1 - روى البخارى ومسلم: (الناس تبع لقريش فى هذا الشان مسلمهم لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم)، (الناس تبع لقريش فى الخير والشر)، (لا يزال هذا الامر فى قريش ما بقى من الناس اثنان).
وروى البخارى عن معاويه بن ابى سفيان، عندما بلغه ان عبداللّه بن عمرو يحدث انه سيكون ملك من قحطان فقال: (بلغنى ان رجالا منكم يحدثون احاديث ليست فى كتاب اللّه ولا توثر عن رسول اللّه، فانى سمعت رسول اللّه(ص) يقول: ان هذا الامر فى قريش لا يعاديهم احد الا كبه اللّه على وجهه ما اقاموا الدين).
2 - الائمه اثنا عشر كلهم من قريش.. روى البخارى ومسلم:
(ان هذا الامر لا ينقضى حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفه كلهم من قريش)، (لا يزال الاسلام عزيزا الى اثنى عشر خليفه كلهم من قريش).
3 - هلاك الامه على يدى ائمه قريشيين.. روى البخارى فى باب الفتن عن عمرو بن سعيد قال: (اخبرنى جدى قال: كنت جالسا مع ابى هريره فى مسجد النبى(ص) بالمدينه ومعنا مروان بن الحكم، قال ابو هريره: سمعت الصادق الصدوق يقول:
هلكت امتى على يدى غلمه من قريش.
فقال مروان: لعنه اللّه عليهم من غلمه.
فقال ابو هريره: لو شئت ان اقول بنى فلان وبنى فلان لفعلت.
فكنت اخرج مع جدى الى بنى مروان حين ملكوا الشام فاذا رآهم غلمانا احداثا قال لنا: عسى هولاء ان يكونوا منهم.
قلنا: انت اعلم).
هذه الروايات وردت فى اهم كتب الحديث المعتمده لدى اهل السنه، بعد كتاب اللّه، ويستفاد منها عده معان:
ا - ان الامامه محصوره فى قريش.. امامه الابرار للابرار وامامه الفجار للفجار.
ب -ان الائمه الابرار عددهم اثنا عشر قرشيا.
ج -ان الامامه الحق ليست مباحه لكل قريش، بل هى محرمه على الظالمين منهم، لانه لا يعقل ان تعطى الامامه لمن يهلكون الامه، والروايه الثالثه تحذر منهم.
ان هذه الروايات تحتاج الى دراسه هادئه واعيه، فليس من المعقول ان تكون معرفه هولاء الائمه الابرار متروكه للتجربه، واحتمال الصواب والخطا مع ما يترتب على ترك هذا الامر غامضا من آثار مدمره وضاره جدا بمجموع المسلمين، فلو كان الناس على يقين من ضلال بعضهم لوجب عليهم عدم توليتهم من الاصل.
الامر الاخر المثير للريبه هو صمت ابى هريره عن تسميه ائمه الضلال فيقول: (لو شئت لفعلت) ويعلق السندى شارح البخارى على هذه العباره بقوله: (كان يعرف اسماءهم، وكان ذلك من الجراب الذى لم يبثه).
ومعلوم ان القوم يقولون: ان ابا هريره حفظ عن رسول اللّه(ص) جرابين من العلم، بث احدهما وكتم الاخر وقال: (لو بحت به لقطع هذا البلعوم)، وهذا اعتراف صريح بان ابا هريره قد كتم لمصلحه يراها، وهذه المصلحه معروفه على اى حال، انها مصلحه بنى اميه الذين استخدموه واعطوه من وظائفهم، ومن اموال المسلمين ما جعله يرى مصلحته هى مصلحه الناس جميعا.
والغريب ان المقريزى روى عن ابى هريره فى كتاب (التنازع والتخاصم) تسميه بنى الحكم: (رايت فى النوم بنى الحكم وبنى العاص ينزون على منبرى كما تنزو القرده فما روى رسول اللّه(ص) مستجمعا ضاحكا حتى توفى)، كما روى المقريزى الروايه نفسها عن سعيد بن المسيب: (راى النبى(ص) بنى اميه على منابرهم فساءه ذلك فاوحى اليه انما هى دنيا اعطوها فقرت عينه وهى تفسير قوله تعالى: (وما جعلنا الرويا التى اريناك الا فتنه للناس والشجره الملعونه فى القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا) «الاسراء/60» اى بنى اميه، وقد روى ايضا ان: (رجلا قام الى الحسن بن على رضى اللّه عنهما فقال: يا مسود وجه المومنين.
فقال: لا تونبنى رحمك اللّه فان رسول اللّه(ص) قد راى بنى اميه يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك فنزلت (انا اعطيناك الكوثر) «الكوثر/1» ونزلت (انا انزلناه فى ليله القدر× وما ادراك ما ليله القدر× ليله القدر خير من الف شهر) «القدر/1 -3».
يعنى مده ملك بنى اميه فحسب ذلك فاذا هو لا يزيد ولا ينقص).
كما روى ايضا عن ابى هريره وابى سعيد الخدرى: (ان رسول اللّه(ص) قال: اذا بلغ بنو العاص اربعين رجلا اتخذوا دين اللّه دخلا وعباد اللّه خولا ومال اللّه دولا).
وعلى الرغم من هذه الروايات جميعها، نجح بنو اميه فى الاستيلاء على السلطه بعد ثلاثين عاما من وفاه رسول اللّه(ص) ، وضربوا بجميع هذه التحذيرات عرض الحائط وطوله.
وفى الوقت الذى يجهد فيه بعض الكتاب والرواه فى تلميع صوره بنى اميه على الرغم من كل ذلك، فاننا نلاحظ اغفالا متعمدا للكثير من سيره آل البيت(ع)، وهنا نود ان نتوقف امام حدثين من احداث التاريخ الاسلامى المهمه وهما:
الاول.. صلح الامام الحسن بن على(ع)، مع معاويه بن ابى سفيان
الثانى.. حادثه استشهاد الامام الحسين بن على(ع) على يد جنود يزيد بن معاويه فى كربلاء سنه (41ه/661م).