طباعة

الحيره


.. وهكذا مضى عام كامل على فى ذلك المعتقل غير الانسانى، الذى كانت فيه ابسط حقوقنا الانسانيه مسلوبه.
بيد ان اللّه تبارك وتعالى انزل علينا صبرا، ووفقنى لحفظ القرآن الكريم.
وبقيت تجربه السجن مع هذه التيارات المختلفه فى الراى، والمتنازعه فى الاهواء، ماثله امامى، وما لفتنى هو اجتماع كل اولئك فى ضيافه النظام الحاكم.
لقد كانت هذه التجربه فرصه رائعه للتامل فى الكثير من الافكار، وفى فكر المجموعات من حولى، واستخلاص العبر من معايشتها ومعاينتها، وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل اللّه فيه خيرا كثيرا.
وفى مثل هذا الجو الذى يخيم عليه الجهل، لم تكن قضيه مذهب آل البيت(ع) مطروحه لاسباب عديده قد يكون من اهمها انعدام ادوات المعرفه.
انتهت رحله المعتقل يوم 31/10/1982م. (1402ه)، حيث عدت الى مكانى فى مستشفى المنصوره الجامعى، والى بيتى الصغير، والى اسرتى. وسارت الامور هادئه.
وكان الغيث ينزل من السماء رويدا رويدا.