• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مواجهة العقل لعقيدة الثالوث


إذا افترضنا عقيدة الثالوث كعقيدة إلهية يجب اتباعها والإيمان بمضمونها الفلسفي، الذي يجعل من المسيح عليه السلام وإلهه عزّوجلّ، إلهين متساويين من حيث القدرة والمعرفة والتكوين، والكينونة الكاملة المطلقة، لابد للعقل آنذاك من قبول انطباق الصفات التي يتحلى بها كل منهما على الآخر، بحيث تكون الوحدة في الصفات والأعمال متوفرة حينها، وعليه فلابد لنا من قبول كل من هذه الصفات والأعمال التي انطبقت على المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس كما لو أن الله تعالى قام بها وتحلى بها...


(1) (الله) تبارك وتعالى عما يصفون (يأكل ويشرب)..
ورد في إنجيلي متى ولوقا المسيح إن المسيح عليه السلام الذي = الله عند الثالوثين قد (جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هوذا إنسان أكول وشرّيب خمر محب للعشارين والخطاة) متى 11: 19 ولوقا 7: 34..

(2) (الله) المسيح عليه السلام مواطن صالح خاضع للحكم ومطيع للحاكم.. ورد في إنجيل متى 22: 21 (حينئذ ذهب الفريسيّون... فأرسلوا إليه تلاميذهم.. قائلين يا معلم نعلم إنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس فقل لنا ماذا تظن أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا... فقال لهم أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله). وفي تفسير هذا النص تذكر اللجنة اللاهوتية المؤلفة من حوالي 25 عالماً، في مؤلفها الشهير (التفسير التطبيقي للكتاب المقدس) (فانتماؤنا للدولة يقتضينا دفع الأموال للخدمات والمنافع التي نتمتع بها وانتماؤنا لملكوت السماوات يقتضينا أن نقدم لله ولاء نفوسنا وطاعتها). والمسيح قد أطاع الدولة التي كان ينتمي إليها بدليل إنه دفع الجزية لقيصر آنذاك كما هو مدون في إنجيل متى 17: 24: (ولما جاءوا إلى كفرنا حوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين الى بطرس وقالوا أما يوفي معلمكم الدرهمين، قال بلى) وبما أن (الله) المسيح عليه السلام دفع الجزية فلم يعد هنالك من فرق بينه وبين كل البشر المحكومين، فهل ترضى أخي القارئ بنسب هذا الواقع إلى الله تعالى..

(3) (الله) للمسيح عليه السلام سلسلة نسب بشرية، فهو منحدر من إبراهيم عليه السلام كما هو مدون في إنجيل متى 1: 1 (سلسلة كتاب ميلاد يسوع المسيح (الله) ابن داود ابن إبراهيم إلخ)... فهل يعقل أن يكون الخالق الأوحد منحدر من سلالة بشرية، وله آباء وأجداد كما يقتضينا الدليل العقلي أن نعتقد عند اتباع عقيدة الثالوث..

(4) (الله) المسيح عليه السلام يولد من امرأة، وفي مذود داخل مغارة، حيث لم تجد أمه والعياذ بالله لها مكاناً تلد فيه كما ورد في إنجيل لوقا 2: 6 حيث نقرأ: (وبينما هما هناك (في بيت لحم) تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر وقمّطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل) هذا النص يعطي دلالة واضحة على ولادة (الله) من امرأة، وفي بلدة صغيرة تدعى بيت لحم ولم يجد له مكاناً يأويه وهو رب السماوات والأرض وما بينهما، وقد أخذوا من هذه الحادثة ما يرنموه في الصلاة المريمية التي تنص..
(السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح، يا قديسة مريم يا والدة الله صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا... آمين) وهكذا انتشرت هذه العقيدة في أرجاء الشارع المسيحي على أنها موثقة من الكتاب المقدس، فأصبحت جزئاً لا يتجزأ منه..

(5) (الله) المسيح عليه السلام رضع من ثدي امرأة بشرية.. ورد في إنجيل لوقا 11: 27 و 28 ما نصّه (وفيما هو يتكلم في هذا رفعت امرأة صوتها من الجميع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما) إن هذه المرأة حسب ما جاء في الرواية وقفت أمام الجميع وقالت للمسيح عليه السلام (الله) حسب مفهوم الكنيسة طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ولم يرد عليها بالنفي لهذه المسألة، مما يؤكد حدوثها فقد كان عليه السلام معلماً لا يغفل عن أي أمر صغير كان أو كبير إلا ووضحه للمشتبهين.
عدا إن مسألة ولادته ونموه المذكورة في الكتاب المقدس تقتضي تناوله الغذاء عبر هذه الطريقة، كما هو معروف في العرف العام.

(6) (الله) المسيح عليه السلام لا يجد لنفسه مسند رأس، فهو فقير ومعوز ومع ذلك خالق الكون ومبدع الوجود ومسكن الناس في قصور وبروج، فقد ورد في إنجيل متى 8: 20: (فقال له يسوع (الله) للثعالب أو جرة ولطيور السماء أو أوكار أما ابن الإنسان (المسيح = الله) فليس له أن يسند رأسه). إن هذا النص يوضح مدى فقر وعوز (الله) بحسب تعريف الثالوث فهل يتقبل العقل أن تكون حال من يبسط الرزق لمن يشاء من عباده هي هذه...

(7) (الله) المسيح عليه السلام يصلي ويتعبد ليلاً ونهاراً... ورد في إنجيل مرقص 1: 35 إن المسيح (الله)
 كما تعرفه الكنيسة (في الصباح الباكر قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك فتبعه سمعان والذين معه) وهنا يقتضي العقل أن تطرح عدة أسئلة منها.
إذا كان هو (الله) فلمن كان يصلي؟ وهل يصلي الآلهة المتشابهون الذين يفرضهم الثالوث واحدهم للآخر؟ ولماذا يصلي الآلهة ومن الذي يتقبل صلواتهم ويرفضها؟ وهل يعقل أن يكون هنالك عدة آلهة وبالتالي عدة قرارات قد تتفاوت غالباً؟ إن الإجابة على هذا الكم من الأسئلة المطروحة وغيرها إنما هو مدون في الكتاب المقدس الحقيقي ونترك مسؤولية البحث عن الأجوبة إلى القارئ، وإلى العقل المودع به من الله تعالى كحجة يوم القيامة.

(8) (الله) المسيح عليه السلام يحتاج إلى وسيلة نقل كي يذهب إلى المكان الذي يريده.. إن يوحنا يذكر لنا في إنجيله عن تلك الأداة المستعملة من قبل المسيح عليه السلام (الله) إذ يقول: (ووجد يسوع (الله) جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملكك يأتي جالسا على جحش أتان) يوحنا 12: 14.. وصلت بنا الأمور إلى أن ننسب إلى الله تعالى أنه تنقل بواسطة جحش والعياذ بالله، وهو الذي لا يحد ولا يحصر، فهو في كل مكان وفي أي زمان، ولم يره أحد قط كما يقول الكتاب المقدس في يوحنا 1: 18 (الله لم يره أحد قط) فكيف يكون المسيح عليه السلام هو نفسه الله وقد رأته الملايين من المخلوقات... ولماذا نضع أنفسنا في الهلاك؟ فقط لتثبت إن النظرية الأفلاطونية صائبة وصحيحة...

(9) (الله) المسيح عليه السلام يسأل ويتعلم من المعلمين بإصغاء وشغف.. ورد في إنجيل لوقا 2: 45 (ولما لم يجداه (المسيح) رجعا إلى أورشليم يطلبانه وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم) إلى 52 (وأمد يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس) والسؤال هل يحتاج الله تعالى إلى المعرفة وهو كامل المعرفة؟ وهل كان الله تعالى في تلك الفترة، قليل الحكمة وقصير القامة ومعدوم النعمة، فتنموا لديه شيئا بعد شيء

(10) (الله) المسيح عليه السلام يجرب من إبليس اللعين..
نقرأ في إنجيل مرقص 1: 12 و13 إحدى أغرب الروايات المدونة في الكتاب المقدس، حيث نسب إلى المسيح عليه السلام، أنه جرّب من إبليس اللعين فترة أربعين يوم، وهذا نصها (وللوقت أخرجه الروح إلى البرية وكان هناك في البرية أربعين يوماً يجرّب من الشيطان وكان مع الوحوش وصارت الملائكة تساعده).
فضلاً عن استحالة تطبيق هذا النص على الله عزّوجلّ، فإنه لا يجوز أيضاً أن ينسب للمسيح عليه السلام لعدة أسباب أبرزها..
(أ) كون المسيح عليه السلام نبياً من عند الله، مما يوجب عصمته عن أي خطأ، فلا يعود هنالك من مبرر للتجربة التي تعرض لها.
(ب) كون الله تعالى لا يسمح بتجريب أنبيائه، سيما من إبليس اللعين..
(ج) لأن الشيطان لا يستطيع الاقتراب من عباد الله المخلصين، فما بالك الأنبياء المعصومين..
فقد ورد في القرآن الكريم أن الشيطان توعد وهدد بإغواء جميع البشر باستثناء العباد المؤمنين المخلصين الذين لا يتأثرون بإغواءات الشيطان وأساليبه الماكرة إذ تقرأ في سورة الحجر 40 (... ولأغوينّهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين (40)) فهل كان قادراً على إغوائهم ولم يرد ذلك؟ كلا على الإطلاق فهو يمثل قوى الشر التي لا تهاب شيئاً سوى قوى الخير والإيمان المزروعة داخل أولئك العباد المؤمنين.
وإذا افترضنا أن المسيح هو الله تعالى كما تزعم الكنيسة، لابد لنا من حذف هذا النص من الكتاب المقدس لأنه يتنافى مع ما ورد في يعقوب 1: 13 حيث يقول: (لأن الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحداً) فكيف تستطيع الكنيسة أن تجمع بين النقيضين، وتثبت أن الله تعالى قد جرب من إبليس اللعين الذي هو أصل كل الشرور وإنه في نفس الوقت لا يجرب بالشرور كما ورد أعلاه...

(11) (الله) المسيح عليه السلام يعترف ويندم ويعتمد من يوحنا المعمدان فهل تقبل أخي القارئ بهذا الواقع الذي تفرضه عقيدة التثليث؟
ولعدم الإطالة سوف نذكر المواضع والعناوين الرئيسة دون استعراض محتوى النصوص...
وسوف ننسب الأعمال إلى الله تعالى ناقلين بأمانة ما يدعيه اللاهوتيون.


(الله) ضعيف مسلوب القوة لا إرادة له في تحديد مصيره (لوقا 22: 43) وهو يفرز العرق وكأنه قطرات دم نازلة على الأرض من شدة حاجته (العدد44 من نفس الإصحاح)..

(الله) يسعى في خراب الأمم وقد هدف من مجيئه إلى الأرض، إلى التخريب والتفريق وإشعال الفتنة (متى 20: 32) مثل هذا لا يمكن أن ينسب للمسيح أيضا كونه يتعارض مع تعاليه التي كانت تدعو إلى المحبة والتسامح وضبط النفس.

(الله) عنصري وحقود فقد أتى إلى اليهود فقط دون سواهم من الناس، ووصف كل من كانوا في عهده من غير اليهود والعياذ بالله بالكلاب، (متى 15: 26).

(الله) ملك لشعب إسرائيل، وبالتالي إلها لهم فقط وليس رب العالمين.. (متى 2: 2) يوحنا (12: 13) مما يجعل من الله تعالى عنصريا يفضل شعب إسرائيل على سائر الشعوب بينما تجد القرآن الكريم يقول: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وفي الحديث الشريف (لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى) فلا فرق بين شعب وآخر إلا بالإيمان والتقوى وكل كتاب يدعي التحيز العنصري ليس من الله تعالى...

(الله) يضرب من أحد الخدام ولا يدافع عن نفسه عاجزاً.. (يوحنا 18: 22)..

(الله) يجوع ويعطش، يتعب وينام، ويصوم ليكفر عن ذنوبه وسواها من الصفات البشرية الناشئة عن ضعف الإنسان.. (يوحنا 19: 28 العطش) (متى 4: 2) الجوع) (متى 8: 22 النوم) (لوقا 18: 23 النتعب).

(الله) يحاكم على أيدي البشر، ويحكم عليه بالموت صلباً والأغرب أن الحكم ينفذ (مرقص 15: 37).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page