• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفوارق الكتابية بين الأقاليم الثلاثة

 

تعليق:
لقد ورد أن المسيح (عليه السلام) جاهر بألوهيته عندما ساوى نفسه بالله عزّوجلّ وفي شرح هذه المساواة تبين أنه مساو له في الجوهر أي بالمعرفة والقدرة، كما ينص دستور الإيمان المسيحي.
إن الدخول في هذه المناقشة من قبل اللاهوتيين، يعتبر مناورة عشوائية مغرورة، استعملت خلالها السيوف البراقة والعبارات الرنانة، التي تبدو كالذهب المصفّي للوهلة الأولى، ولكننا بعون الله سوف نزيل ذلك الطلاء المبهر عنها لتظهر على حقيقتها، عقيدة هشة لا أساس لها في الكتاب المقدس، لتظهر تلك الخرقة البالية على وجهها الحقيقي للمؤمن الذي سيتزين بها، فيعود عن شرائها ويبحث عن البديل اللائق به ليقابل خالقه بازهي حلة وأطهر عقيدة.
وفي هذه الحجة المدعاة مسألتان..
(الأولى) أن المسيح (عليه السلام) مساو لله في المعرفة.
(الثانية) أن المسيح (عليه السلام) مساو لله في القدرة.

المسألة الأولى:
أن افتراض أن يساوي أحدهم أخاه في المعرفة يستلزم امتلاك الأول نفس مدركات ومعلومات الثاني دون فرق. لا بزيادة ولا نقصان، وبذلك يعلم كل المسائل تماماً مثله، ومما لاشك فيه فإن الله تعالى كامل المعرفة، مما يحتم على المسيح (عليه السلام) أن يكون كامل المعرفة ليكون مساوياً لله كما يزعم، ولكن هل هو كامل المعرفة ليكون مساوياً لله كما يزعم، وهل يتبنى الكتاب المقدس فكرة أن المسيح كامل المعرفة؟
قطعاً لا والدليل أنه عندما سئل المسيح (عليه السلام) من قبل تلاميذه عن تاريخ اليوم الآخر، والذي لا يعلم به أحد سوى الله، لم يجبهم بأنه يعلمه ولم يقل أنه لا يريد الإفصاح عنه لأنه سر، بل قال: (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب وحده). مرقص 13: 32.
وهكذا يكون المسيح قد اعترف بأنه لا يملك العلم المطلق لكل شيء، وأقرّ بأن الله تعالى وحده كامل المعرفة وهذا واضح في القرآن الكريم حيث نقرأ في سورة البقرة 33 بسم الله الرحمن الرحيم (ألم أقل لكم إنّي أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33)) وفي شأن معرفة المسيح ينقل عنه القرآن أنه قال: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنّك أنت علام الغيوب(116)) سورة المائدة / 116 / والخلاصة الثابتة ان المسيح (عليه السلام) باعترافه ليس مساوياً لله بالمعرفة..

المسألة الثانية:
أن الافتراض أيضاً بأن المسيح (عليه السلام) مساو لله في القدرة يحتم على المسيح أن يكون قادرا على فعل أي شيء دون تردد أو عجز، وهذا مناف لتعاليم الكتاب المقدس حيث نقرأ في إنجيل متى 20:
20 إلى 23 حادثة تبين مدى عجز المسيح (عليه السلام) عن الأعمال التي لم يأذن له الله تعالى بالقيام بها..
((حينئذ تقدمت إليه أم ابني زبدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئاً فقال لها ماذا تريدين قالت له قل أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في الملكوت.. فقال لهما أما كأسي فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم من أبي)) هل يرضى العقل ويوافق المنطق على أن تكون هذه الإجابة وهذا العجز من خالق الخلق ومالك الملك كامل المعرفة والقدرة.
نترك للقارئ حق القرار في هذه المسألة ونسأله هل يجوز لأحد أياً كان أن يتجرأ وينسب إلى الله العجز، حاشا وكلا والكتاب المقدس يوضح مدى فداحة الإدعاء بالتعادل بين الأقانيم الثلاثة (الأب والابن والروح القدس).
إذ يوضح قائلاً: (كل خطيئة وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح القدس (قدرة الله) فلن يغفر للناس ومن قال كلمة على ابن الإنسان (المسيح) يغفر له وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له في هذا العالم ولا في الآتي) متى 12: 31.
أن عقيدة الثالوث تفرض ثلاثة أقانيم تشكل جميعها الله كما يزعم، مما يعني أن الروح القدس أقنوم أو شخص من هؤلاء الثلاثة، ويظهر من النص المدون أعلاه ان الروح القدس أعظم من المسيح (عليه السلام) مما يعني تفوق الأقنوم الثالث على الثاني، وعليه فإن المعادلة قد سقطت لأن الله دون شك أعظم من الروح القدس، وبالتالي هو أعظم من المسيح (عليه السلام).
تزعم الكنيسة أن الوحي الإلهي حل على الرسل عندما كتبوا الرسالات التي تلت الأناجيل الأربعة، وعليه نقول إن الله عزّوجلّ قد أوحى إلى بولس أن يبين للناس أنه رأس المسيح، في رسالة بولس إلى كورونثوس الأولى 11: 3 إذ يوضح قائلاً (وأريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل ورأس المسيح هو الله).
تجدر الملاحظة أن هذا النص جرت كتابته سنة 55 بعد الميلاد، أي بعد صعود المسيح (عليه السلام) إلى السماء بما يقارب ألـ 22 سنة تقريبا مما يجعل هذه القاعدة تنطبق على المسيح في السماء، رداً على المعتقد الذي يحاول تبرير أعمال المسيح واعترافاته على الأرض بأنها جرت أثناء تجسده بصفة الناسوت، مما يعني تجرده عن القدرة الإلهية المعرفة باللاهوت.
ورداً على مسألة الخضوع للمسيح (عليه السلام)، وإن الله أعطاه السلطان ليخضع له الجميع نقول، المسيح نفسه سوف يخضع لله، عند الانتهاء من التكليف الموكل إليه، وقد عالج الكتاب المقدس هذه المسألة في رسالة كورنثوس الأولى 15: 27 إذ يوضح قائلاً: (الله اخضع كل شيء تحت قدميه(المسيح) ولكن حين يقول ان كل شيء قد أخضع فواضح أنه غير الذي أخضع له الكل ومتى أخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذي أخضع له الكل فيكون الله الكل في الكل).
وهكذا تتجلى الصورة أمام الجميع، إذ يتبين أن الله جل وعلا هو السيد الوحيد الذي سوف تخضع له كامل الخليقة، ومن ضمنها المسيح (عليه السلام).

س: 7 كيف تقبل علماء اليهود تصريحات المسيح بألوهيته وما هي ردة فعلهم على هذا التصريح؟
الإجابة اللاهوتية: لقد أثار المسيح حفائظ اليهود عليه، من خلال مواقفه الجريئة وقد وردت في الكتاب المقدس عدة روايات تثبت ذلك، أبرزها ما ورد في إنجيل يوحنا 5: 18 حيث نقرأ: (فازدادوا طلباً لقتله لقول يوحنا الإنجيلي ليس لأنه كان ينقض السبت بل لأنه كان يقول أن الله أباه مساوٍ نفسه بالله).
وفي إحدى المناسبات أثار يسوع غيظ اليهود لدرجة أنهم حاولوا أن يرجموه بعد تصريح من هذا القبيل وبحسب ما ورد في يوحنا 10: 13 فإن السبب الحقيقي لرجمه كما ذكره اليهود حينها كان (إننا لسنا لعمل حسن نرجمك لكن للتجديف ولأنك تجعل نفسك إلهاً وأنت إنسان) لم يكن لدى اليهود أي فلسفة تجاري علم المسيح مما جعلهم غير قادرين على استيعاب عقيدة التثليث ولكن اليوم نستطيع أن نشرح هذه العقيدة على الوجه الذي يسمح للجميع فهمها والاعتقاد بها...
لكي نفهم عقيدة الثالوث علينا أولاً أن نتخطى عدة عقبات وضعت لمواجهتها، أبرزها تعبير (ابن الله) إن هذا التعبير لا يعني أن الله ولداً على شاكلة البشر وحسب عرفهم ومفهومهم، فولادة الابن من الأب مفادها أنه صدر عنه، كما يصدر النور عن الشمس ويأتي إلى الأرض لينيرها ويمنحها الدفء والحرارة ويبقى في الوقت نفسه بالشمس التي هي مصدره.
أو كالقصيدة أو بيت الشعر الذي تتمخض به مخيلة الشاعر، فيلده ويصبح ابنه وليد تفكيره ونتاج مخيلته ولقد دعيت القصيدة بحق (بنت الخيال) فتحفظ وتخط على القرطاس وتتداول بالأيدي، وبالوقت عينه يبقى مفهومها راسخاً للأبد في مخيلة الشاعر لا يبرحه البتة، وقد كان صدور ابن الله المسيح عن أبيه باطنياً ونعني بالصدور الباطني أن الصادر يبقى مرتبطاً بمصدره، كالفكرة التي تبقى في عقل المفكر، وإن كتبت على القرطاس.
ولقد شبّه بعض اللاهوتيين الثالوث تسهيلاً لفهم أقانيمه الثلاثة، بمثلث متساوي الأضلاع والزوايا، تحتوي كل زاوية ما بين ضلعيها مساحة الثلث بكامله كما سنبين بالرسم.
إن جوهر الله كما يقول يوحنا (الله محبة) يوحنا 4: 16 ولا يمكن لله إلا أن يكون محبّة ليبقى سعيداً، فالمحبة هي مصدر سعادة الله، ومن صفات المحبة أن تفيض على شخص آخر فيضان الماء وتنتشر وعليه انتشار النور فهي إذن تفرض شخصين على الأقل، ومع ذلك تبقى في وحدة تامة.
فرغم تعدد المستفيدين منها وتعدد أعمالها تبقى صفة واحدة المحبة، ولكي يكون أي شخص سعيداً عليه أن يهب ذاته لشخص آخر، وبما أن الله سعيد فقد وهب ذاته شخصاً آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته وثمرة هذه المحبة المتبادلة ما بين الأب والابن كانت الروح القدس، هو الحب فقط الذي يجعل الله ثالوثا وواحداً معا لأن الحب يفرض التعداد والوحدة معاً...

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page