طباعة

فاطمة الزهراء (عليها السلام)

1. قال النبيّ (ص): "فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ"(1)
2. حدثني أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله (ص): "إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا."(2)
3. حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك ـ قال ـ: أنَّ النبيَّ (ص) كان يمرُّ ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرَجَ إلى الفجر فيقول: "الصَّلاةَ يَا أَهْل البَيْتِ، إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْل البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً."(3)
4. حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أنّ عائشة أخبرته أنّ فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (ص) سألتْ أبا بكر بعد وفاة رسول الله (ص) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر: إنّ رسول الله قال: لا نورثُ، ما تركنا صدقةٌ. فغضبتْ فاطمةُ بنت رسول الله (ص)، فهجرتْ أبا بكر، فلم تزل مهاجرتهُ حتى توفِّيَتْ. وعاشتْ بعد رسولِ الله (ص) ستة أشهر.
قالت: وكانت فاطمةُ تسأل أبا بكر نصيبَها ممّا تركَ رسولُ الله (ص) من خيبر وفَدَك وصَدَقَتَه بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذَْلك، وقال: لست تاركاً شيئاً كان رسول الله (ص) يعمل به إلاّ عملتُ به، فإنّي أخشى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أزيغ، فأمّا صدَقَتُهُ بِالمدِينة، فدفعها عمرُ إلى عليٍّ وعبّاس، وأمّا خيبرُ وفدكٌ فأمسكها عمرُ وقال: هما صدقةُ رسول الله (ص) كانتا لحقوقه التي تعرُوهُ ونَوَائِبِه، وأمرُهُمَا إلى من ولي الأمرَ، قال: فهما على ذَْلك.(4)
5. حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء عن فراس عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: أقبلتْ فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبيّ (ص)، فقال النبي (ص): "مَرْحَبًا بِابْنَتِي." ثمَّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثمَّ أسرَّ إليها حديثاً فبكتْ. فقلتُ لها: لِمَ تبكينَ؟
ثمَّ أسرَّ (ص) إليها حديثاً، فضحِكَتْ. فقلتُ: ما رأيتُ كاليوم فَرَحاً أقرب من حُزن! فسألتُهَا عَمَّا قال (ص)، فقالتْ: ما كنتُ لأُفشي سرَّ رسول الله (ص). حتَّى قُبِضَ النبيُّ (ص)، فسألتُها، فقالتْ: أَسَرَّ (ص) إليَّ: "إِنَّ جِبْرِيل كَانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُل سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ وَلا أُرَاهُ إِلاّ حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لحَاقًا بِي." فبكيتُ. فقال (ص): "أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ" أو: "نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ؟" فضحكتُ لذَْلك.(5)
6. حدثنا موسى عن أبي عوانة حدثنا فراس عن عامر عن مسروق، حدثتني عائشة أمّ المؤمنين قالت: إنا كنا أزواج النبي (ص) عنده جميعاً لم تغادر منا واحدة. فأقبلت فاطمة (عليها السلام) تمشي لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول الله (ص)، فلما رآها رحب قال: " مَرْحَبا بِابْنَتِي."
ثمّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثمَّ سارّها، فبكَتْ بكاءً شديداً، فلمَّا رأى حُزنَهَا، سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك. فقلتُ لها: أَنَا من بين نسائه، خصَّكِ رسولُ الله (ص) بالسّرّ من بيننا، ثمَّ أنتِ تبكين، فلمَّا قام رسولُ الله (ص)، سألتُها: عمَّا سارَّكِ؟
قالت: ما كنتُ لأُفشي على رسول الله (ص) سرَّه.
فلمَّا توفّي، قلتُ لها: عزمتُ عليكِ بما لي عليكِ من الحقِّ لمَّا أخبرتني.
قالت: أمّا الآن فنَعَم. فأخبرتني، قالتْ: أمّا حين سارَّني في الأمر الأوّل فإنَّه أخبرني: "أنَّ جِبْرِيل كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُل سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ وَلا أَرَى الأَجَل إِلا قَدْ اقْتَرَبَ فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي فَإِنِّي نِعْمَ السَّلفُ أَنَا لكِ" قالت: فبكيتُ بكائي الذي رأيتِ، فلمَّا رأى جزعي، سارَّني الثانية، قال: "يَا فَاطِمَةُ أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ" أو "سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟."(6)
7. حدثني محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته: أنّ فاطمة بنت رسول الله (ص) أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إنّ رسول الله (ص) قال: لا نورِّث، ما تركنا صدقة. إنّما يأكل آل محمّدٍ (ص) في هَْذا المال. وإني والله لا أُغَيِّر شيئاً من صدقة رسول الله (ص) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله (ص). ولأَعملنَّ فيها بما عمل به رسولُ الله (ص). فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً، فوجَدَتْ(7) فاطمةُ على أبي بكرٍ في ذَْلك.
قال: فَهَجَرَتْهُ فلمْ تكلِّمْهُ حتى توفّيتْ. وعاشتْ بعدَ رسول الله (ص) ستّة أشهر، فلمَّا توفّيَتْ، دفَنَها زوجُها عليُّ بنُ أبي طالبٍ ليلاً ولم يُؤْذِن بها أبا بكرٍ، وصلى عليها عَلِيٌّ، وكان لعليٍّ من الناس وِجْهَةٌ حياةَ فاطِمَةَ.(8)
8. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة: خرَجَ النبيُّ (ص) غداةً، وعليه مرطٌ مُرَحَّلٌ من شَعْر أسود. فجاء الحسنُ بنُ عليٍّ فأدخلهُ، ثمَّ جاء الحسينُ فدخل معه، ثمَّ جاءت فاطمةُ فأدخَلهَا، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله ثمَّ قال: " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} "(10)
9. حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة، قالت: كُنَّ أَزواجُ النبيِّ (ص) عندهُ لم يغادِر منهُنَّ واحدةً، فأقبلتْ فاطمةُ تمشي ما تخطئُ مشيتُها من مشية رسول الله (ص) شيئاً، فلمَّا رآها، رَحَّبَ بها، فقال: "مَرْحَباً بِابْنَتِي"، ثمَّ أجلسَهَا عن يمينه أو عن شماله، ثمَّ سارَّها، فبكَتْ بكاءً شديداً، فلمَّا رأى (ص) جَزَعَها، سارَّها الثانية، فضحِكَتْ، فقُلتُ لها: خَصَّكِ رسول الله (ص) من بين نسائه بالسِّرار! ثمَّ أنت تبكين، فلمَّا قامَ رسول الله (ص)، سأَلتُهَا: ما قال لكِ رسولُ الله (ص)؟
قالت: ما كنتُ أُفشِي على رسول الله (ص) سرَّه.
قالت ـ عائشة ـ: فلمَّا توفّيَ رسولُ الله (ص)، قلتُ: عزمتُ عليكِ بما لي عليك من الحقِّ لما حَدَّثتِني ما قال لكِ رسولُ الله (ص).
فقالت: أمّا الآن فنَعَم. أمَّا حين سارَّني في المرَّة الأولى فأخبرني أنَّ جبريل كان يعارضُهُ القرآنَ في كلِّ سَنة مرّةً أو مرَّتين، وإنَّه عارضه الآن مرَّتين، ـ قال (ص) ـ: "وَإِنِّي لا أُرَى الأَجَل إِلاّ قَدْ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي فَإِنَّهُ نِعْمَ السَّلفُ أَنَا لكِ."
قالت: فبكيتُ بكائي الذي رأيت، فلمَّا رأى (ص) جزعي، سارَّني الثانية، فقال: "يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضَيْ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ" أو "سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟" قالت: فضحكتُ ضحكي الذي رأيتِ.(11)
10. حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن وإسحاق بن منصور قالا: أخبرنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: سألتْني أمّي: متى عهدك؟ تعني بالنبيّ (ص)؟
فقلت: ما لي به عهد منذ كذا وكذا.
فنالت مني، فقلتُ لها: دعيني آتي النبي (ص) فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولكِ.
فأتيتُ النبي (ص) فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال: "مَنْ هََْذَا حُذَيْفَةُ؟"
قلت: نَعَم.
قال: "مَا حَاجَتُكَ غَفَرَ اللهُ لكَ وَلأُمِّكَ؟"
ـ ثمّ ـ قال: "إِنَّ هََْذَا مَلكٌ لمْ يَنْزِل الأَرْضَ قَطُّ قَبْل هَذِهِ الليْلةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَليَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَأَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ."(12)
11. حدثنا علي بن عيسى، قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أنّ فاطمة جاءت أبا بكر وعمر تسأل ميراثها من رسول الله (ص)، فقالا: سمعنا رسول الله (ص) يقول: إني لا أورِّث.
قالت ـ فاطمة ـ: (وَاللهِ لا أُكلِّمُكُمَا أبداً. فماتَتْ ولا تُكلِّمُهما.)(13)
12. حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبيّ (ص) قال: نزلتْ هذه الآية على النبيِّ (ص): {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} في بيت أمِّ سلمة، فدعا النبيُّ (ص) فاطمةَ وحَسَناً وحُسَيناً، فجَللهم بكساء، وعليٌّ خَلفَ ظهره (ص)، فجَلله بكساء، ثمَّ قال: " اللٍْهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً."
قالت أمُّ سَلمَة: وأنا معهم يا نبيَّ الله؟ قال: "أَنْتِ عَلى مَكَانِكِ وَأَنْتِ إِلى خَيْرٍ."(14)
13. حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسمعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: لمَّا أنزل اللهُ هذه الآية: {ْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ} الآية، دعا رسولُ الله (ص) عليّاً وفاطمةَ وحَسَناً وحُسَيْنًا، فقال: "اللٍْهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي."(15)
أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث قال حدثنا محبوب يعني ابن موسى قال أنبأنا أبو إسحاق هو الفزاري عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة: أنَّ فاطمة أرسلتْ إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النَّبيِّ (ص) مِن صَدَقَته وممَّا تَرَكَ من خُمُسِ خيبر، قال أبو بكر: إنَّ رسول الله (ص) قال: لا نُورَثُ.!(16)
14. حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني حدثنا الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي (ص) أنها أخبرته: أن فاطمة بنت رسول الله (ص) أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إنَّ رسول الله (ص) قال: لا نورَث، ما تركنا صدقةٌ، إنمَّا يأكل آل محمَّدٍ من هَْذا المال، وإنِّي والله لا أُغَيِّر شيئاً من صدقة رسول الله (ص) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسولِ الله (ص) فلأَعملنَّ فيها بما عمل به رسولُ الله (ص). فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة (عليها السلام) منها شيئاً(17).
15. حدَّثنا عمرو بن عثمان الحمصي، حدَّثنا أبي حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي (ص) أخبرتهُ بهَْذا الحديث. قال: وفاطمةُ (عليها السلام) حينئذ تطلب صدقة رسول الله (ص) التي بالمدينة وفَدَكَ وما بقي من خُمس خيبر، قالت عائشةُ: فقال أبو بكر: إنَّ رسول الله (ص) قال: لا نورَثُ، ما تركنا صدقةٌ، وإنما يأكل آل محمَّد في هَْذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل.!(18)
16. حدَّثنا حجاج بن أبي يعقوب حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدَّثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: أَخبرنِي عروةُ أنَّ عائشة أخبرته بهَْذا الحديث قال فيه: فأبى أبو بكر عليها ذَْلك وقال: لستُ تاركاً شيئاً كان رسولُ الله (ص) يعملُ به إلاّ عملتُ به إني أخشَى إن تركتُ شيئًا من أمره أن أزيغ. فأمّا صدقته بالمدينة فدَفَعَهَا عُمَر إلى عليٍّ وعباس رضي الله عنهما،..وأمَّا خيبرُ وفَدَكُ، فأمسكهما عُمَرُ وقال: هما صدقةُ رسول الله (ص) كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمْرُهُمَا إلى من وَلِيَ الأَمْرَ. قال: فهما على ذَْلك إلى اليومِ.(19)
17. حدثنا الحسن بن علي وابن بشار قالا: حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: ما رأيتُ أحداً كان أشبه سمتا وهدياً ودلاً، وقال الحسن: حديثاً وكلاماً، ولم يذكر الحسن السمت والهدي والدل برسول الله (ص) من فاطمة كرم الله وجهها، كانت إذا دخلتْ عليه (ص) قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها.(20)
18. حدثنا حجاج بن محمد حدثنا ليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي (ص) أنها قالت: أن فاطمة بنت رسول الله (ص) أرسَلتْ إلى أبي بكر تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفَدَكَ وما بقي من خُمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول اللهِ (ص) قال: لا نورَث، ما تركنا صَدَقَةٌ، إنما يأكلُ آلُ محمَّد في هَْذا المال، وإنِّي والله لا أغيِّرُ شيئاً من صدقة رسولِ الله (ص) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله (ص)، ولأَعملنَّ فيها بما عمِل به رسول الله (ص). فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً. فوَجَدَتْ فاطمةُ على أبي بكر في ذَْلك، فقال أبو بكر: والذي نفسي بيده، لقرابةُ رسول الله (ص) أحبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي، وأمَّا الذي شَجَرَ بيني وبينكُم من هذه الأموال، فإني لم آل فيها عن الحقِّ ولم أترُك أمراً رأيتُ رسول الله (ص) يصنعه فيها إلاّ صنعتُهُ.(21)
19. حدثنا حسين بن محمد حدثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: سألتْني أمّي: منذ متى عهدُك بالنبيّ (ص)؟
قال: فقلت لها: منذ كذا وكذا.
قال: فنالت مني وسبتني.
قال: فقلت لها: دعيني، فإني أأتي النبي (ص) فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولكِ.
قال: فأتيت النبيَّ (ص)، فصليتُ معه المغرب فصلى النبي (ص) العشاء، ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فاتبعته، فسمع صوتي، فقال: "مَن هَذا؟"
فقلتُ: حذيفة.
قال: "مَا لكَ؟"
ـ قال: ـ فحدثتُه بالأمر، فقال (ص): " غَفَرَ اللهُ لكَ وَلأُمِّكَ" ثمَّ قال (ص): "أَمَا رَأَيْتَ العَارِضَ الذِي عَرَضَ لِي قُبَيْلُ؟"
قال: قلتُ: بلى.
قال (ص): "فَهُوَ مَلكٌ مِنْ المَلائِكَةِ، لمْ يَهْبِطْ الأَرْضَ قَبْل هَذِهِ الليْلةِ، فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَليَّ وَيُبَشِّرَنِي أَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ."(22)
20. حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح قال حدثني من سمع أم سلمة تذكر: أَنّ النبيَّ (ص) كان في بيتها، فأتته فاطمةُ بِبُرْمَةٍ فيها خَزيرة، فدخَلتْ بها عليه (ص)، فقال لها: "ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ."
قالت: فجاء عليٌّ والحسينُ والحسن، فدخلوا عليه فجَلسُوا يأكلون من تلك الخَزِيرَةِ وهو على منامةٍ له على دُكَّانٍ تحته كساء له خَيْبَرِيٌّ. قالت: وأنا أصلِّي في الحجرة فأنزل اللهُ عزَّ وجل هذه الآيةَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
قالت: فأَخَذَ (ص) فَضْل الكساء، فغشَّاهم به، ثمَّ أخرجَ يدَه فألوى بها إلى السَّماء، ثمَّ قال: "اللٍْهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللٍْهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا."
قالت: فأدخلتُ رأسي البيتَ، فقلتُ: وأنا معكم يا رسول الله؟
قال: "إِنَّكِ إِلى خَيْرٍ، إِنَّكِ إِلى خَيْرٍ".
قال عبدُ الملك: حدَّثني أبو ليلى عن أمِّ سلمة مثل حديث عطاء.(23)
21. حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال حدثني شهر بن حوشب قال: سمعتُ أمَّ سلمة زوج النبي (ص) حين جاء نعي الحسين بن علي لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه قتلهم الله فإني رأيت رسول الله (ص) جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: "أَيْنَ ابن عَمِّكِ؟"
قالت: هو في البيت.
قال: "فَاذْهَبِي فَادْعِيهِ وَائْتِنِي بِابْنَيْهِ."
قالت ـ أمّ سلمة ـ: فجاءت تقود ابنيها كلُّ واحد منهما بيدٍ وعليٌّ يمشي في إثرهما، حتَّى دخلوا على رسول الله (ص)، فأجلسَهما في حجره، وجَلسَ عليٌّ عن يمينه، وجَلسَت فاطمةُ عن يساره. قالتْ أمُّ سلمة: فاجتبذَ من تحتي كساءً خَيْبَرِيّاً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة، فلفَّهُ النَّبيُّ (ص) عليهم جميعاً، فأخذ بشماله طرفَيْ الكساء، وألوى بيده اليُمنَى إلى ربِّه عزَّ وجل قال: "اللٍْهُمَّ أَهْلِي أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا اللٍْهُمَّ أَهْلُ بَيْتِي أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا اللٍْهُمَّ أَهْلُ بَيْتِي أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا"
قلت: يا رسول الله، ألستُ من أهلك؟
قال: بلى. فَادخلي في الكساء.
قالت: فدخلتُ في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمّه عليٍّ وابنيه وابنته فاطِمة رضي الله عنهم.(24)





____________
(1) البخاري باب منقبة فاطمة ـ (عليها السلام) ـ ج 5، ص 281 ط دار الحديث القاهرة.
(2) صحيح مسلم، باب فضائل فاطمة بنت النبي. ج7 ص141 ط دار المعرفة / لبنان رقم الحديث: 4483.
(3) مسند أحمد بن حنبل، باقي مسند المكثّرين، رقم: 13231.
(4) البخاري،كتاب فرض الخمس،رقم: 2862.
(5) صحيح البخاري باب منقبة فاطمة ـ (عليها السلام) ـ ج 5، ص 282 ط دار الحديث القاهرة رقم الحديث: 3353.
(6) صحيح البخاري، باب: مَن ناجى بين يدي الناس ولم يخبر بسرّ صاحبه. رقم الحديث: 5812.
(7) (وَجَدَ) أي غضب.
(8) صحيح مسلم. باب الجهاد رقم: 3304. باب: قول النبي لا نورث ما تركناه صدقه. وفي البخاري: ج5 ص281 باب: مناقب قرابة رسول الله(ص)ومنقبة فاطمة (عليها السلام) ط دار المعرفة. بيروت.
(9) صحيح مسلم، باب فضائل أهل بيت النبي. رقم: 4450.
(10) صحيح مسلم، باب فضائل فاطمة بنت النبيّ، رقم الحديث: 4487.
(12) سنن الترمذي، كتاب المناقب عن الرسول رقم الحديث: 3714.
(13) الترمذي، كتاب: السير عن رسول الله (ص)، باب: ما جاء في تركة الرسول، رقم: 1534.
(14) الترمذي، باب: مناقب أهل بيت النبيّ. رقم الحديث: 3719.
(15) سنن الترمذي ـ تفسير القرآن ـ عن الرسول(ص) ج5 ص225 رقم: 2925.
(16) النسائي، كتاب الفيء ج7 ص132 ط دار إحياء التراث / بيروت رقم الحديث: 4072.
(17) سنن النسائي الكبرى: ج7 ص132 كتاب قسم الفيئ.
(18) سنن النسائي الكبرى: ج7 ص133 كتاب قسم الفيئ.
(19) سنن أبي داود، رقم الحديث: 2578 كتاب الخراج والإمارة والفيء.
(20) سنن أبي داود: ج2 ص522 باب ما ما جاء في القيام ح5217.
(21) مسند أحمد بن حنبل، باب: مسند أبي بكر، رقم: 52.
(22) مسند أحمد بن حنبل، باب: حديث حذيفة، رقم الحديث: 22240.
(23) مسند أحمد بن حنبل، باب: حديث أم سلمة، رقم: 25300.
(24) مسند أحمد بن حنبل باب: حديث أم سلمة، رقم: 25339.