• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مناقشه الاحاديث السابقه


حديث الغدير.. اشهر من ان يعرف، رواه معظم اصحاب السنن ان لم نقل كلهم وصححوه، ولقد ذكرنا فى الصفحات السابقه موارد ذكر هذا الحديث فى صحاح اهل السنه.
وواقعه (غدير خم) معروفه الزمان والمكان، حدثت اثناء عوده المسلمين من حج بيت اللّه الحرام فيما عرف بحجه الوداع قبيل موت رسول اللّه(ص) بقليل، اى فى العام العاشر للهجره الموافق 631 ميلادى.
فاذا كانت الحجه عرفت بانها حجه الوداع فكلمات رسول اللّه(ص) كانت وصيه الوداع من رسول وصفه القرآن:
(لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رووف رحيم) «التوبه/128»، انها كلمات تحمل اقصى درجه من الاهميه والخطوره بالنسبه لمصير الامه ومستقبلها، هذه الوصيه كانت بامر اللّه سبحانه وتعالى وقد جاء فى اسباب النزول للنيسابورى وغيره من المفسرين ان قوله تعالى: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللّه يعصمك من الناس) «المائده/67»، انها نزلت يوم غدير خم، وان هذا التبليغ كان امرا حيويا متمما ومكملا للرساله الاسلاميه ككل، والا لما قال القرآن (وان لم تفعل فما بلغت رسالته).
ما هذا الجزء الذى يكمل الكل فيجعله تاما؟.
توضح كلمات الخطبه هذه المعانى فتقول (الا وانى اوشك ان افارقكم وانى مسوول).
اذن فالرساله فى غايه الاهميه، انها المسووليه امام اللّه عن الثقلين كيف خلفتمونى فيهما؟ اول الثقلين او الثقل الاكبر هو كتاب اللّه، اذن القضيه قضيه منهج وليست قضيه عاطفه، انه نبى يوشك ان يفارق امته فيوصيهم لا بالاولاد كما يفعل عوام الناس، ولا بتنميه ماله، ولكن يوصيهم بالحفاظ على المنهج، بل ويحدد لهم وسيله الحفاظ على هذا المنهج، ان هذا لا يكون الا بمتابعه الثقلين: الكتاب والعتره، اتباع منهج، وقياده، لا على سبيل العاطفه او الموده فحسب.
فناصر الكتاب واهل البيت ناصر الرسول، وخاذل الكتاب والعتره خاذل للرسول، انها وصيه مركزه ومحدده تحدد المنهج، وهو الكتاب او النص وتحدد القياده وهى قياده اهل البيت الاقدر على فهم النص وتطبيقه، ومطابقه السلوك مع المنهج، فكيف اذن يمر الناس على هذا الحديث المتواتر مرور الكرام؟! واذا اضطروا لاثبات الفهم لجووا الى تمييع الافهام فيقولون: (ولا ننكر الوصاه بهم) وهل كان رسول اللّه(ص) فى حاجه الى ان يجمع المسلمين فى هذا الموضع ليوصيهم بذريته وحسب؟، لا نظن هذا.
ثم يلجا الرسول الاكرم(ص) الى مزيد من التحديد حينما يطرح ولايه امير المومنين(ع) بصوره واضحه ومحدده فيقول: (من كنت وليه فهذا وليه).
يقول بعض الباحثين: ان هذا الكلام لا يعنى ولايه الامر او قياده الامه وانما يعنى النصره والمحبه، وهذا كلام عجيب، فماذا كانت تعنى ولايه رسول اللّه للامه؟.
الم تكن ولايه التشريع والقياده (من كنت مولاه فهذا مولاه)، انها ولايه من ولايه، انها من نفس الجنس والنوع والمعنى، وليس هناك اى دليل او قرينه لغويه تفصل بين الولايتين، بل على العكس انها قضيه الامتداد تطرح فى وقتها الملائم (انى اوشك ان افارقكم - من كنت مولاه فعلى مولاه).
بقى ان نقول ان هناك معنى عظيما فى هذا الحديث، وهو قوله عليه الصلاه والسلام: (وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض)، هذا المعنى هو ان هذه القياده وان غيبت، فانها لا تغيب بل وستبقى حاضره فى دين المسلمين، انها حاضره حضور الكتاب فى دنيا الناس حتى آخر الدنيا، ثم ان هذه القياده تحتفظ بصوابيه الكتاب الكريم نفسها، اذ العتره عدل الكتاب ورفيقته فى طريق الحق، وحاشا لكليهما من الزيغ والضلال.
ومن عجب ان روايه الترمذى عن خطبه رسول اللّه(ص) فى حجه الوداع، وهى روايه تفرد بها تحمل المعنى نفسه بل النص والوصيه نفسيهما (تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا، كتاب اللّه وعترتى اهل بيتى)، لقد كان رسول اللّه(ص) حريصا على ان يكرر الوصيه نفسها فى مسافه زمنيه متقاربه وفى وسط اكبر عدد من جموع المسلمين اجتمعت فى حجه الوداع، ثم كان حديثه فى (غدير الجحفه) تفصيلا وتاكيدا لوصيته يوم عرفه، ثم انها فوق كل هذا وصيه مودع وصيه (رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رووف رحيم) «التوبه/128».
اما (حديث المنزله) وقد قاله رسول اللّه(ص)، قبيل مغادرته المدينه الى غزوه تبوك فى رجب من العام التاسع للهجره، 630 ميلادى، وتبوك موضع فى شمالى جزيره العرب، ولما انطلق النبى(ص) الى الغزو، استخلف عليا(ع) على المدينه فكانت هذه الكلمات: (اما ترضى ان تكون منى بمنزله هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى)، فماذا كانت منزله هارون من موسى؟، فلنقرا القرآن: (وواعدنا موسى ثلاثين ليله واتممناها بعشر فتم ميقات ربه اربعين ليله وقال موسى لاخيه هارون اخلفنى فى قومى واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) «الاعراف/142».
اذا لقد كانت منزله هارون من موسى هى منزله الخلافه على الامه (اخلفنى فى قومى).
ثم نص القرآن على واجبات الخلافه (واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين).
وهل كان اختيار رسول اللّه(ص) للامام على(ع) لحمل آيات البراءه مجرد مصادفه خاصه، وانه(ص) كان قد ارسل غيره حاملا للرساله ثم نزعها منه واعطاها للامام؟، لقد كانت رساله البراءه كما يلى: (ايها الناس، انه لا يدخل الجنه كافر، ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول اللّه(ص) فهو الى مدته).
ان هذه المهمه التى ارسل فيها امير المومنين على(ع) هى من مهام (القياده العليا) بالتعبير السياسى الحديث، مهمه ابرام المعاهدات او نقضها، مهمه وضع سياده الدوله الاسلاميه فى اطارها النهائى، ومن ثم كان اختيار الامام على لهذه المهمه متلائما مع دوره المقبل فى قياده الامه الاسلاميه فى المرحله المقبله، وانه فى هذه اللحظه كان يمثل ما تعارف عليه الناس بمصطلح (النائب الاول)، وهذا المعنى واضح فى كلمات الرسول(ص): (لا يودى عنى الا انا او رجل من اهل بيتى).
اما حديث السفينه فهو يحمل المعنى نفسه الوارد فى حديث الثقلين، انه يربط بين النجاه وبين التمسك بمنهج اهل البيت(ع) وولايتهم: (مثل اهل بيتى فيكم كمثل سفينه نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك)، وهل كان ركوب سفينه نوح متاحا للمومن والكافر ام انه كان متاحا للمومنين من الصابرين دون غيرهم من المعاندين؟.
انها كانت هديه اللّه لمن آمنوا وصدقوا (حتى اذا جاء امرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه الا قليل× وقال اركبوا فيها بسم اللّه مجراها ومرساها ان ربى لغفور رحيم) «هود/40 - 41»، انها سفينه النجاه تسير بامر اللّه مجراها ومرساها لا باهواء الناس ولا بضحاله علمهم (وهى تجرى بهم فى موج كالجبال) «هود/42»، ثم هى بعد ذلك الوسيله الوحيده للنجاه من مهالك الدنيا والاخره.
ويبقى، بعد هذا، حديث مدينه العلم، هذا الحديث الذى شبه فيه الرسول(ص) علمه بالمدينه التى لا توتى الا من بابها، وبابها هو امير المومنين على(ع)، ولطالما استعصى على فهم قوله تعالى: (وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها) «البقره/189»، هل نزلت هذه الايه لتعالج مشكله تسلق اسوار البيوت فحسب؟!، ربما، ولكنى لا اظن ان مثل هذه الظاهره تكفى وحدها لتعطينا مدلولا قاطعا مانعا يمنع انطباق مدلول هذه الايه على ايه قضيه اخرى.
ان المدلول الاخطر والاهم هو تنظيم الهيئه الاجتماعيه، ووضع القياده العلميه للامه فى موضعها الصحيح، وهو موضع الباب، وعلى كل من يريد الدخول ان يمر عبر الطريق الطبيعى وهو الباب، فاذا لم يكن للمدينه اسوار واصبح الدخول مفتوحا لكل من هب ودب، فان هذا عين الفوضى الاجتماعيه والعلميه والاخلاقيه، ثم وجدت ضالتى فى كلمات الامام على(ع):
(نحن الشعار والاصحاب، والخزنه والابواب، ولا توتى البيوت الا من ابوابها، فمن اتاها من غير ابوابها سمى سارقا).

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page