1270- مروج الذهب للمسعودى،3/353 454واقرا نص الحوار الذى دار بين عمرو ابن عباس.
1271- راجع على سبيل المثال شرح النهج لابن ابى الحديد 3/107، 12/52تحقيق ابى الفضل، وتاريخ الطبرى،4/223وقد وثقنا ذلك اكثر من مره.
1272- شرح النهج 1/248 249.
1273- شرح النهج لابن ابى الحديد 3/595 596تحقيق حسن تميم، كما نقل ذلك بن ابى الحديد عن المدائنى.
1274- مروج الذهب للمسعودى 3/11ووقعه صفين لنصر بن مزاحم ص‏118 119.
1275- صحيح الترمذى،1/111وطبقات ابن سعد 2/315، 5/77.
1276- فتوح البلدان 2/34، 35.
1277- تاريخ الاسلام للذهبى،1/347وكنز العمال 5/367.
1278- صحيح الترمذى،7/111وصحيح البخارى،2/200وسنن ابى داود 3/49.
1279- شرح النهج لعلامه المعتزله ابن ابى الحديد تحقيق حسن تميم 3/789 790.
1280- تاج العروس فى شرح القاموس للزبيدى مجلد 4ماده برطش.
1281- المغازى للواقدى 1/45.
1282- المغازى للواقدى 2/608 609.
1283- طبقات ابن سعد 3/130.
1284- تاريخ الطبرى،2/203وتاريخ ابن الاثير،2/110والسيره الحلبيه،2/227والبدايه والنهايه،4/28والسيره النبويه لابن كثير 3/55وقد اتفق هولاء الرواه على فرار عثمان وعمر كان معه، وشرح النهج لعلامه المعتزله 14/276و 15/20و 21و 22و 24و،25وحياه محمد لهيكل ص 265وتفسير الرازى ،9/67والدر المنثور 2/80و،88وكنز العمال،2/242والمغازى للواقدى،2/609والكامل لابن الاثير 2/108.
1285- صحيح البخارى تفسير قوله تعالى: (ويوم حنين اذا اعجبتكم كثرتكم).
1286- المستدرك 3/37للحاكم وقال: هذا حديث صحيح، وترجمه الامام على من تاريخ دمشق لابن عساكر 1/188 220ح 233و 234و 235و 236و 240و 241و 242و 243و 247و 261و ،262ومناقب على لابن المغازلى ص 181ح،217وخصائص امير المومنين للنسائى ص 52و،53ومجمع الزوائد للهيثمى 9/122و،124واسد الغابه،4/21ومسند احمد،6/353والبدايه والنهايه،4/186ومصنف ابن ابى شيبه،6/154ومسند البزار ج ،1والكامل لابن الاثير 2/149.
1287- المغازى للواقدى 2/600.
1288- الطبقات الكبرى لابن سعد 2/131و،190والاستيعاب بهامش الاصابه، والكامل فى التاريخ لابن الاثير 2/156و ،317والسيره النبويه لابن هشام،4/272، 274والسيره الحلبيه 3/190و،207وسيره ابن دحلان 2/232هامش الحلبيه، وشرح النهج لابن ابى الحديد 6/319.
1289- وتاريخ اليعقوبى،2/93وشرح النهج 6/52تحقيق ابى الفضل ابراهيم، ومنتخب الكنز بهامش مسند الامام احمد 4/180.
1290- المغازى للواقدى 2/607.
1291- تاريخ الطبرى،4/223وتاريخ بن الاثير،3/63وشرح النهج 12/53 54.
1292- تاريخ الطبرى،2/458مطبعه اوروبا،1/1843وفى روايه بن الاثير - 2/24وجاءت اسلم فبايعت).
1293- الموفقيات 6/287.
1294- الكامل فى التاريخ لابن الاثير،3/63وتاريخ الطبرى ،4/223وشرح النهج 12/53، 54.
1295- شرح النهج 1/248، 249.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page