• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إعتراف المستبصرين بأن في كتب السنة الدلائل الواضحة على صدق التشيّع

ولست هنا في صدد سرد الأدلة على خلافة أميرالمؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كتب السنة ككتب الصحاح والمسانيد والحديث وكتب التأريخ أيضاً ، وأن فيها ما يكفي في معرفة الحق لحتوائها الكثير من البراهين الدالة على النصوص التي لا تقبل التأويل ولا الشك في أن الخليفة ـ بمقتضاها ـ بعد رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم) هو أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، بل أترك القارئ هنا ليقرأ بنفسه تلكم الإعترافات التي جاءت على لسان جملة من المتشيعين الذين استبصروا وأخذوا بمنهج أهل البيت (عليهم السلام) وتركوا ما ألفوه لعشرات السنين بعدما فتحوا قلوبهم على معرفة الحق ، وتركوا التعصب فهداهم الله تعالى ، فهؤلاء قد اعترفوا أن في كتب السنة دلائل على صحة معتقد الشيعة فلا مجال لتأويل هذه الدلائل أو إنكارها .
يقول الشيخ الأنطاكي(رحمه الله) في حواره مع عالم شافعي من الشام : بعد اشتهار أمرنا بالتشيع أتاني أحد أعاظم علماء الشافعية المشهورين بالعلم والفضيلة في مدينة حلب الشهباء ، وسألني بكل لطف لماذا أخذتم بمذهب الشيعة وتركتم مذهبكم وما هو السبب الداعي لكم واعتمادكم عليه وما هو دليلكم على أحقية علي (عليه السلام) من أبي بكر ؟ فناظرته كثيراً ، وقد وقعت المناظرة فيما بيننا مراراً وأخيراً اقتنع الرجل ، ومن جملة المناظرة أنه سألني عن بيان الأحقية في أمر الخلافة هل أبو بكر أحق أم علي ؟ فأجبته إن هذا شيء واضح جداً بأن الخلافة الحقة لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) فور وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم من بعده إلى الحسن المجتبى (عليه السلام) .. الخ
ودليل الشيعة على ذلك الكتاب الكريم ، والسنة الثابتة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من الطرفين ، وكتبهم مليئة من الحجج والبراهين الرصينة ، ويثبتون مدعاهم من كتبكم ومؤلفاتكم ، إلاّ أنكم أعرضتم عن الرجوع إلى مؤلفات الشيعة والوقوف على ما فيها ، وهذا نوع من التعصب الأعمى ؟
إلى أن يقول : فالشيعة برمتهم يحكمون بما ثبت عندهم من الأدلة قرآنا وسنة وتأريخا ، ويحتجون من كتب خصومهم السنة فضلا عن كتبهم بالخلافة لعلي ولبنيه الأئمة الأحد عشر(عليهم السلام) الذين تمسكت الشيعة بإمامتهم(1) .
ويقول السيد حسين الرجا السوري المستبصر : اصطحبني ذات ليلة أحد المحبين إلى بيت أحد المشايخ لغرض الإستشفاء ، فاستقبلنا ورحب بنا ، فقبلت يده ، ولما استقر بنا المجلس قال الشيخ : يا حاج حسين أصحيح ما سمعناه عنك فقلت له : نعم شيخنا .
فقال : تكلم لنا كيف استحوذ عليك الشيعة بأعظم مصيبة هي المصيبة في الدين ؟
فقلت له : شيخنا لقد قرأت بعض كتبهم العقيدية والجدلية والتأريخية وسيرة الصحابة وغيرها فوجدتهم يثبتون صحة مذهبهم من كتب أهل السنة ، وبالأخص صحيحي مسلم والبخاري وسائر الكتب الستة ، وكذلك يثبتون غلط مذاهب أهل السنة من كتبهم .
ولقد راجعت الكثير فوجدته كما يقولون ، وكلما يزداد شكي في التسنن يزداد يقيني في التشيع ، وفي مثل هذه القضايا تزل الأقدام ، فخفت على نفسي من زلة القدم ، وأصبحت مريضاً ولا علاج لي إلاّ عند العلماء ، وإلاّ فمرضي لا تُرجى براءته(2) .
ويقول الشيخ معتصم السوداني المستبصر : وبعد الإنتهاء من الحوار وأداء صلاة المغرب انفردت بقريبي عبد المنعم وسألته بكل احترام هل أنت شيعي ؟ ومن هم الشيعة ؟ ومن أين تعرفت عليهم ؟
قال : مهلا ... مهلا سؤال بعد سؤال .
قلت له : عفوا ، وأنا ما زلت مذهولا مما سمعته منك ؟
قال : هذا بحث طويل ومجهود أربع سنوات من العناء والتعب مع الأسف لم تكن النتيجة متوقعة .
فقاطعته : أي نتيجة هذه ؟
قال : ركام من الجهل والتجهيل عشناه طوال حياتنا نركض خلف مجتمعاتنا من غير أن نسأل هل ما عندنا من دين هو مراد الله تعالى وهو الإسلام ؟وبعد البحث اتضح أن الحق كان مع أبعد الطرق تصوراً في نظري وهم الشيعة ؟
قلت له : لعلك تعجلت .. أو اشتبهت ؟
فابتسم في وجهي قائلا : لماذا لا تبحث أنت بتأمل وصبر ؟ وخاصة أن لكم مكتبة في الجامعة تفيدك في هذا الأمر كثيرا ؟
قلت متعجبا : مكتبتنا سنية فكيف أبحث فيها عن الشيعة ؟
قال : من دلائل صدق التشيع أنه يستدل على صحته من كتب وروايات علماء السنة ، فإن فيها ما يظهر حقهم بأجلى الصور .
قلت : إذن مصادر الشيعة هي نفس مصادر أهل السنة ؟
قال : لا ، فإن للشيعة مصادر خاصة تفوق أضعافا مضاعفة مصادر السنة كلها مروية عن أهل البيت(عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكنهم لا يحتجون على أهل السنة بروايات مصادرهم لأنها غير ملزمة لهم فلابد أن يحتجوا عليهم بما يثقون به ، أي ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم .
سرَّني كلامه وزاد تفاعلي للبحث ، قلت له : إذن كيف أبدأ ؟
قال : هل يوجد في مكتبتكم صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند أحمد والترمذي والنسائي ؟
قلت : نعم عندنا قسم ضخم لمصادر الحديث .
قال : من هذه ابدأ ثم تأتي بعد ذلك التفاسير ، وكتب التأريخ فإن في هذه الكتب أحاديث دالة على وجوب اتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) .
وبدأ يسرد لي أمثلة منها مع ذكر المصدر ورقم المجلد والصفحة ، توقفت حائراً أسمع إلى هذه الأحاديث التي لم أسمع بها من قبل مما جعلني أشك في كتب السنة ، ولكن سرعان ما قطع عني هذا الشك بقوله : سجل هذه الأحاديث عندك ثم ابحثها في المكتبة ونلتقي يوم الخميس القادم بإذن الله(3) .




____________
1- كتاب لماذا اخترت مذهب الشيعة ، الأنطاكي : 319 .
2- دفاع من وحي الشريعة ، السيد حسين الرجا السوري : 28 ـ 29 ، المتحولون ، الشيخ هشام آل قطيط : 366 ـ 367 .
3- المتحولون ، الشيخ هشام آل قطيط : 274 ـ 279 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page