لقد خضعت الرسالات السماويه لعده قوانين ربانيه، سواء فى ما يتعلق بشخصيه الرسل(ص) او فى ما يتعلق بمسار الدعوه وقبول الامم لها او رفضها، او التاريخ الطبيعى للامه بعد الاستجابه لرسل اللّه وصدق اللّه العظيم (قل ما كنت بدعا من الرسل) «الاحقاف/9»، (سنه من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا) «الاسراء/77»، وقوله(ص): (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع).
واحدى اهم هذه القواعد هى قاعده الاصطفاء او الاجتباء (ان اللّه اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين(ص) × ذريه بعضها من بعض واللّه سميع عليم) «آل عمران/33 - 34»، (وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار) «ص/47»، (ومن آبائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم) «الانعام /87»، (سلام على ال ياسين) «الصافات/130»، (رحمه اللّه وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد) «هود/73».
ان هذه القاعده تعنى ان شخصيات الرسل او الائمه، كما اسلفنا، انما هى شخصيات معده ومنتقاه سلفا والناس فى عالم الذر، وان هذه النطف الطاهره قد انتقلت من رحم مومنه طاهره الى رحم مومنه طاهره، من دون ان تمر على ارحام المشركين او اصلابهم، ولم يحدث ان اصطفى رب العزه واحدا من عامه الناس للقيام بهذه المهمه.
او انها قد انتقلت من يد نبى الى احد من صحابته، وانما هى تجرى فى اطار الذريه والال، (ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا فى ذريتهما النبوه والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون) «الحديد/26»، (ام يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمه وآتيناهم ملكا عظيما) «النساء/54».
اننا لسنا فى حاجه الى ان نوكد عموميه القواعد السابقه وانطباقها على محمد وآل محمد.
وحسبنا صيغه الصلاه الابراهيميه التى نقولها فى كل صلاه: (اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم).
اننا نوكد على ثبات حقيقتين تنطلقان من قاعده الاصطفاء..
الحقيقه الاولى: ان اختيار الرسل والائمه عليهم الصلاه والسلام محصور فى ذريه الرسل والانبياء (ذريه بعضها من بعض) «آل عمران/34»، وان مخالفه هذه القاعده بالادعاء بان هذا الاختيار يمتد الى عموم اصحاب اى نبى، او الى عامه امته، هو تعسف لا يقوم عليه اى دليل.
الحقيقه الثانيه: ان هذا الاصطفاء قد انتقل الى النبى محمد وآل بيته عليهم الصلاه واتم السلام تطابقا مع قوله تعالى: (سنه من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا) «الاسراء/77»، فالنبى محمد وآله فى الدرجه الرفيعه من آل ابراهيم، وقد خصهم ربنا عز وجل بالمدح فى غير موضع من القرآن الكريم، ولنضرب بعض الامثله على هذا..
1 - آيه التطهير
2 - آيه الموده فى القربى