• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تباشير الظهور في المخترعات الحديثة


وأختم بهذه القضية التي شغلتني، وهي تباشير الظهور في المخترعات الحديثة التي ترونها الآن:
الدنيا أرقام، وكلّ رقم يحرك طاقة عجيبة، فالأنترنت والتلفاز.. أزرار وأرقام وحروف إلاّ أنّ ذلك أعادني إلى مزيد من التأمّل في فواتح السور التي استهلت بحروف: الم، المر، المص، حمعسق... هذه الحروف التي ذهب المتأوّلون في شأنها مذهباً صحيحاً في حدود ما فُهم منها، وهو أنّها إشارة إلى إعجاز القرآن المكوّن من هذه الحروف التي يتخاطب بها العرب، وهذا معنىً يصح في وقت نزول القرآن بين الأعراب، لكن نحن اطّلعنا أنّه في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جرت الواقعة الآتية.
فأسأل الله أن يكون السادة العلماء الحاضرون معي بأذهانهم ليحقّقوها، لأنّ معلوماتي ضعيفة، ولذلك لمّا أكون بينهم أتكلم بجرأة ليصوّبوني.
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا هاجر إلى المدينة ودعى اليهود إلى اتّباعه والشهادة له بأنّه رسول الله، قال أحدهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألست الذي أُنزل عليك: الم؟
قال: بلى.
قالوا: أفنترك موسى من أجل نبيٍّ مدة بعثته هي عدد حروف الجمل: لـ (الم)؟.
هم فهموا أنّ هذا الخطاب يرمز إلى عدد الحروف، حساب الجمل القائم على عدّ أرقام لكلّ حرف الذي تقوم عليه الأبجدية الرقمية: أبجد هوّز حطّي كلمن.
فقالوا: ألست الذي أُنزل عليه: الم، فهذه حسبتها في سنين! نترك موسى لكي نتّبع نبياً هذه مدته؟!
فقال لهم (صلى الله عليه وآله وسلم): ولكنّي أُنزل عليّ...، وعدّد لهم كل حروف فواتح السور التي أُنزلت عليه(1)، ممّا يشير إلى أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)من حيث المبدأ قبل أن يكون هناك معنىً للحروف غير المعنى البسيط الظاهر.
إعلم يا أخي الحبيب، إنّ هذه الحروف مفاتيح كنوز العلوم التي لا يعرفها إلاّ الإمام المعصوم (عليه السلام)، هذه الكنوز العلمية التي عند ظهور الإمام يحرّكها فيحرك بها كل الطاقات الموجودة في الأرض، الطاقة الكهربائية والطاقة الذرية، ويفاجىء الدنيا بمدخل للقدرة، لا هو بمعمل تجارب ولا بصاروخ جرت عليه تجارب ولا سفينة فضاء، يفاجىء الدنيا بأن كل علوم الدنيا التي وصلوا إليها هو يستعلي عليها ويجندها للحق بهذه المفاتيح، لأني أستيقن وأحسب هذا اليقين له حظّ من كتاب الله.
إنّ المتشابه في القرآن المشار إليه في سورة آل عمران في الآية السابعة: (مِنهُ آيَاتٌ مُحكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأمَّا الَّذينَ فِي قُلوبِهِمْ زَيغٌ فَيتَّبعونَ مَا تَشَابَهَ مِنهُ ابتِغَاءَ الفِتنَةِ وَابتِغَاءَ تَأويلِهِ وَمَا يَعلَمُ تَأويلَهُ إلاّ اللهُ وَالرَّاسِخونَ فِي العِلمِ)(2).
إنتبه يا أخي، إنّ في المصحف بقراءة أهل السنة توجد وقفة لزوم على: (وَمَا يعلَمُهُ إلاّ اللهُ) يعني يريدون أنّ هذا المتشابه لا يعلمه إلاّ الله، وأمّا الراسخون في العلم شأنهم شأن غيرهم: (يَقُولونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِندِ رَبِّنا)(3)، وهذا الفهم لا يستقيم مع القرآن الذي أنزل لكي يُتَّبع ويُفهم من قبل أهله، ولو أراد أحد من غير أهله أن يفهم المتشابه لأثار الفتنة واتّبع الفساد.
فالمتشابه لا يفهمه إلاّ الثقة القرين للقرآن ـ وهو الإمام ـ فإنّ الم وغيرها من متشابه القرآن الذي لا يعرف سره إلاّ الإمام.
وحيث أنّ لي أن أقول: إنّ الإمام المعصوم عنده علمه، قد يقول لي قائل: كذلك الأئمة، فلماذا لم يقولوا علمهم في الحروف، هل كانوا لا يعلمون؟
لا بل يعلمون، لكن نحن نعلم في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثّ العلم كله إلى علي (عليه السلام) وأمره أن يبثّه إلى الإمام الذي بعده، فالإمام الذي بعده.. إماماً بعد إمام.. ولا يبدي أيّ إمام من العلوم إلاّ ما يناسب عصره، يعني لو حدّث الأئمة إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، لو حدّثوا بمعالم عن حروف القرآن ومفتتح السور، لما طاقتها عقول من حولهم.
لكن العلم الحديث الآن بما وصل إليه، وحيث أنّهم كانوا يعلمون ولم يتحدّثوا، وحيث أنّه لم يبق إلاّ الإمام القائم (عليه السلام) ولا تقوم الساعة إلاّ بعد أن تعرف كل علوم القرآن، ففي اليقين أنّ الإمام القائم (عليه السلام)سيحل هذا اللّغز، وحلّه هو الذي ستعلوا له أعناق البشرية كلّها، أعناق البشرية ستعلوا أمام معجزة في عصر علم تفوّق بالمعجزات، فيأتي الإمام ويبطل معجزاتهم ويبدأ سجل معجزات أُخرى مفاتيحها فواتح سور القرآن.
أسأل الله العظيم أن يثبّتنا بما هو حقّ، وأن يرينا الحقّ حقّاً ويرزقنا اتّباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويوفقنا إلى اجتنابه، وأن يجعلنا من خدّام آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن يحيي أنفسنا باتّباعهم، ويلحقنا بهم في الصالحين.
وصلى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله الطاهرين.

____________
1 - أنظر: الدرّ المنثور: 1/23 و2/5، عون المعبود: 12/226.
2 - آل عمران: 7.
3 - آل عمران: 7.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page